سوريا من الثورة العربية الى حافظ الأسد

انثى غامضة

بيلساني مجند

إنضم
Oct 6, 2009
المشاركات
1,004
مستوى التفاعل
23
المطرح
هناك في قلب حبيبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الثورة العربية الكبرى


كان الشريف حسين (شريف مكة) يعد نفسه لإعلان الثورة ضد الوجود العثماني، ومن ثم يعلن عن قيام الخلافة الإسلامية من جديد على أراضي شبه الجزيرة العربية إضافة إلى بلاد الشام. وكانت جرت عدة اتصالات بين الشريف حسين والسيد هنري مكماهون المعتمد البريطاني الجديد في مصر. فأكد هذا الأخير دعمه للثورة العربية، وعدم معارضة بريطانيا لقيام دولة عربية موحدة يكون الشريف حسين خليفة عليها، إلا إنه اعترض على بعض النقاط الحدودية في شمالي سوريا، إضافة إلى بعض الأمور الأخرى التي تتعارض ومصلحة فرنسا حليفة بريطانيا، إلا أن كل هذه النقاط قد حلت من خلال المراسلات العشر التي قامت بين الطرفين.
بدأت الثورة في 10 حزيران 1916 في مكة المكرمة، وقد بين الشريف حسين أسباب هذه الثورة في بيان أصدره، كما أبرق فيصل إلى دمشق يعلم الثوار بالأمر.

وقد استطاعت الثورة فتح جميع مدن الحجاز عدا المدينة المنورة بسبب وجود قوات عثمانية كبيرة فيها ولاتصالها بدمشق بخط حديدي، تابع الأمير فيصل قائد الجيوش العربية طريقه شمالاً يساعده الضابط البريطاني «لورنس» ووصل إلى معان والعقبة في الأردن. وعطل الخط الحديدي الواصل إلى المدينة المنورة، فسقطت واتصل جيش فيصل بالجيش البريطاني بقيادة الجنرال اللنبي لدخول فلسطين والساحل السوري.
دخل الجيش العربي درعا ثم دمشق ورفع العلم العربي وأعلن انفصال سوريا عن الدولة العثمانية واستكمل النصر بتحرير بيروت وطرابلس وصيدا وصور وحمص وحلب وحماه. وهكذا اقترب العرب من إقامة دولتهم المنشودة الموحدة في الجزيرة وبلاد الشام.

اتفاقية سايكس بيكو:
وهو الاتفاق الذي تم بين بريطانيا وفرنسا بخصوص مستقبل الولايات العربية في السلطنة العثمانية المهترئة، وقد نصت هذه الاتفاقية على تقسيم هذه المنطقة بين فرنسا وبريطانيا على الشكل التالي:
1ـ المنطقة الفرنسية وتمتد من الأناضول إلى رأس الناقورة في جنوب لبنان.
2ـ المنطقة الإنكليزية وتمتد من بغداد إلى البصرة.
3ـ المنطقة الدولية وتشمل فلسطين.
4ـ تتبادل فرنسا وبريطانيا المصالح في المناطق المخصصة لكل منهما، فكان لفرنسا في ميناء حيفا امتياز تجاري، ولبريطانيا مثل ذلك في ميناء إسكندرونة.
وقد بقيت هذه الاتفاقية سرية حتى قيام الثورة الشيوعية عام 1917 في روسيا فقامت بنشرها، وقد عرف العرب بهذه الاتفاقية عن طريق أحمد جمال باشا فكانت موضع احتجاجات عديدة من قبل الحركة العربية في الشرق العربي وخاصة من قبل الشريف حسين لدى الحكومة البريطانية، إلا إنها أوهمته أن وعودها له هي الأساس.

الحكومة العربية في سوريا 1918 ـ 1920 م:
ألف فيصل بعد دخوله دمشق في تشرين الأول 1918 م حكومة عسكرية برئاسة رضا باشا الركابي تشمل صلاحياتها جميع سوريا الطبيعية. وأرسل شكري باشا الأيوبي إلى بيروت لتأسيس إدارة عسكرية فيها ورفع العلم العربي على مقر الحكومة في بيروت، إلا أن المؤامرة الفرنسية البريطانية تقضي بأن تجزأ سوريا إلى ثلاث مناطق مبدئية: الساحل ويكون تحت الإدارة الفرنسية، والداخل تحت الإدارة العربية برئاسة فيصل، والمنطقة الجنوبية وتضم فلسطين تحت الادارة البريطانية. إلا أن فرنسا طالبت بريطانيا بتنفيذ معاهدة سايكس بيكو، وأخذت تثير الفرقة داخل سوريا معتمدة على إثارة النعرات الطائفية، وتظاهرت بريطانيا بالإخلاص للعرب وطلبت من فيصل أن يتفاوض مع فرنسا، وكانت اتفاقية فيصل ـ كليمنصو وهي نسخة معدلة عن معاهدة سايكس بيكو (أي اعتراف بانتداب فرنسا على سوريا).
كانت ردة الفعل عند الشعب السوري كبيرة، إذا قوبلت هذه الاتفاقية بالسخط والشجب، وقامت التظاهرات المنددة، فاجتمع المؤتمر السوري في دمشق 8 أذار 1920م. وقرر إعلان استقلال سوريا بحدودها الطبيعية ورفض القبول بالانتداب.
فكان مؤتمر سان ريمو بإيطاليا وتقسيم المنطقة بين فرنسا وبريطانيا.

مؤتمر سان ريمو نيسان 1920:
جاء هذا المؤتمر رداً على مقررات المؤتمر السوري العام الذي انعقد في أذار 1920م. وأعلن استقلال سوريا، ومبايعة فيصل ملكاً لها. وألح على رفض الانتداب. وعندما سمع الفرنسيون والإنكليز بمقررات هذا المؤتمر اجتمعوا في سان ريمو لتوزيع الانتدابات في المنطقة العربية على الشكل التالي:
ـ سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.
ـ فلسطين والعراق وشرقي الأردن تحت الانتداب الإنكليزي مع الالتزام بتنفيذ وعد بلفور بالنسبة لفلسطين.

الاحتلال الفرنسي لسوريا 1920 م:

أثارت مقررات سان ريمو استياءاً كبيراً عند العرب السوريين، فهاجت البلاد، وقامت المظاهرات وسقطت حكومة الركابي ـ التي كانت تهادن الفرنسيين ـ وتشكلت حكومة جديدة برئاسة هاشم الأتاسي أعلنت برنامجاً وطنياً، وكان يوسف العظمة وزيراً للحربية في هذه الحكومة، وأعلن التجنيد الإجباري، وشجعت الثورات ضد القوات الفرنسية المتواجدة في المناطق الغربية.
وعزم فيصل على السفر إلى أوروبا لعرض موضوع بلاده على مؤتمر الصلح، إلا أن الجنرال غورو الذي عين قائداً جديداً للجيش الفرنسي في سوريا، أعلمه بضرورة البقاء في البلاد وذلك عبر رسالة متغطرسة بعث بها إليه، وقد وصلت هذه المطالب على شكل إنذار عرف فيما بعد بـ«إنذار غورو» وقد تضمن ما يلي:
ـ قبول الانتداب الفرنسي على جميع سوريا.
ـ قبول التعامل بالعملة الورقية التي أصدرتها فرنسا.
ـ تسليم خط حديد رياق ـ حلب.
ـ إلغاء التجنيد الإجباري وتسريح الجيش الوطني.
ـ معاقبة الأشخاص الذين يقومون بأعمال ثورية ضد الفرنسيين.
وقد أعطيت الحكومة السورية مهلة محددة لقبول الإنذار، والإ فإن غورو سيأمر قواته بدخول دمشق عنوة.
درس فيصل وحكومته هذا الإنذار وقرروا قبول بعض شروطه (وقف التجنيد وتسريح الجيش) إلا أن الشعب رفض رضوخ الحكومة السورية، وأصدر المؤتمر السوري قراراً يقضي بعدم شرعية أية حكومة تقبل باسم الأمة أي شرط من هذه الشروط. وأعلن وزير الحربية يوسف العظمة عن تشكيل الجيش الوطني لمقاومة الاحتلال وفتح باب التطوع.
وكان غورو قد أمر قواته بالزحف على دمشق متذرعاً بتأخر وصول الرد من الحكومة السورية فكانت مواجهة غير متكافئة مع القوات السورية الشعبية المتواضعة بقيادة يوسف العظمة في معركة ميسلون التي استشهد فيها عدد كبير من السوريين في مقدمتهم يوسف العظمة ودخل الفرنسيون دمشق وأعلن إلغاء الحكومة السورية وغادر فيصل إلى أوروبا.

تجزئة سوريا والثورات الوطنية:
لاحق الفرنسيون المواطنين الأحرار، وعمدوا إلى كم الأفواه، وفرض الضرائب الباهظة، كما فرضوا اللغة والتاريخ الفرنسيين على المناهج التعليمية، كما عمدوا كذلك إلى تجزئة البلاد إلى دويلات منها: دمشق، حلب، الأسكندرونة، اللاذقية، جبل العرب، لبنان الذي أعلن الجنرال غورو قيامه في 31 آب 1920 (وكان سابقاً مؤلفاً من: أقضية الكورة ـ البترون ـ كسروان المتن والشوف وجزين وزحلة ودير القمر والهرمل إضافة إلى بيروت وصيدا وصور ومرجعيون وطرابلس وقضاء عكار، ثم أضيف إليه فيما بعد وبعد أيام قليلة: بعلبك والبقاع وحاصبيا وراشيا). وكان قد سبق كل ذلك فك لواء شرقي الأردن عن مرجعه دمشق ليكون تحت الانتداب البريطاني.
قاوم الشعب في سوريا هذه التجزئة والتقسيمات بكل ضراوة، فاضطرت فرنسا إلى إصدار قرار في حزيران 1922 بإنشاء دولة اتحادية تضم دمشق وحلب واللاذقية بصلاحيات محدودة. إلا أن الشعب لم ينخدع بهذه القرارات فقامت الثورات في العديد من المناطق.

الثورات الوطنية:
ـ في جبال اللاذقية: بين عامي 1919 ـ 1921. قاد هذه الثورة الشيخ صالح العلي وقد تعاون مع الحكم الوطني في دمشق، وهزمت القوات الفرنسية في معارك كثيرة واتصلت مع ثورة إبراهيم هنانو في حلب. ولم تتمكن فرنسا من القضاء عليها إلا بحملة عسكرية كبيرة أدت إلى استشهاد عدد كبير من المقاومين.
ـ ثورة إبراهيم هنانو في حلب: قامت هذه الثورة في جبل الزاوية، وسيطرت على الكثير من المناطق منها إدلب ـ جسر الشغور ـ معرة النعمان، وقد هزمت الفرنسيين في عدة معارك. تفرغت لها فرنسا بعد القضاء على ثورة الشيخ صالح العلي، فانسحب هنانو إلى حمص ثم لجأ إلى الأردن حيث سلمه الإنكليز للقوات الفرنسية.

الثورة السورية الكبرى 1925 ـ 1927:

وهي أهم الثورات لأنها كادت أن تشمل كل سوريا، واستمرت حوالي 3 سنوات، اضطرت خلالها فرنسا لاستدعاء خيرة قوادها، كما أجبرت الثورة فرنسا على تغيير مفوضها السامي وخطتها في معاملة السوريين. وكان قائد هذه الثورة سلطان باشا الأطرش في السويداء، وقد استطاع الأطرش مع الثوار إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الجيش الفرنسي وخاضوا معهم العديد من المعارك أهمها معركة الكفر ـ معركة المزرعة ـ معركة المسيفرة.

السياسة الفرنسية الجديدة في سوريا:
اضطرت فرنسا إثر الثورة السورية الكبرى إلى تعديل سياستها فعمدت إلى تغيير مندوبها السامي، وسلوك طريق المفاوضات والوقوف على مطالب الشعب.
فألف المندوب السامي الجديد حكومة مؤقتة للإشراف على إجراء الانتخابات للجمعية التشريعية لتضع دستوراً للبلاد، تنبثق عنه حكومة تفاوض الانتداب لنيل الاستقلال. ونجح الوطنيون في هذه الانتخابات بأكثرية ساحقة وأطلقوا على أنفسهم اسم «الكتلة الوطنية» وذلك عام 1928.

وفي عام 1931 جرت انتخابات جديدة رافقتها أحداث دامية في دمشق ومع ذلك فاز الوطنيون بأغلبية ساحقة. واجتمع المجلس الجديد في حزيران 1932 وأعلن النظام الجمهوري وانتخب محمد علي العابد أول رئيس للجمهورية. وحاول المجلس الجديد الوصول إلى معاهدة صريحة مع فرنسا ينهي فيها الانتداب إلا أن الفرنسيون أفشلوا جميع المحاولات، ثم عطلوا أعمال المجلس وأخضعوا البلاد للحكم المباشر. فحدثت اضطرابات دامية ومظاهرات وإضرابات عام 1936 عمت مختلف المدن السورية واستمرت في العاصمة دمشق لمدة ستين يوماً (الإضراب الستيني) فشلت الحركة الاقتصادية نهائياً، فاضطرت فرنسا لتغيير سياستها والقبول بتأليف وفد سوري للمفاوضة للوصول للمعاهدة.
تألف الوفد برئاسة هاشم الأتاسي وسافر إلى باريس وتوصل بعد عدة مفاوضات إلى عقد مشروع معاهدة عام 1936 والتي تضمنت عدة نقاط أهمها:

ـ تسود بين سوريا وفرنسا علاقة صداقة دائمة وتتشاوران في الشؤون الخارجية.
ـ تنقل جميع الالتزامات التي أبرمتها فرنسا باسم سوريا إلى الحكومة السورية.
ـ تتعاون الدولتان في الحرب.
ـ مسؤولية حفظ الأمن في سوريا على الحكومة السورية.
ـ مدة المعاهدة 25 سنة تبدأ منذ دخول سوريا في عصبة الأمم.
واستقبل الوفد العائد من فرنسا استقبالاً حاراً، ودعي الشعب لانتخابات جديدة نجح الوطنيون بغالبية مقاعدها وانتخب هاشم الأتاسي رئيساً للبلاد. وتألفت حكومة جديدة برئاسة جميل مردم بك لمتابعة تنفيذ هذه المعاهدة إلا أن فرنسا عادت تتلكأ في تنفيذ معاهدتها وتقيم العراقيل إلى أن أعلنت عزوفها عن مشروع المعاهدة بعد اضطرابات عنيفة فاستقال رئيس الجمهورية بعد استقالة حكوماته المتتالية، وعادت البلاد تحت السيطرة المباشرة للفرنسيين.

فصل لواء أسكندرون:
الأسكندرون منطقة سورية معروفة باسم «لواء أسكندرون» ضمت إلى تركيا عام 1938 وباتت تحمل اسم «محافظة هاتاي»، ويقع هذا اللواء في أقصى الشمال الغربي من سوريا وتبلغ مساحته 18 ألف كلم2، كان يسكنه عام 1939 حوالي 220 ألف نسمة منهم 87 ألف نسمة فقط أتراك. وقد ظهرت أول إشارة حول النزاع حول هذا اللواء عام 1951 في مراسلات حسين مكماهون حين أشار مكماهون إلى فصل هذه المنطقة زاعماً أن سكانها ليسوا عرباً، وقد رفض الشريف حسين هذه الادعاءات إلا إنه تنازل عن مرسين وأضنة فقط. وعندما عقد الحلفاء معاهدة الصلح مع الدولة العثمانية في 10 آب 1920 (معاهدة سيغر) تنازلت الدولة العثمانية عن منطقتي الأسكندرون وكيليكيا، لكن هذه المعاهدة أثارت ثائرة بعض الأتراك فالتفوا حول مصطفى كمال (أتاتورك) الذي قاد حركته في شرقي الأناضول ورفض الاعتراف بمعاهدة سيغر ووضع «ميثاق المجلس الوطني الكبير» الذي أعلن بموجبه إعادة تكوين تركيا من جميع أجزاء الدولة العثمانية التي تسود فيها غالبية تركية.


وقد قام «الكماليون» باستغلال الأوضاع الدولية لصالحهم فاستطاعوا اقناع السوفيات بالاعتراف بميثاقهم المعهود وعدم الاعتراف بمعاهدة سيغر، كما قاموا بعقد معاهدة مع فرنسا سميت معاهدة أنقرة قدمت فيها فرنسا لتركيا بعض الامتيازات في لواء أسكندرون واعتبروا اللغة التركية اللغة الرسمية وذلك عام 1921، وفي 24 تموز 1923 عقد الحلفاء معاهدة الصلح مع الحكومة التركية الجديدة (معاهدة لوزان) التي أقرت معاهدة انقرة حيث أصبحت تركيا تتذرع بهذه المعاهدة في مطالبتها فيما بعد بلواء اسكندرون. ثم استغلت تركيا انشغال فرنسا بإخماد الثورة السورية الكبرى فطالبت بتعديل الحدود السورية التركية، فعدلت لمصلحتها، ثم عادت ثانية للمطالبة بتعديل الحدود من جديد وكان لها ذلك ثم قادت تركيا حملة دبلوماسية بهذا الخصوص ونجحت باستصدار قرار من مجلس عصبة الأمم يقضي بتعيين وسيط خاص للنظر بهذا الأمر هو السيد ساندلر ممثل السويد وقد جاء تقريره بمنح هذا اللواء استقلاله التام بشؤونه الداخلية وجعل اللغة التركية هي الرسمية وهكذا تقدمت تركيا خطوة جديدة نحو فصل اللواء عن سوريا، في هذا الوقت لم يكن بيد السوريين في دمشق أي شيء فحكومة سعد الله الجابري كانت عاجزة عن التصدي لمشاريع السلخ هذه، فهي ضعيفة أمام سلطة الانتداب وهي كانت في خضم المعاهدات مع فرنسا للحصول على الاستقلال منها.

إلا أن السوريون في اللواء كانوا قد تحركوا بوجه الأتراك فقام زكي الأرسوزي بتأسيس (عصبة العمل القومي) التي أصدرت جريدة (العروبة) في 30 تشرين أول 1937 وأنشأت نادي العروبة في انطاكية ثم في الاسكندرون وذلك في محاولة للتصدي للدعاية التركية.
وقد حاولت الحكومة السورية أن تحسم الخلاف مع تركيا بتقسيم اللواء بينهما على أن تكون مدينة اسكندرونة في القسم التركي ومدينة انطاكية في القسم السوري إلا أن أتاتورك رفض ذلك، وفي 15 تموز 1938 اجتاز الجيش التركي حدود اللواء واحتل مدن الاسكندرونة وبيلان وقرقمان وبقي الجيش الفرنسي في باقي المدن. ثم حصلت الانتخابات في ظل هذا الوجود فحصل الأتراك على 22 مقعد والعرب السوريين على 18 مقعد ثم قامت فرنسا في 23 حزيران 1939 بتسليم تركيا كامل أراضي اللواء وتم ذلك فعلياً في 23 تموز 1939.
سوريا أثناء الحرب العالمية الثانية ونيل الاستقلال:

خضعت سوريا أثناء هذه الحرب للحكم العسكري الفرنسي، وفي عام 1940 أعلنت حكومة فيشي الموالية للألمان مندوباً سامياً لها في سوريا هو الجنرال دانتز فأثار ذلك البريطانيين حلفاء ديغول فعملوا على انتزاع سوريا من أيدي الفيشيين وتم ذلك عام 1941. وعند دخول مندوب فرنسا الحرة إلى سوريا أعلن استقلال لبنان وسوريا وإلغاء الانتداب عنهما وذلك في 27 أيلول 1941 ووقع هذا الاعلان الجنرال كاترو والرئيس السوري الشيخ تاج الدين الحسني.
فأجريت انتخابات جديدة وأنتخب شكري القوتلي رئيساً للبلاد في 17 آب 1943 وفارس الخوري رئيساً للمجلس النيابي، وبعد يومين تألفت الحكومة برئاسة سعد الله الجابري. وعملت هذه الحكومة لإنهاء الانتداب فعلياً عن سوريا ولبنان، فكانت النتيجة في 23 كانون الأول 1943 حيث عقد الاجتماع في دمشق بحضور الرئيس السوري شكري القوتلي ورئيس وزراءه سعد الله الجابري ووزير الخارجية جميل مردم بك. وعن لبنان رئيس وزراءه رياض الصلح والوزير سليم تقلا والمندوب الفرنسي. وقد تم بهذا الاجتماع الاتفاق على انتقال الصلاحيات إلى الدولتين المستقلتين مع حق التشريع والإدارة اعتباراً من 1 كانون الثاني 1944م.


سوريا (بعد الاستقلال) 1945 ـ 1970:


بدأ حكم الاستقلال رئيس الجمهورية شكري القوتلي وسط أزمة اقتصادية خانقة سنة 1949 وكانت أولى مهام هذا الحكم رسم سياسة خارجية، والموقف من الدول العربية المجاورة والعلاقة مع تركيا، ولقد تميزت سنتا 1949 و 1947 بانحلال وفساد كبيرين في شكليها النيابي والإداري... فالرجال الذين قادوا العمل النضالي الاستقلالي لا تجربة لهم في الحكم والعمل الحكومي، فبدأت الإضرابات تتوالى، وجرى تشكيل عدة حكومات في هذه المرحلة لتصحيح الوضع، وكان أكبر امتحان في هذه المرحلة مر على حكومة جميل مردم بك هو القضية الفلسطينية، فحين وصل قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين سارت المظاهرات في مختلف المدن السورية، فقام مجلس النواب بإقرار قانون خدمة العلم وزيادة الضرائب وشراء الأسلحة، واستقال كثير من الضباط السوريون كي يشاركوا في جيش الانقاذ، وبدأت عصابات مسلحة يقودها أديب الشيشكلي وأكرم الحوراني بمهاجمة مستوطنات يهودية قرب الحدود مع سوريا، وفي 16 أيار أي بعد يومين من إعلان بن غوريون قيام دولة إسرائيل دخل الجيش السوري فلسطين ولكن سرعان ما صُدَّ في وادي الأردن بعد قتال ضار. وفي آب 1948 تشكلت حكومة جديدة برئاسة جميل مردم بك قامت باعتقال ميشال عفلق بتهمة توزيع منشورات تدعو إلى حل البرلمان. فنشبت بعد ذلك أزمة سياسية صحبها تدهور اقتصادي وحصلت مواجهات دموية فاستقالت الحكومة في أول كانون أول 1948 وأصبحت سوريا بلداً بلا حكومة ويهيمن عليه مواطنون هائجون واقتصاد منهار وقد اخفق معظم السياسيين في تلك الفترة بتشكيل حكومة جديد وفي 3 كانون أول 1948 أمر قائد الجيش حسني الزعيم بالتدخل لوضع حد للاضطرابات الواسعة وأخضع الصحافة لرقابة قاسية ونجح خالد العظم بتشكيل حكومة حكمت تحت مظلة الجيش حتى أواخر 1949.

المصدر / الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربى

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
السلام عليكم :

التعقيب :
أولا الثورة العربية الكبرى : لقد سعى الشريف حسين لانشاء دولة عربية كبرى فاستعان ببريطانيا ليس كما يفهمه البعض جر لاحتلال جديد بل كان مبدأه ( عدو عدوي صديقي ) وكادت الثورة أن تحقق هدفها بانشاء الدولة العربية المتحدة الا أن لا أمان للغرب فبعد تحقيق هدف الثورة في انهاء الاحتلال العثماني مالبثت بريطانيا الا انقلبت على اتفاقها مع الشريف حسين باتفاقية سايكس بيكو بتقسيم سوريا مما تتباعت النتائج الى اعلان اسرائيل ......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا اتفاقية سايكس بيكو : تم الوصول الى هذاه الاتفاقية بين تشرين الثاني 1915 وأيار 1916 بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس مما سميت ( بسايكس بيكو ) وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك. تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917، مما أثار الشعوب التي تمسها الاتفاقية وأحرج فرنسا وبريطانيا وكانت ردة الفعل الشعبية-الرسمية العربية المباشرة قد ظهرت في مرسلات حسين مكماهون تم تقسيم الهلال الخصيب بموجب الاتفاق، وحصلت فرنسا على الجزء الأكبر من الجناح الغربي من الهلال سوريا ولبنان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثا : الحكومة العربية في سوريا 1918 ـ 1920 م:أعلن الأمير فيصل تأسيس الحكومة في دمشق وكلف الفريق علي رضا الركابي بتشكيل أول حكومة عربية لسوريا ولقب بالحاكم العسكري.وعين اللواء شكري الأيوبي حاكما عسكريا ببيروت وعين جميل المدفعي حاكما على عمان وعبد الحميد الشالجي قائدا لموقع الشام وعلي جودت الأيوبي حاكما على حلب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابعا : مؤتمر سان ريمو نيسان :1920 تم توقيع معاهدة سان ريمو التي حددت مناطق النفوذ البريطانية والفرنسية في المشرق العربي
______________________________________
خامسا : الاحتلال الفرنسي لسوريا 1920 م:هو انتداب عصبة الأمم المتحدة عام 1922 لفرنسا للوصاية على جزء من سوريا الطبيعية بعد سقوط الدولة العثمانية بعد انتهاء فترة الانتداب في أواخر أربعينيات القرن العشرين نشأ كيانان مستقلان هماالجمهورية السورية والجمهورية اللبنانية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سادسا : الثورات الوطنية : كأن من أهمها الثورة السورية الكبرى بين عامي 1925 _ 1927
_____________________________________
سابعا : فصل لواء أسكندرون: في 29 / نوفمبر / 1939 وضمه الى تركيا تبلغ مساحة اللواء 4800 كيلومتر مربع، يطل على البحر الأبيض المتوسط من أهم مدنه أنطاكية الأسكندرونة وجبل موسى والريحانة اللواء ذو طبيعة جبلية، وأكبر جباله أربعة: الأمانوس، الأقرع، موسى، والنفاخ
______________________________________
ثامنا : سوريا أثناء الحرب العالمية الثانية ونيل الاستقلال: اعتقد الحلفاء في البدء أن منطقة الشرق الأوسط مرشحة لتكون ساحة أساسية للحرب نظراً لأنها ضمن أطماع النوسع لألمانيا النازية و سرعانما اتضح أن تكهناتهم كانت خاطئة، إلا أن ذلك لم يمنعهم من زيادة توسعهم في الأراضي الشرق أوسطية، و في تلك الأثناء كان هنالك صراعات دائرة بين قوات فرنسا فيشي وسكان سوريا ولبنان ...الأستقلال : أصبح الأمير عطا الأيوبي رئيسا للوزراء لفترة انتقاليه ونصب نفسه أيضا وزيراً للخارجية والدفاع والداخلية وأشرف على الانتخابات الرئاسيه. ترك منصبه في آب أغسطس 1943، واستقال من الحياة السياسية وذلك إبان انتخاب الرئيس شكري القوتلي رئيسا للدولة. كرمته الكتلة الوطنية ابان الاستقلال في نيسان أبريل 1946. وذلك للدور العظيم الذي لعبه في مساعدة الثوار والكتلة الوطنية في تحقيق الاستقلال السوري. كان الأمير عطا الأيوبي قومياً كرس نفسه لخدمة سوريا واستقلالها ولم يكف يوماً عن استعمال مركزه السياسي لتقديم الخدمات للثوار من أجل تحقيق الاستقلال توفي عام 1951
______________________________________
تاسعا : سوريا (بعد الاستقلال) 1945 ـ 1970:
الرؤساء :
شكري القوتلي من 17/ أب /1943 الى 30/ اذار / 1949
حسني الزعيم من 30 /اذار حتى 14 / أب /1949
هاشم الاتاسي من 28 / فبراير /1949 حتى 2 /ديسمبر 1951
فوزي سلو من 3 / ديسمبر / 1951 الى 11/ يوليو / 1953
أديب الشيشكلي من 11/ يوليو / 1953الى 25 / فبراير / 1954
هاشم الاتاسي من 28 / فبراير /1954 الى 6/ديسمبر /1955
شكري القوتلي من 6/ديسمبر /1955 الى 22/فبراير /1958
الجمهورية العربية المتحدة من 22/فبراير /1958 الى 29/سبتمبر /1961
مأمون الكزبري ( مؤقت ) من 29 /سبتمبر حتى 20 نوفمبر /1961
عزت النص ( مؤقت ) من 20 نوفمبر الى 14 / نوفمبر/1961
ناظم القدسي من 14 / ديسمبر 1961 الى 8/اذار / 1963
ثورة الثامن من اذار بقيادة الرائد حافظ الأسد 8 /اذار /1963
أمين الحافظ ( رئيس المجلس الجمهوري ) من 27 /يوليو /1963 الى 23/فبراير /1966
نور الدين الأتاسي من 25/فبراير /1966 الى18 /نوفمبر/1970
أحمد الخطيب من 18/نوفمبر/1970 الى 22/فبراير/1971
الحركة التصحيحة 16/تشرين الثاني /1970
القائد الخالد حافظ الأسد رئيسا وقائدا للجيش والقوات المسلحة
______________________________________

انتهى التعقيب



شكر كبير لأنثى غامضة على المجهود الكبير بس حبيت ضيف عليه شوي وفصل كم نقطة موضوع صحيح لاغبار عليه سليم تاريخيا باذن الله استعن بأكثر من موقع موثوق وأنا مابراجع الا مواقع موثوقة وماباخد تاريخنا من منتديات بتشكر أخي كبير المشرفين الحر الباكي يلي طلب مني تدقيق لأنو تاريخ سوريا أو أي تاريخ لأأي دولة هي بصمة أجدادنا مو معقول نغير فيه على كيفنا كل الشكر من قلبي ( أنثى غامضة _ الحر الباكي ) ان شاء الله نكون بهالبحث والتعاون قدرنا نفصل شي عن تاريخ سوريا الجميل
 

انثى غامضة

بيلساني مجند

إنضم
Oct 6, 2009
المشاركات
1,004
مستوى التفاعل
23
المطرح
هناك في قلب حبيبي
في سنة 1516 سقطت سوريا في أيدي الأتراك العثمانيين، وباتت جزءاً من الدولة العثمانية التي استمرت سيطرتها على البلاد مدة أربع قرون، شهدت خلالها سوريا تراجعاً كبيراً في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. في عام 1916 استغل العرب الحرب العالمية الأولى ليعلنوا ثورتهم الكبرى ضد الحكم العثماني. انطلقت الثورة من الحجاز بقيادة الشريف حسين وبمساعدة من القوات الإنكليزية، وحاول العثمانيون قمعها بوحشية؛ في السادس من أيار (مايو) 1916 علقت المشانق في دمشق وبيروت للعشرات من الزعماء الوطنيين السوريين الذين اتهموا بالعمل على استقلال البلاد العربية. لكن الثورة العربية سرعان ما تمكنت من الانتصار على العثمانيين، وفي عام 1918 دخلت إلى دمشق القوات العربية والإنكليزية منهية 400 عام من الاحتلال العثماني.

في نفس العام، أعلن السوريون استقلالهم تحت قيادة الملك فيصل الأول، ابن الشريف حسين. إلا أن بريطانيا وفرنسا، المنتصرتين في الحرب العالمية الأولى، كانت تخططان لاقتسام المناطق التي حررت من السيطرة العثمانية فيما بينهما. ووفقاً لاتفاقية سايكس-بيكو السرية، اتفقت الدولتان على تقسيم الشرق الأوسط إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية، واتفق على أن تكون سوريا في منطقة النفوذ الفرنسية. في أوائل عام 1920 نزلت القوات الفرنسية على الساحل السوري، وبعد عدة معارك مع الجيش السوري المتأخر عدة وعديداً، ومع الثوار الذين تصدوا للفرنسيين في عدة مناطق من البلاد، تمكن الفرنسيون من إخضاع سوريا لسيطرتهم، وأعلنت عام 1923 بداية الانتداب الفرنسي على سوريا بتفويض من عصبة الأمم.

قرر السوريون مقاومة الاحتلال الجديد. في عام 1925 أعلنوا ثورتهم ضد الانتداب، ودارت معارك طاحنة بين الثوار والقوات الفرنسية في منطقة جبل العرب ومحيط دمشق، وقصف الفرنسيون العاصمة انتقاماً لمساعدة أهلها للثوار، وتمكنوا في النهاية من قمع الثورة، إلا أن المقاومة استمرت بشكلها السياسي. في سنة 1936 وافقت فرنسا على منح سوريا استقلالاً جزئياً، ووقعت معاهدة بين البلدين تنص على منح سوريا الاستقلال، إلا أن فرنسا تنصلت من بنود المعاهدة بسرعة، وبقيت قواتها على الأرض السورية وظلت فرنسا الحاكم الفعلي للبلاد. خلال الحرب العالمية الثانية، أصبحت سوريا تحت سيطرة حكومة فيشي الفرنسية الموالية للألمان، وشهدت الأراضي السورية صداماً بين قوات حكومة فيشي وقوات فرنسا الحرة والقوات البريطانية، انتهى بسيطرة الحلفاء على سوريا سنة 1941، وتقديمهم الوعود باستقلال البلاد التام بعدما تنتهي الحرب.

انتهت الحرب سنة 1945 وتنصل الفرنسيون من وعودهم مجدداً. قاوم السوريون؛ وفي 29 أيار 1945 ردت فرنسا بوحشية من جديد، إذ قصفت مبنى البرلمان السوري في دمشق، مما أثار المزيد من الاحتجاجات في سوريا والعالم العربي، وانتقلت الأزمة إلى مجلس الأمن الدولي الذي طالب بجلاء القوات الفرنسية عن البلاد. في 17 نيسان 1946، وتحت ضغوط دولية متزايدة، انسحبت آخر القوات الفرنسية من سوريا، وأعلن ذلك اليوم، الذي شكل بداية عهد جديد، عيداً وطنياً.

تميزت مرحلة ما بعد الاستقلال بعدم الاستقرار السياسي. في عام 1948 أعلنت دولة إسرائيل على أرض فلسطين العربية، وكانت سوريا من بين الدول العربية التي أرسلت قواتها إلى فلسطين للتصدي للدولة الصهيونية الوليدة. خسر العرب الحرب، وفي تموز (يوليو) 1949 كانت سوريا آخر الدول العربية التي وقعت اتفاقية هدنة مع إسرائيل. كانت تلك فقط بداية الصراع العربي الإسرائيلي، الذي لا زال مستمراً حتى اليوم.

في 1949، تلقت الديمقراطية في سوريا ضربة موجعة، بقيام أول انقلاب عسكري في البلاد بقيادة حسني الزعيم. لم يدم حكم الزعيم سوى 139 يوماً، أزيح بعدها بانقلاب قاده سامي الحناوي، الذي سرعان ما قلب حكمه العقيد أديب الشيشكلي. استمر حكم الشيشكلي حتى سنة 1954، عندما أجبرته المعارضة الشعبية المتزايدة على الاستقالة ومغادرة البلاد. أعيدت الحكومة الوطنية وعادت الحياة الديمقراطية تدريجياً، لكنها واجهت اضطرابات سياسية أتت هذه المرة من الخارج. مع تطور العلاقات بين السورية السوفييتية في أواسط الخمسينات، بدأت علاقات سوريا مع الغرب تسوء، ووجدت سوريا نفسها في متاهات الحرب الباردة وما نتج عنها من قيام أحلاف وتكتلات في الشرق الأوسط. في عام 1957 كادت الخلافات بين سوريا وجارتها الشمالية تركيا، أن تصل إلى حد المجابهة العسكرية، فقد حشدت تركيا قواتها على الحدود مهددة بغزو سوريا. ازداد التقارب السوري مع الاتحاد السوفييتي، وازدادت الفرقة مع الغرب، وكانت التهديدات الغربية أحد العوامل التي دفعت السوريين إلى الاتحاد مع مصر في دولة واحدة أطلق عليها اسم الجمهورية العربية المتحدة، تم إعلانها في 22 شباط (فبراير) 1958، واختير الرئيس المصري جمال عبد الناصر رئيساً لها. لم تستمر الوحدة مع مصر طويلاً، فقد كان حل الأحزاب السياسية السورية وتطبيق الأنظمة الاشتراكية في سوريا من الأسباب التي دفعت الجيش السوري إلى فصم الوحدة وإعلان الانفصال عن الجمهورية العربية المتحدة في 28 أيلول (سبتمبر) 1961.

في 8 آذار (مارس) 1963 قاد حزب البعث العربي الاشتراكي انقلاباً آخر، عرف باسم ثورة آذار. أنهى البعث القطيعة مع مصر وأعلن نيته إعادة الوحدة، إلا أن المفاوضات التي جرت بهذا الخصوص باءت بالفشل. كانت الخلافات التي نشبت داخل حزب البعث نفسه عائقاً أمام تنفيذ مشروعه التنموي في سوريا، وتميزت أواسط الستينات بمزيد من الاضطرابات السياسية، قادت إلى حركة 23 شباط (فبراير) 1966 التي وضعت -إلى حد ما- حداً للخلافات الحزبية.

في أيار (مايو) 1967، كانت الاشتباكات الحدودية السورية-الإسرائيلية، التي نتجت أساساً عن تعدي إسرائيل على المنطقة منزوعة السلاح، قد وصلت ذروتها. قامت إسرائيل باعتداءات واسعة على أهداف سورية في الجولان، وحشدت قواتها على خط الهدنة مهددة بغزو سوريا. ردت مصر، التي كانت تربطها بسوريا اتفاقية دفاع مشترك، بحشد قواتها أيضاً في سيناء. تصاعد التوتر في المنطقة، وقامت مساع دولية حثيثة لمنع نشوب الحرب، إلا أن إسرائيل فاجأت العالم بعدوانها على مصر والأردن صباح 5 حزيران (يونيو) 1967. ابتدأ العدوان الإسرائيلي بضربة صاعقة للقوة الجوية المصرية والأردنية، تقدمت بعدها القوات البرية الإسرائيلية في سيناء والضفة الغربية للأردن لتحتلها في غضون أربعة أيام. في 9 حزيران (يونيو)، ورغم قبول الدول العربية بوقف إطلاق النار، هاجمت إسرائيل القوات السورية في الجولان، وتمكنت من احتلال هذه الهضبة الاستراتيجية بحلول يوم 11 حزيران (يونيو) 1967.

كانت الهزيمة العربية مفاجئة للجميع. وقرر العرب الاستمرار في الصراع، وعدم الاعتراف بإسرائيل وعدم التفاوض معها. في تلك الفترة التي تلت الحرب، كانت سوريا تزداد ابتعاداً عن محيطها العربي، وكان حكم البعث في دمشق يزداد ابتعاداً عن الشعب. كان هذا ما دعا وزير الدفاع حافظ الأسد إلى القيام بحركته التصحيحية في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 1970. أعاد الأسد سوريا إلى محيطها العربي، وبدأ يعمل على تعزيز الجبهة الداخلية استعداداً للمعركة ضد إسرائيل، فأعيد نشاط مجلس الشعب (البرلمان) وتم تشكيل الجبهة الوطنية التقدمية 1972 التي ضدمت الأحزاب السورية تحت قيادة البعث، وتم إصدار دستور جديد للبلاد 1973.

لم ينتظر السوريون طويلاً؛ في 6 تشرين الأول (أكتوبر) 1973، بدأت سوريا ومصر، في وقت واحد، هجوماً مباغتاً على القوات الإسرائيلية في الجولان وسيناء المحتلين. وبينما تمكن المصريون من عبور قناة السويس وحرروا الضفة الشرقية لها، كانت القوات السورية تتقدم فوق أراضي الجولان الوعرة وشارفت على الوصول إلى خط الهدنة لعام 1949. إلا أن إسرائيل كثفت هجماتها على الجبهة السورية مع تدفق المساعدات الأميركية إليها، ومع التوقف المفاجئ للهجوم المصري في سيناء، وشنت هجوماً معاكساً ناجحاً تمكنت خلاله من إعادة احتلال الأراضي التي حررها السوريون. في 22 تشرين الأول (أكتوبر) 1973 قبلت سوريا بقرار مجلس الأمن 338 الداعي إلى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية المحتلة.

حين بدا أن القرار 338 لن يجد طريقه إلى التنفيذ، تابعت سوريا ضغطها العسكري بإشعال حرب استنزاف ضد إسرائيل في الجولان، استمرت 82 يوماً، وانتهت بوساطة أمريكية بالتوصل إلى اتفاقية لفك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل، أعادت الأخيرة بموجبها شريطاً من الأراضي المحتلة يتضمن مدينة القنيطرة، كبرى مدن الجولان. فوجئ السوريون عندما دخلوا إلى القنيطرة المحررة بأن المدينة تعرضت لتدمير إسرائيلي منظم وشامل، لم يوفر حتى دور العبادة والمستشفيات. لم يعد بناء المدينة، ولا تزال حتى اليوم شاهداً حياً على الوحشية الإسرائيلية.

في عام 1976، أرسلت القوات السورية إلى لبنان لمحاولة إنهاء الحرب الأهلية الطائفية التي اندلعت هناك. كان على القوات السورية التصدي للجيش الإسرائيلي خلا غزو إسرائيل للبنان عام 1982، ودارت معارك جوية وبرية طاحنة بين الطرفين. في كانون الأول (ديسمبر) 1990 تمكنت سوريا وحلفاؤها اللبنانيون من وضع حد للحرب الأهلية، وبقي الجيش السوري في لبنان للحفاظ على الأمن والاستقرار، ولتقديم الدعم لقوات المقاومة اللبنانية للاحتلال الإسرائيلي الذي استمر في جزء من الجنوب اللبناني.

في عام 1980 كانت سوريا واحدة من الدول العربية القليلة التي وقفت ضد الحرب العراقية-الإيرانية. كانت الثورة الإسلامية في إيران قد أنهت تبعية إيران للغرب، وأعلنت دعمها للقضية الفلسطينية، فرأت سوريا أن الحرب هي حرب التوقيت الخاطئ ضد العدو الخاطئ. في آب (أغسطس) 1990، وبعد عامين فقط على نهاية غير مثمرة للحرب العراقية الإيرانية، قام الرئيس العراقي صدام حسين بغزو الكويت وهدد بغزو السعودية أيضاً. أرسلت سوريا قواتها للدفاع عن السعودية وانضمت إلى التحالف الدولي الذي أخذ على عاتقه تحرير الكويت خلال حرب الخليج الأولى سنة 1991. وعدت الولايات المتحدة حينئذ بإيجاد حل سلمي عادل للصراع العربي-الإسرائيلي.

في تشرين الأول (أكتوبر) 1991، قبلت سوريا دعوة الولايات المتحدة إلى مؤتمر دولي للسلام يعقد في مدريد. انطلقت بعد المؤتمر مفاوضات ثنائية بين الدول العربية وإسرائيل على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام وتنفيذ القرارات الدولية الداعية إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، لم تسفر عن نتيجة بسبب التعنت الإسرائيلي المستمر. تعرضت سوريا لخيبة أمل بتوقيع الفلسطينيين اتفاقيات سلام منفردة مع إسرائيل سنة 1993، وأخرى بتوقيع الأردنيين سلاماً منفرداً أيضاً سنة 1994. عارضت سوريا الاتفاقيات الفلسطينية-الإسرائيلية التي لم تعد سوى القليل جداً من الحقوق الفلسطينية. تمسكت سوريا ولبنان بوحدة مسارهما التفاوضي، ورفضا أي سلام لا يعيد الأرض المحتلة بشكل كامل. استمرت سوريا في دعم المقاومة الوطنية اللبنانية التي كانت تحارب الإسرائيليين في جنوب لبنان، وتمكنت في أيار (مايو) 2000 من إجبار الإسرائيليين على الانسحاب من المناطق المحتلة، باستثناء منطقة صغيرة تعرف باسم مزارع شبعا، لا تزال مصدراً للتوتر في جنوب لبنان.

في 10 حزيران (يونيو) 2000، توفي الرئيس حافظ الأسد. وانتُخب في تموز (يوليو) ابنه بشار الأسد رئيساً للجمهورية، ليقود عملية التحديث والإصلاح التي يعلق السوريون عليها الكثير من الآمال.
 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
شكرا الك على تمييزك الراقي أنثى غامضة

:24::24::24:
 

mahmoud salih

Attorney General

إنضم
Jun 24, 2008
المشاركات
7,926
مستوى التفاعل
97
المطرح
الياسمين
رسايل :

ودموعي كالنجوم تأبى السقوط

:24::24::24::24::24:

سوريا يا حبيبتي :25:
 

Life of the soul

أدميرال

إنضم
Oct 18, 2008
المشاركات
10,167
مستوى التفاعل
82
المطرح
بالعالم الغريب ( عالم الضياع )
:Albilsan (115)::Albilsan (115)::Albilsan (115)::Albilsan (115)::Albilsan (115)::Albilsan (115):
 

موجة بحر

بيلساني محترف

إنضم
Jul 10, 2009
المشاركات
2,880
مستوى التفاعل
37
المطرح
شط الحنين
:Albilsan (115)::Albilsan (115)::Albilsan (115):
 

ريان

بيلساني متقدم

إنضم
Dec 10, 2008
المشاركات
315
مستوى التفاعل
7
موضوع حلو كتير عن التاريخ السوري شكرا الك
 

THE FALCON

بيلساني سنة رابعة

إنضم
Feb 16, 2010
المشاركات
784
مستوى التفاعل
8
المطرح
سوريا _ حماة
يعطيكي العافية عالموضوع التاريخي القيم

انا سوري اه يانيالي
 
أعلى