آلبتول
أدميرال
- إنضم
- Jul 5, 2008
- المشاركات
- 10,067
- مستوى التفاعل
- 172
- المطرح
- من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
خنصر.... بنصر.... سبابة .... وحياتنا اليومية
تأملت جيداً بأطراف يدك لتساءلت دوماً لماذا خلقها الله بهذه الصورة هذا صغير وضعيف وذاك قصير وعريض والأوسط أطولها
ولماذا السبابة والبنصر لا يتساويان في الطول بالرغم أن الوسطى تفصلهما ....
هل فكرت بهذه يوماً...
وكأني بك تنظر لأصابعك الآن وتتساءل ..... لماذا
هلا نظرت إلى قول الله تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } التين4
لا يعلمها إلا خالق السموات والأرض ولكل شيء حكمة هذا أولاً
أما ثانياً ....
انظر لحكمة الله في هذا الخلق ... كل أصبع مختلف عن الثاني ولكل مهمته التي يؤديها
بالإضافة إلى أن لا أحد منهم يستطيع أن يستغني عن الثاني
وهكذا نحن البشر ...
هناك الطويل وهنا القصير هناك السمين وهنا الضعيف هناك الطيب وهنا الخبيث ...
هناك المحب وهنا المبغض ... هناك الباذل وهنا البخيل ... هناك الصديق وهنا العدو...
هناك الصادق وهنا الكاذب .. هناك المنافق وهنا المحق ... وقس على ذلك جميع أمور الحياة .. ولكن هل نحن مجبرون على معايشة تلك الأصناف ... فلتصنف نفسك من أيهم أنت أولاً...
فإن كنت محبا رحيماً صديقاً معطاءً فأبداً لن تكون منافقاً حقوداً وإن كنت بخيلاً أنانياً قاسياً
فمن المستحيل أن تكون صادقاً محقاً ... فإن كنت من الصنف الأول فمن الصعب عليك أن تتعايش مع الصنف الآخر مهما كانت قوة علاقتك به أو كانت محبته بقلبك ...
أو بالأحرى حتى وإن كان أخوك الذي هو من دمك ولحمك...
ولكن أيكون ذلك التعايش ممكنا...!؟
للأسف أقول نعم .... وذلك أن تطبع أحدهما بطباع الآخر ... وهذا هو حالنا لهذا اليوم
لطالما صاحب الطيب الخبيث وتطبع بطباعه وهذا ما يؤسف عليه ... وصاحب الخبيث الطيب وتطبع بطباعه وهذا المراد...
ولكن النوع الأول كان الأكثر انتشاراً لأن قوة الخبيث أكثر ولأن الله سبحانه وتعالى
أمر أن لا يبقى على الأرض غير شرارها . لقد خلق الله الإنسان مخيراً لا مسيراً... أعطاه العقل ليفكر ... أعطاه القلب ليحس .... أعطاه العلم ليدرك ...
فتح أمامه سبحانه وتعالى الآفاق كلها لينهل منها ويرتقي وإذ هو يغرق بالحضيض بمحض إرادته .. وعجباً لذلك . نعم عجباً لذلك ...
تجد أحدهم من أن يصبح ولسانه في ذكر وإذا انتصف النهار فهو لصلاة الضحى أسرع ... وإن علا صوت المآذن فبخطاه للصلاة ... وأن هلت البيض فالصيام أحق وأولى ....
وفجأة تجده مع هذا وذاك .. قال فلان ... ذهب فلان ... فعل فلان .... وجلسات لتحليل فلان وفلان من الناس وأعمالهم وأفعالهم وحركاتهم ....
والأدهى من ذلك ... التآمر على فلان والنميمة والكذب والتحايل وسوء الظن ... وقس عليه من الأعمال التي والله عجباً أن تجتمع في شخص
كان طوال نهاره صواماً قواماً ذاكراً لله سبحانه وتعالى .... وكأنه لا يعلم أن الله يحصيها ويعلمها ويأمر ملائكته بكتابتها ليجعلها أما ناظريه يوم القيامة ...
صافعاً وجهه بصلاة لم تنهه عن فحش الكلام ومنكر القول والعمل . عجز العلماء عن الكلام ... وبحت أصوات الخطباء على المنابر ... وتسارعت الأجهزة بطباعة الكتيبات وتوزيع الأشرطة .... وكثر الناصحون...ليحاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه ..
وماذا حصل .... أصبح الذهاب إلى الخطباء والسفر لمكة وتوزيع الكتيبات والأشرطة سمعة... أصبحت عضلة اللسان تلهج بالذكر والدعاء دون أدارك فقط ...
عاده أو ..... هلا تساءلت ... أين عقلك حينما تجتهد طوال اليوم في إرضاء ربك لترضى ببشر أن يفسد عملك ووصلك ...
هلا تساءلت ... أين قلبك وأنت تعاقب شخصاً لم يسئ إليك البته ... هلا تساءلت ... أين إيمانك ... وأنت تدعو على شخص أو تحتسبه عند الله في أمر قد قضاه الله وقدره .
هلا تساءلت ... أين عقيدتك وأنت تكذب وتعلم أن المؤمن ينتفي إيمانه بالكذب... هلا تساءلت ... أين بديهتك في حل المشكلة بدل أن تثير الفتن بين المتخاصمين ( والفتنة أشد من القتل )
هلا تساءلت ... أين وأين وأين .... وأين ... رحمني الله وإياك
انظر لبيتك ... انظر لوالديك .... انظر لإخوتك .... انظر لأبنائك ... انظر لجارك ألم تفقد منهم أحداً... ألم تر الموت أمامك... أرأيت كيف تحول من شخص حي يمشي على قدميه يتحدث .. يعمل ... يكدح ... يتنافس في عمله ...
إلى شخص يحتاج لأحد أن يغسله ويطرح فضلاته ويكفنه بل ... ويحمله إلى قبر مظلماً موحشاً .... ليكون وحيداً بعد أن كان حوله فلان وفلان وفلان وفلان .....
هلا سألت نفسك .... أين هم بعد ذلك ... أنت تعلم وأنا أعلم أن
يوم القيامة الكل سيلقي بثقله على الآخر وسيحمله الذنب على ما أصبح عليه ...
قال الله تعالى : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً
( لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً ).
ولكن الكتاب موجود ... والميزان موضوع والملائكة كتبت
ورفعت الحساب سنة تلو السنة والعقل والقلب في غفلة ....ولن يظلم الله أحداً أبداً .
لذلك ... ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )
وأخيراً .....كن خنصراً بضعفك لله .... ولا تستهن بصغر الفعل فقد يكون عند الله كبيرا
ففي توجيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - كفاية عندما قال: «لا تحقرنّ من المعروف شيئاً»أخرجه مسلم
وفي رواية لأحمد: «لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تعـطي صـلة الحـبل، ولو أن تعطي شِسْع النعل، ولو أن تنزع من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تنحّي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلِّم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض»أخرجه أحمد
كن بنصراً.... مسانداً لا تابعاً معلياً كلمة الحق لا تخاف في الله لومة لائم ....
قال صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) متفق عليه
كن وسطى ... واعتدل في كل شيء أمرك الله به .... لا تكن مترفعاً متعالياً بحسبك أو نسبك أو عملك أو مالك
فمن أعطاك إياه قادر على أخذه منك
وللأوزاعي كلمة مشهورة : ما من أمرٍ أمر الله به إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى إفراط وإما إلى تفريط، والوسط ما يحبه الله عز وجل.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لا يشكر الله من لا يشكر الناس ).
كن سبابة .... وأشر دائماً للخير وابتعد عن الشر ومن جاوره بفعل أو حديث أو غيبة ...
قال صلى الله عليه وسلم (إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر و إن من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه و ويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه) حديث حسن
كن إبهام .... قوياً لايمكن الاستغناء عنك أبداً .. تحكم الجميع بعقلك وحكمتك ورحمتك وعدلك وإنصافك ورفقك ومحبتك وكبر قلبك وطيبتك.
احكم قبضتك واجعل نفسك مؤثراً ... لا متأثراً
قال الله عز وجل: ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَة وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن)
احكم عقلك .... واعلم أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ... الله وليس البشر
وكفاك كفاك كفاك ( الموت واعظاً )
فاليوم أنت هنا وغداً هناك وليس حولك أحد
إشارة : لا تدع لسانك يقرأ المقال وأنت غافل .... هلا أعملت عقلك وهممت .....
مما رآق لي من مقالات الكاتبة السعودية هند المسند...
التعديل الأخير: