DE$!GNER
بيلساني محترف
- إنضم
- Apr 4, 2011
- المشاركات
- 2,637
- مستوى التفاعل
- 44
- المطرح
- بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
تحاول روسيا دوماً الاحتفاظ بمظهر الدولة الكبرى، خصوصاً في المشروعات الضخمة مثل ارتياد الفضاء الكوني والأسلحة الإستراتيجية والتجارب العلمية الكبرى وغيرها. وبديهي القول إن التعامل مع الطاقة الذرية من الحقول التي تسعى الدول الكبرى لنيل قصب السبق فيها، باعتبارها مدخلاً لامتلاك طاقة هائلة، سواء لغايات الحرب أم السلام. وفي الآونة الأخيرة، سدّدت كارثة فوكوشيما ضربة قوية لصورة الطاقة النووية. في المقابل، ذكّرت هذه الكارثة ببديهية أساسية علمياً وهي أن السيطرة على الطاقة الذرية هي المدخل فعلاً لاستخدامها، خصوصاً لأهداف سلمية، وإلا تبقى هذه الطاقة رهينة للحظ والمصادفات والاحتمالات. بقول آخر، تثبت الكوارث الذرية خطأ الاندفاع إلى هذه الطاقة قبل السيطرة على التفاعلات الذرية، ما يعني أن الكوارث النووية تؤكّد أهمية المضي بقوة في البحوث على الذرّة. ويشكّل «مُصادِم هادرون الكبير» Great Hadrons Collider الذي ينهض بأمره علماء أوروبا، المشروع الأضخم علمياً في دراسة الذرة وطاقاتها ومكوّناتها.
ويبدو أن روسيا تريد أن تثبت وجودها كقوة عظمى في هذا المجال العلمي أيضاً. وأخيراً، شرعت روسيا في بناء مُصادِم ضخم للجزيئات في «مختبر فيزياء الطاقة العالية». جاءت هذه الخطوة ضمن إطار «المشروع الدولي لتطوير الطاقة». ومن المقرر أن ينتهي إنجاز المُصادِم الروسي عام 2017.
وفي تصريح نقلته وكالة أنباء روسية، أوضح فلاديمير كيكيدزة، المشرف على هذا المختبر، لفلاديمير بوتين، رئيس الحكومة الروسية، أن بعض التقنيات المستخدمة في هذا المُصادِم تستعمل أيضاً في «مُصادِم هادرون الكبير» في سويسرا، مشيراً إلى أن أغلب التقنيات المستخدمة في المُصادِم الروسي يعزّ نظيرها عالمياً. وأضاف كيكيدزة أن الهدف من إنشاء المُصادِم هو الحصول على مادة جديدة تنتج بواسطة اصطدام نوى ذرية تتحرك بتسارع كبير.
في المقابل، أبدى بوتين اهتماماً فائقاً في مسألة الشبه بين عمل مُصادم الجزيئات والحوادث الكونية الضخمة، مثل اصطدام النجوم والكواكب.
وأكد كيكيدزة أنه بالاستنـــاد إلى نتائــــج البحوث والتجارب في المُصادِم سيكـــون من السهل فهم الحوادث الكبــــرى في الفضاء الكوني. كما ذكر أن للبحوث العلمية أهمية عملانيـــة كبيرة، مُضيفاً أن من الممكن استخـــدام نتائـــج بحوث المُصـــادِم فـــي مجــال الطب، خصوصاً الطب الإشعاعي، والطاقة النووية وعلوم الفضاء وصناعة الإلكترونيات.
وأضاف كيكيدزة: «في الوقت الحاضر، تُدرس طريقة لمعالجة مرض السرطان بواسطة حزمة من نوى الذرات الثقيلة. تجري دراسة هذه الطريقة الحديثة في اليابان». وفي اختتام حوارهما، توجّه مدير المخبر إلى رئيس الحكومة بطلب زيادة الدعم المالي للبحوث التي تُجرى في إطار هذا المشروع العلمي، الذي يشكّل إنجازه رمزاً لتبوؤ روسيا مركز الصدارة في العلوم الأساسية.