سلسلة فتوح الشام (1)

mahmoud salih

Attorney General

إنضم
Jun 24, 2008
المشاركات
7,926
مستوى التفاعل
97
المطرح
الياسمين
رسايل :

ودموعي كالنجوم تأبى السقوط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواني في أرض البيلسان


أقدم لكم تاريخ فتوح الشام

ونبدء بـ الاستعداد لفتح الشام



مقدمة

بعد أن انتهت حروب الردة أرسل أبو بكر الصديق رضي الله عنه خالد بن الوليد رضي الله عنه من موقعه في بني حنيفة، إلى العراق لفتحه من الجنوب ( وكان قد أرسل جيشا آخر من الشمال بقيادة عياض بن غُنْم)،

على أن يسير الجيشان في اتجاه الحيرة، ومن يصل منهما إلى الحيرة أولاً، سيكون هو أمير الجيشين، وبعد فتح الحيرة يمكنهم أن يتقدموا لفتح العراق،وقد أدى خالد رضي الله عنه مهمته على خير وجه، وانتصر وتمكن من فتح الحيرة في 12ربيع الأول قبل أن يصلها " عياض بن غنم "، فأصبح هو أمير الجيوش على العراق، وعلى الجانب الآخر توقف "عياض بن غنم" عند دومة الجندل، واستعصى عليه فتحها. أرسل خالد " شرحبيل بن حسنة"رضي الله عنه،
لأبي بكرالصديق يهنئه بفتح الحيرة، ويحمل إليه الغنائم التي منَّ الله بها على المسلمين منها، ولما وصل ( شرحبيل) رضي الله عنه، وبلَّغ أبا بكر الخبر، قال له كلمة عجيبة، إذ سأله: أتحدثك نفسك أن ترسل جيشًا إلى الشام ؟، وكانت هذه المرة الأولى التي يصرح فيها بفتح الشام،( مثلما خرج المسلمون من حروب الردة، إلى فتح فارس،

وكانت جرأة غير عادية من المسلمين، أن يرسلوا جيشًا لفتح فارس وهم خارجون من أزمة حروب الردة ) ويتعجب سيدنا أبو بكر رضي الله عنه، لأنه كان يحدث نفسه بذلك فعلاً، ولم يطلع أحدًا على ما كان يحدث نفسه به !!.</p> <p> فقال له: نعم، قد

حدثت نفسي بذلك، وما أطلعت عليه أحدًا ! وما سألتني عنه إلا لشيء، قال له نعم يا خليفة رسول الله، فإني قد رأيت رؤيا:رأيتك تمشي بين الناس، فوق خرشفة بجبل ( يقصد مكانًا من الصعب جدًا أن يسير فيه المرء بقدميه )، ثم أقبلت تمشي حتى

صعدت قنة من القنان العالية ( أي مكانًا مرتفعًا )،فأشرفت على الناس ومعك أصحابك، ثم إنك هبطت من تلك القنان إلى أرض سهلة ( أي واسعة كبيرة) فيها زرع وقرى وحصون، فقلت للمسلمين: شنوا الغارة على أعداء الله، وأنا ضامنٌ لكم الفتح والغنيمة، فشد المسلمون، وأنا فيهم، ومعي راية، ( أي أنه أحد قواد المسلمين في الحلم)

فتوجهت بهم إلى أهل قرية، فسألوني الأمان فأمنتهم، ثم جئتك فأجدك قد انتهيت إلى حصنٍ عظيم، ففتح الله لك، وألقوا إليك السلم، ووضع الله لك مجلسًا فجلست عليه، ثم قيل لك يفتح الله عليك وتُنصر، فاشكر ربك واعمل بطاعته، ثم قرأت عليك سورة

النصر: ( إذا جاء نصرالله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا، فسبح بحمد ربك واستغفره، إنه كان توابًا )، ثم انتبهت. فابتسم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقال له: نامت عيناك، خيرًا رأيت، وخيرًا يكون إن شاء الله. وبدأ يفسر لسيدنا

شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه هذه الرؤيا، فقال له: بشرت بالفتح، ونعيت إلي نفسي !!، ثم دمعت عيناه، وقال: أما الخرشفة التي رأيتنا صعدنا عليها، فأشرفنا عليها إلى الناس: فإنا نكابد من أمر هذا الجند والعدو مشقة ويكابدونه ( أي أن القتال سيرهق

المسلمين جدًا، ولن يكون قتالاً سهلاً )، ثم نعلو بعد ويعلو أمرنا( أي سنظل نقاتل وننتصر حتى نغلبهم )، وأما نزولنا من القنة العالية إلى الأرض السهلة والزرع والعيون والقرى والحصون، فإنا ننزل إلى أمر أسهل مما كنا فيه من الخصب والمعاش وهو الشام. وأما قولي للمسلمين: شنوا على أعداء الله الغارة، فإني ضامن لكم الفتح

والغنيمة فإن ذلك: دنو المسلمين إلى بلاد المشركين، وترغيبي إياهم على الجهاد والأجر والغنيمة التي تقسم لهم، وقبولهم. وأما الراية التي كانت معك، فتوجهت بها

إلى قرية من قراهم ودخلتها، واستأمنوا فأمنتهم فإنك تكون أحد أمراء المسلمين في فتح الشام ويفتح الله على يديك. وأما الحصن الذي فتح الله لي، فهو ذلك الوجه الذي يفتح الله لي، وأما العرش الذي رأيتني عليه جالساً فإن الله يرفعني ( ويقصد بذلك المسلمين) ويضع المشركين. قال الله تبارك وتعالى: ورفع أبويه على العرش] وأما الذي أمرني بطاعة الله وقرأ علي السورة فإنه نعى إلي نفسي، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى الله إليه نفسه حين نزلت هذه السورة، وعلم أن نفسه قد نعيت إليه، ثم سالت عيناه فقال: لآمرن بالمعروف ولأنهين عن المنكر ولأجهدن فيمن ترك أمر الله، ولأجهزن الجنود إلى العادلين بالله ( أي المشركين) في مشارق الأرض ومغاربها حتى يقولوا: الله أحد أحد لا شريك له، أو يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون. هذا أمر الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا توفاني الله عز وجل لا يجدني الله عاجزاً ولا وانياً ولا في ثواب المجاهدين زاهداً. فعند ذلك أَمَّر الأمراء، وبدأ يُعد العُدَّة لبعث البعوث إلى الشام.
المسلمون.. وعقبـات في طريق الفتح:

أمر أبو بكر بلالاً أن يجمع الناس،ثم قام في الناس فذكر الله بما هو أهله وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم و قال: أيها الناس، إن الله قد أنعم عليكم بالإسلام، وأكرمكم بالجهاد وفضلكم بهذا الدين على كل دين فتجهزوا عباد الله إلى غزو الروم بالشام، فإني مؤمِّر عليكم أمراء، وعاقد لهم عليكم، فأطيعوا ربكم ولا تخالفوا أمراءكم لتحسن نيتكم وشربكم وأطعمتكم. فـ "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " وبذلك بدأ يدعو المسلمين للدخول في جيش الشام والتطوع لذلك، فسكت القوم، و ما أجابوه. !! وكان هذا أعجب رد فعل، لم يتوقعه أبدًا أبو بكر الصديق، ولا أحد من مجلس الحرب، إذ لم يقم من المسلمين أحد !!، ويبدو أن المسلمين كان لا يزال لديهم رهبة من الروم،وجيش الروم فلم يجرؤ أحد منهم على أن يقوم، ( وقد حدث مثل ذلك الموقف مع المسلمين بعد ذلك أيضًا في جيش فارس، بعد وفاة المثنى بن حارثة رضي الله عنه ).</p> <p>فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد فوجئ بردة فعل المسلمين تلك، وأنهم لم يقوموا للجهاد، فقال لهم: يا معشر المسلمين، مالكم لا تجيبون خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد " دعاكم لما يحييكم " ؟!!. أما إنه " لو كان عرضاً قريباً وسفراً قاصداً " لابتدرتموه. ( كلمة في منتهى الخطورة يقولها عمر للمسلمين لفرط حنقه عليهم، وقد نزلت هذه الآية في المنافقين، وفي ذلك اتهام لهم بأن موقفهم هذا كالمنافقين !! )، وتعجب المسلمون من كلمة عمر رضي الله عنه، فقام عمرو بن سعيد ( أخو خالد بن سعيد أحد قادة المسلمين في حروب الردة، ومن قدماء الصحابة و أوائل المسلمين، وكان قد أخفى إسلامه.. ) فقال في حدة: يا ابن الخطاب، ألنا تضرب الأمثال أمثال المنافقين؟! فما منعك مما عبت علينا فيه أن تبتدئ به؟!، فقال عمر: إنه يعلم ( يقصد أبا بكر ) أني أجيبه لو يدعوني، وأغزو لو يغزيني. قال عمرو بن سعيد: ولكن نحن لا نغزو لكم إن غزونا، إنما نغزو لله. فقال عمر: وفقك الله فقد أحسنت (أي أنه أحسن في أن غزوه، وعمله، إنما هو لله عز وجل، وليس للناس ). فقال أبو بكر لعمرو: اجلس رحمك الله،فإن عمر لم يرد بما سمعت أذى مسلم ولا تأنيبه، إنما أراد بما سمعت أن ينبعث المتثاقلون إلى الأرض إلى الجهاد، ( أي أن أبابكر الصديق وعمر رضوان الله عليهم يعلمون أنهم مؤمنون، وأنهم على خير، وإنما يريدون أن يستحثوهم للخروج في سبيل الله، ولكنهم متثاقلون إلى الأرض، وكثيرًا ما يحدث ذلك معنا، أن يشعر المرء أنه يريد أن يجاهد، ويبذل نفسه لله عز وجل، ولكنه أيضًا يطلب الدنيا !، ويمنعه ذلك من القيام بأعمال لخدمة دين الله، وعمر هنا إنما يشجع هؤلاء المتثاقلين إلى الجهاد، ولا يقصد أن يتهمهم بالنفاق ).

فقام خالد بن سعيد ( أخو عمر بن سعيد ) فقال: صدق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اجلس أخي. فجلس عمرو. وقال خالد: الحمد لله الذي لا إله إلا هو الذي بعث محمداً بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، ثم أقبل على أبي بكرالصديق رضي الله عنه، فقال له: إن الله منجز وعده ومظهر دينه ومهلك عدوه،

ونحن غير مخالفين ولا مختلفين، وأنت الوالي الناصح الشفيق، ننفر إذا استنفرتنا ونطيعك إذا أمرتنا، ونجيبك إذا دعوتنا ( وبذلك أعلن خالد رضي الله عنه أنه سيخرج للقتال في صفوف المسلمين المتوجهة لحرب الروم ) ؛ ففرح أبو بكر بمقالته
وقال:
جزاك الله خيراً من أخٍ وخليل، فقد كنت أسلمت مرتغباً وهاجرت محتسباً، وقد كنت هربت بدينك من الكفار ( لأن خالد بن سعيد رضي الله عنه كان ممن قضى شطرًا من حياته في الحبشة، ولم يرجع إلا في فتح خيبر )، ثم قال له: وأنت أمير الناس( ووقع أبو بكر رضي الله عنه في مشكلة، إذ إنه ولى عليهم أول من قام إليه، وليس الأكفأ للقيادة، وإن كان ذلك لاينقص من كفاءة أبي بكر !!)، فَسِرْ يرحمك الله ثم إنه نزل، ورجع خالد بن سعيد فتجهز هو و أهل بيته وقبيلته جميعًا، فجاء بمجموعة كبيرة من قبيلته ( وكان من بني أمية ) إلى أبي بكر، وقال له: والله لأن أخِرَّ من حالق، أو أن تخطفني الطير بين السماء والأرض، أحب إلي من أن أبطئ عن دعوتك، وأخالف أمرك فوالله ما أنا في الدنيا راغب، ولا على البقاء فيها بحريص، وإني أشهدكم أني وأخوتي وفتياني ومن أطاعني في أهلي حبيس في سبيل الله، نقاتل المشركين أبدًا، حتى يهلكهم الله، أو نموت في سبيله ). فيسر أبا بكر رضي الله عنه بحديثه سرورًا شديدًا، ويعطيه اللواء، ويصبح هو أمير الجيوش التي تخرج إلى الشام. بعد هذا القرار يجيء عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فيحدث أبابكر، ويعترض على تعيينه خالد بن سعيد أميرًا للجيوش، ويقول له: أتجعله أميرًا بعدما قال ما قال، وفعل ما فعل ؟!!..... وقد كان خالد بن سعيد رضي الله عنه عاملاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات اليمن، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختار المسلمون أبا بكر الصديق رضي الله عنه للخلاف
اختيار الأمراء الجدد:

<p> اختار أبو بكرالصديق رضي الله عنه أربعة من المسلمين؛ ليكونوا أمراء على الجيوش الإسلامية في حرب الروم، فأرسل لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، ويزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه، ولشرحبيل بن حسنة رضي الله عنه، ولمعاذ بن جبل رضي الله عنه، ويخبرهم أنه اختارهم أمراء على جيوش الشام، لكي يعدوا الجيوش، ثم يعد معسكرًا للجيش خارج المدينة في منطقة الجرش، ويصدر قرارًا آخر بإزاء القوة التي جاء بها خالد بن سعيد رضي الله عنه في جيشه، فيرسلها لكي تعسكر في تيماء،

على مسافة بعيدة من المدينة في اتجاه الشام، و يأمره بأن يبقى هناك حتى تأتيه الجيوش التي ستخرج لحرب الشام، فيسمع خالد رضي الله عنه ويطيع، وفي هذا

عبقرية شديدة لأبي بكر رضي الله عنه، وبُعد نظر، إذ إنه يؤمن طريق المجاهدين إلى الشام، حتى إذا حاول الروم أن يهاجموا المسلمين كانت هذه القوات مستعدة لملاقاتهم.

ومن بُعد نظر أبي بكر الصديق رضي الله عنه أيضًا أنه عينَّ يزيد بن أبي سفيان (رضي الله عنه) أحد أمراء الجيش وهو أموي من قبيلة خالد بن سعيد،حتى لا يوغر عزل خالد بن سعيد صدر هذه القبيلة الكبيرة، وبعد ذلك بدأت الوفود تتجمع إلى الجيوش خارج المدينة، ثم ذهب أبو بكر ومجلس الحرب الذي كان قد عقده لرؤية الجيوش، بعد أن

كانت قد أتمت إعدادها، فلاحظ رضي الله عنه أن إعداده وعتاده كان مناسبًا، ولكن ينقصهم العدد، فسأل: ماذا ترون في هؤلاء، أترون أن نشخصهم إلى الشام في هذه
العدة ؟، فقال له عمر: والله يا أبا بكر ما أرضى هذه العدة لبني الأصفر. فقال لأصحابه: ماذا ترون؟ فقالوا: نحن نرى ما رأى عمر، ففكر الصديق رضي الله عنه، وألهمه الله عز وجل الحل الذي يستطيع به أن يواجه جيش الروم.

عقد مجلس الحرب:

شجعت هذه الرؤيا المباركة أبا بكر الصديق رضي الله عنه على المضي قدمًا فيما كانت تحدثه نفسه به من إرسال الجيوش لفتح الشام وحرب الروم، إلا أنه مع ذلك لم يتسرع في اتخاذ القرار، وإنما بدأ بإعداد العدة، و جمع في البداية مجلسًا للحرب من المسلمين، حتى يأخذوا القرار في الحرب على الروم، وهذا القرار الذي سيأخذه قرار خطير، يجب

أن يجمع له أبوبكر رضي الله عنه كبار مفكري الدولة الإسلامية آنذاك، ذلك المجلس الذي ضم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف،و أبا عبيدة بن الجراح، وسعيد بن زيد ( رضي الله عنهم وأرضاهم جميعًا ). فدعاهم أبا بكر ليفكروا في اتخاذ قرار الحرب،
وهؤلاء العشرة هم المبشرون بالجنة، فأنعم به من مجلس! ولا شك أن قرارهم سيكون قرارًا موفقًا بتوفيق الله. فبدأ الصديق رضي الله عنه بالحديث فقال لهم: {إن الله عز وجل لا تحصى نعماؤه ولا يبلغ جزاء الأعمال، فله الحمد، قد جمع الله كلمتكم وأصلح ذات بينكم وهداكم إلى الإسلام ونفى عنكم الشيطان، فليس يطمع أن تشركوا به ولا

تتخذوا إلهاً غيره، فالعرب اليوم أمة واحدة بنو أم وأب، ( وهذا بعد أن جمع الله كلمة المسلمين من جديد بعد حروب الردة ).. وقد رأيت أن أستنفر المسلمين إلى جهاد الروم بالشام ليؤيد الله المسلمين، ويجعل الله كلمته هي العليا مع أن للمسلمين في ذلك الحظ الوافر،لأنه من هلك منهم هلك شهيداً. وما عند الله خير للأبرار، ومن عاش عاش

مدافعاً عن الدين مستوجباً على الله ثواب المجاهدين،( أي أن المسلمين في حروبهم، إما النصروالعزة، وإما الشهادة في سبيل الله، وعلى هذا يجب أن تكون حياتنا كلها خالصة لله تعالى، وجهادًا في سبيله، في كل لحظة من لحظات الحياة، يقول أحد

الصالحين أن الإنسان لا يستطيع أن يختار لحظة موته، ولكنه يستطيع أن يختاركيف يموت، أي أنه إذا كانت حياة المرء كلها جهادًا في سبيل الله عز وجل، وعملاً خالصًا لوجه الله سبحانه، فلا شك أنك ستموت وأنت على نفس هذه الحياة، وبذلك تكون قد اخترت أن تموت في سبيل الله،...وفي المقابل إذا كنت تحيا للدنيا، ولا تفكر إلا لنفسك، و تقتصر أحلامك وآمالك على ما يهمك وحدك، ولا تهتم بأمور المسلمين، فهذا يعني

أنك ستموت على ما عشت من أجله ! ) يقول أبو بكرالصديق رأيه هذا، ثم يقول: هذا رأيي الذي رأيت، فأشيروا علي، فيقوم عمر بن الخطاب فيقول: الحمد لله الذي يخص

بالخير من يشاء من خلقه. والله ما استبقنا إلى شيء من الخير قط إلا سبقتنا إليه، " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " قد والله أردت لقاءك لهذا الرأي الذي رأيت. فما قُضِى أن يكون حتى ذكرته، فقد أصبت أصاب الله بك سبيل الرشاد،

سرب إليهم الخيل في إثر الخيل، وابعث الرجال بعد الرجال، والجنود تتبعها الجنود. فإن الله ناصر دينه، ومعز الإسلام وأهله، ومنجزٌ ما وعد رسوله. ( وهكذا نجد أن عمربن

الخطاب رضي الله عنه متفق مع أبي بكر، ويضع له الخطة التي يراها مناسبة لفتح

الشام، وهي أن تخرج كل طاقة الجيش الإسلامي المتبقية لفتح الشام ) ثم يقوم عبد الرحمن بن عوف فيقول: يا خليفة رسول الله، إن الروم وبني الأصفر، حد حديد وركن شديد، والله ما أرى أن تقحم الخيل عليهم إقحاماً. ولكن نبعث الخيل فنغير في أدنى

الأرض، فتأخذ منهم، وترهبهم ثم نرجع إليك. فإذا فعلوا ذلك بهم مراراً أضروا بهم وغنموا من أدنى أرضهم فقووا بذلك على عدوهم، ثم تبعث إلى أرضي أهل اليمن

وأقاصي ربيعة ومضر ثم تجمعهم جميعاً إليك، فإن شئت بعد ذلك غزوتهم بنفسك وإن شئت أغزيتهم. ثم سكت وسكت الناس. ( كان لكلٍ من الصحابة رضوان الله عليهم

وجهة نظر تتعلق بالإستراتيجية العسكرية، ورؤيتهم لطريقة إنفاذ الجيوش، فإذا كان عمر رضي الله عنه يرى أن يخرج الجيش كله لقتال الروم - كما سيفعل في حروب

فارس-فإن ابن عوف رضي الله عنه يقيس تلك الحرب على ما فعله الصديق رضي الله عنه نفسه في فتح فارس،حيث جاء المثنى بن حارثة رضي الله عنه من قبائل بكر بن وائل شمال الجزيرة العربية، إلى حدود العراق، وطلب من الصديق أن يسمح له بالإغارة على حدود العراق،فوافقه أبو بكر الصديق على ذلك، وبدأ المثنى يغير إغارات متعددة،

حتى ذهب خالد بن الوليد بجيش المسلمين، لفتح فارس، في حين لم يكن ذلك تفكير عمر رضي الله عنه، إذ سنراه في فتح فارس، يرسل الجيوش الإسلامية كلها دفعة

واحدة، ويجهز في فتح القادسية 32 ألف مجاهد، ثم 60 ألف لموقعة المدائن ؛ولذايقترح أن يكون الجيش مقسمًا إلى مجموعات تحارب ثم تعود بالغنائم، حتى يتمرن المسلمون على حرب الروم، لأنهم مرهوبو الجانب ) فقال لهم أبو بكر: ماذا ترون

يرحمكم الله ؟ ( ولم يكن باقي المجلس قد تحدث عن رأيه في الخروج إلى الشام ) فقام عثمان بن عفان رضي الله عنه
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

علي هادي

بيلساني ماجستير

إنضم
Feb 9, 2010
المشاركات
820
مستوى التفاعل
10
المطرح
العراق - بغداد
اهلا محمود

ادراج قيم

و هناك كتاب اسمه فتوح الشام للبلاذري


مهم و يستعان به

وردة بيضاء
 

الورد الجوري

بيلساني مجند

إنضم
Apr 3, 2010
المشاركات
1,391
مستوى التفاعل
12
المطرح
بين السما وارض
رسايل :

قال ابو بكر الصديق الظلمات خمس: ولكل واحده سراج فلذنوب ظلمة وسراجها التوبة والقبر ظلمة وسراجها الصلاة والميزا

:Albilsan (115)::Albilsan (115)::Albilsan (115)::Albilsan (115):
 

mahmoud salih

Attorney General

إنضم
Jun 24, 2008
المشاركات
7,926
مستوى التفاعل
97
المطرح
الياسمين
رسايل :

ودموعي كالنجوم تأبى السقوط

اهلا بكم أحبائي
 

دموع الورد

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 19, 2009
المشاركات
13,384
مستوى التفاعل
139
المطرح
هنْآگ حيثّ تقيأت موُآجعيّ بألوُآنْ آلطيفّ..
رسايل :

يااارب انا في قمة ضعي وفي عز احتياجي اليك فكن معي

يعطيك الف الف عافية محمود
 
أعلى