درس فى حب مصر

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
"مصر هى أم بلاد الدنيا وأم المجاهدين والعباد، هى صاحبة الفضائل على سائر ربوع العالم، لها تاريخ مجيد منذ أن وطأتها أقدام الأنبياء الطاهرين، ومشت عليها أقدام المرسلين المكرمين والصحابة المجاهدين.. إن النبى محمد أوصى الأمة كلها بأن من يتعامل مع المصريين أن يحسن إليهم وأن يكرمهم، وأن يعرف قدرهم وأن يقف معهم عند حاجتهم وأن ينصرهم عندما يؤذين"
هذا قليل من كثير ذكره الداعية السعودى الشهير الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفى عن مصر وأهلها فى محاضرة ألقاها بجامع البواردى بالرياض، وبحسب معلوماتى، هذه ليست المرة الأولى التى يتعرض فيها دعاة ورجال دين سعوديون لمصر بالحديث عن أفضالها وتاريخها أو بالدعاء لها للخروج من محنتها، تحدث من قبل إعلاميون وصحافيون وسياسيون سعوديون يدركون حجم مصر، ويعرفون قيمتها، ويحفظون قدرها ومكانتها، ويعلمون كما يعلم الشيخ العريفى أنه: "إذا ذكرت مصر ذكرت كسوة الكعبة المشرفة والبيت الحرام، حيث كان يرسل عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى عامله فى مصر أن يصنع كسوة للكعبة، وظلت منذ ذلك التاريخ ترسل من مصر إلى مكة، ولم يتوقف ذلك إلا منذ عدة عقود سابقة، وأن البعثة الطبية المصرية كانت ملجأ وقبلة الحجاج من كل مكان فى موسم الحج لسنوات طويلة، وأنها كانت أبرز ما ينفع الحجاج فى حجهم".
كان العريفى، الشيخ الجليل، يوجه حديثه للعرب جميعا، وليس مريديه من السعوديين وغيرهم فى أرض الحرمين، وهو يقول لهم: "إنه لا يوجد بيت فى العالم العربى إلا وكان فيه من تعلم على يد مصرى أو استقى العلم والحديث والتلاوة من مصرى، وأن من أراد القرآن وتجويده، فعليه بالالتفات إلى أهل مصر، وأن من أراد البحث عن حلاوة اللسان، فلينظر إلى أهل مصر".

لم يردد العريفى كما يردد البعض للأسف الشديد، بأن ما فعلته مصر من غابر الزمان، تقاضت عليه الأجر، وحصلت على المقابل.. هؤلاء لا يدركون أن ما قدمته مصر هى "أشياء لا تشترى"، قدمتها عن طيب خاطر، وعن وعى كامل بحقيقة وتأثير دورها التاريخى الرائد فى حياة الدول والشعوب العربية، لم تكن مصر تريد عن ذلك جزاء ولا شكورا، كانت تفعل ما تفعل من منطلق واجبها نحو وطنها الأكبر.. "فمصر هى بلاد العز والحضارة التى دافعت عن فلسطين قديما وحديثا"، هكذا كان العريفى قاطعا وواضحا، وهو يتحدث عن مصر "موطن الأنبياء إبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وهارون ويوشع بن نون وأيوب والخضر واشعيا وأرميا عليهم جميعا السلام".
هذا الشيخ السعودى الشاب ذو الثالثة والأربعين ربيعا، أعطى درسا للجميع وفى مقدمتهم المصريون، وهو يقدم شهادته للأمة العربية والتاريخ، علمهم من هى مصر رجالا ونساء "فمنها أرق نساء الدنيا، منها أم موسى عليه السلام، وآسيا امرأة فرعون، وهاجر والدة سيدنا إسماعيل.. وفيهن قال الإمام الشافعى" من لم يتزوج مصرية لم يكمل إحصانه".

كان العريفى يريد أن يقول لنا إن الله يحفظ هذا البلد وأهله، وإن العرب مهما جرى بينهم، فهم لن ينسوا مصر وما فعلت، ولكن قبل ذلك على أهل مصر وشعبها أن يحفظوها ويراعوا الله فيها، ويقوها شر الفتن.

حقا يا عريفى "إنها شهادة فى بيت الأنبياء ومسكن العلماء وأم البلاد كريمة التراب"، حفظها الله من كل سوء.
 
أعلى