دعوة لإنقاذ بقايا مقبرة "مأمن الله" بالقدس

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
دعت جمعية فلسطينية تعنى بشؤون المسجد الأقصى والقدس المحتلة وشخصيات مقدسية إلى إنقاذ ما تبقى من مقبرة 'مأمن الله' التاريخية في القدس المحتلة، مؤكدة عزم الاحتلال إقامة منشآت على أنقاض المقبرة بينها حديقة للكلاب.

وأطلقت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث حملة عالمية ومحلية لتحريك ملف مقبرة مأمن الله، حيث بعث رئيسها زكي اغبارية برسائل عاجلة للمسؤولين، يضعهم من خلالها في صورة ما تتعرض له المقبرة، ويطالبهم بالتحرك العاجل لإنقاذها.

من جهتها، طالبت شخصيات مقدسية بضرورة تحرك الدول العربية والمنظمات الإسلامية للضغط على الاحتلال لوقف إجراءاته بحق المقابر والمقدسات الإسلامية في فلسطين بشكل عام وفي مدينة القدس بشكل خاص.

وأكد رئيس المؤسسة التي تقود الحملة -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- الاستهداف المتواصل من قبل أذرع المؤسسة الإسرائيلية ومخططاتها لتدمير المقبرة بالكامل وتهوديها، مشيرا إلى تراجع مساحتها إلى نحو 23 دونما فقط.

وأضاف في رسالته إلى مسؤولين محليين ودوليين أن المقبرة من أقدم المقابر الفلسطينية، ودفن فيها جمع من الصحابة والتابعين والعلماء والمجاهدين ومن أعيان القدس، مؤكدا أن استهدافها بدأ منذ نكبة فلسطين وما يزال مستمرا حتى تم اقتطاع ما يقارب 85% من مساحتها، وتحويلها إلى حدائق عامة وشوارع ومبان ومؤسسات ومدارس وملاعب.

وحذر رئيس المؤسسة من مخططات تدميرية ومشاريع تهويدية ستُقام على أرض المقبرة، تبلغ تكلفتها أكثر من ثلاثة ملايين دولار، لتكريس السيطرة على المقبرة، مشيرا إلى وجود خطط لإقامة مبان لمحاكم الاحتلال على جزء آخر من المقبرة، وتخصيص حديقة للكلاب ومنطقة عروض للاحتفالات وشق طريق جديد وبناء بنى تحتية للمياه والكهرباء وغيرها.

واقع مضطرب
من جهته، طالب رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، بتدخل الدول العربية، داعيا تلك التي لها تمثيل دبلوماسي في إسرائيل إلى التحرك العاجل لإنقاذ المقبرة، مؤكدا أن جميع المناشدات لم تثمر شيئا، خاصة في ظل الظروف السياسية العامة والواقع العربي المضطرب الذي يشجع الاحتلال على الاستمرار في الاعتداءات.

وقال إن سلطات الاحتلال تطمع في أرض المقبرة الواقعة وسط مدينة القدس، كما تريد طمس أي معلم للمسلمين في المدينة، موضحا أن مساحة المقبرة كانت نحو مائتي دونم، قبل أن تقتطع منها مساحات واسعة لأهداف متعددة.

وأضاف أن الاحتلال أقام على أرض المقبرة ما يعرف بالحديقة الوطنية الإسرائيلية وموقفا للسيارات الكبيرة، وأنشأ خطا للمياه العادمة وخطوطا للكهرباء, 'فهُدمت عشرات المقابر وبعثرت عظام الموتى الذين هم من العلماء والقادة، ومن الإداريين الذين حكموا مدينة القدس'.

وبدوره، يؤكد الباحث المقدسي -والمحاضر بجامعة بيرزيت الدكتور جمال عمرو- أن مقبرة مأمن الله ليست الوحيدة التي تُنتهك حرمتها من قبل الاحتلال، لكنها الأكبر من بين المقابر المستهدفة.

وأوضح -في حديثه للجزيرة نت- أن الاحتلال يتصرف برفات الموتى دون اطلاع المسلمين على ذلك، مؤكدا أنه يتم تجميع الرفات مع بعضها في أكياس خاصة، ومن ثم يتم نقلها والتخلص منها في مكان مجهول.

وأشار إلى أن مقبرة مأمن الله تعود إلى فتح بيت المقدس، وقد دفن فيها عدد من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعدد كبير من جنود صلاح الدين، وأبناء القدس من كل العائلات على مدى التاريخ، معبرا عن أسفه لعدم التحرك لنصرة المقابر الإسلامية رغم كل المناشدات.
 
أعلى