][سوريا من الثورة العربية إلى حافظ الأسد

فلسطين المحبة

بيلساني سنة أولى

إنضم
Mar 17, 2010
المشاركات
427
مستوى التفاعل
17
المطرح
بلد الحرية والسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

][سوريا من الثورة العربية إلى حافظ الأسد][
========================
=============


الثورة العربية الكبرى

كان الشريف حسين (شريف مكة) يعد نفسه لإعلان الثورة ضد الوجود العثماني، ومن ثم يعلن عن قيام الخلافة الإسلامية من جديد على أراضي شبه الجزيرة العربية إضافة إلى بلاد الشام. وكانت جرت عدة اتصالات بين الشريف حسين والسيد هنري مكماهون المعتمد البريطاني الجديد في مصر. فأكد هذا الأخير دعمه للثورة العربية، وعدم معارضة بريطانيا لقيام دولة عربية موحدة يكون الشريف حسين خليفة عليها، إلا إنه اعترض على بعض النقاط الحدودية في شمالي سوريا، إضافة إلى بعض الأمور الأخرى التي تتعارض ومصلحة فرنسا حليفة بريطانيا، إلا أن كل هذه النقاط قد حلت من خلال المراسلات العشر التي قامت بين الطرفين.
بدأت الثورة في 10 حزيران 1916 في مكة المكرمة، وقد بين الشريف حسين أسباب هذه الثورة في بيان أصدره، كما أبرق فيصل إلى دمشق يعلم الثوار بالأمر.


وقد استطاعت الثورة فتح جميع مدن الحجاز عدا المدينة المنورة بسبب وجود قوات عثمانية كبيرة فيها ولاتصالها بدمشق بخط حديدي، تابع الأمير فيصل قائد الجيوش العربية طريقه شمالاً يساعده الضابط البريطاني «لورنس» ووصل إلى معان والعقبة في الأردن. وعطل الخط الحديدي الواصل إلى المدينة المنورة، فسقطت واتصل جيش فيصل بالجيش البريطاني بقيادة الجنرال اللنبي لدخول فلسطين والساحل السوري.
دخل الجيش العربي درعا ثم دمشق ورفع العلم العربي وأعلن انفصال سوريا عن الدولة العثمانية واستكمل النصر بتحرير بيروت وطرابلس وصيدا وصور وحمص وحلب وحماه. وهكذا اقترب العرب من إقامة دولتهم المنشودة الموحدة في الجزيرة وبلاد الشام.


اتفاقية سايكس بيكو:
وهو الاتفاق الذي تم بين بريطانيا وفرنسا بخصوص مستقبل الولايات العربية في السلطنة العثمانية المهترئة، وقد نصت هذه الاتفاقية على تقسيم هذه المنطقة بين فرنسا وبريطانيا على الشكل التالي:
1ـ المنطقة الفرنسية وتمتد من الأناضول إلى رأس الناقورة في جنوب لبنان.
2ـ المنطقة الإنكليزية وتمتد من بغداد إلى البصرة.
3ـ المنطقة الدولية وتشمل فلسطين.
4ـ تتبادل فرنسا وبريطانيا المصالح في المناطق المخصصة لكل منهما، فكان لفرنسا في ميناء حيفا امتياز تجاري، ولبريطانيا مثل ذلك في ميناء إسكندرونة.
وقد بقيت هذه الاتفاقية سرية حتى قيام الثورة الشيوعية عام 1917 في روسيا فقامت بنشرها، وقد عرف العرب بهذه الاتفاقية عن طريق أحمد جمال باشا فكانت موضع احتجاجات عديدة من قبل الحركة العربية في الشرق العربي وخاصة من قبل الشريف حسين لدى الحكومة البريطانية، إلا إنها أوهمته أن وعودها له هي الأساس.


الحكومة العربية في سوريا 1918 ـ 1920 م:
ألف فيصل بعد دخوله دمشق في تشرين الأول 1918 م حكومة عسكرية برئاسة رضا باشا الركابي تشمل صلاحياتها جميع سوريا الطبيعية. وأرسل شكري باشا الأيوبي إلى بيروت لتأسيس إدارة عسكرية فيها ورفع العلم العربي على مقر الحكومة في بيروت، إلا أن المؤامرة الفرنسية البريطانية تقضي بأن تجزأ سوريا إلى ثلاث مناطق مبدئية: الساحل ويكون تحت الإدارة الفرنسية، والداخل تحت الإدارة العربية برئاسة فيصل، والمنطقة الجنوبية وتضم فلسطين تحت الادارة البريطانية. إلا أن فرنسا طالبت بريطانيا بتنفيذ معاهدة سايكس بيكو، وأخذت تثير الفرقة داخل سوريا معتمدة على إثارة النعرات الطائفية، وتظاهرت بريطانيا بالإخلاص للعرب وطلبت من فيصل أن يتفاوض مع فرنسا، وكانت اتفاقية فيصل ـ كليمنصو وهي نسخة معدلة عن معاهدة سايكس بيكو (أي اعتراف بانتداب فرنسا على سوريا).
كانت ردة الفعل عند الشعب السوري كبيرة، إذا قوبلت هذه الاتفاقية بالسخط والشجب، وقامت التظاهرات المنددة، فاجتمع المؤتمر السوري في دمشق 8 أذار 1920م. وقرر إعلان استقلال سوريا بحدودها الطبيعية ورفض القبول بالانتداب.
فكان مؤتمر سان ريمو بإيطاليا وتقسيم المنطقة بين فرنسا وبريطانيا.


مؤتمر سان ريمو نيسان 1920:
جاء هذا المؤتمر رداً على مقررات المؤتمر السوري العام الذي انعقد في أذار 1920م. وأعلن استقلال سوريا، ومبايعة فيصل ملكاً لها. وألح على رفض الانتداب. وعندما سمع الفرنسيون والإنكليز بمقررات هذا المؤتمر اجتمعوا في سان ريمو لتوزيع الانتدابات في المنطقة العربية على الشكل التالي:
ـ سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.
ـ فلسطين والعراق وشرقي الأردن تحت الانتداب الإنكليزي مع الالتزام بتنفيذ وعد بلفور بالنسبة لفلسطين.


الاحتلال الفرنسي لسوريا 1920 م:

أثارت مقررات سان ريمو استياءاً كبيراً عند العرب السوريين، فهاجت البلاد، وقامت المظاهرات وسقطت حكومة الركابي ـ التي كانت تهادن الفرنسيين ـ وتشكلت حكومة جديدة برئاسة هاشم الأتاسي أعلنت برنامجاً وطنياً، وكان يوسف العظمة وزيراً للحربية في هذه الحكومة، وأعلن التجنيد الإجباري، وشجعت الثورات ضد القوات الفرنسية المتواجدة في المناطق الغربية.
وعزم فيصل على السفر إلى أوروبا لعرض موضوع بلاده على مؤتمر الصلح، إلا أن الجنرال غورو الذي عين قائداً جديداً للجيش الفرنسي في سوريا، أعلمه بضرورة البقاء في البلاد وذلك عبر رسالة متغطرسة بعث بها إليه، وقد وصلت هذه المطالب على شكل إنذار عرف فيما بعد بـ«إنذار غورو» وقد تضمن ما يلي:
ـ قبول الانتداب الفرنسي على جميع سوريا.
ـ قبول التعامل بالعملة الورقية التي أصدرتها فرنسا.
ـ تسليم خط حديد رياق ـ حلب.
ـ إلغاء التجنيد الإجباري وتسريح الجيش الوطني.
ـ معاقبة الأشخاص الذين يقومون بأعمال ثورية ضد الفرنسيين.
وقد أعطيت الحكومة السورية مهلة محددة لقبول الإنذار، والإ فإن غورو سيأمر قواته بدخول دمشق عنوة.
درس فيصل وحكومته هذا الإنذار وقرروا قبول بعض شروطه (وقف التجنيد وتسريح الجيش) إلا أن الشعب رفض رضوخ الحكومة السورية، وأصدر المؤتمر السوري قراراً يقضي بعدم شرعية أية حكومة تقبل باسم الأمة أي شرط من هذه الشروط. وأعلن وزير الحربية يوسف العظمة عن تشكيل الجيش الوطني لمقاومة الاحتلال وفتح باب التطوع.
وكان غورو قد أمر قواته بالزحف على دمشق متذرعاً بتأخر وصول الرد من الحكومة السورية فكانت مواجهة غير متكافئة مع القوات السورية الشعبية المتواضعة بقيادة يوسف العظمة في معركة ميسلون التي استشهد فيها عدد كبير من السوريين في مقدمتهم يوسف العظمة ودخل الفرنسيون دمشق وأعلن إلغاء الحكومة السورية وغادر فيصل إلى أوروبا.


تجزئة سوريا والثورات الوطنية:
لاحق الفرنسيون المواطنين الأحرار، وعمدوا إلى كم الأفواه، وفرض الضرائب الباهظة، كما فرضوا اللغة والتاريخ الفرنسيين على المناهج التعليمية، كما عمدوا كذلك إلى تجزئة البلاد إلى دويلات منها: دمشق، حلب، الأسكندرونة، اللاذقية، جبل العرب، لبنان الذي أعلن الجنرال غورو قيامه في 31 آب 1920 (وكان سابقاً مؤلفاً من: أقضية الكورة ـ البترون ـ كسروان المتن والشوف وجزين وزحلة ودير القمر والهرمل إضافة إلى بيروت وصيدا وصور ومرجعيون وطرابلس وقضاء عكار، ثم أضيف إليه فيما بعد وبعد أيام قليلة: بعلبك والبقاع وحاصبيا وراشيا). وكان قد سبق كل ذلك فك لواء شرقي الأردن عن مرجعه دمشق ليكون تحت الانتداب البريطاني.
قاوم الشعب في سوريا هذه التجزئة والتقسيمات بكل ضراوة، فاضطرت فرنسا إلى إصدار قرار في حزيران 1922 بإنشاء دولة اتحادية تضم دمشق وحلب واللاذقية بصلاحيات محدودة. إلا أن الشعب لم ينخدع بهذه القرارات فقامت الثورات في العديد من المناطق.


الثورات الوطنية:
ـ في جبال اللاذقية: بين عامي 1919 ـ 1921. قاد هذه الثورة الشيخ صالح العلي وقد تعاون مع الحكم الوطني في دمشق، وهزمت القوات الفرنسية في معارك كثيرة واتصلت مع ثورة إبراهيم هنانو في حلب. ولم تتمكن فرنسا من القضاء عليها إلا بحملة عسكرية كبيرة أدت إلى استشهاد عدد كبير من المقاومين.
ـ ثورة إبراهيم هنانو في حلب: قامت هذه الثورة في جبل الزاوية، وسيطرت على الكثير من المناطق منها إدلب ـ جسر الشغور ـ معرة النعمان، وقد هزمت الفرنسيين في عدة معارك. تفرغت لها فرنسا بعد القضاء على ثورة الشيخ صالح العلي، فانسحب هنانو إلى حمص ثم لجأ إلى الأردن حيث سلمه الإنكليز للقوات الفرنسية.


الثورة السورية الكبرى 1925 ـ 1927:

وهي أهم الثورات لأنها كادت أن تشمل كل سوريا، واستمرت حوالي 3 سنوات، اضطرت خلالها فرنسا لاستدعاء خيرة قوادها، كما أجبرت الثورة فرنسا على تغيير مفوضها السامي وخطتها في معاملة السوريين. وكان قائد هذه الثورة سلطان باشا الأطرش في السويداء، وقد استطاع الأطرش مع الثوار إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الجيش الفرنسي وخاضوا معهم العديد من المعارك أهمها معركة الكفر ـ معركة المزرعة ـ معركة المسيفرة.

السياسة الفرنسية الجديدة في سوريا:
اضطرت فرنسا إثر الثورة السورية الكبرى إلى تعديل سياستها فعمدت إلى تغيير مندوبها السامي، وسلوك طريق المفاوضات والوقوف على مطالب الشعب.
فألف المندوب السامي الجديد حكومة مؤقتة للإشراف على إجراء الانتخابات للجمعية التشريعية لتضع دستوراً للبلاد، تنبثق عنه حكومة تفاوض الانتداب لنيل الاستقلال. ونجح الوطنيون في هذه الانتخابات بأكثرية ساحقة وأطلقوا على أنفسهم اسم «الكتلة الوطنية» وذلك عام 1928.


وفي عام 1931 جرت انتخابات جديدة رافقتها أحداث دامية في دمشق ومع ذلك فاز الوطنيون بأغلبية ساحقة. واجتمع المجلس الجديد في حزيران 1932 وأعلن النظام الجمهوري وانتخب محمد علي العابد أول رئيس للجمهورية. وحاول المجلس الجديد الوصول إلى معاهدة صريحة مع فرنسا ينهي فيها الانتداب إلا أن الفرنسيون أفشلوا جميع المحاولات، ثم عطلوا أعمال المجلس وأخضعوا البلاد للحكم المباشر. فحدثت اضطرابات دامية ومظاهرات وإضرابات عام 1936 عمت مختلف المدن السورية واستمرت في العاصمة دمشق لمدة ستين يوماً (الإضراب الستيني) فشلت الحركة الاقتصادية نهائياً، فاضطرت فرنسا لتغيير سياستها والقبول بتأليف وفد سوري للمفاوضة للوصول للمعاهدة.
تألف الوفد برئاسة هاشم الأتاسي وسافر إلى باريس وتوصل بعد عدة مفاوضات إلى عقد مشروع معاهدة عام 1936 والتي تضمنت عدة نقاط أهمها:


ـ تسود بين سوريا وفرنسا علاقة صداقة دائمة وتتشاوران في الشؤون الخارجية.
ـ تنقل جميع الالتزامات التي أبرمتها فرنسا باسم سوريا إلى الحكومة السورية.
ـ تتعاون الدولتان في الحرب.
ـ مسؤولية حفظ الأمن في سوريا على الحكومة السورية.
ـ مدة المعاهدة 25 سنة تبدأ منذ دخول سوريا في عصبة الأمم.
واستقبل الوفد العائد من فرنسا استقبالاً حاراً، ودعي الشعب لانتخابات جديدة نجح الوطنيون بغالبية مقاعدها وانتخب هاشم الأتاسي رئيساً للبلاد. وتألفت حكومة جديدة برئاسة جميل مردم بك لمتابعة تنفيذ هذه المعاهدة إلا أن فرنسا عادت تتلكأ في تنفيذ معاهدتها وتقيم العراقيل إلى أن أعلنت عزوفها عن مشروع المعاهدة بعد اضطرابات عنيفة فاستقال رئيس الجمهورية بعد استقالة حكوماته المتتالية، وعادت البلاد تحت السيطرة المباشرة للفرنسيين.


فصل لواء أسكندرون:
الأسكندرون منطقة سورية معروفة باسم «لواء أسكندرون» ضمت إلى تركيا عام 1938 وباتت تحمل اسم «محافظة هاتاي»، ويقع هذا اللواء في أقصى الشمال الغربي من سوريا وتبلغ مساحته 18 ألف كلم2، كان يسكنه عام 1939 حوالي 220 ألف نسمة منهم 87 ألف نسمة فقط أتراك. وقد ظهرت أول إشارة حول النزاع حول هذا اللواء عام 1951 في مراسلات حسين مكماهون حين أشار مكماهون إلى فصل هذه المنطقة زاعماً أن سكانها ليسوا عرباً، وقد رفض الشريف حسين هذه الادعاءات إلا إنه تنازل عن مرسين وأضنة فقط. وعندما عقد الحلفاء معاهدة الصلح مع الدولة العثمانية في 10 آب 1920 (معاهدة سيغر) تنازلت الدولة العثمانية عن منطقتي الأسكندرون وكيليكيا، لكن هذه المعاهدة أثارت ثائرة بعض الأتراك فالتفوا حول مصطفى كمال (أتاتورك) الذي قاد حركته في شرقي الأناضول ورفض الاعتراف بمعاهدة سيغر ووضع «ميثاق المجلس الوطني الكبير» الذي أعلن بموجبه إعادة تكوين تركيا من جميع أجزاء الدولة العثمانية التي تسود فيها غالبية تركية.


وقد قام «الكماليون» باستغلال الأوضاع الدولية لصالحهم فاستطاعوا اقناع السوفيات بالاعتراف بميثاقهم المعهود وعدم الاعتراف بمعاهدة سيغر، كما قاموا بعقد معاهدة مع فرنسا سميت معاهدة أنقرة قدمت فيها فرنسا لتركيا بعض الامتيازات في لواء أسكندرون واعتبروا اللغة التركية اللغة الرسمية وذلك عام 1921، وفي 24 تموز 1923 عقد الحلفاء معاهدة الصلح مع الحكومة التركية الجديدة (معاهدة لوزان) التي أقرت معاهدة انقرة حيث أصبحت تركيا تتذرع بهذه المعاهدة في مطالبتها فيما بعد بلواء اسكندرون. ثم استغلت تركيا انشغال فرنسا بإخماد الثورة السورية الكبرى فطالبت بتعديل الحدود السورية التركية، فعدلت لمصلحتها، ثم عادت ثانية للمطالبة بتعديل الحدود من جديد وكان لها ذلك ثم قادت تركيا حملة دبلوماسية بهذا الخصوص ونجحت باستصدار قرار من مجلس عصبة الأمم يقضي بتعيين وسيط خاص للنظر بهذا الأمر هو السيد ساندلر ممثل السويد وقد جاء تقريره بمنح هذا اللواء استقلاله التام بشؤونه الداخلية وجعل اللغة التركية هي الرسمية وهكذا تقدمت تركيا خطوة جديدة نحو فصل اللواء عن سوريا، في هذا الوقت لم يكن بيد السوريين في دمشق أي شيء فحكومة سعد الله الجابري كانت عاجزة عن التصدي لمشاريع السلخ هذه، فهي ضعيفة أمام سلطة الانتداب وهي كانت في خضم المعاهدات مع فرنسا للحصول على الاستقلال منها.

إلا أن السوريون في اللواء كانوا قد تحركوا بوجه الأتراك فقام زكي الأرسوزي بتأسيس (عصبة العمل القومي) التي أصدرت جريدة (العروبة) في 30 تشرين أول 1937 وأنشأت نادي العروبة في انطاكية ثم في الاسكندرون وذلك في محاولة للتصدي للدعاية التركية.
وقد حاولت الحكومة السورية أن تحسم الخلاف مع تركيا بتقسيم اللواء بينهما على أن تكون مدينة اسكندرونة في القسم التركي ومدينة انطاكية في القسم السوري إلا أن أتاتورك رفض ذلك، وفي 15 تموز 1938 اجتاز الجيش التركي حدود اللواء واحتل مدن الاسكندرونة وبيلان وقرقمان وبقي الجيش الفرنسي في باقي المدن. ثم حصلت الانتخابات في ظل هذا الوجود فحصل الأتراك على 22 مقعد والعرب السوريين على 18 مقعد ثم قامت فرنسا في 23 حزيران 1939 بتسليم تركيا كامل أراضي اللواء وتم ذلك فعلياً في 23 تموز 1939.

سوريا أثناء الحرب العالمية الثانية ونيل الاستقلال:

خضعت سوريا أثناء هذه الحرب للحكم العسكري الفرنسي، وفي عام 1940 أعلنت حكومة فيشي الموالية للألمان مندوباً سامياً لها في سوريا هو الجنرال دانتز فأثار ذلك البريطانيين حلفاء ديغول فعملوا على انتزاع سوريا من أيدي الفيشيين وتم ذلك عام 1941. وعند دخول مندوب فرنسا الحرة إلى سوريا أعلن استقلال لبنان وسوريا وإلغاء الانتداب عنهما وذلك في 27 أيلول 1941 ووقع هذا الاعلان الجنرال كاترو والرئيس السوري الشيخ تاج الدين الحسني.
فأجريت انتخابات جديدة وأنتخب شكري القوتلي رئيساً للبلاد في 17 آب 1943 وفارس الخوري رئيساً للمجلس النيابي، وبعد يومين تألفت الحكومة برئاسة سعد الله الجابري. وعملت هذه الحكومة لإنهاء الانتداب فعلياً عن سوريا ولبنان، فكانت النتيجة في 23 كانون الأول 1943 حيث عقد الاجتماع في دمشق بحضور الرئيس السوري شكري القوتلي ورئيس وزراءه سعد الله الجابري ووزير الخارجية جميل مردم بك. وعن لبنان رئيس وزراءه رياض الصلح والوزير سليم تقلا والمندوب الفرنسي. وقد تم بهذا الاجتماع الاتفاق على انتقال الصلاحيات إلى الدولتين المستقلتين مع حق التشريع والإدارة اعتباراً من 1 كانون الثاني 1944م.



سوريا (بعد الاستقلال) 1945 ـ 1970:


بدأ حكم الاستقلال رئيس الجمهورية شكري القوتلي وسط أزمة اقتصادية خانقة سنة 1949 وكانت أولى مهام هذا الحكم رسم سياسة خارجية، والموقف من الدول العربية المجاورة والعلاقة مع تركيا، ولقد تميزت سنتا 1949 و 1947 بانحلال وفساد كبيرين في شكليها النيابي والإداري... فالرجال الذين قادوا العمل النضالي الاستقلالي لا تجربة لهم في الحكم والعمل الحكومي، فبدأت الإضرابات تتوالى، وجرى تشكيل عدة حكومات في هذه المرحلة لتصحيح الوضع، وكان أكبر امتحان في هذه المرحلة مر على حكومة جميل مردم بك هو القضية الفلسطينية، فحين وصل قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين سارت المظاهرات في مختلف المدن السورية، فقام مجلس النواب بإقرار قانون خدمة العلم وزيادة الضرائب وشراء الأسلحة، واستقال كثير من الضباط السوريون كي يشاركوا في جيش الانقاذ، وبدأت عصابات مسلحة يقودها أديب الشيشكلي وأكرم الحوراني بمهاجمة مستوطنات يهودية قرب الحدود مع سوريا، وفي 16 أيار أي بعد يومين من إعلان بن غوريون قيام دولة إسرائيل دخل الجيش السوري فلسطين ولكن سرعان ما صُدَّ في وادي الأردن بعد قتال ضار. وفي آب 1948 تشكلت حكومة جديدة برئاسة جميل مردم بك قامت باعتقال ميشال عفلق بتهمة توزيع منشورات تدعو إلى حل البرلمان. فنشبت بعد ذلك أزمة سياسية صحبها تدهور اقتصادي وحصلت مواجهات دموية فاستقالت الحكومة في أول كانون أول 1948 وأصبحت سوريا بلداً بلا حكومة ويهيمن عليه مواطنون هائجون واقتصاد منهار وقد اخفق معظم السياسيين في تلك الفترة بتشكيل حكومة جديد وفي 3 كانون أول 1948 أمر قائد الجيش حسني الزعيم بالتدخل لوضع حد للاضطرابات الواسعة وأخضع الصحافة لرقابة قاسية ونجح خالد العظم بتشكيل حكومة حكمت تحت مظلة الجيش حتى أواخر 1949.
انقلاب الزعيم:
في صباح 30 أذار 1949 قام الزعيم حسني الزعيم بتسلم زمام الأمور في سوريا فعمد في 3 نيسان إلى حل المجلس النيابي رسمياً وقام بـ7 نيسان بإعلان إقالة كل من شكري القوتلي وخالد العظم ووضعهما في سجن المزة.
شكل الزعيم في 17 نيسان 1949 حكومة وترأسها بنفسه ثم انتخب رئيساً للجمهورية بالإجماع ثم شكل حكومة رأسها محسن البرازي واتخذ الزعيم لنفسه لقب المشير.
وقد حدث على عهده العديد من المشاكل والقضايا الحساسة مع بعض الدول العربية ولعل أهمها كانت قضية أنطون سعادة الذي كان رئيس الحزب القومي السوري الاجتماعي وهربه من لبنان واستقبل لاجئاً سياسياً في سوريا وقد أكرم الزعيم في وفادته ولكنه فجأة قام في أول تموز بتسليمة إلى السلطات اللبنانية حيث أعدم فوراً. فكانت ردة الفعل السورية شديدة ومستنكرة مما أضعف شعبيته هذا إضافة إلى سياسته العامة الموالية للغرب واصلاحاته العلمانية.

انقلاب الحناوي:
وضع حد للزعيم حين أطاح به خصومه العسكريين في 13 آب 1949 بقيادة سامي الحناوي ومحسن البرازي، وبعد يومين على الانقلاب سلم الحناوي السلطة رسمياً إلى هاشم الأتاسي، وقد أعلن الحناوي أن مهمته قد انتهت.
وحدد موعد الانتخابات في 15 تشرين الثاني 1949 وكان من أبرز المرشحين في حزب البعث: ميشال عفلق وصلاح الدين البيطار وشكلت رابطة العلماء «الجبهة الاشتراكية الإسلامية الجديدة برئاسة مصطفى السباعي.
قبيل هذه الانتخابات برز موضع الاتحاد مع العراق، وعادت مصر والسعودية لتمارسان ضغطاً معارضاً، وكان الحناوي أقرب إلى الجهات التي تحبذ هذا الاتحاد.
وكان أمام المعادين للاتحاد بديل واحد فقط هو تشكيل تحالف معارض لهذا الاتحاد، وقد كان العقيد أديب الشيشكلي قائد اللواء الأول المتمركز في درعا قائداً لهذه العناصر وأكرم الحوراني في حلقة الوصل وتحرك الشيشكلي في 19 كانون الأول 1949 واحتجز اللواء سامي الحناوي وأعلم الرئيس الأتاسي بالأمر وطلب منه تشكيل حكومة جديدة، وعندما لم ينجح بذلك، قام خالد العظم بتشكيل حكومة جديدة وفي 7 نيسان أدى الرئيس الأتاسي القسم الدستوري.

عهد هاشم الأتاسي:
لقد تغيرت عدة حكومات في هذا العهد فبعد حكومة خالد العظم قام ناظم القدسي بتشكيل حكومتين متتاليتين وكان الجيش ممثلاً بوزير الدفاع فوزي سلو، ثم عاد خالد العظم وشكل وزارة جديدة عام 1951 في شهر أذار وفي شهر تموز قدم استقالته ليقوم حسن الحكيم بتشكيل حكومة جديدة وكان الزعيم سلو وزيراً للدفاع ما يعني موافقة الشيشكلي على هذه الحكومة، إلا أن الخلاف سرعان ما عاد إلى هذه الحكومة حول نفوذ الجيش. فقامت أزمة جديدة أطاحت بوزارة الحكيم في 10 تشرين أول 1951 وبين 10 تشرين الثاني و 28 تشرين الثاني كلف الرئيس الأتاسي على التوالي كل من رشدي الكيخيا ناظم القدسي، زكي الخطيب، معروف الدواليبي، وسعيد حيدر، عبد الباقي نظام الدين بتشكيل الوزارة وجميعهم اعتذر بعد يوم أو يومين. إلى أن اقنع الأتاسي الدواليبي بتشكيل الحكومة وأفلح في ذلك.
انقلاب الشيشكلي:
في اليوم التالي حصل الانقلاب الأبيض برئاسة أديب الشيشكلي فاعتقل الوزراء وقدم الأتاسي استقالته فتولى الشيشكلي كافة أمور الدولة وحلَّ البرلمان وأصدر أمراً بتولى فوزي سلو السلطتين التشريعية والتنفيذية وحظرت الأحزاب ما عدا البعث والاشتراكي إلا انهما في 6 نيسان لقيا المصير نفسه.
وفي حزيران 1952 شكل الشيشكلي حكومة سلو الذي تسلم السلطتين التنفيذية والتشريعية ولم تحوِ أي أسماء لامعة ومنذ أواخر صيف 1952 بدأت تظهر علامات تململ وسخط في الجيش.
ففي 28 كانون الأول كشف عن مؤامرة فأحيل عدد من الضباط على التقاعد. منهم رئيس الأركان السابق أنور بنود، كما اعتقل العديد من المدنيين أهمهم محمود وشوكت وأكرم الحوراني وميشال عفلق وصلاح الدين البيطار.
وفي عام 1953 ثبت الشيشكلي رئاسته باستفتاء شعبي، ثم أعلن عن عفو عام عن السجناء السياسيين وتخلى عن منصبه كرئيس للأركان لشوكت شقير.
وفي أيلول 1953 رفع الشيشكلي الحظر المفروض على الأحزاب مستثنياً الشيوعيين واندمج حزبا عفلق (البعث) والحوراني (الاشتراكي) ليصبحا «حزب البعث العربي الاشتراكي» وجاءت نتائج الانتخاب لمصلحة حركة التحرير العربي (التابعة للشيشكلي).

عودة الأتاسي:
عم الهياج أنحاء سوريا لا سيما بين الطلبة، وبدأت حالة من التمرد العسكري في حلب في 25 شباط 1954 ما لبثت أن انضمت لها القيادات العسكرية في باقي المدن السورية، فتباحث شوكت شقير مع الرئيس الشيشكلي الذي قدم استقالته وهرب إلى بيروت ومنها إلى السعودية. ثم أعلن بعد ذلك شقير أن الأسباب التي منعت استمرار الحكم الشرعي ومنعت صاحب الفخامة هاشم الأتاسي من متابعة ممارسة صلاحياته قد زالت.
بعد مشاورات أجراها الأتاسي شكل سعيد العزبي في 19 حزيران عام 1954 وزراة محايدة ثم عين الرئيس الأتاسي موعدا لإجراء الانتخابات في 24 أيلول وفي 5 تموز عاد القوتلي بعد 5 سنوات من النفي ولقي ترحيباً واسعاً، وجرت بعد مشاورات أجراها الأتاسي شكل سعيد العزبي في 19 حزيران عام 1954 وزراة محايدة ثم عين الرئيس الأتاسي موعدا لإجراء الانتخابات في 24 أيلول وفي 5 تموز عاد القوتلي بعد 5 سنوات من النفي ولقي ترحيباً واسعاً، وجرت الانتخابات ففاز المستقلون بـ29 مقعدا من دون كتلة كان من أهمهم خالد العظم والبعث 17 مقعد وخالد بكداش وغيره...
ثم كلف فارس الخوري بتشكيل حكومة كان من مهامها مواجهة التوتر بين دمشق والقاهرة نتيجة الحلف الذي يقيمه الغرب في المنطقة إضافة إلى اختيار جماعة الإخوان المسلمين دمشق مقراً لها وهي على عداء مع مجلس قيادة الثورة المصرية، ثم كان اعلان العراق في كانون الثاني 1955 عقد ميثاق مع تركيا فشق العالم العربي بذلك الاتفاق. فصرّحت الحكومة السورية أنها لن تنضم إلى حلف بغداد وقدم الخوري استقالته.
بعد ذلك بأيام شكل العسلي وزارته متضامناً مع خالد العظم وكان البيان الوزاري تصريحاً بالحياد ورفضاً مجدداً للحلف العراقي التركي ودفاعاً شديداً عن ميثاق الأمن القومي الذي ترعاه القاهرة وبعد ذلك انضمت سوريا إلى هذا الميثاق مع مصر والسعودية.
ثم جاءت قضية اغتيال عدنان المالكي وهو معاون رئيس الأركان العامة للجيش وكان مقاوماً عنيداً لحلف بغداد وقتله شاب ينتمي للحزب القومي السوري الاجتماعي في 22 نيسان 1955 فكان ذلك سبباً كافياً لتصفية هذا الحزب وتعميق التقارب مع مصر.

عهد شكري القوتلي:
في 18 آب 1955 انتخب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية وشكل سعيد العزبي في 23 آب حكومته الجديدة واكتسب الاندفاع نحو اليسار زخماً جديداً قطباه الأساسيان البعثي والشيوعي.
وفي أواخر 1955 حدث انشقاق في حزب البعث بين جناحيه (الاشتراكي العربي ـ أكرم الحوراني والبعث الاشتراكي ـ ميشال عفلق وصلاح الدين البيطار) حول الحلف الذي شكله جناح الحوراني مع زعيم الشيوعيين خالد بكداش، وكذلك حول دعوة جناح عفلق الحكومة بضرورة عدم الذهاب بعيداً في معاداة العراق.
وفي 15 حزيران 1956 شكل صبري العسلي وزارته وقالت هذه الوزارة في بيانها أنها ستعمل لتحقيق الوحدة مع مصر والأردن والدول العربية المتحررة الأخرى.
في هذا الوقت حصلت أزمة السويس في مصر وحصل الاعتداء الأثيم الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر، فقامت قوات سورية بأمر من عبد الحميد السراج بتدمير عدد من محطات الضخ البترولية الخاصة بنفط العراق.
وأعلن عن كشف مؤامرة لقلب نظام الحكم بدعم من العراق فأوقف أفراد هذه المجموعة بينهم 8 نواب، وفي هذا الجو المحموم أعاد العسلي تشكيل حكومة جديدة أقوى ليتسنى لها التصدي لهذه المؤامرات ولتقترب أكثر من مشروع الوحدة مع مصر.
وقد طرح وفد سوري هذا الموضوع عند زيارتهم لمصر ومقابلة عبد الناصر أوائل أذار 1957 وقد كان رد الرئيس فاتراً نوعاً ما بسبب طبيعة المشاكل السائدة في سوريا، ثم تحول الخلاف الداخلي في سوريا إلى خلاف دولي. فقد أذاع راديو دمشق في 23 آب 1957 عن كشف مؤامرة حاكتها أميركا للإطاحة بالحكومة السورية فقامت حملة تطهير في صفوف الجيش ثم أعلنت مصر في 9 أيلول 1957 أنها تمنح سوريا دعمها غير المشروط. وبعد يومين عقد في القاهرة فجأة اجتماع قمة عسكري سوري ـ مصري برئاسة عبد الناصر انتهى بوضع جيش الدولتين بإمرة القيادة المشتركة وقائدها الفريق عبد الحكيم عامر ووصلت إلى سوريا وحدة من الجيش المصري نزلت في اللاذقية أدت إلى انفجار شعبي حماسي مطالب بالوحدة السورية المصرية.

الوحدة بين سورية ومصر:


الجمهورية العربية المتحدة (1 شباط 1958 أيلول 1961) جاءت الخطوة الأولى في هذا الاتجاه في 9 كانون الأول 1957 حين عرض ميشال عفلق فكرة حزب البعث حول وضع مشروع قانون من أجل قيام اتحاد فيدرالي مع مصر ليعرضه على الحكومة، وقد كان حزب البعث متخوفاً من ازدياد نفوذ الحزب الشيوعي داخل الدولة فوجد البعثيون في الوحدة مع مصر المخرج الوحيد من هذا المأزق فعبد الناصر لن يسمح بوجود الشيوعيين بالدولة كما فعل فيمصر. أما الأحزاب السياسية الأخرى ومنها البعث فستكون مرغمة على حل نفسها فعبد الناصر قرر ألا متسع للأيديولوجيات السياسية المتصارعة. كما أن عقيدة البعث الوحدوية والاقتصادية تتفق وعقيدة عبد الناصر لذلك فالقيادة البعثية كانت على ثقة بأنه سيسمح لها بالإشراف على الحركة السياسة في البلاد. وعلى حين غرة وصل إلى مصر في 21 كانون الثاني 1958 وفد من الضباط السوريين ولحقه بعد أيام صلاح الدين البيطار وزير الخارجية ليطلبوا من عبد الناصر إقامة اتحاد فوري بين البلدين لأن الشيوعيين على وشك استلام مقدرات البلاد.
بادىء الأمر وافق الشيوعيون على مشروع الوحدة لكن سرعان ما رفض بكداش التوقيع على إعلان الوحدة ورفض حل الحزب وغادر سوريا إلى الاتحاد السوفياتي مقاطعاً جلسة انتخاب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة.

عودة إلى الانقلابات:
في اليوم التالي للانقلاب الانفصالي أعلنت في سوريا حكومة جديدة برئاسة مأمون الكزبري وحدد موعد للانتخابات وفاز فيها غالبية الأحزاب والنواب الذين كانو في مجلس 58 واتجه الحكم من جديد باتجاه العراق فبدأت المعاهدات والاتفاقات تعقد بين البلدين.
وبدا اللقاء بين رئيسي الدولتين كأنه يوشك أن يفضي إلى الوحدة بينهما. ولكن سرعان ما غاصت سوريا في الانقلابات والانقلابات المضادة من جديد خاصة في صفوف ضباط الجيش. بدأت الأزمة بقيام العقيد النحلاوي، الذي حطم الوحدة بالقبض على الحكومة وإيداعها السجن مع رئيسها القدسي، وقد أضاف هذا الاستباق باقي الضباط والناصريين فقاموا بتجميع بعضهم ضده وتمردوا عليه واقتحموا قلعة حلب وانضم إليهم فيما بعد حافظ الأسد وصلاح جديد ومحمد عمران. وبدأت هذه الجماعات تخطط للإنقلاب، وفعلاً في 8 أذار 1963 استطاع الضباط البعثيون من السيطرة على الحكم وإنشاء «المجلس الوطني لقيادة الثورة» الذي راح يبحث في توحيد الجبهة مع العراق الذي كان البعث فيها قد سبق البعث في سوريا في الانقلاب الذي أطاح بحكم عبد الكريم قاسم ولإجراء مباحثات مع عبد الناصر لإقامة وحدة ثلاثية (سوريا، مصر، العراق).
وقد أعلنت الوفود المتفاوضة في 16نيسان 1963 عن «ميثاق الوحدة الثلاثية» إلا إن هذا الميثاق لم يعد الثقة ولم يوقف الصراع بين البعث والقوى الناصرية في سوريا والعراق. وبفشل الميثاق اندلعت الاضطرابات من جديد واضطر البعث من جديد لإجراء عمليات إقصاء لكل من هو مخالف لهم، فتم منح المجلس الوطني لقيادة الثورة من نفسه السلطة التنفيذية والعسكرية.
وفي أعقاب هذه الأزمة ومجيء حكومة تهدئة رأسها صلاح البيطار تولت الحكم وزارة برئاسة أمين الحافظ عملت على تأميم موارد البلاد البترولية والمعدنية.
وقد انتقلت هذه الصراعات إلى داخل حزب البعث لا سيما بعد أن احتل العسكريون مواقع مهمة ومؤثرة داخل الحزب وقد ساد تشكيل القيادات والوزارات جو من التنافس الحاد على السلطة وانفجر الصراع الحزبي العلني في حركة حزبية عسكرية ضد القيادة القومية سميت حركة 23 شباط 1966 تسلم مقاليد الأمور في سوريا إثرها كبار ضباط الحزب فعين نور الدين الأتاسي رئيساً للجمهورية ويوسف زعين رئيساً للوزراء وصلاح جديد أميناً قطرياً مساعداً ونشطت الحكومة في إنجاز بعض المشاريع الكبرى: مثل سد الفرات والنزاع مع شركة ABC. بيد أن حرب 67 حدت كثيراً من نفوذ الحكم السوري فيما بعد واستطاع ضابط طيار استغلال تلك الظروف ليمسك بالبلد من جديد بحزم ليصل بعد عامين تقريباً من ذلك لتسلم زمام سوريا فيما بعد.

حرب 67 وخسارة الجولان:
كانت إسرائيل قبل شهرين من اندلاع الحرب قد بدأت سلسلة من الانتهاكات لاتفاقية الهدنة مع سوريا نجم عنها اشتباكات وتهديدات إسرائيلية وفي 13 أيار علمت القيادة المصرية عن طريق المخابرات السوفياتية بوجود حشود إسرائيلية على الحدود مع سوريا، فبدأت القوات المصرية عملية حشد واسعة لقواتها وعلنية لتؤكد أن مصر ستقف مع سوريا إذا ما ضربتها إسرائيل.
وفي صباح الخامس من حزيران 1967 بدأت إسرائيل بهجوم جوي على القواعد الجوية المصرية واستطاعت بفترة قليلة القضاء على القوات الجوية وسيطرت بالتالي على الجو الأمر الذي سهل لقواتها البرية بالاندفاع بقوة في سيناء والضفة الغربية والجولان. ولم يتوقف القتال إلا في 10 حزيران 1967 بعد ما احتلت إسرائيل الضفة الغربية وسيناء والجولان.

سيطرة الأسد على الوضع الداخلي:


بقي حافظ الأسد بشكل ما محجوباً بظل محمد عمران وأمين الحافظ وصلاح جديد، وبعد حرب 67عقد حافظ الأسد العزم على بناء قاعدة شخصية له في القوات المسلحة. ثم اشتدت الخلافات بينه وبين زملائه في 1968 حول مختلف الأمور السياسية والحزبية وكذلك حول الموقف من الفلسطينيين وثورتهم، وسرعان ما أصبح الخلاف المتزايد بين الأسد وجديد مدار الحديث في الجيش والحزب، وخطوة بعد خطوة راح الرئيس الأسد يخرج رجال جديد من مراكز النفوذ المختلفة فطرد رئيس الأركان أحمد سويداني في شباط 68 وعين مصطفى طلاس صديقه مكانه، واستمر الأسد في إحكام قبضته على الجيش، أما في الحزب فإن المؤتمرين القطري والقومي رفضاً أكثر طروحات الأسد، ولكنه استطاع على أي حال ازاحة اثنين من خصومه رئيس الوزراء يوسف زعين ووزير الخارجية إبراهيم ماخوس. وبانتحار عبد الكريم الجندي في 1 أذار 1969 مدير مكتب الأمن القومي في الحزب المسيطر على جهاز الأمن والاستخبارات في الدولة والسند الرئيسي لصلاح جديد تغير ميزان القوة بشكل كبير لصالح الأسد وشقيقه رفعت الذي كان ذراعه الأيمن في النزاعات الداخلية.
تدخل سوريا في أيلول الأسود:
قبل انفجار الأزمة في الأردن (أيلول الأسود 1970) كان الأسد قد أصبح سيد سوريا الأول ولم يقم بنزاع مع صلاح جديد حول التدخل السوري لدعم الفدائيين. فعبرت القوات السورية الحدود الأردنية (18 أيلول) وسيطرت على مدينة اربد، وكان الأسد يدير هذه العمليات شخصياً، وفي 22 أيلول أمر الحسين اللواء المدرع المعزز بالدعم الجوي بالاشتباك مع الدبابات السورية وبعد ظهر اليوم نفسه كانت الوحدات السورية عائدة أدراجها إلى سورية وكان الملك حسين قبل يومين قد طلب المساعدة من الأمريكيين، عندها قامت دبابات الحسين وطائراته بالاشتباك مع السوريين في 22 أيلول، فأدرك الأسد جدية الموقف ولم تكن لديه النية في الانخراط في معركة غير متكافئة.
منتخباً للجمهورية بعد حصوله على رئاسة حزب البعث الحاكم وترشيح مجلس الشعب وكافة القوى السياسية الوطنية في المجلس.

============================

15871610.jpg




 

إلهام

بيلساني لواء

إنضم
Jul 20, 2010
المشاركات
4,850
مستوى التفاعل
97
المطرح
على مد البصر اتواجد
رسايل :

كان بعض مني ..... بعض من افكاري ...... بعض من حنيني ...... واصبح بعض من ذاكرتي المشوشة ....

مشكوره كتير للمجهود الرائع والكبير
من حق التاريخ علينا الاطلاع علي
ليبقا في الذاكره
اعود واشكرك
يسلموووو
 

mahmoud salih

Attorney General

إنضم
Jun 24, 2008
المشاركات
7,926
مستوى التفاعل
97
المطرح
الياسمين
رسايل :

ودموعي كالنجوم تأبى السقوط

معلومات رائعة صديقتي

بوركت :24:
 

ندى القلب

المحاربين القدماء

إنضم
Jul 14, 2009
المشاركات
16,493
مستوى التفاعل
151
رسايل :

كالسجناء نلتقي وعيوننا معلقة على الزمن الهارب _ العائم مثل طائرة ورقية يلهو بها طفل لا مبال

الله يعطيكي الف عافيه فلسطين

1277062641538851981.gif
 
أعلى