زوجتي الرابعة جـ 2 .. قصة من الواقع ( تتمة )

mr_ops

بيلساني محترف

إنضم
Jan 12, 2010
المشاركات
2,777
مستوى التفاعل
38
المطرح
شامي

ملخص ما نشر: تزوج يعقوب ثلاث نساء وأنجبن له ثماني فتيات، وككل رجل عربي كان يتمنى الولد الذي سيحمل اسم والده واسم العائلة، لكن الله سبحانه تعالى لم يهبه هذا الولد لحكمة لديه، وكان يعقوب مؤمناً فرضي بقسمته لكنه لم يوقف دعواته إلى الله بالولد الذي يحلم به، جلس يوماً مع صديق عمره مصبح الذي سأله ما بالك يا صديقي لم أرك حزيناً ومهموماً اليوم؟ فقال بحرقة لقد أنجبت زوجتي طفلة أخرى وقد حزنت لأنني كما تعلم انتظر الولد لكن يبدو انه نصيبي في هذه الدنيا أن أكون أبو البنات، الحمد لله على كل شيء هنا قال له صديقه: لماذا لا تفعل مثلي وتتزوج بواحدة من قرية نائية في بلد آسيوي وجلس يشيد له بهن وكيف أن شقيقه وابن عمه وابن خاله تزوجوا من هناك وقد أنجبن لهم الأولاد ويعيشون معهن حياة هانئة لأنهن خاضعات طيبات لا طلبات لديهن سوى الستر والحياة الهانئة يعاملن أزواجهن وكأنهم أسياد، قال يعقوب أتزوج للمرة الرابعة؟ ولم لا؟ أجابه صديقه الشرع قد حلل لك أربعاً فكر يا صديقي وان أردت شيئاً أنا أساعدك، رفض يعقوب الأمر في البداية لكنه علق في رأسه من كثرة ما أخبره مصبح عن معاملة زوجته الرائعة له وحياته الهانئة الهادئة معها فهي تغسل له قدميه وتمسدهما لا تسأله أين يذهب ولا متى يعود أنجبت له ولدين رائعين، فقرر وبعد تفكير أن يتصل به ويسأله أن يساعده، فرح صديقه وقال له: أتدري إن حظك من السماء لأن شقيقة زوجتي قد أتت لزيارتنا منذ عشرة أيام وهي فتاة في العشرين فلماذا لا تأتي وتراها؟ وهكذا حصل، كانت رائعة الجمال وقمة في الأخلاق طار عقله بها منذ اللحظة الأولى وتزوجها على سنة الله ورسوله ثم سافر معها لقضاء شهر العسل، حزنت زوجاته بالطبع لكنهن لا يستطعن الممانعة فهو لا يقصر معهن ومع بناتهن في شيء لكن لاكيشما زوجته الجديدة التي كانت كالجارية معه وجعلته يعيش حياة كقصص ألف ليلة وليلة من لباسها إلى عطورها واهتمامها الكبير به، كانت تمثل دور النعجة أمامه ومع زوجاته لكنها كانت في الواقع ذئبة فقد بدأت تفتعل المشكلات معهن عندما لا يكون يعقوب موجوداً، حملت بسرعة وأنجبت له الولد الذي طالما انتظره وحلم به فأصبحت تتحكم به مثلما تريد أصبح كالخاتم في إصبعها كيف لا وهي الصغيرة الجميلة وأم يوسف الغالي؟ أصبحت المفضلة لديه حتى انه لم يعد يعدل بين زوجاته كما كان يفعل من قبل، حتى انه صفع واحدة من بناته عندما قالت له زوجته إنها دخلت غرفة الصغير لتطمئن عليه فوجدتها تضع يديها على رقبته وهي تحاول أن تخنقه، كان يصدقها في أي شيء تقوله فهي بالنسبة له الملاك الطاهر وهي بالكاد تتكلم إنها تهمس همساً، حتى انه فاجأها قبل عودتها إلى المنزل من المستشفى بخادمة ترعاها وتساعدها على الصغير كي لا تتعب، هنا ثارت ثائرة النساء فهو لم يفعل هكذا مع أية واحدة منهن، لكن القشة التي قصمت ظهر البعير غير إهماله لهن ولبناتهن كانت عندما ضرب الصغيرة فوقفن في وجهه محتجات وشاكيات من زوجته الجديدة وكذبها، اتهاماتها الباطلة وتصرفاتها عندما لا يكون لكنه رفض أن يصدقهن وقال لهن ليتكن تتعلمن منها إنها عمتكن، وإن لم يعد الوضع يعجبكن فالباب يفوت جمل، صدمهن برده القاسي والذي لم يكن يتوقعنه، وبعد نقاش طويل بينهن وبينه، قالت له زوجته الأولى والتي هي ابنة عمه بعتب: أتبيعنا يا بو يوسف من أجل واحدة لم تكمل معها عام واحد بعد؟ نحن اللواتي كنا معك على الحلوة والمرة وتعرف خيرنا من شرنا ماذا فعلنا لك لتعاملنا هكذا قال لهن أنا اعتقد إنكن تفعلن ما تفعلن بسبب غيرتكن منها ومن معاملتها لي، من أنها أنجبت الولد الذي لم تنجبه أية واحدة منكن، والآن التي تريد أن تعود إلى منزل ذويها فالله معها وورقة طلاقها سوف تصلها والتي تريد البقاء يجب أن ترضى .

جمعت النساء الثلاث أغراضهن باكيات شاكيات إلى الله تلك التي عكرت صفو حياتهن بين ليلة وضحاها، غادرن المنزل الذي جمعهن لأعوام طويلة وهن يشيعنه بنظرات أخيرة كلها حسرة وحزن عميق، حسبي الله ونعم الوكيل، لقد استقبلناها ورضينا بزواجه منها ولم نجادله، هكذا بدأت شمسه زوجته الأولى كلامها عندما فوجئ والداها وأشقاؤها بعودتها وهي باكية، قالت لهم قبلنا إهماله لنا وصمتنا لم نطالب بحقوقنا ظنا منا أن لكل جديد رهجة وحيث أننا كنا نحبه ونريد رؤيته سعيداً سكتنا وبلعنا السكين، كنا كالخادمات له ولها نجهز الطعام وننظف المنزل كما كنا نفعل في السابق، أما هي ست الحسن والدلال فلم تكن تتحرك من غرفتها إلا لتناول الطعام الذي نكون قد جهزناه، وعندما تقوم عن الطاولة عندما تشبع يقول الحمد لله وينسحب خلفها، كان يطعمها بيده ونحن جالسات، لم يعد يعتبرنا، أتى لها بخادمة لتريحها وهذا شيء لم يفعله معنا فقلنا ما علينا، أحب أن يكرمها لأنها أنجبت له يوسف، كان يقضي شهراً معها ويوماً واحداً لكل منا كرفع عتب، أيضا قبلنا وقلنا لا بأس انه معرس وهي غريبة وصغيرة سيتبدل مع الوقت، أي نعم كنا نغار ونحزن، نبكي ونغضب لكننا لا نقول له شيئا، هذا كان خطؤنا منذ البداية، لقد سكتنا كثيرًا وعندما أردنا الكلام والثورة كان الأوان قد فات، لكننا فعلناها بالرغم من أننا شعرنا أن ثورتنا لن تأتي بنتيجة فهو كان قد أصبح كالخاتم في إصبعها، تصوروا انه ضرب الصغيرة وللمرة الأولى لأن زوجته قد قالت له إنها كانت تحاول خنق الصغير، صدقها ولم يصدق ابنته التي أخذت تصيح وتقول له لماذا تضربني يا أبي لقد كنت ألاعب شقيقي سمعته يبكي فذهبت إليه وأمسكت من يده لأقبلها، فعاد وصفعها قائلا أصمتي كنت تحاولين قتله، الله أكبر! ما هذا الكلام، إنها فتاة صغيرة فرحة بشقيقها مثلها مثل أخواتها الباقيات فقد كان يوسف فرحة المنزل، حتى نحن أحببناه لأنه من صلبه لكننا كلنا لم نره إلا مرات قليلة، أما البنات فكن ممنوعات من الاقتراب منه أو مداعبته لأنها كانت تمنعهن من ذلك، وعندما حصل ما حصل ثرنا ووقفنا في وجهه وعاتبناه فما كان منه إلا أن يطردنا! هكذا يكون جزاؤنا الطرد من منزلنا الذي تعبنا به أعواماً طوالاً، غصت شمسه وبدأت الدموع تسيل على خديها، اقتربت شقيقاتها ووالدتها منها يحضنّها أما والدها فغضب غضبا شديدا وقام يمسك الهاتف ويتصل بيعقوب ليطلب منه الحضور وقال اترك كل شيء تفعله وتعال فورا وإن لم تفعل فإني أقسم بالله إني سأذهب إلى منزلك وأجرك جرا وأنت تعرفني جيداً فلا تختبر صبري، خاف يعقوب من عمه وقال حاضر على أمرك يا عمي سوف أمر عليك بعد قليل، جلس عمه ينتظره وطلب من أبنائه أن يتركوه وحده معه ففعلوا ووصل يعقوب، اقترب من عمه ليقبل رأسه فقال له الأخير، لا أريدك أن تقبلني فأنا لست براضياً عنك يا ابن أخي الغالي، لقد أمّنتك على ابنتي فماذا فعلت تزوجت عليها مرتين فقلنا انه شرع الله وابنتنا لم تنجب له الولد وهذا حقه، مع انه كما يقال وكما اثبت علميا إن الرجل هو من يحدد جنس الجنين وليس المرأة، لكننا نعود ونقول إن الله سبحانه تعالى هو الذي يعطي، والعلم عنده وحده، أما أن تهين ابنة عمك التي دمها من دمك وتطردها فهذا شيء لن أقبله أبداً، لم أتوقعه منك أنت يا يعقوب فقد وعدتني بأن ترعاها وتضعها على رأسك أهذا وعدك لي؟ إنها أمانة في رقبتك هي من رضيت بالرغم من حبها الكبير لك بأن تتزوج عليها مرتين وكانت تئن بصمت، كانت تشعر في كل مرة بأنك تنحرها دون أن تشعر، لكنها صممت على البقاء معك بالرغم من كل شيء لأنها تحبك وتريدك، لأنها لا تريد الابتعاد عنك، وأنت تكافئها بالطرد، ماذا أقول لك وماذا أفعل بك؟ لقد داست على كرامتها ثلاث مرات من أجل أن تراك سعيداً وهي صامتة لا تتذمر ولا تتأفف، أنا الذي أردت أن أوقفك عند حدك منذ المرة الأولى وأعيدها إلى المنزل فنحن كما تعلم نصون نساءنا ونحفظ ماء وجوههن خاصة لو كن بنات عمنا، لكنها وقفت في وجهي وهي تقول لا يا أبي دعه يفعل ما يشاء، حسافه يا ولد الغالي لقد خذلتها وخذلتني، طأطأ يعقوب رأسه وقال أنا آسف يا عمي، أنت تعلم إنني أحبها وهي المفضلة عندي، لكنها وقفت في صف ضرتيها فماذا أفعل؟ هل صدقت بأنني سأطلقها؟ هي الخير والبركة وانا لا استطيع أن أنسى أفضالها وصبرها علي، لكن يا عمي لقد ثرن ووقفن في وجهي غاضبات صارخات، ماذا تريدني أن افعل، هددتهن بالطلاق علّهن يهدأن هذا كل شيء لكنني بالطبع لن أفعلها، قال له عمه بالطبع سينتفضن بعد معاناة مع زوجك المصون، فأنت أهملتهن ليس فقط في المضاجع لكن بكل شيء ثم لتزيد الطين بله ضربت ابنتك ولم تصدقها، هي للآن تصيح وتقول لم أفعل شيئا لماذا ضربني؟ حرام عليك يا ولدي، هكذا أنت تربي الحقد في قلب بناتك تجاه أخيهن الوحيد، وتفرق بمعاملتك بين نسائك فأنت لم تعد تعدل كما هو مذكور في القرآن الكريم، وأنت تعلم إن ابغض الحلال عندالله هو الطلاق، لكنني كوالد مقهور على فلذة كبده اطلب منك أن تطلقها فأنا لا أريدها أن تتعذب أكثر وتعاني مما عانته، قال يعقوب يا عمي أرجوك، أنا لا أريد ذلك فانا أحبها ولا استطيع البعاد عنها، هي عزائي عندما أكون حزينا، هي راحتي عندما أكون متعبا، هي ملجئي عندما أكون ضائعا، إنها كلمة وقلتها لهن جميعهن لكنني لم اقصد ذلك لقد سبق وقلت لك، كنت فقط اهددهن لكنني لم أتوقع أن يرحلن، قال والله يا ولدي لا اعلم إن كنت تقصدها أم لا لكنني لن اسمح لابنتي بالعودة إليك، فكرامتها من كرامتي، أنا لا أرضى أن تفعل ما فعلت بها كل تلك السنوات، لم اعد أرى ابتسامتها منذ أن تزوجت عليها في المرة الأولى مع أنها والله الشاهد لم تشتك لنا أبداً، لكنها ابنتي وأشعر بها وارى الحزن الدائم والعميق في عينيها، يكفيها ما عانت لغاية الآن . . عاد يعقوب إلى المنزل تعيساً، متألما، نادما على تسرعه وما فعل، حاول الاتصال بزوجته الثانية فلم ترد عليه والثالثة مثلها، استقبلته زوجته بالترحاب كالعادة . لكنها رأته حزينا فقالت له ما بك يا زوجي الحبيب، لماذا أنت مهموم وتعيس؟، اخبرها بما جرى فقالت لا تقلق يا حبيبي انه دلع حريم سوف يعدن عندما تهملهن أياماً عدة لا تخف ثق بي، اسمع لماذا لا نسافر نحن الثلاثة في رحلة صغيرة وعندما نعود يكون لكل حادث حديث، هكذا نبدل قليلاً من هذا الروتين الذي نعيشه وتبتعد عن المشكلات ستصفي ذهنك وعندما تعود تعيدهن، أقنعته كما عادتها وذهبوا في رحلة إلى بلدتها البعيدة عن التمدن حيث لا هاتف ولا شيء من الحضارة، تجمع كل أهالي القرية لاستقبالهم شعر بأنه ملك هناك حيث كانوا لا يفعلون شيئاً سوى خدمته رأى منزلهم الفقير الذي لا يحتوي على فراش خاف على ولده من الجراثيم والزواحف فجلس يحمله بين يديه طوال الوقت عند وصولهم ثم في اليوم التالي ذهب إلى أقرب مدينة حيث ابتاع سريراً لهم بعدما قرر بناء منزل حين قيل له أنهم ينتهون منه خلال فترة لا تتعدى الأسبوع فالعمال كثر وكل شيء جاهز للبناء فبدأ فعلاً في ذلك وابتاع أثاثاً جديداً، كان لا يقلق على عمله لأن المدير عنده يتكفل بكل شيء وهو يثق به ثقة عمياء، لم يفكر للحظة واحدة بما خلف وراءه لا زوجاته ولا بناته نسي كل شيء وسط ذاك المكان الذي يعيش به حيث ينحني له الجميع عند مروره بجانبهم، وفي يوم استيقظ من النوم فلم يجد زوجته بجانبه، ظن أنها جالسة مع أهلها في الصالة فخرج كالعادة للسير لكن الوقت كان باكرا ذاك اليوم وهو لم يتعود أن يستيقظ في هذا الوقت، فمر قرب المكان الذي يذهب الجميع إليه للصلاة نظر إلى الداخل بحشرية ليرى ماذا يوجد هناك فرأى تمثالاً لامرأة لديها عدة أذرع والعيدان متقدة، وامرأة راكعة أمامها بخشوع كلي استغفر ربه وأراد الخروج بسرعة من هناك حين التفتت المرأة لترى من خلفها وكانت زوجته ذُعر يعقوب منها وصُدم بهذا المشهد كانت تقول إنها مسلمة، لكنه تذكر انه لم يرها يوما تصلي، لقد كذبت عليه، إنها تعبد الأصنام . الله وأكبر الله وأكبر لا اله إلا الله، أخذ يجري بسرعة فوصل إلى المنزل وهو يلهث أسرع إلى الغرفة فأخذ جوازه وحقيبة السفر وحمل ابنه، أخذ السيارة التي كان قد استأجرها من المدينة وانطلق بها مسرعاً، سمع صوتاً خلفه نظر في المرآة ليجد زوجته تناديه وتجري خلفه فزاد من سرعة السيارة ولم يصدق كيف يصل إلى المطار، ترك السيارة في الطريق وولج إلى الداخل وقطع تذكرة العودة إلى بلاده .

لم يدخل يعقوب إلى منزله بل أخذ سيارته وانطلق مسرعا إلى منزل عمه، حيث رجاه وتوسل إليه أن يرى زوجته ويتكلم معها لأمر مهم أراد عمه أن يعاتبه لكنه قاطعه قائلاً أرجوك يا عمي سنتكلم لاحقاً في كل شيء ولك أن تفعل بي ما تشاء لكن دعني أولا أتكلم مع شمسه، خرجت إليه زوجته قائلة ماذا تريد مني، الآن أتيت؟ لقد تأخرت يا أستاذ، أين كنت عندما حصلت الكارثة بحثنا كثيرا عنك لكن لم يرض أحد بإخبارنا عن مكانك، قال لماذا ما الذي حصل نظرت إليه وسالت الدموع غزيرة على خديها وقالت وهي تبكي لقد توفيت زوجتك وبناتك الثلاث في حادث سير مروع، رحمهن الله وأسكنهن فسيح جناته، كاد يوسف أن يقع من بين يديه من هول الفاجعة نظر إليها قائلا متى حصل ذلك وكيف؟ لا، لا أصدق أنت تكذبين مستحيل متى حصل هذا، قالت منذ أسبوع، حتى إن الجميع استغربوا عدم وجودك في الدفن والعزاء، تركها وأسرع إلى منزل أهل زوجته الثالثة ليجدهم غارقين في الحزن على فقدانهم لابنتهم والصغيرات الثلاث صرخت الأم به قائلة: حسبي الله ونعم الوكيل بك، أنت السبب في وفاتهن فقد فقدت ابنتي المسكينة أعصابها من يوم تركتها ولم تسأل عنها وعن بناتها، ذهبت تقلهن من المدرسة بعد أن تلقت اتصالا منهم بأن الصغيرة التي ضربتها بالكاد تتكلم، حرارتها كانت مرتفعة جدا فأخذتهن جميعهن وقادت السيارة بسرعة إلى المستشفى بعدما اتصلت بنا لنلاقيها لكنهن لم يصلن إلى هناك إلا جثثا هامدة بعد أن انقلبت بهن السيارة عدة مرات قبل أن تصطدم بعامود الإنارة توجه يعقوب إلى المقبرة مسرعا قلبه يطرق بسرعة وقدماه ترتجفان خلع غترته وطاقيته رماهما على المقعد وأخذ يضرب على المقود بيديه الاثنتين وهو يصرخ ويقول أغفر لي يا الله ماذا فعلت بنفسي وببناتي حبيبات قلبي وصل إلى المقابر وهو غير مصدق ركع على الأرض يقبل التراب ويصرخ بناتي فلذات كبدي عمري، سامحنني يا ليتني أنا الذي كنت مكانكن يا ملائكتي .

زوجتي حبيبتي سامحيني لقد أخطأت في حقك ظلمتك وقصرت معك، لقد كنت نعم الزوجة ونعم الأم، لحق به أشقاؤه إلى هناك وقالوا له البكاء على الميت حرام ماذا تفعل هيا قم فرفض وقال دعوني أبقى هنا بقربهن أرجوكم، لكنهم حملوه واصطحبوه إلى المنزل الفارغ، الذي لا حس فيه ولا حركة كانت ضحكاتهن تملأ المكان والآن هن عند ربهن يقابلن وجهه الكريم تذكر كيف ضرب الصغيرة فكان قلبه يحترق، ويعود إلى البكاء، لكن لا شيء ينفع فهذا أمر الله .

أعاد زوجتيه إلى المنزل بعد أن اعتذر منهما واقسم على أن كل شيء سوف يعود كما كان، أما لاكيشما التي طلقها فقد عادت لتطالب بابنها وبالمنزل الذي كان قد كتبه باسمها واسم ولدها فطردها وقال سيصلك حقك في حصتك من المنزل والمؤخر والله لا يسامحك بما فعلت لكنني اعتبرهم فدوى عن أولادي وصدقة عن روح من رحلن عني وتركنني أموت من عذاب الضمير .



منقول من جريدة الخليج الشباب للكاتبة مريم راشد
 
أعلى