بسم الله الرحمن الرحيم
مقال بقلم الاستاذ عمر رزوق........
من بين الآكام أو من تحت الحطام أشبّ فارساً همام حاملا قراطيسا والأقلام لأخبركم عما جرى وكان من على منبر أرض البيلسان .
عربيٌّ أنا وافتخر وتاريخي مجيد ولي كياني وتصوّري , أعرف مكانتي ومكاني , ومن الأماكن التي أعرفها , أماكن التأمل والإشراق الفكري , وأهم وأشهر هذه الأماكن , دورات المياه العامة في الكليات , وفي المطاعم والمسارح وأطراف الساحات , دورات المياه حيث كنت أمارس حقي بالمواطنة باستعمال المرافق " الحكومية " العامة , وهناك , حيث يخلو المرء فيها لنفسه بعيدا عن العيون والضجيج _ إلا ما قد يحدث من ضجيج من انتاج شخصي _ والناس ويستريح تزامنا من أعباء ثقيلة أثقلت بطنه .
أهااااااااااااااااا
بينما كنت غارقا بتأملاتي أتفحص كل زوايا المكان , كان من غير المعقول , ولا المُصَدّق والمقبول أن لا ألاحظ تلك المخطوطات المتشابكة على مساحات شاسعة من باب دورة المياه ,
لم تكن مجرّد مخطوطات , بل كان هناك معها مرفقات توضيحيّة صوراً وتوقيعات , شعرت بأن تلك المخطوطات تشدّني لأقرأها باهتمام بالغ وأفكر بمعانيها لأنها بالتأكيد تعكس أفكار اصحابها حيث كانوا يشعرون بالحرية الكاملة عند كتابتها , حتى وإن كانت تلك الحرية لا تستمر سوى بضع دقائق وفي مساحة لا تتعدى المترين أو تقلّ .
في تلك الدورة , حيث يكون الإنسان وحيدا وعن عين الرقيب بعيدا , وسأحاول قراءة ودراسة هذه المخطوطات ناقلا إياها لكم , وسأبدأ من الحضيض أو القاع .
أممممممم
هي دون شك ألفاظ قذرة وتعبيرات مبتذلة من سباب مقذع , هل أغضّ الطرف عنها ؟! عندها سأتجاهل أكثر من تسعين بالمائة من المخطوطة والنقوش الأثرية , بل إني أرى بأنها أكثر عفوية وصدقا , وكأن مؤلفها أو ناقلها لفظ بكل ما في جوفه دفعة واحدة دون محسّنات لفظية وزخارف لغوية . رأيت عدة مخطوطات تستهدف شخصا بعينه بما لذّ وطاب , وإن أخطأ أو صاب , من ألأدب الشعبي , وتحليلا , أظن أن الكاتب لا يجرؤ أن يتنفس بحرية أما ذلك الشخص موضوع الشتيمة , تبدأ الشتائم تتدرج بالمراكز والمقامات , فمن الطلاب للمعيدين للعميد لوزير التعليم فرئيس الجمهورية , ذلك إن لم تخلُ الشتيمة سبّ الجمهورية عن بكرة أبيها .
نرتفع قليلا للأعلى حيث نجد طبقة السياسة والسياسيين , كلعن أبو الأمريكان وأم صدام الذي تسبب بحضورهم , واستنزال اللعنات على رأس مولانا صاحب المقام العالي الوالي , وهو صاحب نصيب الأسد , طبعا اليس هو الأسد ؟!
وبعد الكلام البذيء والقول المقذع , وبمكان مرتفع أكثر , يأتي دور النقوش , الصحيح والمغشوش , حيث لا تخلو منها دورة مياه تابعو للعامة , ألا وهي التلميحات الجنسية كتابة وشرحا توضيحيا بالرسم , ومرة أخرى تحليلا , أن كبتا جنسيا يعانيه فنانو النقوش ومبدعو التعبيرات , كبتا حوّلهم لآلات جنسية يدور تفكيرهم أغلب الوقت في شيء واحد , ولا جَرَمَ أن كل إناء بما فيه ينضح , بل الثابت من دراسة الأبحاث في هذا الموضوع بأن أبواب دورات المياه من أنسب الأماكن لممارسة ذلك . كبتا سببه الشحن الدائم للغرائز مما يراه الإنسان في الشارع والبيت والجامعة والنادي , ناهيك عن التلفاز والحاسوب , شحن كالطوفان السجين في مكان يضيق عليه ولكن دون تفريغ كافٍ , شحنٌ دائم وتفريغ بولادة متعسرة بممارسات تدميرية للصحة والنفس والعقل , وتظهر الآثار سريعا من قهر وسخط وغضب . وأقل ما يمكن تخيله من آثار ذلك , روائع الجداريات على أبواب دورات المياه والتي يعبّر الشباب بها عن آرائهم الطازجة يوميا تجاه حياته ودراسته والدنيا وما ومن فيها .
ما بقي لدينا العشرة بالمائة , فماذا تحوي يا ترى ؟ هي نصائح , الإهابة بالطلبة والمستخدمين التوقف عن كتابة القذارة , أو ترى جملة بخط 24 " الرجاء المحافظة على النظافة " , والأغرب هناك من تذكّر أن يُذكّر بدعاء دخول الخلاء والخروج منه . وهناك جملة لفتت نظري : سبّ مؤلم لمن يخطّ خطّا على الباب .
ه
وجدت مسجات ساخنة وردودا أسخن , حتى أنك تحسب بحرص المستخدمين التردد بانتظام على دورة المياه لتدوين الرد المناسب الساخن .
تعليق سياسي هنا , سبّ للذي رفع سعر رغيف الخبز وممهورا بسب الحكومة ورئيس الجمهورية هناك .
مع استعمال كل المتوترين لباب دورة المياه , ترى ذوي المزاج الرايق فتراه كتب بيتين من الشعر تفتقت عنهما قريحيه في ذاك المحفل الفكري الشهير .
أمممممممم
في الختام , وحتى لا أُلام , لا شك أن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان ولا ينتطح فيها عنزان , أن العهود التي تُغلق أمام الناس فيها الأبواب الرئيسية للحرية , ستصبح أبواب دورات المياه , أحد الأبواب الخلفية للحرية أمام الشعب ولكن بأسلوبه الحصري .
عمر رزوق
مقال بقلم الاستاذ عمر رزوق........
من بين الآكام أو من تحت الحطام أشبّ فارساً همام حاملا قراطيسا والأقلام لأخبركم عما جرى وكان من على منبر أرض البيلسان .
عربيٌّ أنا وافتخر وتاريخي مجيد ولي كياني وتصوّري , أعرف مكانتي ومكاني , ومن الأماكن التي أعرفها , أماكن التأمل والإشراق الفكري , وأهم وأشهر هذه الأماكن , دورات المياه العامة في الكليات , وفي المطاعم والمسارح وأطراف الساحات , دورات المياه حيث كنت أمارس حقي بالمواطنة باستعمال المرافق " الحكومية " العامة , وهناك , حيث يخلو المرء فيها لنفسه بعيدا عن العيون والضجيج _ إلا ما قد يحدث من ضجيج من انتاج شخصي _ والناس ويستريح تزامنا من أعباء ثقيلة أثقلت بطنه .
أهااااااااااااااااا
بينما كنت غارقا بتأملاتي أتفحص كل زوايا المكان , كان من غير المعقول , ولا المُصَدّق والمقبول أن لا ألاحظ تلك المخطوطات المتشابكة على مساحات شاسعة من باب دورة المياه ,
لم تكن مجرّد مخطوطات , بل كان هناك معها مرفقات توضيحيّة صوراً وتوقيعات , شعرت بأن تلك المخطوطات تشدّني لأقرأها باهتمام بالغ وأفكر بمعانيها لأنها بالتأكيد تعكس أفكار اصحابها حيث كانوا يشعرون بالحرية الكاملة عند كتابتها , حتى وإن كانت تلك الحرية لا تستمر سوى بضع دقائق وفي مساحة لا تتعدى المترين أو تقلّ .
في تلك الدورة , حيث يكون الإنسان وحيدا وعن عين الرقيب بعيدا , وسأحاول قراءة ودراسة هذه المخطوطات ناقلا إياها لكم , وسأبدأ من الحضيض أو القاع .
أممممممم
هي دون شك ألفاظ قذرة وتعبيرات مبتذلة من سباب مقذع , هل أغضّ الطرف عنها ؟! عندها سأتجاهل أكثر من تسعين بالمائة من المخطوطة والنقوش الأثرية , بل إني أرى بأنها أكثر عفوية وصدقا , وكأن مؤلفها أو ناقلها لفظ بكل ما في جوفه دفعة واحدة دون محسّنات لفظية وزخارف لغوية . رأيت عدة مخطوطات تستهدف شخصا بعينه بما لذّ وطاب , وإن أخطأ أو صاب , من ألأدب الشعبي , وتحليلا , أظن أن الكاتب لا يجرؤ أن يتنفس بحرية أما ذلك الشخص موضوع الشتيمة , تبدأ الشتائم تتدرج بالمراكز والمقامات , فمن الطلاب للمعيدين للعميد لوزير التعليم فرئيس الجمهورية , ذلك إن لم تخلُ الشتيمة سبّ الجمهورية عن بكرة أبيها .
نرتفع قليلا للأعلى حيث نجد طبقة السياسة والسياسيين , كلعن أبو الأمريكان وأم صدام الذي تسبب بحضورهم , واستنزال اللعنات على رأس مولانا صاحب المقام العالي الوالي , وهو صاحب نصيب الأسد , طبعا اليس هو الأسد ؟!
وبعد الكلام البذيء والقول المقذع , وبمكان مرتفع أكثر , يأتي دور النقوش , الصحيح والمغشوش , حيث لا تخلو منها دورة مياه تابعو للعامة , ألا وهي التلميحات الجنسية كتابة وشرحا توضيحيا بالرسم , ومرة أخرى تحليلا , أن كبتا جنسيا يعانيه فنانو النقوش ومبدعو التعبيرات , كبتا حوّلهم لآلات جنسية يدور تفكيرهم أغلب الوقت في شيء واحد , ولا جَرَمَ أن كل إناء بما فيه ينضح , بل الثابت من دراسة الأبحاث في هذا الموضوع بأن أبواب دورات المياه من أنسب الأماكن لممارسة ذلك . كبتا سببه الشحن الدائم للغرائز مما يراه الإنسان في الشارع والبيت والجامعة والنادي , ناهيك عن التلفاز والحاسوب , شحن كالطوفان السجين في مكان يضيق عليه ولكن دون تفريغ كافٍ , شحنٌ دائم وتفريغ بولادة متعسرة بممارسات تدميرية للصحة والنفس والعقل , وتظهر الآثار سريعا من قهر وسخط وغضب . وأقل ما يمكن تخيله من آثار ذلك , روائع الجداريات على أبواب دورات المياه والتي يعبّر الشباب بها عن آرائهم الطازجة يوميا تجاه حياته ودراسته والدنيا وما ومن فيها .
ما بقي لدينا العشرة بالمائة , فماذا تحوي يا ترى ؟ هي نصائح , الإهابة بالطلبة والمستخدمين التوقف عن كتابة القذارة , أو ترى جملة بخط 24 " الرجاء المحافظة على النظافة " , والأغرب هناك من تذكّر أن يُذكّر بدعاء دخول الخلاء والخروج منه . وهناك جملة لفتت نظري : سبّ مؤلم لمن يخطّ خطّا على الباب .
ه
وجدت مسجات ساخنة وردودا أسخن , حتى أنك تحسب بحرص المستخدمين التردد بانتظام على دورة المياه لتدوين الرد المناسب الساخن .
تعليق سياسي هنا , سبّ للذي رفع سعر رغيف الخبز وممهورا بسب الحكومة ورئيس الجمهورية هناك .
مع استعمال كل المتوترين لباب دورة المياه , ترى ذوي المزاج الرايق فتراه كتب بيتين من الشعر تفتقت عنهما قريحيه في ذاك المحفل الفكري الشهير .
أمممممممم
في الختام , وحتى لا أُلام , لا شك أن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان ولا ينتطح فيها عنزان , أن العهود التي تُغلق أمام الناس فيها الأبواب الرئيسية للحرية , ستصبح أبواب دورات المياه , أحد الأبواب الخلفية للحرية أمام الشعب ولكن بأسلوبه الحصري .
عمر رزوق