رئاسة حجاب لحكومة انتقالية ... مصلحة للشعب و الثورة


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

تجنبت توجيه هذه الرسالة المفتوحة الى طرف معين في الثورة السورية، لاعتقادي جازما بأن ثورة الشعب السوري، وكفاحه المجيد دخلت مرحلة جديدة، مرحلة تتطلب من جميع قوى الثورة الاستعداد للحصاد، او تحمل النتائج التاريخية الخطيرة امام الله والشعب، باضاعة كل تلك التضحيات الهائلة على امتداد عام ونصف العام.
مقابل عظمة الثورة، بقيت الأطر السياسية الناتجة عنها، متخلفة عن الركب، عاجزة عن الارتقاء الى مستوى المسؤولية التاريخية، بل ان الثورة عانت كثيرا كي تقنع القيادات السياسية، ان لا سبيل لرحيل النظام بغير درب الدم، بعد ان فرضه النظام دربا وحيدا، على ثورة سلمية 100 في المئة، اقتنع البعض، وصم البعض الاخر اذنيه تماما عن نداء الشعب، لكن الثورة ليست في مرحلة حساب، بل مرحلة تقييم في أتون المعركة، لايجاد الحلول و المخارج، ليس فقط لما بعد سقوط النظام بصورة شاملة، بل اكثر ضرورة قبل ذلك السقوط المرتقب.
سورية ليست دولة فحسب، بل هي قضية وطنية وقومية، إقليمية ودولية، وامام الثورة السورية مهمة شاقة للغاية، في إقناع العالم، والشعب السوري، قبل الجميع، بانهم امام ثورة لها مرجعياتها السياسية والأخلاقية والقانونية، وان تلك المرجعيات، مدعومة من جميع فصائل الثورة، او اغلبها على الاقل، قادرة على الإيفاء بالتزاماتها وتعهداتها، سواء ما اعطي من تعهدات، او تلك المنتظرة، مرجعيات قادرة أيضاً على إدارة الدولة، بعد سقوط النظام، على اعادة بناء الدولة، دولة القانون والحريات، دولة الكرامة والمواطنة.
المشكلة لا تحل بان تتحدث قوى الثورة الى بعضها البعض، سواء اختلفت او اتفقت، بل لا بد من محدث ومدير، يتمتع بدعم غالبية الثوار، لكنه يحظى أيضاً بثقة الشعب، متحدث ومدير مقبول الى حد ما، حتى من أولئك الذين لم ينحازوا بعد الى جانب الثورة، متحدث و مدير، تطمئن اليه ما تبقى من قطاعات الجيش العربي السوري، والقوى السياسية المحايدة حتى الان، بما ذلك قواعد وكوادر حزب «البعث».
الطوائف والتنوعات القومية والدينية بحاجة للطمأنة مما هو قادم، والمؤشرات حتى الان غير مطمئنة، في ظل بقاء الثورة السورية، حديقة بلا اسوار، ودخول افراد وقوى ضارة عليها من الخارج، صحيح ان الثورة السورية بحاجة الى اقصى الدعم، ولكن ليس تلك الأصوات الخطيرة، والتي بدات تنقل عدوى طائفية وعنصرية الى اطياف سورية، محدودة حتى الان لكنها قادرة على الانتشار و التوسع، لنجد انفسنا في افغانستان اخرى، ومن يعتقد ان بإمكانه استهداف 5 مليون سوري من الأكراد والدروز والعلويين والمسيحين، فانه يستهدف الشعب السوري كله و يجب ان يُحارب، و يُعزل تماما منذ الان، والا سنرى عصرا اكثر سوادا وهلاكا من عصر الاسدين المتوحشين.
العالم يريد ان يطمئن، والشعب السوري اولا، ان ما تبقى من الجيش لن يفكك كما فعل بول بريمر و رامسفيلد و تشيني في العراق، بل تعزل القيادات المتورطة وتحاسب ليعود الجيشان الحر والرسمي جيشا واحد، كذلك يريد العالم و الشعب السوري، التاكد بان لقمة عيش من لم ينشق عن النظام، غير مهددة بصورة عشوائية بنظريات الاجتثاث، والحرمان من الحرية والعمل ورعاية الأسر، العالم يريد، وكذلك الشعب، ان لا ترمى الكفاءات الى قارعة الطريق فقط لانهم اجبروا على الولاء للاسدين المتوحشين.
لسنا وحدنا كي لا نقلق، فمن دون طرف ضامن، وقادر على ضبط أسلحة الدمار الشامل، من دون ذلك المتحدث والمدير الشرعي، يبقى القلق الاقليمي و الدولي ساخنا، ويبقى الداخل السوري خائفا، فلم يبق في هذا العالم من يقف مع نظام « قرداحة» الا ايران، ومن تؤثر فيهم طهران، بشرط الانتباه الى صوت العالم، والى مكامن قلق الشعب السوري، واكاد اجزم، ان موسكو ستكون اكثر مرونة للقبول برحيل النظام ان عرفت الثورة كيف تجد الإطار والبرنامج.
باعتقادي، وطبقا لبعض معلوماتي، ان قيام حكومة انتقالية بمشاركة الجميع، بعيدا عن الاسد واسرته، وقادة أجهزته وبعض كبار الضباط والسياسيين والحزبيين المتورطين بالدم السوري، حكومة برئاسة شخصية محترمة تحظى بالقبول، تدير مرحلة انتقالية في البلاد من عامين الى ثلاثة اعوام، تهيئ خلالها البيئة الوطنية والسياسية والقانونية، بما في ذلك إنجاز دستور سوري جديد يقرره الشعب، هي الصيغة المثلى لانتصار الثورة وأنقاذ سورية الشعب والوطن.
الشعب السوري مستودع الرجال ولا بد لمن يريد إسقاط هذا النظام، وانتصار الثورة، ان يكون مستعدا لصيغة حكم انتقالي ينجي الجميع من الفوضى المحتملة، ومن حروب الانتقام المضادة انتقام تغلي نيرانه في نفوس الآلاف بل عشرات الآلاف خصوصا من عائلات الشهداء والمفقودين و الجرحى، ولا بد من التوافق، ووضع الثقة في مجلس رئاسي موقت مثلا، برئاسة شخصية سنية محترمة ونظيفة، على ان لا يكون المجلس الرئاسي، مجلس إعاقة للرئيس، او مجلس المنازعات و الصراعات الداخلية، بل مجلس يكون عونا للرئيس لإنجاز متطلبات المرحلة الانتقالية، ثم التنحي عن الحكم نهائيا، هو واعضاء مجلسه.
لست هنا لأقدم أية وصفة لكني أحاول قراءة المواقف، واستخلاص متطلبات انتصار الثورة، من دون تقسيم سورية الوطن، ومن دون تمزيق وحدة سورية الشعب، وأحاول قراءة مختلف المواقف العربية والإقليمية والدولية، المؤيدة والمتحفظة والمعارضة، وأخيرا اسأل الأخوات والأخوة في قيادة الثورة السورية، من التنسيقيات والمجالس، المجلس الوطني وهيئة التنسيق، في قيادة الجيش الحر، او ليس من مصلحة الجميع، اعتبار الدكتور رياض حجاب، رئيسا شرعيا لحكومة سورية، اضطرت اللجوء الى المنفى، مثل تلك الخطوة تشكل رفضا وتحديا لإرادة الاسد وإسقاطا لشرعية مراسيميه و قراراته، والبناء على ذلك فورا باستكمال باقي اعضاء حكومة المنفى؟، انه مجرد سؤال ليس أكثر.
 
أعلى