رســــــآلــــــة آلـــــــــى مـــــــعــــــــــتـــــــقـــــــل !!

ταℓα syяɪα

وطــــ آنــــثــــى بــنـــكـــهـــة ـــــــن

إنضم
Aug 25, 2009
المشاركات
2,539
مستوى التفاعل
60
المطرح
بعيدة مسافة تكفل إصابتي بحُمّى الوطنْ !
رسايل :

مكتوبة من ولادتي في الوريد ,, دمشقية نرجسية وراسي عنيد !!


ما بالهم يا صديقي يتربصون بكل حرف أكتبه لك وكأن حزني يحتمل نميمتهم التي لا تخلّف سوى دعوات مطلية بالشك ، دعنا منهم الآن ولنبدأ كما كل ليلة بالثرثرة التي تودي بي إلى البكاء وتقذف بك نحو شهوة الإحتضان ، هذه المرة لن أضيع الوقت في استرجاع الذكريات فغيابك لا يعني أبداً عدم حضورك ، أنت معي اليوم كما كل يوم ، تراقبني عن بعد مدورس حرصاً منك على ديمومة الإنبهار ..

منذ أيام سمعتهم يتحدثون عن صفقة حوار الغرض منها الإفراج عن المعتقلين ، بحركة إرادية انتفضت كل عضلات قلبي وصارت تقرع على طبول الأمل ، ابتسامتي قررت التخلي عن زاويتها الحادة فلاحظت بأني حقاً أملك أسنان منتظمة في صف متناسق ، لم أشغل بالي كثيراً بهذا الإكتشاف الساذج واصلت التحديق في المرآة بحثاً عن اكتشاف أكثر أهمية ، وبعد عناء لا يستهان به وصلت لاكتشاف آخر أكثر خطورة من الأول ، بدأ الشيب يتسلل بين عتمة السواد ولا أظن أن وقت الإستعانة بألوان صباغية ببعيد، أعلم أنت الآن تسخر من مجنونة تكتب رسالة لمعتقل ثم تنسى نفسها لتكمل الحديث وكأنها في إحدى صالونات الحلاقة ، الأمر ليس كذلك ولكن أردت أن أخبرك بما آلت إليه الصفقة على طريقتي ، ابتسمت الدول الماكرة حين لاحت بوادر كلمة حوار ولكنها ابتسامة جاءت متناغمة مع مقولة " إن كشر الليث عن أنيابه فلا تظن بأن الليث يبسم " أما حكاية الشيب والصباغ فهي كناية منطقية عن تزوير المبادىء الذي سنراه عما قريب..

أيقنت اليوم بأني أشعر بسعادة حقيقة حين أنشر إحدى رسائلي إليك مع أني أضطر أحياناً إلى حذف مقاطع منها تجنباً الوقوع في شرك تأويلهم ، منذ أن بدأت كتابة هذه الرسائل صار عندي مبدأ وقضية ، ستسألني أليس الوطن بحاله قضية أعظم مني يجدر بي تبنيها ، لا يا صديقي .. الوطن اليوم ليس كما الأمس صغيرة أنا لأفهم لعبة شطرنج فيها ملك واحد وجنود لا يشي موقعهم بمواقفهم ، الأسود ليس بالضرورة ضد الأبيض ، فاللعبة هنا تحكمها الرغبة لا القاعدة ، لذا وهرباً من كل هذه الخطط الاستراتيجية الحقاء أعلنتك قضيتي ، على الأقل معك أرى وجه الحقيقة واضحاً ثمة سجان وقح وثمة سجين هو أنت ، على الأقل لن أشعر بتأنيب الضمير إن أطلقت دعوات الشر والموت على كل من كان سبباً في مصيبتك ..

" يوماً ما " كم كنت تمقت هذه العبارة وتوبخني بصوتك المهموم كلما تفوهت به ، كثيراً ما اتهمتني بالضعف والمازوشية ورغم ذلك كنت أنصت لشتائمك وفي داخلي ابتسامة تخفي كل دوائر الإندهاش ، ها أنا اليوم أستجدي أخبارك وموعد عودتك فيقولون لي " يوماً ما " أهرب من ثرثراتهم البائسة إلى سواهم لأسأل عن الوقت المناسب لاصطياد الصبر فيرمون في وجهي عبارة " يوماً ما " ويغربون كما غربت عني شمسك ، كم هو ثقيل ترقب ذاك اليوم الذي سيأتي " يوماً ما "

لن أرهقك بالمزيد ، سأكتفي بتمني نصيباً مضاعفاً من الصبر لكلينا إلا أن يحين موعد رسالتي القادمة


رآق لي
 
أعلى