ســبــحــان مــقــســم الأرزاق جـ 2 .. قصة من الواقع

mr_ops

بيلساني محترف

إنضم
Jan 12, 2010
المشاركات
2,777
مستوى التفاعل
38
المطرح
شامي
ملخص ما نشر في العدد السابق:

((( فاجأ جميع الموظفين في المكتب عائشة عندما احتفلوا بعيد ميلادها الأربعين فرحت بما فعلوا لكنها حزنت في ما بعد لأنهم ذكروها بأن القطار قد فاتها وهي الآن تحمل اسم عانس، لأنها لم تتزوج ولم تنجب بالرغم من كثرة الشباب الذين تقدموا لها لكنها كانت تعيش فقط لأجل والديها اللذين كانا لا يزالان على قيد الحياة منذ عام فقط، والآن لديها عملها الذي يأخذ من وقتها الكثير لكنها لا تجد سعادتها إلا في مكتبها مع الذين يعملون معها ومن ضمنهم شقيقها وزوج شقيقتها . كان عملها يسير بشكل ممتاز، وكانت من النساء القليلات اللواتي يعملن في مجال العقارات وقد أصبحت تملك عدداً كبيراً من الزبائن الذين لا يثقون إلا بها ومعظمهم من كبار المستثمرين العرب والأجانب، فقد وسّعت مجال عملها ليصبح عالمياً . كانت تسافر كثيراً إلى جميع أنحاء العالم برفقة شقيقها لتبتاع أو تبيع عقارات أو عمارات المهم أنها نقلت أهلها وعائلتها من الحياة البسيطة العادية التي كانوا يعيشونها إلى حياة مترفة، لكنها لم تنس الفقراء في حارتهم القديمة، فقد كانت ترسل لهم مبالغ من المال مع والدها، رحمه الله، وبعد وفاته أصبحت ترسلها بوساطة محاميها لأنها كانت قد ذاقت الحرمان في طفولتها من بعض الأشياء مع أنها لم تجُع يوماً . كانت تعيش كل يوم بيومه فقد كان والدها موظفاً بسيطاً وكانت أسرتها تتكون من فتاتين وولد يحبون بعضهم بعضاً بشدة، وكانت والدتهم عندما يسألونها: لماذا لسنا كجيراننا الذين يعيشون في فيلا ويملكون الكثير من السيارات والخدم، تقول لهم: سبحان مقسم الأرزاق وحده يعلم، لكن المهم أننا كلنا بصحة جيدة ولا نعوز أحدًا، فاشكروا الله دائماً على نعمته، فهناك جيران لنا ينام أولادهم دون أن يسدوا جوعهم ولو برغيف خبز، لماذا لا تشفقون عليهم بدل أن تحسدوا الأغنياء، كانت تتذكر عائشة كلام والدتها وتصرفات والدها وتترحّم عليهما فقد أصبحت وحيدة في المنزل الكبير الذي ابتاعته لهما، تشعر بالبرودة، بالوحشة، لكنها لم تقبل أن تعيش مع شقيقها فهي تريد أن تبقى في منزلها تتذكر والديها وتجلس بكل ركن جلسا به .


وفي يوم استيقظت على صراخ الحارس فقفزت إلى النافذة لترى ماذا يحصل، فوجدته يتشاجر مع شاب يرتدي ملابس رياضية وكلبه ينبح دون توقف . نادت الحارس لتستطلع الأمر، فقال لها إن الشاب يمارس رياضة الجري كل يوم حول المنزل وإن الكلب الذي معه ينبح دائماً عليه ويخاف أن يوقظها باكراً . فقالت دعك منه عيب عليك لا تكلمه بعد الآن، خاصة أنه خارج حدودنا، وبعد قليل خرجت بسيارتها متوجهة إلى مكتبها فأوقفها ذاك الشاب ليشتكي لها من الحارس فاعتذرت منه وقالت له: لن يضايقك بعد اليوم وذهبت، لكنها لم تعرف لماذا ظلت تفكر به طوال اليوم: بقيت صورته عالقة في خيالها حتى في المساء كانت تفكر به وهي في فراشها إلى أن سمعت باكراً صوت نباح الكلب توجهت إلى النافذة لتراه يجري كالعادة ارتدت ملابسها وخرجت لتجده في انتظارها أمام الباب وأوقفها أيضاً ليكلمها، فاكتشفت أنه يعرف كل شيء عنها وأنها ليست المرة الأولى التي يراها بها وقد سأل عنها الجيران تعجبت من الأمر وسألته: لماذا كل هذا الاهتمام هل تريد شراء منزلي أجاب لا أبدًا إن منزلي أكبر وأجمل من منزلك مع احترامي لك . حاولت أن تعلم المزيد عما يعرف عنها ولدهشتها وجدت إنها تكلمت معه قرابة الساعة لأن هاتفها كان يرن، فهي لديها اجتماع مهم ويجب أن تكون في المكتب باكراً اعتذرت منه لكنه لم يدعها تذهب دون أن يأخذ رقم هاتفها ليكملا حديثهما فأعطته إياه دون تردد ففضولها كاد يقتلها وشوقها لسماع صوته دعاها إلى التصرف دون تفكير مطول، انطلقت مسرعة فرّن الهاتف من جديد عندها ردت قائلة دقائق وأكون عندكم، فضحك وقال ليتك تعودين، صمتت للحظات فقال نسيت صوتي بهذه السرعة أنا سيف أجابت: عفواً لم أنظر إلى الرقم حسبت أنهم يتصلون بي من المكتب لأنني تأخرت كثيراً . قال لن أتأخر عليك لكن قولي لي متى أكلمك مجدداً؟ أجابت عندما أعود من السفر فوجئ بالأمر وسألها متى تسافرين ومتى تعودين والى أين تتوجهين ولماذا ؟ ضحكت قائلة أسافر اليوم وأعود عندما أنهي عملي بعد عدة أيام أو أسبوع حسب التيسير على كل حال أنا أتصل بك عندما أعود، بإذن الله، قال لا تتأخري بالعودة أرجوك فأنا سوف اشتاق إليك ارتبكت وشعرت بالدماء تصعد إلى وجنتيها فودعته ثم أقفلت الخط وانتظرت في السيارة قبل أن تصعد إلى المكتب ويروا احمرار وجهها وارتباكها فنظرت إلى المرآة لترى إن كان الاحمرار قد زال عن وجهها فوجدت التجاعيد تحيط بعينيها وتذكرت سنها ثم فكرت بسيف فهو يصغرها على الأقل بعشرة أعوام فحل الاصفرار مكان الاحمرار وشعرت بقلبها يذوب . ترجلت من السيارة وصعدت إلى المكتب حيث لم تسمع كلمة واحدة من الكلام الذي قيل فانتبه شقيقها وسألها . ما بك يا عائشة أجابته: أنا آسفة لكنني لست بمزاج جيد اليوم أكملوا اجتماعكم من دوني وسأنتظرك في مكتبي، أقفلت هاتفها النقال الذي أعطته رقمه وجلست حزينة وهي تفكر بأن فرحتها لم تكتمل . )))

جلست عائشة على الكنبة في غرفتها وهي تفكر بسيف وكيف سيطر بسرعة على تفكيرها سألت نفسها هل هذا يا ترى ما يطلقون عليه الحب من النظرة الأولى؟ فأجابتها نفسها المضطربة أي حب يا غبية وأية مشاعر تلك التي تتكلمين عنها إنها تحدث فقط في الكتب والأساطير، ثم لماذا يختارك أنت ؟ من تكونين وماذا تملكين من مواصفات تجعله يعجب بك فبسنه هذه يستطيع أن يحصل على أية فتاة صغيرة في الثامنة عشرة من العمر فهو لم يتخط الثلاثين من العمر رياضي طويل القامة وسيم جدا ويبدو من كلامه بأنه يملك فيلا رائعة أي أنه من عائلة ثرية أما أنت فمجرد عانس بدأ جمالك يخبو ويذبل، هو كالزهرة التي تتفتح وأنت التي بدأت تتساقط أوراقها لا تملكين سوى السمعة الحسنة، المال والاسم المعروف في السوق وهذه لا تكفي لجعله يحبك أو ينظر إليك حتى اعتقد انه من الذين يوقعون اللواتي هن مثلك في غرامه ليأخذ أموالهن ويصرفها على نفسه، فاحذري ولا تخطين خطوة تندمين عليها لاحقاً، اسألي عنه على الأقل فعادت تجيب الصوت الذي يكلمها من أعماقها قائلة ولماذا أسأل أو حتى أهتم، سوف أبتعد وأقطع أي اتصال من أي نوع بيني وبينه، أنا لست مستعدة لأن أتألم بعد أن بلغت هذه السن، سألغي رقمه عن هاتفي وأقفله لفترة طويلة، إنها مجرد نزوة وستمر بسرعة ولن أتذكرها حتى، أجل هذا عين العقل لا تفكري فيه حتى لا تندمي . ظلت تردد هذا الكلام حتى أقنعت نفسها بالموضوع وغطّت في نوم عميق .

أنهت عائشة عملها الذي سافرت من أجله وحان وقت العودة إلا أنها طلبت من شقيقها أن يمددا هناك عدة أيام فهي متعبة من العمل وبحاجة لإجازة قصيرة . وافقها على الموضوع لأنه شعر بأنها فعلاً ليست على ما يرام وتستحق الإجازة بعد عمل وجهد مضنيين لأعوام طويلة دون توقف، لكنه وللمرة الأولى رأى الحزن بعينيها: حزن لم يره من قبل . . حزن من نوع آخر . حار في أمرها وحاول معرفة السبب مع أنها كانت تحاول إخفاءه بمختلف بشتى الطرق إلا أنه لم يصل إلى أية نتيجة معها، لكنه كان متأكداً أن شيئاً ما ليس على ما يرام، فهي ليست عائشة التي يعرفها والتي كانت دائمة الفرح ممتلئة بالنشاط، البسمة لا تفارق شفتيها ثم إنها قضت إجازتها في السرير بالكاد كانت تبرح غرفتها بعد إلحاح منه وبعد أيام قال لها إن كنت تريدين البقاء في غرفتك ولا تخرجين منها هيا نعود إلى بلدنا هكذا تكونين على راحتك أكثر وأكون أنا مع زوجتي وابنتي . قالت أنت على حق هيا بنا نعود فأنا أيضا اشتقت إليهم، لم تتكلم طوال فترة الرحلة كانت تنظر إلى السماء وتطلب من الله عز وجل أن يساعدها لتنساه لأنها وبالرغم من محاولاتها إلا أنه لم يغادر تفكيرها ولو للحظة، ثم سمعت شقيقها يقول لها الحمد لله على السلامة لقد وصلنا . استغربت الأمر فهي لم تشعر بالوقت، يا الله أنا أفكر به منذ سبع ساعات! فقامت بقهر تمسك بحقيبتها وتخرج من الطائرة، وصلت إلى منزلها وارتمت على سريرها تفكر به وتلوم نفسها وتقول لقد رأيته مرتين فقط ما الذي يحصل معي؟ لا لن أسمح بهذا فأنا سيدة قراري . أنا إنسانة قوية سوف أقوم وأكمل حياتي كالسابق نعم لن أدع مشاعر وأحاسيس طفولية تسيطر علي، وهكذا صار: قامت من سريرها وارتدت ملابسها لتذهب إلى منزل شقيقتها لتعطيهم الهدايا وتقبلهم بشوق ثم ذهبوا جميعهم إلى منزل شقيقها حيث فعلت نفس الشيء وأمضوا النهار هناك ثم عادت في المساء لتخلد إلى النوم وفي اليوم التالي عادت لتمارس عملها بكل نشاط وقد بدأ تفكيرها بسيف يتضاءل . شكرت الله وحمدته وبدأت تعود شيئاً فشيئاً عائشة القديمة القوية المرحة المحبة . ارتاح شقيقها عندما رآها هكذا فقد كان قد بدأ يقلق عليها . وبعد عشرة أيام كانت تترجل من سيارتها لتصعد إلى الشركة وإذ بها ترى سيف جالساً على المدخل ينتظرها . شعرت بأن قلبها سوف يخرج من صدرها جمدت في مكانها ولم تستطع أن تفتح فاها بكلمة، فبادرها قائلاً الحمد لله على سلامتك أجابت بصوت خافت شكراً لك قال لها أنا أعرف أن وعد الحر دين عليه وأنت وعدتني بأنك سوف تكلمينني عندما تعودين لكنك لم تفعلي مع أنك هنا منذ عشرة أيام . تحيّرت ماذا تقول له فهي لم تتوقع هذا الشيء نظرت إليه فوجدت ذقنه طويلة وغير مرتبة، عينيه غائرتين فسألته هل أنت مريض؟ قال: لا لكنني حزين جداً قالت خيراً إن شاء الله هل تشكو من شيء ؟ أجابها نعم أشعر بألم في قلبي أشعر بمسّ في كرامتي أشعر بالإهانة قالت: ولماذا هذا كله؟ قال: تسألين وكأنك لم تفعلي شيئاً وكأن كلامي الذي قلته لك قبل سفرك لم يعن شيئاً لك ابتسمت بارتباك وأجابته يا سيف أنا لم أرك سوى مرتين ولا أعرفك وأنت أيضاً لا تعرفني، قال: لا تتكلمي عني من فضلك تكلمي عن نفسك أنا أعرف كل شيء عنك كما قلت لك سابقاً . أنا أراقبك منذ أشهر وأنتظرك صباحاً ومساء لأراك . أنا أحبك أنت فتاة أحلامي اعتبري انه حب من طرف واحد لكن احترمي مشاعري اتصلي بي وقولي أنا لا أريدك ولا تقفلي جهازك وتتركيني هكذا أنتظر فهذا شيء لا تفعله إنسانة خلوقة مثلك، اعتذرت منه قائلة أنا فعلاً آسفة لكنني كنت مشغولة جداً قال: من فضلك لا تعطيني أعذاراً واهية أنا لا أطلب منك شيئاً سوى أن تعطيني فرصة لأكلمك ثم افعلي ما تريدين ولا تحاولي أن ترفضي رجاء فبعد ما فعلته بي أستحق أن تعطيني القليل من وقتك، وافقت بعد تردد على أن تكلمه في المساء قال إن لم تكلميني سآتي مع كلبي ليقلق منامك ولن أذهب ضحكت ووعدته ثم ذهب، ظلت تتكلم معه حتى بزوغ الشمس تناقشا في كل شيء أقنعها بكلامه وقررت المضي في علاقتها معه لكن دون أن يعلم أحد فرفض بشدة قائلاً: أبداً أنا سأذهب في الغد لأكلم شقيقك صرخت قائلة لا تفعل لكنه أصر على موقفه وقال لن أضيع دقيقة من وقتي فليسأل عني ويقرر إن وافق كان به وإن لم يوافق سيكون لي تصرف آخر، ماذا تعني ؟ قال كل شيء في أوانه . .
حاول شقيقها ثنيها عن قرارها بالارتباط به لكنها أصرت على موقفها فهي تحبه والشيء الوحيد الذي كان يزعجها هو فارق السن لكن سيف استطاع إقناعها بأن هذا الشيء لم يعد مهما في أيامنا هذه وأجابها تحديداً يعني عندما تصبحين في الثمانينات أكون أنا في السبعينات ما هذه الفلسفة الغريبة أنا أعرف الكثير من الشابات لكنني بحاجة لأن أكون مع امرأة ناضجة وهادئة مثلك لا أريد الصغيرات اللواتي يقلقن راحتي فأنا لا جلد لي عليهن، حددت يوم الفرح بالرغم من معارضة شقيقها وشقيقتها لكنهما حضرا فرحها وتمنيا لها حياة هانئة هادئة لا مفاجآت فيها فقد كانا يخافان عليها من شيء ما لكنهما لم يستطيعا أن يعرفا ما هو لأن شقيقه سأل كثيراً عنه وكان الجميع يمدحون أخلاقه الحميدة وهو لم يتزوج من قبل يملك المال من شركة المقاولات التي ورثها عن والده . لا شقيق له ولا شقيقها ثم إنه أصر أن يكتب لها ورقة عند المحامي بأنه لا يريد درهماً واحداً من مالها، وفعلاً كان سيف نعم الزوج فقد قضت عائشة معه أجمل أيام حياتها مضى على زواجهما خمسة أعوام لم يتبدل خلالها أبداً مع إنها لم تستطع الإنجاب فقد بكت بكاء مراً عندما حاولت الإنجاب بشتى الطرق لكن الطبيب قطع لها الأمل قائلاً لا تحاولي مجددًا فإنك وكأنك ترمين أموالك في البحر، رضي سيف بالأمر الواقع وكان يخفف عنها ويقول لها إنه أمر الله يكفي أنك معي أنت سعادتي وليس الأطفال، أحبه الجميع منذ السنة الأولى وأصبح شقيقها يعده الأخ الذي لم تنجبه والدته أصبح وكأنه منهم ولد وتربى معهم ومن كثرة حب عائشة له وثقتها به ذهبت إلى المحامي الخاص بها لتمنحه توكيلاً عاماً شاملاً مطلقاً غير قابل للعزل بكل شيء وكان هذا التوكيل هدية ذكرى زواجهما الرابع عندما سلمته إياه رفضه لكنها أصرت لا بل رجته أن يقبله وكيف لا تفعل وهو الوحيد الذي أحبت في حياتها ثم ماذا تنفعها أموال العالم كله إن لم يكن معها، لامها شقيقها على ما فعلت وقال لا تسلمي رقبتك له فالأيام يا حبيبتي تحمل لنا الكثير من المفاجآت التي لا نتوقعه .ا طمأنته قائلة لا تخف يا شقيقي الحبيب فهو إنسان متدين ويحبني وأنا جربته بعدة أشياء وأثبت لي فيها أنه ليس من هذا النوع، وبعد مرور أشهر سافر شقيقها إلى صلالة بالسيارة مع عائلته حيث تعرضوا لحادث مفجع أودى بحياتهم جميعهم كانت الضربة قوية جداً لعائشة فقد شعرت بأنها تيتّمت من جديد حيث فقدت العصا التي كانت تتعكز عليها، لكن زوجها الطيب ساعدها لتتخطى هذه الفاجعة وتكمل حياتها . شكرت الله على أنه بجانبها يقويها ويساندها . لكن لم يمر شهر لتكتشف كم كانت مخطئة فقد استيقظت يوما لتجده قد خرج اتصلت به لتسأله عن مكانه فوجدت هاتفه النقال مغلقاً لم تترك مكاناً إلا واتصلت به لكن دون جواب خافت جداً عليه وأخذت في البحث عنه بعد أن تخطت الساعة الثانية فجراً . بلغت الشرطة وجابت المستشفيات لكن دون نتيجة وبعد عدة أيام بدأت تستوضح الأشياء لينقلب خوفها عليه غضباً فقد أتى من يخرجها من فيلتها وفي الوقت نفسه أتى إلى المكتب من يقول إنه المالك الجديد للشركة حتى سيارتها وأموالها في المصارف كل شيء قد تبخر بين ليلة وضحاها تركها دون درهم واحد كما وصلتها ورقة طلاقها في اليوم التالي، لم يبق معها سوى هاتفها ومجوهراتها، أصيبت عائشة بصدمة قوية انهارت وانهار كل شيء من حولها أصبحت بلا مال ولا مأوى ذهبت إلى منزل شقيقتها لتبقى عندها بضعة أيام حتى تحاول أن تلملم أشلاءها بدأت في بيع مجوهراتها واستأجرت غرفة صغيرة لتسكن فيها، فهي لا تريد أن تضايق أحداً، حاول زوج أختها أن يمنعها قائلاً: كل الخير الذي نعيش فيه هو منك حتى المنزل أنت من ابتاعه لنا فقالت له: أنتم من تبقى لي في هذه الحياة ولا تتكلم هكذا، لكن أرجوك دعني أذهب فأنا في حاجة للاختلاء بنفسي قليلاً وأرى ماذا يمكنني أن أفعل، ثم إنني أسكن قريبة منكم وفي النهار أبقى معكم، مرت الأعوام وبدأ المال يشح بين يديها فلم يعد عندها ما تبيعه ركعت تصلي كما تفعل دائماً ثم طلبت من الله بحرقة أن يساعدها وألا يتركها تمد يدها للناس أنا لم أخطئ بشيء يا رب وأنت تعلم ذلك أنت قادر على كل شيء أرجوك ساعدني وذهبت لتندس في فراشها وإذ بالهاتف يرن ردت بسرعة لتسمع صوت ذاك الثري الإنجليزي الذي كان من أهم زبائنها يطلب منها أرضاً كبيرة ليبني عليها مجمعاً ضخماً وأضاف غداً أكون عندك لنتكلم في كافة التفاصيل، قفزت من سريرها لتركع وتفتح يديها وتشكر الله من كل قلبها ودموعها تتساقط على خديها، أخذت ما تبقى معها من مال وطلبت من الشركة التي كانت تتعامل معها سيارة فخمة مع سائق ثم اتصلت بصديقتها مصممة الأزياء تطلب منها أن تعيرها ملابس فخمة تليق باجتماعها مع الثري ثم قصدت محل المجوهرات الذين أعطوها طقما من الألماس دون أي تردد فهم يعرفونها منذ أعوام طويلة ويثقون بها . ذهبت إلى الاجتماع بكامل أناقتها وإشراقها ووعدته خيراً اتصلت بمعارفها واختارت له أرضاً في مكان مهم واستراتيجي لمشروعه، وكان نصيبها من الصفقة سبعة ملايين درهم ثم عادت تتصل بزبائنها وبدأت تعمل مع نسيبها من المنزل وما هي إلا أشهر لم تتخط العشرة حتى عادت عائشة إلى سابق عهدها . . عاد اسمها بقوة إلى السوق وعاد زبائنها القدامى إليها، أما سيف زوجها السابق فقد علمت في ما بعد أنه تزوج فتاة صغيرة وسافرا معا يجوبان العالم لفترة إلى أن تبخرت أمواله فتركته وعادت إلى بلدها تطلب الطلاق منه وعندما عاد لم يجد مكاناً يلجأ إليه، فاستأجر شقة صغيرة وبدأ يبحث عن عمل ولو براتب ضئيل حتى يعود ويجمع عدة دراهم ريثما يحاول الإيقاع بفريسة جديدة مثلما فعل مع عائشة فهل يتم له ذلك؟ العلم عند الله فهو مقسم الأرزاق .



منقول من جريدة الخليج الشباب للكاتبة مريم راشد .

 

ندوش

بيلساني سنة رابعة

إنضم
Jan 25, 2009
المشاركات
722
مستوى التفاعل
22
المطرح
كل سوريا منزلي
رسايل :

where ever you go what ever you do.......I will be right here waiting for you

قصة جميلة وعبرة لمن يعتبر
شكرا
 

ĻàĎỷ iЙ ŖẼD

ܓܨ أشهق بأسمه ܓܨ

إنضم
Jan 23, 2009
المشاركات
5,503
مستوى التفاعل
87
المطرح
بعيونو
رسايل :

أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي ورائحة أمي

قصه حلوه وفيا عضه وعبرا يسلمون:25:
 
أعلى