mr_ops
بيلساني محترف
- إنضم
- Jan 12, 2010
- المشاركات
- 2,777
- مستوى التفاعل
- 38
- المطرح
- شامي
بعض الازواج يتطلب عمله المغيب عن بيته لمدة طويلة .. فـ بعضهم من يتزوج بـ أخرى وبعضهم من تخونه زوجته في فترة غيابه لحاجتها للحب والحنان والشيطان شاطر عندما يوسوس للانسان .. ولكن قوة الايمان تغلب وسوسات الشيطان .. فـ ما احلى من الحب الصافي الصادق الوفي بين الزوجين .. يرجع الزوج الى بيته فـ يرى زوجته بكامل اناقتها .. ولكن ..... ان رجع ولم يجد زوجته .. بل وجدة امرأة اخرى غير زوجته .. كيف وماذا يتصرف؟؟؟
يقول الزوج في قصته ..
بحكم عملي في شركة للبترول يتحتم علي في بعض الأوقات أن أغيب عن البيت لمدة تزيد على ثلاثة أشهر، تعودت على ذلك وكذلك فعل أبنائي وزوجتي التي اكتشفت أنني لا اعرفها مطلقا فقد كنت اعتقد إنها مثال للمرأة العاشقة لزوجها وأبنائها وعملها لا تهتم بالمظاهر ولا الصرعات، فقد كانت تعيش كشقيقتي ووالدتي غير محجبة لكنها لا ترتدي سوى العباءة والشيلة والكندورة المخورة والنعال فكيف تبدلت هكذا لا أعرف، لم أعرفها عندما رأيتها اعتقدت أنها امرأة تزورنا، صديقة من صديقاتها، فقد كانت ترتدي لباساً مكشوفا جدا عن صدرها وترتدي الجينز الضيق والحذاء العالي وكأنها في القطب الشمالي، شقراء الشعر ورموشها تكاد تصل إلى السقف، الموسيقا الغربية الصاخبة تصل إلى الجيران الذين لا بد وأن يتصلوا بالشرطة، قالت لي هاي الحمد لله على السلامة شكرتها ثم اعتذرت منها وخرجت فورا من الصالة وتوجهت إلى المجلس حيث اتصلت بزوجتي على هاتفها النقال فأجابتني وهي تضحك وتقول أين هربت تعال عد، قلت لكن هناك امرأة غريبة عندك دعيها تتستر على الأقل وتخفض صوت الموسيقا فانا أكاد لا أسمعك، عادت تضحك وتقول حسنا سآتي أنا إليك، فدخلت المجلس السيدة نفسها وقالت بصوت ناعم ورقيق، السلام عليكم، أشحت بوجهي عنها وقلت لها بارتباك وعليكم السلام أختي، قالت حبيبي انظر إلي ما بالك لا تتصرف هكذا، قلت الله، هذا الصوت اعرفه إنها زوجتي نظرت لأكلمها فلم أجد سوى تلك المرأة فقالت، عن المصاخة حبيبي فقد زدتها كثيرا قلت وأنا فاغر فمي كالأبله مريم؟ قالت يعني لم تعرفني؟ قلت لا والله أبدا ماذا فعلت بنفسك أجابت هذا النيو لوك ألم يعجبك؟ أجبت لكن ماذا فعلت حتى أصبحت هكذا، قالت: كنت أحضر لك مفاجأة عندما علمت بأن غيبتك هذه المرة ستطول فخضعت لبضع عمليات جراحية فشفطت الدهون المتراكمة وشددت بطني الذي أصبح مجعداً ومخرمشاً من جراء الحمل والولادة، ثم قلت ما دمت في المستشفى والألم هو نفسه قمت بتصغير أنفي الذي اكرهه وأنت تعلم ذلك وعندما خف الورم بعد عدة أسابيع وجدت أن وجهي تبدل لأن انفي أصبح أصغر فلم يعد يتماشى معه فحقنته بالبوتكس ورفعت حواجبي بالوشم، أما الباقي فعادي عندما علمت انك ستصل اليوم ذهبت إلى الصالون للماكياج وتركيب الأظافر وتلوين شعري ووصلته حتى يصبح طويلا كما تحب، ليصبح كما تراه، وعيناك؟ قالت إنها عدسات خضراء لأنني الآن شقراء ولون عيني أسود فلا يتماشى معهما لكن لدي الأزرق والرمادي إن لم يعجبك الأخضر، ضربت كفا بكف وقلت استغفر الله العظيم، هل جننت يا امرأة، أكيد انك جننت لماذا أسألك فأنت لم تتأففي يوماً من كل هذا لطالما كنت راضية قانعة بشكلك وحياتك، فما الذي جرى حتى شوهت نفسك لدرجة إنني لم أتعرف إليك؟ تساقطت الدموع من عينيها وقالت شكرًا كثيراً لك يا زوجي الحبيب فبعد كل المعاناة التي عانيتها من أجلك تقول لي هذا الكلام؟ أجبتها حاسبي على مكياجك فقد ذاب على وجهك وانتبهي أن تسقط العدسات، عدت أقول استغفر الله، من اشتكى لك يا ابنة الحلال فأنا احبك مثلما أنت من أين أتيت بتلك الأفكار؟ ومن قال إن شكلك كما كنت لا يعجبني فأنا تزوجتك هكذا ولو لم تعجبيني لما تزوجتك ثم إن جميع النساء تتغير أشكالهن عندما تتزوجن وتلدن، قالت لذلك يخونهن أزواجهن أو يتزوجون عليهن، عيب عليك أن تقولي لي هذا الكلام فأنت تضعيني بمصاف الخونة هل أنا هكذا في نظرك أنا أحبك وأحب عائلتي ولم أفكر يوما أن انظر مجرد نظرة إلى واحدة أخرى، هكذا كان يقول زوج حصة، وها إنها اكتشفت انه متزوج عليها فتاة يانعة نحيفة جميلة، ثم إن أمل رأت زوجها وهو يحادث واحدة على الكمبيوتر ويتغزل بشكلها وهي واقفة خلفه حيث دخلت ونادته ولم يسمعها من كثرة انجذابه إلى محبوبته الجديدة التي يراها على الكاميرا وهو في منزله مع عائلته، أما عائشة التي كنا نعتبرها أجمل واحدة في الشلة، فقد اتصلت بها صديقة لنا تطلب منها أن تأتي فورا إلى المطعم حيث كانت الأخيرة تتناول العشاء مع خطيبها لتجد زوجها مع أخرى وهو بكامل أناقته، حيث قال لها انه سيجتمع مع شركائه لاستقبال وفد أجنبي ووصلت إلى طاولته فوجدت الكحول يملأها وهو شبه سكران، فقال لها هلا بالمدام تفضلي وأخذ يضحك فما كان منها إلا أن تصفعه أمام الناس، وقالت له طلقني الآن أيها الخائن، فقال حسناً أنت طالق وعاد ليضحك ويشرب مع رفيقته التي كانت الشيء الوحيد الصادق، فقد كانت أجنبية فعلا شقراء جميلة طويلة وجسمها رشيق، اكتشفت فيما بعد إنها عارضة أزياء، فقلت لنفسي إذا كانوا هم مع عائلاتهم وفعلوا هكذا بزوجاتهم اللواتي هن مثلي تفنين أنفسهن من أجل عائلاتهن لا يهتممن بشكلهن ولا كيف يبدون فهن لا وقت عندهن للاعتناء بأنفسهن ما بين تحضير الطعام وتدريس الصغار وشراء الحاجيات للمنزل والأبناء من ملابس ودفاتر، هذا عدا عن سهر الليالي إذا مرض احدهم بدءا من زوجها وصولاً إلى أولادها، صحيح إنهن لم يهملن أنفسهن لدرجة أنهن أصبحن لا يعجبن أزواجهن، لكن بمعنى قريب من ذلك فكيف بالحري أنت الذي تعيش وحدك هناك بالتأكيد ستتعرف بالكثيرات ويغرينك، قلت أين سأراهن في البحر أم في الصحراء لعلني أغرم بحورية تبحث عن حبيب منذ آلاف السنين، أتسمعين كلامك أم انك تبررين فقط، قالت لا، بل على الكمبيوتر في مواقع الزواج والدردشة قلت فعلاً تلك القصص قد تركت أثرا كبيراً بك جدا، والمسلسلات التركية والعربية زادت على شكك شكوك لكن للمرة الأخيرة سأقولها لك ولن أعيدها، أنا إنسان متدين أخاف ربي مواظب على الصلاة وأنت أكثر من يعرفني وبالرغم من هذا شككت بأخلاقي وتصرفاتي وبما أنها المرة الأولى فسوف أسامحك مع أنني لا أقبل أبداً هذا الشيء لكن إن كررتها مرة ثانية فسوف اغضب منك فعلا وأجعلك تندمين بحق، قالت انا آسفة لكنني لم أفعل كل هذا إلا من شدة حبي لك وتعلقي فيك وخوفي عليك من أن تقع في المحظور لا سمح الله فالشيطان شاطر، بل أنت خائفة على نفسك وليس علي، على كل حال لا تخافي انا أؤكد لك أن عيني لا تريان ولن تريا أحدا غيرك وهذا وعد مني ولكي أطمئنك أكثر سوف أقول لك شيئا ربما لم أقله سابقا فقد سُئل إعرابي مرة عن النساء فكان رده: إن أفضل النساء أطولهن إذا قامت وأعظمهن إذا قعدت وأصدقهن إذا قالت التي إذا غضبت حلمت وإذا ضحكت تبسمت وإذا صنعت شيئاً جوّدت، التي تطيع زوجها وتلزم بيتها، العزيزة في قومها الذليلة في نفسها الولود التي كل أمرها محمود التي تدفئ الضجيع وتروي الرضيع، المجدولة القوام، وهذا بالضبط ما أحبه وأنت كنت مثل وصف تلك المرأة فِلم أنظر لغيرك لم أطلب منك يوما أن تقومي بتخفيف وزنك لا بل بالعكس كنت أجادلك إن خففت طعامك فأنا لا أحب الحميات الغذائية إلا إذا كان هناك من أمراض تستوجب الحمية كالسكر أو الكولسترول، هل اطمأنت الآن قالت نعم أجبتها إذن اذهبي وامسحي الكحل الأسود الذي أصبح يغطي وجهك وانا سأصعد إلى الغرفة لأستحم وارتاح قبل أن يأتي الصغار من المدرسة فأنا مشتاق جداً لهم ولا أصدق متى أراهم فترددت قليلاً قبل أن تقول، أتصدق، من فرحتي برؤيتك نسيت أن أخبرك أن الصغار لن يأتوا إلى المنزل الليلة، فقد طلبت من شقيقتي عندما أخبرتني انك ستصل اليوم أن تأخذهم من المدرسة إلى منزلها، حيث سيبيتون ليلتهم لأنني أردت أن أجهز نفسي وأرتب المنزل لنقضي بعض الوقت وحدنا من دون إزعاج من أحد، ومن قال إن الأولاد يزعجوني أجابت لن يتركوك وحدك حتى آخر الليل، وأنا قد اشتقت لك جداً بعكسك أنت فلم تقل لي كلمة جميلة منذ أن رأيتني، كما يبدو أنك لم تشتق إلي، قلت لها عندما أعود وأعرفك سأسلم عليك كما يجب وأسهب بإخبارك عن مدى اشتياقي إليك لأن التي تقف أمامي الآن لا أعرفها فعلاً، وماذا عليّ أن افعل قالت؟ أجبت أن تعيدي الى شعرك سواده وتزيلي تلك العدسات، أما الباقي فللأسف لن تستطيعي عمل شيء لاسترداده واخلعي عنك تلك الملابس التي لا تليق بنا عودي إلى سابق عهدك وانا أشكر الله أن عقلك لم يمس لذلك أتمنى أن يرشدك الله سبحانه تعالى إلى الصواب مرة أخرى وعلى فكرة أزيلي الأظافر الصناعية التي ألصقتها لأن وقت الصلاة سيحين بعد قليل وأريد أن نصلي سويا كما كنا نفعل دائماً هيا الله يهديك يا زوجتي .
دخلت إلى غرفتي فوجدت أن التغيير قد شملها أيضاً فتحولت الستائر إلى حمراء تماشيا مع الأغطية، والوسائد قطع من جلد الغنم التي تحولت بقدرة قادر إلى اللون الأحمر فتخيلت قطيعا من الأغنام الحمر ضحكت ثم رأيت قلوباً حمراء شمع أحمر أوراق الورد الأحمر تغطي ما تبقى من الموكيت الأبيض رائحة البخور تملأ المكان خشيت أن أدوس على شيء وأخرب الديكور الفظيع الذي وبالتأكيد أخذ الكثير من وقتها، حاولت السير على رؤوس أصابعي لأصل إلى الحمام فوجدت الماء في المغطس الممتلئ برغوة الصابون المعطر والشموع مضاءة مع موسيقا هادئة والمبخرة لا تزال تعطي دخاناً يملأ الحمام فتكاد لا ترى طريقك، صحيح انه شيء مريح جداً للأعصاب فخلعت ملابسي وجلست في الماء الدافئ شعرت بالراحة والسكينة، نسيت ما فعلت هدأت قليلا من صدمتي بما فعلت بنفسها أغمضت عيني وكدت أغفو لكن فعلاً الشيطان شاطر، فقد تحول ما يجب أن يكون لصالحها إلى ضدها فقد بدأت أفكر ماذا لو كانت هي من تخونني، وقد فعلت ما فعلته بنفسه من أجل أن تعجبه، يا الهي لو كان هذا صحيحاً لكنني ندمت على تفكيري هذا فمريم عاقلة ومحترمة مستحيل أن تفعل هكذا ثم إنها متدينة تخاف الله ولا تفوت فرضاً استغفر الله العظيم سامحني يا رب لكن كان الشك دخل رأسي ولففت نفسي بالمنشفة ثم خرجت حافيا وأنا أناديها مريم تعالي أين أنت؟ أتت وقد غسلت وجهها كما طلبت منها فقالت خير إن شاء الله لماذا تصرخ هكذا قلت ناوليني هاتفك قالت لماذا صرخت بها قائلا هكذا لا تجادليني أريده الآن فأعطتني إياه وهي تنظر إلي أخذت أقلب به المكالمات الواردة والصادرة التي لم يتم الرد عليها دخلت إلى قائمة الأسماء وعندما أرى اسماً اشك فيه اسألها عنه وأقول أم ناصر؟ هكذا تعرفينهم هذا يعني ناصر أليس كذلك؟ قالت نعم ناصر ولدها أرأيت أنا أعرف هذه الحركات وكم يبلغ من العمر ولدها ناصر فأجابتني لا أدري ستة أو سبعة أعوام لماذا فأصمت ثم أتحول إلى اسم آخر فتقول انه نسيبي محمد، وهذا ماهر آه . . من هو؟ انه الكهربائي الذي اتصلت أنت به قبل أن تسافر وأعطيتني رقمه في حال حصل أي عطل في الكهرباء وأنت غائب، ثم قالت أنا لا أفهم قل لي أي رقم تريد وأنا أعطيه لك، كنت كمن يصحو من غيبوبة لمت نفسي على تصرفي الطائش ولعنت الشيطان، فهي بريئة وطيبة ما بالي انا؟ إذا أرادت أن تحافظ علي وتحسن من شكلها من أجل أن ترضيني افعل هكذا؟ يعني من حقها أن تغار إذا كنت أنا وتحركت الغيرة في قلبي وهذا يثبت أن الحب بيننا ما زال كبيرا وقوياً أمسكتها من يدها قربتها مني وأنا أقول لها إنني أحبها وبالفعل اشتقت جدا إليها فهذه المرة الأولى التي ابتعد فيها كل هذا الوقت عنها وقلت لها حسناً فعلت بإبقاء الصغار عند خالتهن فأنا أريد أن يكون هذا اليوم لنا وحدنا يا زوجتي الجديدة من الخارج في الشكل فقط، ففرحت وقالت هل أعجبك أكثر من قبل قلت كيفما كنت تعجبينني المهم ما أنت من الداخل وهذا الأهم لكنني مضطر أن أعجب بشكلك الجديد فقد دفعت ثمناً باهظا عليه من مالي وألمك أليس كذلك؟ ضحكت وقالت لا بأس فأنا استثمرت المبلغ لشيء مهم ولا أهم عندي من أن أبقى جميلة بنظرك وتظل تحبني، إنها المرأة بكل سيئاتها وحسناتها نظل نحبها .
منقول من جريدة الخليج الشباب للكاتبة مريم راشد
منقول من جريدة الخليج الشباب للكاتبة مريم راشد