خريطة


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

في علم الجغرافيا تعد الخريطة رسماً توضيحياً للفضاء أو منطقة من ذات اتساع و ملامح بارزة توضح العلاقات بين العناصر الموجودة عليها، مثل الكائنات والمناطق.
أحيانا ينتابنا إحساس آخر بالخرائط والمواقع، ولكن في قلوب من نحب، فنتأمل أين موقعنا الاستراتيجي على الخريطة القلبية في علاقتا الإنسانية؟!
فقد نكتشف أننا نحتل موقعاً متميزاً في مكان رئيسي أو ميدان مهم، أو تكون المفاجأة عندما نرى موقعنا مجرد شارع جانبي ضيق أو هامشي قد لا يبدو أصلا على الخريطة أو يكاد يتلاشى، فنشعر أنهم خذلونا، لأننا لا نمثل شيئاً ذا قيمة كبيرة على خريطة حياتهم.
مما لاشك فيه أن العلاقات الإنسانية أمر يستحق التأمل والاهتمام في حياتنا جميعا، لأنها إشباع للحاجات النفسية للفرد التي يحتاجها في نطاق الجماعة، وإقامة علاقات إنسانية سليمة عصب الحياة البشرية التي تجعل حياتنا أفضل، فجودة حياتنا تنبع من طبيعة علاقتنا على جميع المستويات الأهل، الأصدقاء الأحباب، الأبناء، الزملاء.
فإذا كان في وسعك أن تحب ففي وسعك أن تفعل أي شيء «تشيكوف»
سؤال مهم جداً من الأفضل أن نطرحه على أنفسنا بمنتهى الشفافية والمصداقية... هل علاقاتنا الإنسانية متكافئة وعلى المستوى نفسه من العطاء؟
هل موقعنا استراتيجي على الخريطة القلبية لكلينا؟
إننا نتاج علاقتنا فقد تشيدنا أو تهدمنا ترفعنا عاليا أو تطرحنا أرضاً،تضيف إلينا أو تستنزفنا، تمنحنا الطاقة أو تسلبنا إياها، إن الاتصال الجيد في العلاقات الإنسانية يشبه التنفس للإنسان، كلاهما يهدف إلى استمرار الحياة، فلنتنفس هواء نقياً ينعشنا.
مما لا شك فيه أن العلاقات الإيجابية في حياتنا تتطلب قدراً هائلاً من الطاقة.
كالعلاقات الأسرية التي تأخذ حيزاً كبيراً من تفكيرنا، فكل أسرة تمر بأوقات من السعادة وأوقات من الألم، ولا بأس في ذلك؛ فهذا جوهر العيش وسط أسرة.
محيط الأصدقاء المقربين وهؤلاء الذين نعطيهم كل ما لدينا ويعطوننا أيضا، وتلك الغاية من الصداقة الأخذ والعطاء. قالت هيلين كيلير عن الدور الكبير الذي لعبه أصدقاؤها في حياتها: «أصدقائي صنعوا قصة حياتي. بألف طريقة حولوا عجزي ونقائصي إلى ميزات جميلة، وجعلوني قادرة على أن أسير في سكينة وسعادة تحت الظل الذي أسقطه حرماني».
أما فريق العمل الذي تربطنا به علاقات إلزامية، فيمثل جزءاً مهماً جدا في حياتنا، فكلما حرصنا على أن يتحلى بروح الانسجام والمبادرة تلاشت الصراعات التي قد تنتابه أحيانا والسلبيات التي تغيم عليه، فنحن من نقرر كيف تكون طبيعة العلاقة فيه مهما واجهنا من عراقيل، لنحقق غايتنا بإنجاز العديد من المهام ونجاح فريق العمل.
إن العلاقات الإنسانية مثل أي نظام عضوي، عرضة للتحلل طوال الوقت. فيحتاج دائما إلى الرعاية والاهتمام وبذل مزيد من الجهد لتقديم كل ما يرضي ويسعد الطرف الآخر، فالحب وحده لا يكفي بل بالفعل والعطاء والتقدير، وجعلها من الأولويات وليس حسب المناسبات، فالتعرف على الموقع الحقيقي على خريطة من حولنا أمر مهم جداً، لأنه سيجعل التعامل أكثر وضوحا وأفضل، فاكتشف أين أنت على الخريطة القلبية.
 
أعلى