زويل: مصر تعيش حالة اضطراب والحل في الحوار وزيادة الإنتاج ونظام حكم يعتمد على القيم الإسلامية

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
أكد الدكتورأحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل أن مصر تعيش حاليا حالة من الاضطراب، وأن كثيرين ممن يطلق عليهم اسم خبراء يرون أن الدين هو سبب ذلك. مشيرًا إلى أن هذا ليس صحيحا، ولكن مصدر الاضطراب يتمثل في الفجوة الواسعة بين التوقعات بالتغيير السريع من قبل أولئك الذين قاموا بالثورة منذ عامين وبطء عملية بناء مجتمع جديد بالكامل.
وقال زويل أستاذ الكيمياء والفيزياء بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، في مقال نشر اليوم السبت بصحيفة الشرق الأوسط السعودية، إنه لم ير المصريين طوال حياته وهم يعبرون عن مثل هذا الشعور العميق بأن وطنهم قد أصبح ملكهم، وهو ما يعد أحد أهم مكتسبات الثورة المصرية، كما أن الشعب المصري متعطش للديمقراطية الحقيقية بعد ما علمته الثورة كيفية المطالبة بحقوقه.
وأضاف: لقد صبر المصريون على حكم مبارك لمدة 30 عاما، ولكنهم لا يصبرون على التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن لأنهم لن يقبلوا بالعيش بأقل من مستوى توقعاتهم.
ويقول رئيس أكاديمية زويل للعلوم إن الليبراليين والمحتجون يخشون من عودة الديكتاتورية مرة أخرى، وعلى الجانب الآخر فإن الإسلاميين الذين عانوا لعقود طويلة من الاعتقالات والتعذيب والعمل السري قد باتت لديهم شرعية الحكم ولا يريدون العودة إلى وضعهم السابق مرة أخرى.
وبالإضافة إلى هذا، الانقسام السياسي، يقول زويل: هناك الأغلبية الصامتة، أو ما يطلق عليه اسم "حزب الكنبة" الذين يجلسون وينتظرون - وسيصوتون حين تسنح لهم الفرصة - عودة الحياة الطبيعية مرة أخرى.
و نقل زويل عن مصري مسلم ينتمي للطبقة المتوسطة يدعى أحمد مصطفى قوله : "أنا لا أعترض على وجود رئيس ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، ولكنه يجب أن يحكم وفقا لقيمنا الإسلامية، لا وفق آيديولوجية جماعته. عندما يتحول الرئيس من مجرد أخ في الجماعة إلى قائد وطني، يمكننا حينئذ أن نحقق تقدما حقيقيا في مصر. والآن، لا بد أن نطرق الحديد وهو ساخن حتى نتمكن من تحقيق التغيير الذي نريده. لم نعد نخاف من الحكومة بعد الآن".
واستطرد بعد الانتخابات الرئاسية في يونيو الماضي، حصل محمد مرسي على دعم الكثيرين من المصريين، بما في ذلك كثيرون ممن لم يصوتوا له، على أمل أن يضع البلاد على المسار الصحيح للتنمية.
وقال :لقد أراد المصريون أن ينجح رئيسهم المنتخب في التعامل مع القضايا الحقيقية والمتعددة التي تواجه بلادهم مثل الركود الاقتصادي وإصلاح التعليم ونظام الرعاية الصحية. ولو كان الدين هو القوة التي تقسم البلاد، لما حصل الرئيس مرسي على هذا الدعم.
ومع ذلك، يقول زويل تصاعدت حدة المعارضة بسبب قرارات مرسي بالإقرار السريع للدستور وتقييد أحكام القضاء، ورد الإسلاميون المؤيدون للرئيس مرسي بتنظيم مسيرات تضم مئات الآلاف.
ورأى أن تقسيم المجتمع على أساس إسلاميين وليبراليين وأغلبية صامتة كثيرا لا يختلف عما هو موجود في أعتى الديمقراطيات في العالم، ولكن الشيء الجديد والمختلف في مصر هو أن الخوف قد اختفى وحل محله إحساس بالقوة لتقرير مصير البلاد.
وطرح زويل في مقاله سؤالًا هامًا مفاده ما هو الطريق الذي سنسير فيه في العام الجديد
وعرض إجابة سؤاله في 3 محاور.
الأول : أكد زويل أن أهم شيء تحتاجه مصر في العام الجديد هو حوار بين كل الأطراف، ولن يحدث ذلك قبل أن يشعر الشعب بأنه محمي من خلال الدستور والسلطة القضائية المستقلة.
الثاني: يتعين على الحكومة أن تختار بعض المشاريع الكبرى لإنجاز وعود مرسي الانتخابية وتنشيط الاقتصاد، مشيرًا إلى أنه يؤمن بأهمية زيادة الإنتاجية، وأن هذا لن يحدث إلا من خلال تحسين التعليم، ووجود اقتصاد يعتمد على المعرفة في المقام الأول.
الثالث: يتعين على الجميع أن يقبل أن المصريين شعب متدين، وأن العلمانية، مثلها في ذلك مثل الدولة الدينية، لن تكون مناسبة لمصر، ولكن ما يمكن أن يكون مناسبا هو حكم يعتمد على القيم الإسلامية للأغلبية مع حماية حقوق الأقليات.
وبعبارة أخرى يقول زويل، لن يكون هذا الشكل، مع وجود دستور مقبول وقائم على أساس حقوق الإنسان والحرية الدينية، مختلفا كثيرا عن الوضع في الولايات المتحدة، التي تستمد قيمها من المعتقدات المسيحية.
واختتم زويل مقاله قائلًا: في الحقيقة، تتمتع مصر بإمكانات هائلة بسبب قوتها الكامنة في رأس مالها البشري، ولكن يتعين علينا أن نشدد قبضتنا على المستقبل الآن، ويجب أن يكون هذا هو قرار مصر في العام الجديد.
 
أعلى