12 ربيع الأول: يوم مولد الرسول r ويوم مولد دولته،
ويوم وفاته ومولد الخلافة الراشدة
كلها كانت في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول
كانَ مولِدهُ { صلى الله عليه وسَلَم }. محفوفاً بالإكرام الإلهي ,ومعيناً بالعنايات الربانية.
وقد أظهرَ الله تعالى عند ولادته {صلى الله عليه وسَلَم. خوارق وغرائب ,إرهاصاً لنبوته ,وتمهيداً لرسالته, وإعلاناً بعظيم
مرتبته , وأنَ له {صلى الله عليه وسَلَم }.شأناً كبيراً ,فمن ذلكَ انتشار النور وإمتداد عندَ وِلادته {صلى الله عليه وسَلَم}.
إن الرسول محمداً صلى الله عليه وآله وسلم هو الرحمة التي أرسلها الله للعباد، لينقذهم من الظلمات إلى النور،
وليرشدهم إلى طريق الحق، وليبلغهم خاتمة الرسالات التي لن تأتي بعدها رسالة سماوية، وليطبق عليهم شريعة
الإسلام ليسعدوا في الدارين الأولى والآخرة.
يقول شوقي رحمه الله:
سَرَت بشائرٌ بالهادي ومولِدِه
في الشرقِ والغربِ مسرى النورِ في الظُّلَمِ
تخطفتْ مهجَ الطاغينَ منْ عربٍ
وطيَّرتْ أنفسَ الباغينَ من عجمِ
ريعت لها شرف الإيوانِ فانصدعت
من صَدْمةِ الحقِّ لا مِن صدمةِ القدمِ
أتيتَ والناسُ فوضى لا تمرُّ بهمْ
إلا على صنمٍ قد هام في صنمِ
والأرضُ مملوءةٌ جوراً مسخرةٌ
لكلِّ طاغِيةٍ في الخلْقِ محتَكِمِ
مُسيطرُ الفرسِ يبْغي في رعيَّتهِ
وقيصرُ الرُّومِ مِن كِبْرٍ أصمُّ عمِ
يعذّبانِ عبادَ اللهِ في شبهٍ
ويذبَحانِ كَما ضحَّيْت بالغَنَمِ
روى الإمام أحمد عن العرباض بن سارية : أنَ رسول الله {صلى الله عليه وسَلَم}.قال {إني عند الله لخاتم النبيين,وأنَ آدم
لمنجدل في طينته}.
وسأخبركم عن ذلك:إني دعوة إبراهيم,وبشارة عيسى,ورؤية أمي التي رأت,وإن أم رسول الله {صلى الله عليه وسَلَم}.
رأت حينَ ولدته نوراً أضاءت له قصور الشام,فهوَ{صلى الله عليه وسَلَم} دعوة إبراهيم عليه السلام ,التي دعاها في قوله
{ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتكَويعلمهم الكتاب والحِكمة ويزكيهم إنكَ أنت العزيز الحكيم} سورة البقرة الآية
{129}.
وهوَ بشارة عيسى عليه السلام في قوله تعالى :
{وإذ قالَ عيسى بن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مُصَدِقاً لِما بينَ يديَ مِنَ التوراةومُبشِراً برسولٍ يأتي من بعدي
أسمه أحمدُ}.سورة الصف الآية{6} .
وهذا النورالذي ظهرَ عندَ وِلادتهِ {صلى الله عليه وسَلَم}. رأته رؤية عين بصرية,كما دلت على ذلك الروايات,فقد أخرجَ أبو
نعيم عن أم سلمة رضي الله عنها,عن آمنة والدة رسولَ الله {صلى الله عليه وسَلَم}
قالت{لقد رأيتُ ليلةَ وضعته نوراً أضاءَت لهُ قصورَ الشام حتى رأيتُها},وروى محمد بن سعد عن جماعة أنَ آمنة بنت وهب
قالت{لما فصلَ-ولِدَ-مني خرجَ معه نورأضاءَ له مابين المشرِق والمغرِب , ثُمَ وقعَ على الأرض جاثياً على ركبتيهِ صلى الله
عليه وسَلَم}.
وعن عثمان بن أبي العاص عن أُمهِ أم عثمان الصحابية قالت:لما حضرتُ وِلادةَ رسولَ الله {صلى الله عليه وسَلَم}
{رأيتُ البيتَ قد امتلأَ نوراً,ورأيتُ النجوم تدنو حتى ظننتُ أنها ستقع عليَ فلما وضعتهُ آمنة خرجَ منها نورٌ أضاءَ له البتَ
والدار حتى جعلتُ لاأرى إلا نوراً}.
وظهور هذا النور عندَ ولادتهِ صلى الله عليه وسَلَم إشارة إلى مايجئ به من ذلكَ النور الذي بهدي به
العالم,ويزيل به ظُلُمات الكُفر .
قال تعالى {قد جاءكُم مِنَ اللهِ نورٌ وكِتابٌ مُبين يهدي به اللهُ من اتبع رِضوانهُ سُبُلَ السلام ويُخرجُهُم مِنَ الظُلُماتِ إلى النور
بإذنِ }.سورة المائدة الآية {15} {16}.
وبِذلِكَ النور الذي جاءَ بهِ من عِندَ الله تعالى :نوَرَالبصائر,وأحيى القلوب الميتة,وفتحَ الأعين العمياء,والآذان الصماء.
صلى اللهُ عليكَ ياسيدي يارسولَ الله.