سرير و مرآة و منضدة وحاسوب ....

علي هادي

بيلساني ماجستير

إنضم
Feb 9, 2010
المشاركات
820
مستوى التفاعل
10
المطرح
العراق - بغداد
سرير و مرآة و منضدة وحاسوب ....


حين كانت تجلس تفتح حاسوبها ونتها لغرض التصفح والتعارف استضافها شخص لم تراه ولم تسمعه بل كل الذي يربط بينهما الكلمات وليس سواها فطلب يوما ان يراها او تراه ولم يستطيعا الاثنين ذلك لاسباب فنية ولكنهم استطاعوا ان يتبادلوا الصور ومعها احست بدقات غير اعتيادية لقلبها البريء والشفاف , كانت تتبادل معه الابتسامات وتحية المساء ثم يسترسلان بالكلمات البريئة والتي تخرج من قلبها وكأنها تعرفه قبل ميلادها ولم تستطع مصارحته بما تريد وتهوى ولكنه تجرأ في يوم وقالها (احبك ) فأدركت حينها ان دقات قلبها كانت صحيحة وعند انتهاء محادثتهما الكتابية وتدق ساعة الفراق لاتستطيع غلق الايميل الا ان يغلقه كونها تعلقت به على حين غرة ووجدت فيه ماتريده وتبحث عنه بسنينها وحياتها ولم تتصور ان النت هو الذي سيكون سبب هذا الحب المجنون الذي جمع قلبين وبدون موعد ولنها كانت تصر على ان حبها له قبل ان تلتقيه او تسمعه وتطورت وكبرت الا ان اعطت تلفونها وبدل ان تلتقيه مساءا قامت بأرسال الرسائل وتجرأ يوما ورن عليها فصدمت لسماع صوته واحيي بعد موت لسماع صوتها وتعلقت بكل مافيه ورضيت به وكانت تحسه متعلق بها بشكل غريب ومجنون واصبحت غرفتها والمنضدة التي تحمل حاسوبها كل حياتها ومعبدها لانه مهيء للقاء المقدس ولا تستطيع فراقه لانه املها وحياتها وفي اغلب الاحيان يدخلان في احاديث ساحرة وفي عالم بعيد عن عالمها وعالمه ليؤسسان عشا جميلا يحتوي على سرير ومراّة وحاسوب
والدها من ناحيته لايعرف شيئا عن كل ذلك ولا يشغل باله اي تعريف للحب لان الحياة استغرقته ويعيش الخوف الموروث بأن واجبه ان يزوج بناته حتى لاتعنس احداهما في حياته ويموت مقهورا وورائه حمل ثقيل يخاف ان يحمله وراءه احد
وأم يهيمن عليها الشعور الدائم بالذنب لانها تريد زواج بناتها من رجال قريبين من اهلها ليكونوا قريبين على نفسها وهواها
اما البنت فلم يكن لها صوت يذكر عندما تقدم احدهم لخطبتها لقد كان هذا اليوم رهيبا , فرح الجميع الا اخواتها وكتمت سرها وقاومت حزنها وكانت الايام بالنسبة لها مأتما لانهاية له وعتمة ليس لها منفذ . تزوجت على ان يحبها بعد الزواج لاقناعها بأنه ياتي بالمعاشرة والحياة سوية ولكن وجدت نفسها قطعة زائدة محسوبة على ممتلكاته العديدة في بيته وبعد عشرتها له وجدت في احشائها جنين حملت به رغما عنها بوحشية المحتل لارض عذراء لم يمسها بشر وان مست فكان قرارها ليس بيدها وايقنت انها خدعت مرتين واكره ما يكره محتلها الحاسوب ونتها , وتباهى الزوج برجولته لانه استطاع بذكوريته ان يخصب الارض التي اغتصبها وحصد طفلا بعد احتلاله لجسدها ولكنه لم يحتل عقلها ولم يدخل قلبها رغم عشرة السنين المزعومة
تتألم في كل لحظة تذهب بها بيت اهلها لانه تحن وبشكل غريب الى غرفتها وصومعتها لانها بقيت ولم يحتلها احد فتجلس على كرسيها وتفتح حاسوبها لترى اسم حبيبها لايزال في ايميلها العجيب ولكنه هذه المرة غير متصل
لقد كانت مهملة وبعيدة كل البعد عن محتلها لانه هذه المرة احتل الطفل الذي اسمته على اسم حبيبها الذي قطع الاتصال في النت والتلفون لان رقمها قد غيره الهمام لانه كان قد تم اخباره بما بينها وبين حبيبها فأزدادت كراهيته للغرفة وملحقاتها
وفي يوم ارادت ان تنقل اشيائها الخاصة من بيت اهلها الى بيته ولكنه اصر اصرارا على ان لايعيش مع حاسوبها في بيت وتحت سقف واحد واقترحت عليه ان تخرج معه لاي مكان في حاسوب لانها تنازلت عن طلبها ورضخت لقانون وشروط المحتل رغم الامها وجراحاتها ولم يوافق ومرضت يوما وقالت له ارجوك بان اذهب الى بيت اهلي لاعالج هناك ولكنه قال لها انت تريدين الذهاب الى صومعتك وبعد شد وجذب وافق بمرارة لانه استقلال برأيها وتمرد برأيه وذهبت بحلم كاذب وامل على ان ترى ايميلها حتى ولو كان غير متصل ولنها وجدت في بريدها الوارد هذه رسالتان الاولى رسالة حب طويلة يعاهدها على البقاء وفيا لها مدى الحياة والثانية تبرعت بكتابتها اخته تقول فيها انا لله وانا له راجعون من كان يحب اخي فأن اخي قد مات على ايدي قوات احتلال ولكن هذه المرة محتل يختلف عن احتلال جسدها وبقيت تنظر الى ايميلها بحب وتقول لقد انتصرت هذه المرة لانه بقي في روحي وعقلي ولم يمت ابدا ................... لاتلوموني ..... لاادري ربما ستكون قصة تجسد شيء من اشياء حياتي المبعثرة ربما................


سرير و مرآة و منضدة وحاسوب ....
 

عهد القمر

ღ.¸¸.قمر البيلسان .¸¸.ღ

إنضم
Jul 6, 2009
المشاركات
3,643
مستوى التفاعل
59
المطرح
بجسد القمر
:4::4::4::4::4::4: شكرا ع الموضوع قصة حلوة كتير
 

علي هادي

بيلساني ماجستير

إنضم
Feb 9, 2010
المشاركات
820
مستوى التفاعل
10
المطرح
العراق - بغداد
وردة بيضاء

للمرور العطر
 
أعلى