رطوبة سبتمبر... ومعاناة أزمات الربو والتهابات الجلد وخطورة الإنهاك الحراري

[اميرة الشام]

الرطوبة تؤثر على صحة الانسان بشكل اكبر من الارتفاع في درجة الحرارة.
وتقول الدراسات الطبية ان فقدان مقدار واحد في المئة فقط من ماء الجسم يؤثر على وظائف اعضائه ويعمل على اضطرابها.
ومن المعروف ان الرطوبة مع ارتفاع درجة حرارة الجو تؤدي الى التعرق الغزير وفقدان الجسم للسوائل والاملاح الحيوية.
وعند التعرض للحر والرطوبة الشديدين يفقد الجسم الكثير من الماء والاملاح الحيوية فيصاب بأخطر أمراض الصيف وهو الانهاك الحراري الذي قد يودي بحياة الانسان.
وتقول الدراسات الطبية ان فقدان مقدار واحد في المئة فقط من ماء الجسم يؤثر على وظائف اعضائه ويعمل على اضطرابها، لذلك يجب حماية العمال من الانهاك الحراري والتوعية بوسائل الوقاية من هذا الازعاج الصحي الخطير.
ومن المشاكل الصحية التي يعاني منها الانسان في ايام الرطوبة والحر التهاب ثنايا الجلد «بو زليقة» بسبب التعرق بين ثنايا الجلد فتكون وسطا يشجع على نمو البكتيريا والفطريات والاصابة بالتهابات ثنايا الجلد.
وفي هذه الدراسة نعدد سبل الوقاية والتغلب على ازعاج الحر والرطوبة «بو زليقة».
والرطوبة والحر تؤثر في صحة الانسان السليم المتعافي وتجعله يعاني بعض المتاعب الصحية التي ذكرناها والتي سنذكرها لاحقا فما هي الحال للمرأة الحامل التي تعتبر في وضع صحي خاص.
وسنذكر تأثير الحر والرطوبة على صحة الحامل ووسائل التغلب على المتاعب الصحية الناتجة عن مثل هكذا طقس.
ودراسة طبية تقول ان الرطوبة تفاقم حالات الربو الشعبي ونعدد النصائح الطبية التي خرجت بها نتائج هذه الدراسة.

الماء يشكل نحو 60 في المئة من جسم الانسان الذي يدخل في تكوين وتركيب خلايا جسم الانسان وإفرازاته وسوائله.
وللماء أهمية حيوية كوسيط لنقل الطعام من الفم الى المعدة الى الامعاء حتى إخراجه كفضلات.
ويساعد على عملية هضم الطعام وامتصاصه داخل القناة الهضمية.
فالرطوبة تؤثر على الانسان بشكل اكبر من الارتفاع في درجة الحرارة وان ارتفاع الرطوبة يؤدي الى عدم قدرة الجسم على التعامل مع درجة الحرارة عن طريق العرق.
وبالتالي يختزن الجسم الحرارة الزائدة مما يؤثر عليه بشكل مضاعف.
وتقول الدراسات الطبية ان فقدان مقدار واحد في المئة فقط من ماء الجسم يؤثر على وظائف أعضائه ويعمل على اضطرابها.
وارتفاع درجة الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة في شهر سبتمبر من كل عام يؤثر في صحة الانسان وحيويته.
ومثل هكذا طقس يتسبب في التعرق الغزير وفقدان السوائل والاملاح الحيوية فيصاب الانسان بما يعرف بالانهاك الحراري الذي هو أشد أمراض الصيف خطورة وقد يؤدي الى الوفاة بسبب هبوط الدورة الدموية.

الانهاك الحراري
الانهاك الحراري هو الاصابة بالانهاك والضعف العام نتيجة لفقدان كمية كبيرة من السوائل والاملاح بسبب التعرض للحرارة والرطوبة الشديدين.
لا يشترط للاصابة بالانهاك الحراري التعرض المباشر لأشعة الشمس فمن الممكن الاصابة بالانهاك الحراري اثناء الوجود في الظل بمكان حار رطب مع التعرق الغزير.

أعراض الإنهاك الحراري
حدوث عرق غزير مع ارتفاع في درجات حرارة الجسم ولكن ليست كما هي في حالات الاصابة بضربة الشمس فتكون اقل من 38 ونصف درجة مئوية.
الشعور بألم في العضلات وهو ما يعرف بالتقلصات الحرارية «Heat Cramps» ويحدث في كثير من الأحيان في عضلات البطن والأفخاذ والأرجل نتيجة فقدان الجسم كميات كبيرة من أملام الصوديوم.
شحوب لون وجه جسم المصاب بالانهاك الحراري ويكون الجلد بارداً رطباً.
الشعور بالصداع والدوخة وفقدان الشهية والغثيان.
هبوط ضغط الدم والشعور بخفقان نتيجة زيادة سرعة ضربات القلب.
هبوط شديد في ضغط الدم نتيجة التعرق الغزير وفقدان كميات هائلة من الماء والأملاح من الجسم.

حماية العمال
من الانهاك الحراري
يتعرض العمال للكثير من مصادر الحرارة أثناء العمل في المناجم والمحاجز ومصانع الحراريات وعمال البناء والطرق وعمال المخابز والمطاعم للاصابة بالانهاك الحراري عند ارتفاع درجة الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة «خاصة في شهر سبتمبر» بسبب التعرق الغزير في الجو الحار الرطب وفقدان الأملاح الحيوية والسوائل من الجسم.
وأول أعراض الانهاك الحراري شعور العامل في هكذا طقس بالعطش الشديد فيجب تناول أكياس مقاومة الجفاف والانهاك الحراري المعروفة بـ «ORS» المتوافرة في صيدليات المراكز الصحية كافة.
وتحتوي على الأملاح التعويضية الضرورية التي يفقدها الجسم والسوائل اللازمة عند حلها في الماء لاستعاضة ما فقده الجسم من الأملاح الحيوية والسوائل.
ويجب نقل المصاب من المكان الرطب الحالي الى مكان بارد وخال من الرطوبة.
ويعطي المحلول بإذابة كيس على لتر ماء ويستمر الشخص في الشرب لحين تحسن حالته وعودة البول الى لونه الطبيعي وهو المائي الشفاف على أن يكون عدد مرات التبول ثلاث مرات في النهار.

التهابات ثنايا الجلد
«ليقة»
يتميز شهر سبتمبر بالطقس الحار الرطب الذي يؤدي الى التعرق خاصة بين ثنايا الجلد فتكون وسطا يشجع البكتيريا والفطريات على النمو والتكاثر والاصابة بالتهابات الثنايات الجلدية التي تحدث غالباً بين الفخذين والذي يطلق عليه «ليقة» وايضاً يصيب منطقة تحت الابط وبقية ثنايا الجلد.
والتهابات الجلد الفطرية بين الفخذين من المتاعب الجلدية التي يعاني منها الكثير من مرضى السكري والاشخاص السمان والاشخاص الذين يكثرون من تناول الأطعمة الدسمة والنشوية وهو ايضاً مرض يصيب الذين يعانون من ضعف المناعة.
وتزول هذه الأعراض وتخف هذه المعاناة وتتحسن من تلقاء نفسها مع تحسن الطقس وتنخفض درجة الحرارة وتقل نسبة الرطوبة.
كما يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية والاستحمام بكثرة وتنشيف ثنايا الجلد جيداً في مثل هكذا طقس رطب حار، كما يعرض المريض على طبيب الأمراض الجلدية الذي يصف المراهم والدهانات ومضادات الفطريات وكذلك الحبوب المضادة للفطريات عن طريق الفم.
وينصح بضبط مستوى السكر في الدم وتخفيض الوزن عند أصحاب السمنة وعدم الاكثار من تناول الأطعمة النشوية.

الحر والرطوبة
يؤثران في الحامل
تؤثر الرطوبة والحر في صحة الانسان السليم المتعافي وتجعله يعاني بعض المتاعب الصحية فما هي الحال للمرأة الحامل التي تعتبر في وضع صحي خاص.
الحوامل يزداد عندهن مستوى هرمون البروجستيرون كأحد التغيرات الفسيولوجية «الطبيعية» التي تحدث في جسد المرأة الحامل ويجعلها تشعر بحرارة الطقس وتعاني من الرطوبة اكثر من اي انسان آخر لأنه يرفع درجة حرارة جسم المرأة الحامل وتكون معاناتها أشد والارهاق والانهاك الذي يحل بها أشد.
كما انه يفضل للحامل ارتداء الملابس القطنية الواسعة البيضاء فهي تعكس موجات الحرارة وتقلل المعاناة من الحر والرطوبة.
وعدم ارتداء الملابس ذات اللونين الاسود والازرق فهما يسببان الاصابة بالاكزيما كذلك الجوارب النايلون تضر بصحة القدمين.
كما يجب تناول الخضراوات والفاكهة الطازجة لتعويض السوائل والاملاح التي يفقدها جسم الحامل بسبب الرطوبة والحر.
لأن نقص الاملاح الناتجة عن التعرق يؤدي الى حدوث تقلصات غير عادية في عضلات الجسم خصوصا عضلات الساق وهو ما يعرف باسم «Cramp».
وكذلك تكون الحامل معرضة للانهاك الحراري والارهاق والتعب بفعل نقص السوائل والاملاح الحيوية كما ان هذا النقص يجعلها تشعر بالدوخة والخفقان بسبب هبوط ضغط الدم وسرعة نبضات القلب وهي بالفعل قد تعاني هذه الاعراض في الاشهر الثلاثة الاولى بفعل الغثيان والقيء او في الاشهر الاخيرة بسبب نمو الجنين واحتياجه لكميات وفيرة من الاملاح الحيوية والفيتامينات والسوائل والبروتينات.
لذا يجب على الحامل والمرضع في ايام الرطوبة والحر زيادة كمية السوائل والخضراوات والفاكهة الطازجة لاحتوائها الماء والاملاح الحيوية لتعويض ما يفقده الجسم في فصل الصيف خصوصا في شهر سبتمبر بسبب التعرق الغزير.

الرطوبة تفاقم
حالات الربو
يقول الباحثون ان المنازل الرطبة القديمة كتلك التي يقطنها الطلاب في الجامعات والذين يسكنون بالقرب من شواطئ البحر، خصوصا في شهر سبتمبر تتفاقم الاصابة بالربو لديهم ويحدث لهم مضاعفات.
لقد وجدت دراسة أجريت في فنلندا على عشرة آلاف منزل لطلاب الجامعات ان العيش في منازل رطبة يزيد نسبة الاصابة بالربو وكذلك يجعل ساكنيها عرضة للاصابة بالبرد والحساسية الجلدية.
وقد وجدت الدراسة ان الاشخاص الذين في بيوت ترتفع فيها درجات الرطوبة يحتاجون الى المضادات الحيوية اكثر من غيرهم وانهم معرضون للاصابة بالالتهابات الرئوية والشعبية والتهاب اللوزتين.
وقد لوحظ ان سكان هذه المنازل قد أصيبوا بنوبات برد اربع مرات في العام الماضي وبعضهم من قال انه يعاني من رشح أنفي مستمر.
كما وجدت الدراسة ان 40 في المئة من الطلاب الذين يسكنون في منازل رطبة قد عانوا من التهاب رئوي وشعبي والتهاب اللوزتين في العام الماضي.
وتقول معدة الدراسة ماريتا كيليلبان ان خطر الاصابة بالربو مضاعف عند أولئك الذين يسكنون في منازل رطبة.
لذلك فإن هناك حاجة لإجراء أبحاث حول أسباب نمو العفن في المنازل بهدف منع تعرضها للرطوبة.
وقال متحدث باسم حملة مكافحة الربو ان الناس الذين يعيشون في أماكن رطبة عليهم حماية أنفسهم من الظروف التي تحفز الربو.
ويعتقد ان العفن يطلق أجساما دقيقة جدا «غبيرات» في الهواء وهذه الاجسام الغريبة تقوم بتحفيز اعراض الربو وتوجد غبيرات العفن عادة في الأماكن الرطبة في المنزل مثل الحمام والمطبخ.