ريمونا أو أم الرمان.. موقع جغرافي متميز جنوبي السويداء يجمع بين السهل والوعر وآثار غارقة في القدم ومغارة طبيعية تشكلت عبر ملا

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
ريمونا أو أم الرمان قرية جبلية وادعة تقع على نحو 35 كم جنوب غربي السويداء وتتصف بموقع جغرافي متميز يجمع بين السهل والوعر فمن الشمال تتكئ على خاصرتي هضبة الصوخر وقرية حوط ومن الغرب تجاور سهول قرية ذيبين المنخفضة حيث يتواصل وعرها الشرقي حتى تلة بركات والرافقة أما من جهة الجنوب فتنحدر سهولها بانعطاف نحو منخفض الخريب.
أما آثارها فهي غارقة في القدم حيث تعود إلى الفترة ما بين الألف الثامن والرابع قبل الميلاد وتعد كمثيلاتها من قرى جبل العرب التي تعاقبت عليها حضارات وعهود مختلفة كالآرامية والنبطية والهيلنية والرومانية إضافة للغساسنة وفي جنباتها عشرات الشواهد والأوابد والأبراج والمباني القديمة التي تومئ إلى ذلك التاريخ العريق الذي يفصح عن الحضارات التي تعاقبت على منطقة جنوبي سورية.
وهذه الاثار منتشرة أينما حل الزائر إذ لا يخلو منزل قديم من رسوم على أحجار بازلتية تعود إلى فترة الأنباط أو الرومان الذين سكنوا تلك المنطقة قبل آلاف السنين حيث لا تزال آثار ثلاثة من الأديرة شاخصة للعيان لتحكي قصة بعض أقدم المعابد التي تدل على إبداع الفن المعماري لدى سكان المنطقة الأقدمين إضافة لمنازل قديمة وطرق وآبار وخزانات مياه وأقنية ونقوش ومسلات أثرية وبعض معاصر العنب ورسوم حجرية لعدد من الثمار كالعنب واللوز وبعض الورود. ويوضح الباحث في آثار المنطقة توفيق الصفدي ان اسم ريمونا يعود إلى العصرين النبطي والروماني غير أن كثيراً من اللقى الحجرية والنقوش التي عثر عليها في تل بركات تشير إلى أن المنطقة عرفت تعاقب هجرات سكانية متعددة قدمت إلى جبل العرب مبيناً أن الباحثين وعلماء الآثار الذين زاروا المنطقة أجمعوا على أن هناك عدة طبقات أثرية تحت البلدة الحالية وبحاجة إلى مزيد من الكشف عنها. ويشير الباحث الصفدي إلى أن أبرز المعالم الأثرية في قرية أم الرمان كنيسة يطلق عليها القيصرية ولم يبق منها إلا قنطرة وبعض الجدران ومعبد صغير ذو شكل خماسي مدخله غير معروف يرجع إلى العصر النبطي وأضيفت عليه حجارة أخذت شكل جامع إسلامي.
ويبين الباحث في آثار المنطقة أنه قرابة العام 1900 ميلادية كان لا يزال في القرية منزلان أو ثلاثة منازل مغرقة في القدم ثم جرى عليها تعديلات لاحقاً كما كان ينتصب أمام مضافة أحد المنازل عامودان منحوتان يعودان للعصر المسيحي وبجانبهما ركيزة حجرية ملقاة على الأرض تشبه النمط السائد في بصرى وعلى حجر بالقرب من بناء يعتقد أنه معبد قديم وكتب عليه هذا تمثال بن الفارق لنفسه ولأولاده سنة 91 ميلاد وعلى عتبة حجرية في جدار معبد على الجهة الجنوبية نقش من ثلاثة سطور والكتابة معنونة باسم فلاوس زيدات ابن معاويل المحارب وفتران وويلات زوجته يعود إلى عام 366 ميلادية. ويشاهد في وسط القرية آثار العصر المسيحي لاتزال قائمة وهناك عتبة حجرية رسم عليها صورة صليب قديم يشير إلى كنيسة قديمة أما على الركيزتين اللتين ذكرتهما بعثة بتلر فلا تزال آثارهما باقية أمام بيت أحد شيوخ القرية كما توزعت أحجار أثرية في أماكن أخرى مختلفة معظمها شواهد قبور وهناك حجران أمام مضافة أحد المنازل مازالت تحتفظ برونقها القديم الأول إلى جانب وجود منزل قديم يؤكد سكان القرية أنه يمتد إلى ثلاثة طوابق تحت الأرض. ويضيف الصفدي ان قرية أم الرمان تضم ثلاث برك قديمة اثنتان منها في الجنوب الغربي من القرية وواحدة في الوسط وجميع جدرانها مبنية من حجارة منحوتة وكان الماء يصلها بواسطة قناة رومانية تعبر جرف قرية الرافقة وأجمل ما في البركة الجنوبية درج من جهة الشمال صممت درجاته وفق فن معماري عريق غير أنه حين تلاحقت سنوات القحط وجفاف الأودية تعرضت للهدم فقامت البلدية بترميم بركتين أما الساحة المحيطة فقد تحولت إلى حديقة متواضعة.
أما الخرب المحيطة بالقرية فأشهرها خربة الخريب التي تقع في الجهة الجنوبية منها ووصفتها بعثة بتلر عام 1901م بأنها منطقة أثرية تقع على ضفتي واد يتجه نحو الجنوب و تدل تلك الأبنية الجميلة فيها بأنها كانت لأسر رفيعة المستوى ففي الجهة الشرقية مبان راقية بأشكال مربعة وعليها تيجان وعلى جانب الوادي لا تزال أساسات الجدران فقط وتعود شكل المباني إلى العصر المسيحي حيث ان الأساسات ذات الشكل المربع كانت تنتشر في العهد السرياني وخربة المكسر التي تقع جنوب المحافظة على الحدود مع الأردن وهي خربة مهجورة من عدة قرون و فيها أكوام من الحجارة وخربة الصوخر التي يبدو أنها كانت في العصور القديمة بلدة مأهولة تدل مبانيها المتهدمة أنها تعود للعصر النبطي وأجمل ما فيها نفق بطول أربعة كيلو مترات تتباين فيه ألوان الصخور المتصلبة عبر السنين وجمال تشكلها فائق الروعة والجمال حيث أصبح المكان قبلة الباحثين وفي عام 1983م زارته بعثة أجنبية واطلعت على الباب الرئيسي للنفق وفي عام 2007م قدمت بعثة ثانية وتحدثت عن الموقع بأنه نفق تشكل بسبب تحركات الطبقة الصخرية منذ آلاف السنين وهذا النفق طبيعي فريد من نوعه في العالم. ويشير المهندس جهاد أبو زكي مدير سياحة السويداء أنه من بين المعالم السياحية في القرية مغارة الهوة أو مغارة أم الرمان التي هي مغارة طبيعية بازلتية يكسوها الكلس وفيها طوالع ونوازل وتشكيلات صخرية في غاية الروعة وتعد ظاهرة بركانية فريدة من نوعها من حيث تشكلها الطبيعي الذي رسمته يد الطبيعة دون تدخل الإنسان فيها ما أكسبها رونقاً وجمالاً وجعلها نقطة جذب سياحي حيث أدى ذوبان الكلس المترافق مع البازلت عبر ملايين السنين وتسرب الكلس إلى المغارة إلى تشكيل صواعد ونوازل فريدة من نوعها تكلست وشكلت عشرات النماذج المختلفة تماماً عن الصواعد في المغاور الكاريسيتية. ويبين أبو زكي أن هذه المغارة تتميز عن غيرها من المغاور البركانية في العالم بأنها مغارة مركبة أي أنها تتألف من مغارتين معاً تشكلت الأولى من اندفاعات فوهة بركانية تقع غرب التل الذي أقيمت عليه قلعة صلخد بعد أن اندفعت هذه الاندفاعات في واد عميق بين قرية الرافقة وبلدة ذيبين واستمر اندفاع المهل اللزجة في ذلك الوادي لفترة زمنية طويلة ما سمح لعوامل الجو أن تبرد سطح هذا الوادي الملتهب فيقسو ويتجمد مشكلاًً سطح المغارة الأولى وفقاً لتعليل الجيولوجيين الذي شاهدوا هذه المغارة كما أدت الاندفاعات البركانية الغزيرة التي لم تتوقف الى ظهور مغارة أخرى فوق مستوى سطح المغارة الأولى بأكثر من عشرة أمتار ومع الزمن بدأت تتكرر الظاهرة السابقة لتبرد سطح المغارة الثانية فتشكل سطح المغارة العليا الذي وصل الطول المكتشف لها حتى الآن إلى 3 كم ويتراوح عرضها بين 12-17 مترا.
bilassan-13492464761.jpg
[/URL][/IMG]
bilassan-13492464762.jpg
[/URL][/IMG]
bilassan-13492464763.jpg
[/URL][/IMG]
bilassan-13492464764.jpg
[/URL][/IMG]








 
أعلى