رسالة إلى التيار المدنى

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
حين قررت الكتابة فى هذا الموضوع وقفت طويلا أمام العنوان، فلو قلت التيار «العلمانى» سيعتبرنى البعض أحاول تشويه هذا التيار أمام جماهير القراء التى ترى فى كلمة «العلمانية» مصطلحا مثيرا للقلق.
وإذا قلت التيار «الليبرالى» فمعنى ذلك أننى قد همشت القوميين واليساريين، وهم مكون مهم فى هذا التيار الذى أتحدث عنه وإليه.
وإذا قلت التيار «المدنى» سأكون قد وصفت هذا التيار بوصف غير دقيق أيضا، لأن المدنى عكس العسكرى، وكثير من هذا التيار الذى أعنيه كان الأقرب للمجلس العسكرى، وخصوصا فى المشهد الأخير عند انتخابات الرئاسة.
هم يحبون أن يطلقوا على أنفسهم لفظ «التيار المدنى»، ويقصدون بذلك أنهم ضد الدولة الدينية، وقد قررت فى النهاية أن أختار اللفظ الذى يحبه هذا التيار، فهم فى نهاية الأمر أصدقائى الذين عملت معهم سنوات وسنوات فى العديد من الحركات الوطنية، وما أقصده من كلمة «التيار المدنى» هو جميع الشرفاء من سائر الاتجاهات التى لا تعتبر نفسها ضمن تيار الإسلام السياسى وفى نفس الوقت ليسوا من الفلول.
رسالتى لإخوتى فى التيار المدنى باختصار وبدون لف أو دوران: لا تتحالفوا مع الفلول!
لقد جربتم مثل هذا الحلف فى انتخابات الرئاسة وكانت النتيجة مزيدا من الاستقطاب الذى أنهك الجميع، وحاول كثير من الملوثين أن يغسلوا أنفسهم من خلال تحالفهم مع شرفائكم، وتطاولت عليكم التيارات الأخرى بسبب قبولكم لمثل هذه التحالفات تحت مبررات مثل مدنية الدولة أو الحفاظ على هوية مصر وغير ذلك من المبررات التى لم تنجح فى حسم معركة الرئاسة فى نهاية المطاف.
إن وضع الرموز الملوثة فى واجهة التحالفات، وعلى رؤوس القوائم يؤذيكم على المدى المتوسط والبعيد، صحيح أن مثل هذه التحالفات قد يحصد بها بعض المقاعد، ولكن ذلك لن يغير الحقائق على الأرض، ولن يغير من حقيقة أن هذه التحالفات امتداد للماضى، ولن تجد لها مكانا فى خريطة السياسة فى مصر المستقبل، وبالتالى يصبح بناء الحسابات وفقا لهذا النوع من التحالفات حكما بالفشل على المدى البعيد.
سيقول لى بعض الأصدقاء فى هذا التيار إن الإسلاميين قد يعقدون مثل هذه الصفقات والتحالفات أيضا، وسأقول لو ثبت ذلك فجرمهم أشد وغفلتهم أكبر، لأن التيار المدنى يعقد مثل هذه الصفقات بمنطق الاضطرار، أما الإسلاميون فإنهم إذا عقدوها فما عقدوها إلا بمنطق الطمع، وسوف أوجه لهم رسالة أخرى فى مقالة أخرى.
 
أعلى