راسبوتين Rasputin

سبارتاكوس

بيلساني سنة ثالثة

إنضم
Sep 8, 2008
المشاركات
661
مستوى التفاعل
6
المطرح
محل مافي بنت حلوة
ربما سمعتم من قبل بهذا الإسم .. راسبوتين Rasputin ..
أو ربما قرأتم عنه أو شاهدتم بعض الأفلام التي حاولت تجسيد حياته و شخصيته
و ربّما ستكتشفونه من خلال هذا الموضوع الذي كتبته لكم
و في كلّ الأحوال .. مازال الشك قائماً حول هذه الشخصية الخارقة للمألوف الاجتماعي و الفكري و الديني في مختلف بقاع العالم .. و حول قدراته الروحية و الفكرية التي أثّرت على مسار مجتمعه في عصره.

أ ساحرٌ مشعوذٌ كان .. أم راهبٌ صوفيّ؟

*****

قبل البدء

من بعض أقواله :

- " البحر شاسع .. ولكن الضمير أكثر عمقاً .. الضمير الإنسانيّ لا حدود له .. و كلّ فلاسفة العالم مجتمعين .. لن يستطيعون فهمه "

- " لماذا يوجد اليوم كل هذه الديانات؟ لأنّ الكنائس فارقتها الأرواح .. و ليس فيها سوى الموتى .. لهذا نشعر بصمت و رهبة الكنائس "

- " الصدق .. كالموجة على سطح الماء .. و إذا ما هدأت أمواج البحر وسكنت .. فالصدق لا يستكين و يهدأ إلاّ بمَكرُمة

- " الإيمان يُزهِرُ على الحقّ دون ربيع "

- " لستُ ذاك الذي يشفي من الأمراض .. بل هو الله القادر على كلّ شيء "

- " آهٍ هذا النور .. كم أرغب في أن أتمكن من الاقتراب منه ولمسه ..
إنه نجمة .. نجمة تنزلق على انعكاسات المياه .. ها قد أصبح سواد السماء أزرقاً ..
آهٍ أيتها القديسة العذراء .. آهٍ يا مريم .. يا سيدتي ذات الرداء الأزرق والأبيض ..
لقد جئتُ هذه الليلة الأخيرة إلى هذه المدينة الميتة لكي تأخذيني
أنت التي كنت محقة .. أنت أم جميع الأمهات .. لم أطعك كما يجب .. لم أعد أشعر بشيء ..
نعم ... خذيني إلى البحر القريب. . هناك إلى الشمال .. إرفعيني إليك يا مريم ..
لكي أتمكن أخيراً من تقبيل أهداب ثوبك الأزرق .. وأسألك الغفران".


**********

من هو راسبوتين؟

حين تنظر إلى عينيه الزرقاوتين كموجتين تشدّانك للغوص فيهما ..
لا يسعك سوى الاستسلام لرغبتك في اكتشاف أعماقك المجهولة ..
كما لو أنه امتلك روحك و إرادتك.

هو ذاك المتعطش لمعرفة الحياة و طاقة الروح على الاستمرار ..
هو ذاك الذي تقوده حاسّة مجهولة للتنبؤ بما سيحدث دون اللجوء لأية وسيلة سوى التواصل الروحيّ مع الله ..
هو ذاك المتشرّد بين البقاع ناشراً كلمة الحق و مساعداً المرضى على الصبر و الشفاء ..
هو ذاك الرجل الذي يتهيّأ للمؤمن بأنّه روحٌ سماوية خالدة ..
هو ذاك الذي حقّق معجزات غريبة بإيمانه العميق الشديد ..
هو المؤمن بأنّ رحمة الله واسعة و أنّ لكلّ عبدٍ نصيبه منها في الحياة و في الآخرة

بالإضافة لكلّ هذه الصفات السامية التي جعلته محض اهتمام و احترامٍ من الكثيرين ..
إلاّ أنه كان إلى جانب ذلك رجلاً حراً .. رافضاً لكلّ القيود و المعطيات الاجتماعية ..
معربداً حدّ الثمالة تارة .. و ناسكاً حدّ التصوّف تارة أخرى ..
زنديقاً بعلاقاته النسائية الحميمة .. و معتكفاً عنهنّ في خلواته الروحانية المتعددة الطويلة ..
مستهتراً بحياته و هيئته المبالغ في إهمالها حيناً .. و عفيفاً في كلّ تصرفاته أحياناً أخرى.

كانت حياته حصيلة أشهرٍ متواصلة من البحث عن الحقيقة الكونية .. و سنوات من التصوّف و نهل العلم و المعرفة الدينية و الروحية ..
تمكّن من فرض نفسه كراهبٍ متناسّكٍ .. و كقدّيس قادرٍ على شفاء المرضى و الحيوانات من أمراضهم و آلامهم ..
كما و أنه تمكّن من الحصول على مركز المرشد المساعد في قصر الامبراطورية الروسية في العاصمة Saint-Pétersbourg..

كانت حياته أيضاً .. خمرٌ و نساءٌ و زندقة و تشرّد بين قريته الصغيرة و المدن الروسية الكبرى .. و ذلك رغم حياته العائلية التي كان يتعامل معها بكلّ حب و حنان و قناعة.

في زمنه ..في روسيا .. و حتّى يومنا هذا .. أطلقوا عليه ألقاباً لا تخلوا من المبالغة و الانحياز .. و ظلمه البعض في تعريفاتهم التي اعتمدت على التجارة الإعلامية و الثقافية .. منتهزين بعض الغموض في شخصيته التي لم تكن مفهومة بعلمية و موضوعية .. و معتمدين أيضاً على قدراته التنبؤيّة التي كان يمتاز بها و التي قوبِلَت بالاتهامات العديدة و المتنوّعة حينها .. إضافة إلى إشعال نار الغيرة و الحسد من بعض المحيطين به .. و الذين تآمروا على اغتياله و كانوا السبب في موته الذي تنبأه و وصفه قبل حادث اغتياله بأشهرٍ قليلة قائلاً :
" سأموت موتاً شنيعاً بعد عذابٍ شديد ..
و بعد موتي .. لن يكون لجسدي الراحة
و ستتجرّدين من الملكية على روسيا
و أنتَ و إبنك ستُغتالون .. و كذلك كلّ العائلة الملكية
سيعبر روسيا بعد ذلك طوفان رهيب
و ستقع بين يديّ الشيطان .. "

من بعض ألقابه : الشيطان المُقدّس .. صانع المعجزات .. الراهب الفاسق .. الماجن .. الساحر .. الداعر .. المشعوذ .. الفاجر
و ليس لقب راسبوتين الأكثر شهرة .. سوى امتداداً لهذه الألقاب المُبالغ بها .. و الذي يعني بلغة ذاك الزمن : الفاسق الداعر
:25:
 
أعلى