سن اليأس تصيب الرجل أيضاً


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

سن اليأس بعد انقطاع الطمث.. ظاهرة أنثوية قد تصيب الرجل أيضاً، وهي أشبه باللغز والسر الكبير الذي حيّر العلماء والمتخصصين منذ مئات السنين إن لم يكن أكثر.. تركهم يتساءلون: كيف ولماذا؟
يقول الأطباء إن انقطاع الطمث مرحلة عمرية تمر بها المرأة حين تكون بين الخامسة والأربعين والخامسة والخمسين، وهي مرحلة تشهد انقطاع الدورة الشهرية بالتدريج وما يرافقها من تغيرات في هرمونات جسم المرأة فلا تعود قادرة على الحمل والولادة، وهي مرحلة طبيعية تمر بها كل امرأة. وخلال هذه المرحلة يتوقف المبيض عن إفرازاته ويقل إنتاجه من هرمون الإستروجين وهرمون البروجيستيرون المسؤولين عن صحة المهبل والرحم، كما أنهما المنظمان للدورة الشهرية.
يوضح الأطباء أن سن اليأس يبدأ حين يمر عام كامل على آخر دورة شهرية. ولا بد هنا من تمييز ثلاث مراحل متلاحقة: قبيل انقطاع الطمث، انقطاعه، وأخيراً سن اليأس.
في المرحلة الأولى التي تبدأ قبل انقطاع الطمث بفترة تتراوح بين عامين وخمسة أعوام، تشهد الدورة الشهرية تغيرات لم تكن معروفة سابقاً.. تصبح غير منتظمة.. تدفق الطمث يزداد أو ينقص عما هو عليه عادة، وقد يحدث بعض النزف بين الدورة والدورة.. هبّات ساخنة ومفاجئة قد تستغرق ثواني قليلة أو ربما تستمر بضع دقائق أو أكثر.. تعرق ليلي وربما ارتجاف بهبة باردة أو ساخنة، ومن المرجح أن تكون الهبة كافية لإيقاظ المرأة من النوم بين الحين والآخر.
من الضروري للمرأة في هذه المرحلة الانتباه لأي تغيرات يمكن أن تطرأ على جسمها الذي يصبح أكثر قابلية للإصابة بالعدوى، كما تصبح أقل قدرة على السيطرة على التبول.
من أجل ذلك يصبح الاستغراق في النوم مشكلة صعبة لسببين: الأول أنها مضطرة للذهاب إلى الحمام أكثر من مرة في الليلة الواحدة، أما السبب الثاني فهو أن الهبات الساخنة كفيلة بإيقاظها من نومها عدة مرات كل ليلة.
المرحلة الثالثة هي الدخول في سن اليأس الذي يتواصل مع المرأة حتى آخر العمر، ويصبح الحمل والولادة خلاله المستحيل بعينه. ولهذه المرحلة بعض الدلائل منها جفاف المهبل.
مع الدخول في سن اليأس يشهد جسم المرأة العديد من التغيرات الأخرى مثل هشاشة العظام حيث تترقق العظام وتتوسع مسامها وتصبح عرضة للكسر.. كما أن العضلات تفقد هي الأخرى قوتها وتماسكها ومن المرجح أن تزداد الكتل الدهنية في منطقة الخصر، وقد يصبح الجلد أكثر رقة وأقل سماكة.
يوصي الأطباء المرأة في هذه المرحلة العمرية بتناول عقاقير معينة لتعويض النقص في هرمونات الجسم.
وقد أثبتت التجارب أن الأدوية المحتوية على هرمون الإستروجين وهرمون البروجيستيرون تساعد كثيراً في مسألة الهبات الساخنة وتقلل ترقق العظام، لكنها، وهذا مهم للغاية، تزيد احتمالات الإصابة بأمراض القلب والجلطات وسرطان الثدي، لكن الغريب فعلاً هو أن هذه العقاقير تقلل احتمالات الإصابة بسرطان القولون.
الغريب أيضاً أن سكان أميركا الأصليين والصينيين القدماء عرفوا منذ مئات السنين، على الرغم من استحالة التواصل بينهم، أن بعض النباتات البرية يمكن أن تخفف الهبات الساخنة وتعمل على تقوية العظام.. بل إن هذه النباتات يمكن أن تكون خير معين للمرأة على مواجهة مرحلة انقطاع الطمث ومن ثم سن اليأس.
ومن هذه النباتات فول الصويا وثمرة «يام» التي تشبه حبة البطاطا وثمرة «كوهوش» السوداء وتنتشر في أميركا الشمالية وعشبة «دونغ كواي» التي تنمو في الصين واليابان وكوريا.
الصفة المشتركة بين هذه النباتات بالإضافة طبعاً الى فوائدها الطبية هي أن الفائدة تكمن في جذورها وليس في السيقان أو الأوراق.

أعراض انقطاع الطمث
تختلف أعراض وحدّة انقطاع الطمث بين امرأة وأخرى وقد تستمر أربع سنوات وربما أكثر.. قد تحدث فجأة في حالات قليلة لكنها تحدث بالتدريج في معظم الأحيان.
أول ما يمكن ملاحظته من أعراض هو اختلاف مواعيد الدورة الشهرية.. قد تقصر لتصبح كل ثلاثة أسابيع وقد تطول لتصبح كل خمسة أو ستة أسابيع. وقد تستمر هذه المرحلة ما بين سنة وخمس سنوات قبل أن يتوقف الطمث نهائياً. ويمكن تلخيص الأعراض الأخرى على النحو التالي:
- تسارع نبضات القلب وربما عدم انتظامها.
- الشعور بهبّات ساخنة وتكون في أشدها خلال السنتين الأوليين.
- التعرق الليلي.
- تقشر البشرة.
- الأرق ومشاكل النوم.
- قلة الرغبة في ممارسة الجنس.
- النسيان لدى البعض.
- الصداع.
- تقلب المزاج مع توتر وقلق.
- آلام في المفاصل.
- ضعف السيطرة على التبول.

خطوات ضرورية
هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من أعراض انقطاع الطمث وسن اليأس مثل:
- ضرورة السيطرة على مستويات الكوليسترول والسكر وغيرهما من مسببات أمراض القلب.
- تجنب الكافايين والتدخين والمأكولات «الحرّاقة».
- الإكثار من تناول الأصناف الغذائية الغنية بفول الصويا لاحتوائه مادة الإستروجين، والتقليل من الأصناف الدهنية.
- تناول ما يكفي من الأصناف الغنية بالكالسيوم وفيتامين «دي».
- الإكثار من ممارسة الرياضة.
- أخذ نفس عميق حين الشعور بالهبّة الساخنة ثم تكراره بمعدل ست مرات في الدقيقة.
- ممارسة رياضة اليوغا إذا أمكن.
- ارتداء ملابس خفيفة.
- الاستمرار بممارسة الجنس كالعادة على الرغم من جفاف المهبل.

الرجل أيضاً
التغيرات في هرمونات الجسم لا يقتصر تأثيرها على المرأة وحدها، فقد لاحظ الأطباء أن الكثير من الرجال يشكون من بعض الأعراض المشابهة جداً للأعراض التي تشكو منها المرأة وهي تقترب من مرحلة انقطاع الطمث ومن بعدها سن اليأس.
لكن الأطباء ما زالوا يناقشون الأمر لمعرفة ما إذا كان في الإمكان طبياً وعلمياً إطلاق اسم سن اليأس على الأعراض التي يعاني منها الرجل أيضاً، أي أن يشمل سن اليأس الرجل والمرأة على حد سواء.
ما يعزز رأي المنادين بالمساواة في التسمية أن الرجال الذين عولجوا بالهرمونات أكدوا أنها أفادتهم كثيراً في التخلص من الأعراض التي كانوا يعانون منها، أو على الأقل خففت من وطأة تلك الأعراض.
وبما أن جسم الرجل لا يعرف الدورة الشهرية أو ما يشبهها، وهي العمود الفقري في حياة الأنثى والحد الفاصل بين سن اليأس وما قبله، يطلق الأطباء على سن اليأس الذكوري اسم «أندروجين» الذي يعني منشط الذكورة «والذي يسببه انخفاض معدل هرمون التستوستيرون مع تقدم السن، وقد يحدث هذا الانخفاض بسبب الإصابة بالسكر مثلاً.
الأعراض الرجولية قد تشمل الهزال والضعف والاكتئاب مع بعض المشكلات الجنسية، لكن العلاقة بين هذه الأعراض وانخفاض هذا الهرمون لا يزالان محل بحث ودراسة من قبل العلماء والمتخصصين.
وعلى عكس المرأة، فعندما يتوقف إنتاج هذا الهرمون تماماً ينخفض معدله في جسم الرجل ببطء شديد وتظل الخصيتان قادرتين على احتضان الموجود من التستوستيرون لسنوات طويلة، وهذا ما يفسر قدرة بعض الرجال على الإنجاب حتى بلوغهم الثمانين وأكثر، وهو ما تعجز عنه المرأة.
وكما هي الحال مع المرأة فهناك العديد من الوسائل العلاجية أمام الرجل أهمها تناول بدائل هرمون التستوستيرون لمساعدته على استعادة الرغبة الجنسية ولتخليصه من الاكتئاب والهزال، لكن من المهم جداً التنبه إلى أن لمثل هذا العلاج تأثيراً جانبياً فقد يزيد احتمالات الإصابة بسرطان المثانة.

انقطاع الطمث الجراحي
يتم انقطاع الطمث جراحياً عندما يسبب العلاج الطبي وقف إفراز هرمون الإستروجين. ومن الممكن أن يحدث هذا في حال استئصال الرحم أو خلال العلاج الكيماوي بسبب الإصابة بسرطان الثدي.
 
أعلى