روميو و جوليت
قبران متجاوران .. لمن هذان القبران ؟
انهما قبرا روميو و جوليت .. مزار و ضريح و تشريفات و أبهة , و لكن من هما روميو و جوليت ؟
لم يكونا أحداً بعينه بل لم يكونا شيئاً , لا وجود لهما أصلاً , و كل ما في الامر أنها قصة قديمة قديمة ثم جاء كاتي يدعى ( شكسبير ) فصبّ هذه القصة في قالب مسرحي , تماماً كمجنون ليلى الخيالي الذي ليس له وجود أصلاً , و الان نجد مقبرة - روميو و جوليت - اللذين صنعهما كاتب , أنبعثا من بطن الكتاب و صار لهما مقبرة , فيما يعترف الكاتب نفسه بأنهما خيال و ليس له نصيب من الواقعية بتاتاً .
لكننا نعيش الحاجة الماسة لهذه العاطفة الصادقة العميقة تماماً كما صورتها قصة - روميو و جوليت - .
روميو و جوليت , ذابا في الحب , هاما في العشق , و من ثم تيقنا أن لا وصال , أذن فليموتا متعانقين , يموت كلُّ مهما في أحضان الاخر - فأنتحرا معاً -ماتا في الكتاب و لكن مقبرتهما الان على الارض !
ظهرت القصة في القرن السابع عشر و شيدت المقبرة في القرن التاسع عشر و الكل يعلم أن لا شيء تحت التراب , سواء كان اولئك الذين شيدوها أو أولئك الذين يزورونها زرافات و وحدانا , لكنهم جميعاً يشتركون في شعورهم بالحاجة الى الجمال الرائع و العواطف الصادقة النزيهة و العلاقات الانسانية الوثيقة النظيفة , يشعرون بحاجة ماسة تلح عليهم بمستوى يتحول - احياناً كما قرره علم النفس - الى حقيقة خارجية و - روميو و جوليت - مثال واضح لتحقق الحاجة في دنيا الخارج .
صنعوا - روميو و جوليت - استجابة للضرورة التي يعيشها الانسان , حتى أولئك الذين يعلمون ان هذا الكيان الخارجي كذب محض , أنهم يحتاجون لمثل هذا المكان و لمثل هذه القصة , بل هم يحتاجون الى هذا الخداع و هذه الاسطورة و يحتاجون الى الاشباع و لو كذباً .
(( مقربة روميو و جوليت في مدينة ايطالية تدعى - وارنا - يزورها السواح و المثقفين و الشباب و الشيوخ و الكتاب و الشعراء و الفنانون , يزورونها في اجواء عاطفية و اشواق ملتهبة و خضوع منكسر و يَّرون لها حرمة شبه دينية عجيبة , يدخلون المقبرة كمعبد مقدس يؤدون فيه طقوسهم )) .
وردة بيضاء
قبران متجاوران .. لمن هذان القبران ؟
انهما قبرا روميو و جوليت .. مزار و ضريح و تشريفات و أبهة , و لكن من هما روميو و جوليت ؟
لم يكونا أحداً بعينه بل لم يكونا شيئاً , لا وجود لهما أصلاً , و كل ما في الامر أنها قصة قديمة قديمة ثم جاء كاتي يدعى ( شكسبير ) فصبّ هذه القصة في قالب مسرحي , تماماً كمجنون ليلى الخيالي الذي ليس له وجود أصلاً , و الان نجد مقبرة - روميو و جوليت - اللذين صنعهما كاتب , أنبعثا من بطن الكتاب و صار لهما مقبرة , فيما يعترف الكاتب نفسه بأنهما خيال و ليس له نصيب من الواقعية بتاتاً .
لكننا نعيش الحاجة الماسة لهذه العاطفة الصادقة العميقة تماماً كما صورتها قصة - روميو و جوليت - .
روميو و جوليت , ذابا في الحب , هاما في العشق , و من ثم تيقنا أن لا وصال , أذن فليموتا متعانقين , يموت كلُّ مهما في أحضان الاخر - فأنتحرا معاً -ماتا في الكتاب و لكن مقبرتهما الان على الارض !
ظهرت القصة في القرن السابع عشر و شيدت المقبرة في القرن التاسع عشر و الكل يعلم أن لا شيء تحت التراب , سواء كان اولئك الذين شيدوها أو أولئك الذين يزورونها زرافات و وحدانا , لكنهم جميعاً يشتركون في شعورهم بالحاجة الى الجمال الرائع و العواطف الصادقة النزيهة و العلاقات الانسانية الوثيقة النظيفة , يشعرون بحاجة ماسة تلح عليهم بمستوى يتحول - احياناً كما قرره علم النفس - الى حقيقة خارجية و - روميو و جوليت - مثال واضح لتحقق الحاجة في دنيا الخارج .
صنعوا - روميو و جوليت - استجابة للضرورة التي يعيشها الانسان , حتى أولئك الذين يعلمون ان هذا الكيان الخارجي كذب محض , أنهم يحتاجون لمثل هذا المكان و لمثل هذه القصة , بل هم يحتاجون الى هذا الخداع و هذه الاسطورة و يحتاجون الى الاشباع و لو كذباً .
(( مقربة روميو و جوليت في مدينة ايطالية تدعى - وارنا - يزورها السواح و المثقفين و الشباب و الشيوخ و الكتاب و الشعراء و الفنانون , يزورونها في اجواء عاطفية و اشواق ملتهبة و خضوع منكسر و يَّرون لها حرمة شبه دينية عجيبة , يدخلون المقبرة كمعبد مقدس يؤدون فيه طقوسهم )) .
وردة بيضاء