شباب الفلسطينيين في إسرائيل: المشاركة في انتخابات الكنيست واجب شرعي

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
في شوراع الناصرة، كبرى المدن العربية في إسرائيل، ينشط شباب الفلسطينيين لدعوة ذويهم إلى الإقبال على التصويت في الانتخابات العامة الإسرائيلية المرتقبة.
أما التكتلات السياسية العربية المشاركة في الانتخابات، فتتنافس على أصوات الشباب الذين تشير الإحصاءات إلى أنهم حصان رابح في سباق انتخاب الكنيست ( البرلمان) الإسرائيلي التاسع عشر.
فمنذ الانتخابات الأخيرة عام 2009، حسب تقارير الحكومة الإسرائيلية الرسمية، بلغ 80 ألف شاب من فلسطينيي الداخل في إسرائيل سن الثامنة عشرة، وهو سن التصويت. وهؤلاء يرون أن التصويت في الانتخابات واجب شرعي، ولكل أسبابه.
وإذا صوت كل هؤلاء، فإن هذا يعني ضمان حصول الأحزاب العربية على 3 مقاعد جديدة، على الأٌقل، في الكنيست الإسرائيلي، وهذا يرفع عدد مقاعدهم من 11 مقعدا حاليا إلى 14 في الدورة الجديدة. وهذا يعني ارتفاع نصيب مقاعد الفلسطينيين إلى 11.5 في المئة من إجمالي عدد مقاعد الكينست البالغة 120 مقعدا.
وقد انتشرت عند التقاطعات المزدحمة بالسيارات والمارة في قلب "الناصرة"، مجموعة من الشباب يرتدون قمصانا حمراء، وهو لون "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" الشيوعية، ويوزعون منشورات الجبهة التي تحض الناس على التصويت باعتباره واجب شرعي من وجهة نظر المصلحة السياسية.
ويقول عزيز بسيوني الناشط السياسي في الجبهة، التي شغلت أربعة مقاعد في الكنيست الأخير "المشاركة في الانتخابات يساعدنا في الحفاظ على الهوية الفلسطينية".
ويضيف بسيوني "المشاركة في الكنيست تفضح الديمقراطية الإسرائيلية التي تحرم الفلسطينيين من المساواة مع المواطنين اليهود".
"مضطرون للمشاركة" ورغم اختلافهم في المرجعية السياسية، فإن شباب الحركة الإسلامية في جنوب إسرائيل، وهى طرف رئيس في تحالف القوى الوطنية والإسلامية الذي يشارك في الانتخابات بالقائمة الموحدة العربية للتغيير، يؤيدون دعوة الشباب للمشاركة بكثافة في التصويت.
ويقول حمزة قويدر، 20 عاما، الذي سوف يصوت لأول مرة في الانتخابات "نحن مضطرون للمشاركة، واحترام قوانين إسرائيل، حتى يمكننا الحفاظ على بقائنا على أرضنا في فلسطين".
ويضيف قويدر، "لولا مشاركتنا في الكينست، لكان وضعنا الآن أسوأ بكثير".
ويضرب قويدر مثالا على أهمية الوجود العربي في الكنيست وصلته بأحوال الشباب التعليمية.
ويضيف قويدر "بفضل جهود النواب العرب، ومنهم نواب تحالف القوى الوطنية والإسلامية (وله أربعة مقاعد في الكينست السابق) سمح لنا بالحصول على منح دراسية في الأردن لم يكن يسمح بها من قبل وبلغت 10 آلاف منحة. وهذه المنح تمكننا من دراسة علوم مثل الهندسة والكيمياء والطب، لا نتمكن من دراستها في الجامعات الإسرائيلية بسبب التكلفة الباهظة التي لا نطيقها، والقيود المفروضة علينا".
سمعت من عدد غير قليل من الفلسطينيين في الناصرة، شكوى من أن نوابهم في الكنيست لا يعبأون بهموم الناس ويسعون وراء مكاسب شخصية. غير أن شباب التجمع الوطني الديمقراطي يعتقد بأن "الإعلام الإسرائيلي الصهيوني وراء مثل هذه الأفكار هادفا إلى تشويه صورة النواب الفلسطينيين".
أقسام طوارئ تقول سهير أسعد، الناشطة في الجبهة (ولها اربعة مقاعد في الكنيست المنحل) المحامية المتدربة "الصحافة الإسرائيلية نجحت في أن تجعل الناس يفكرون بهذه الطريقة. لكن الواقع يقول إن النواب نجحوا في استصدار قوانين وقرارات من شأنها تحسين أوضاع الفلسطينيين بما يمكنهم من الحفاظ على هويتهم في أرضهم".
ويدعو حامد قودير، أحد مؤيدي تحالف القوى الوطنية، الشباب الفلسطيني في إسرائيل إلى تأييد النواب الفلسطينيين، أيا يكن انتماؤهم السياسي والفكري.
ويعطي قويدر مثالا على أهمية الوجود العربي في الكنيست بدوره في خدمة الأوقاف الاسلامية في أراضي الـ48. ويقول"استصدر النواب العرب قوانين تزيد الخدمات الدينية وتحرر المساجد، خصوصا في المدن المختلطة (بين الفلسطينيين واليهود) في يافا وتل أبيب وعكا، وفتح اقسام طوارئ في بلدات سخنين وأم الفحم والطيبة، المجاورة جميعا للناصرة.
ويضيف إلى أن "الحركة الإسلامية في اراضي الـ48 انخرطت في الانتخابات الإسرائيلية بعد أن حصلت فتاوى شرعية من جهات وشخصيات إسلامية موثوق بها في مصر والأردن وغيرهما"
ويعطي قودير بقوانين الضرائب دليلا آخر على الدور الذي يمكن أن يلعبه الصوت العربي في الكنيست.
واشار إلى أنه بفضل الصوت العربي الذي ساند أرئيل شارون للفوز بتشكيل الحكومة، مقابل اسقاط قانون ضريبة الأملاك الذي كان من شأنه تحميل الفلسطينيين أعباء ضريبية هائلة لا تمكنهم من الاحتفاظ بملكياتهم في فلسطين.
مثل اليهود ولمثل هذه الأسباب تؤمن ديما عابد، 15 سنة، وهى من شبيبة الجبهة أن النواب الفلسطينيين يعملون من خلال الكنيست على تحسين أحوال ذويهم المعيشية اليومية. وتشير إلى "نجاحهم في سن قوانين كتلك التي توفر التعليم المجاني للأطفال في سن 3و4 سنوات، قبل سن التعليم الإبتدائي، والتأمين الصحي للفلسطينيين مثلهم مثل اليهود، وشمول الأسر العربية بمنحة إعالة الطفل".
وتعتقد ديما أن من حق الفلسطينيين في إسرائيل أن يعيشوا حياة كريمة تمكنهم من مجابهة "العنصرية الإسرائيلية وتساعدهم على الحفاظ على هويتهم"، وتطالبهم بالصبر "لأن التغيير سوف يأتي بالتدريج وزيادة الوجود العربي في الكينست".
وينتقد مصطفى زيناوي اولئك الذين يقللون من شأن النضال من أجل هذا التحسن التدريجي. ويقول زيناو، 23 سنة، وهو من شباب التجمع، إنه من الضروري والواجب وفق شرعة السياسة أن "نحمل هم القضايا الصغيرة كي نقوى على مواصلة مشروع الهم الأكبر وهو الهوية والمساواة والحفاظ على الأرض".
ويتابع شباب الفلسطينيين في إسرائيل ما يقال عنهم في بعض وسائل الإعلام العربي، وتقول سهير أسعد "نحن نتألم كثيرا عندما نسمع بعض العرب يتهموننا بالخيانة والعمالة لإسرائيل والتفريط في هويتنا العربية".
وتضيف "هؤلاء لا يدركون حجم التناقض الذي نعيشه في إسرائيل، وأنا شخصيا أسعى لتوضيح الصورة للشباب العربي الذين التقيهم في المؤتمرات الحقوقية". وتعتبر سهير أن النضال اليومي من أجل حياة كريمة والنضال السياسي من خلال الكنيست لا ينفصلان عن مشروع تحررنا".
خدمة بالجيش الإسرائيلي وترى أن أحدى الفوائد المهمة لوجود النواب العرب في الكينست هو أن "القدرة على التواصل مع الإعلام الغربي والمنظمات الدولية لكشف زيف وعنصرية سياسات إسرائيل حيال الفلسطينيين في الداخل والضفة وغزة".
ويتساءل زيناوي، لمَ يلومنا البعض على مشاركتنا في الكنيست؟ ويضيف لقد شارك الإيرلنديون في البرلمان البريطاني رغم أنهم يعتبرون أن بريطانيا تحتل أيرلندا الشمالية.
واضاف أنه "لم يخدم في الجيش الإسرائيلي سوى 2000 شاب فلسطيني حتى الآن". ويعتبر أن هذا "دليل على أن الشباب الفلسطيني عموما لا يعتبر نفسه إسرائيليا بل أقلية فلسطينية تطلب المساواة في داخل دولة واحدة لكل المواطنين".
ويلخص زيناوي أهم نتائج المشاركة في تصويت الفلسطينيين وحضورهم في الكنيست قائلا "لقد غيرنا المعادلة. فبدلا من أن تطالبنا الدولة بأن نثبت ولاءنا لها، فإننا وضعنا في موضع المطالب بأن تثبت هى أنها موالية لنا وتعتبرنا فعلا مواطنيها مثل اليهود".
 
أعلى