شجاعة بنفيكا ورعونة تشيلسي صنعا المتعة

B.A.R.C.A

مشرف

إنضم
Mar 17, 2011
المشاركات
14,481
مستوى التفاعل
73
المطرح
.: U . A . E :.
نجح تشيلسي في الصعود لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد الفوز على بنفيكا 2-1 في لندن ضمن إياب ربع نهائي البطولة الذي انتهت مباراة الذهاب منه بانتصار البلوز كذلك بهدف نظيف.

الآن إلى أبرز ملاحظات المباراة ....

الإيجابيات:

انتصار تشيلسي وتأهله لمواجهة البارسا في نصف النهائي يضمن للمتابعين نصف نهائي مشتغل للغاية ويُعوضهم كثيرًا عن المباريات المتواضعة في ربع نهائي البطولة، والجميل أن التأهل جاء بعد مباراة ممتازة ومثيرة للغاية حتى دقائقها الأخيرة.

أجاد المدرب دي ماتيو اختيار أسلوب لعب المباراة بالتنظيم الدفاعي والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة وقد ساعده على تطبيق ذلك الأسلوب الانتصار ذهابًا، الفريق باللعب بتلك الواقعية قلل من خطورة هجوم بنفيكا على مرماه رغم أنه تركه يستحوذ على الكرة أغلب فترات المباراة خاصة في الشوط الأول وفي نفس الوقت صنع عديد الفرص الخطيرة على المرمى البرتغالي ... الأهم أن تطبيق ذلك الأسلوب كاد أن يكفل التأهل للفريق دون بذل الكثير من الجهد لكن إضاعة الفرص منعه من ذلك.

يُحسب لبنفيكا كثيرًا الجرأة والشجاعة والرغبة التي لعب بها المباراة، فالفريق يُعاني من عديد الظروف الصعبة وأبرزها الخسارة ذهابًا ومواجهة منافس صعب تحسن كثيرًا وغياب العديد من اللاعبين خاصة في الخط الخلفي بجانب النقص العددي قبل نهاية الشوط الأول ... رغم كل تلك الظروف إلا أن بنفيكا لعب مباراة ممتازة ولم ينقصه سوى أن يكون أشرس على المرمى وأكثر نجاحًا في استغلال فرصه.


يُحسب للثنائي كالو وراميريز القيام بواجباتهما الدفاعية بشكل ممتاز جدًا وهو ما ساهم في تقليل خطورة بنفيكا على مرمى تشيك، الثنائي نفذ المطلوب منه دفاعيًا بامتياز سواء الضغط على أظهرة بنفيكا أو العودة لدعم الدفاع في الحالة الدفاعية حتى بدا أن الفريق يلعب بطريقة 4-4-1-1 حيث تُرك ماتا ليلعب خلف توريس في الهجوم وهما فقط الذان لم يكلفا بواجبات دفاعية كبيرة في اللقاء وبالعودة لوسط الملعب للمساهمة في الدفاع ... ذلك الأمر يُحسب للمدرب دي ماتيو وكذلك للاعبين وهو ما ساهم في عدم ظهور سلبية تواجد لامبارد في محور الارتكاز كثيرًا والتي سنتحدث عنها في السلبيات.

أجادت المنظومة الهجومية في تشيلسي العمل أمام بنفيكا باستثناء اللمسة الأخيرة، الرباعي راميريز وكالو وماتا وتوريس لعبوا مباراة ممتازة على الصعيد الهجومي خاصة التحرك دون كرة واستخدام المهارات الفردية والانطلاق في الأطراف والعمق واللعب الجماعي والأهم تبادل المراكز خاصة بين توريس وماتا حيث كثيرًا ما كان يعود المهاجم للخلف أو يخرج للطرف ويترك المساحة لتحرك واختراق لاعب فالنسيا السابق لداخل منطقة الجزاء وقد كاد ماتا بالفعل أن يُسجل أكثر من مرة لولا اللمسة الأخيرة السلبية منه ومن زملائه.

يُحسب للمدرب "خورخي خيسوس" التغييرات الناجحة جدًا في الشوط الثاني والتي أنعشت هجوم الفريق كثيرًا وجعلته أخطر وأشرس على مرمى تشيك والدليل أننا شاهدنا عدد أكبر من الفرص والمحاولات الخطيرة ... يُحسب كثيرًا للمدرب قيامه بتلك التغييرات الهجومية رغم أنه منقوص عدديًا.

الأداء الممتاز من بعض لاعبي الفريقين فرديًا وخاصة إيمار وفيتسل من جانب بنفيكا وتشيك وكالو وميكيل ولويز من جانب بنفيكا، الموهوب الأرجنتيني خاصة لعب مباراة كبيرة للغاية في وسط ملعب بنفيكا كما أجاد الحارس التشيكي كثيرًا في التصدي لبعض الفرص الصعبة جدًا.

السلبيات:

سلبية هجوم بنفيكا وافتقاده للحلول الفعالة للوصول الخطير والحقيقي لمرمى بيتر تشيك خاصة في الشوط الأول، الفريق سيطر على منطقة الوسط في الشوط الأول واقترب كثيرًا من منطقة الجزاء بالعديد من التمريرات الجماعية الجميلة ولكنه لم ينجح في صناعة سوى القليل من الفرص الخطيرة والأمر يعود لقلة المهاجمين داخل منطقة الجزاء وعدم قدرة الأطراف على الاختراق والتقدم ... الأمر اختلف في الشوط الثاني مع التغييرات الناجحة من المدرب.

التصرف الساذج جدًا من قائد بنفيكا "ماكس بيريرا" بالتدخل العنيف ضد أحد لاعبي تشيلسي في وسط الملعب وخلال كرة لم تستحق أبدًا ذلك التدخل خاصة مع حصوله المسبق على بطاقة صفراء، هو تدخل كلفه البطاقة الصفراء الثانية وبالتالي الحمراء وترك فريقه يلعب منقوصًا لمدة 50 دقيقة تقريبًا وقد استغل تشيلسي غيابه جيدًا بالضغط بقوة على الجبهة اليمنى واختراقها مرارًا.


تشيلسي لعب بطريقة 4-2-3-1 وبوجود لامبارد وميكيل في محور الارتكاز الدفاعي ولكن تلك المنطقة عانت من خلل واضح ظهر على صورة غياب الضغط الدفاعي على لاعبي بنفيكا على حدود منطقة الجزاء ومنحهم المساحة والحرية للتمرير وتبادل المراكز والتحرك والتسديد أحيانًا ... ذلك يعود لإشراك لامبادر صاحب المهام الدفاعية العادية والذي يميل للتقدم والهجوم في ذلك المركز الذي يحتاج للاعب ذو قدرات دفاعية كبيرة جدًا ولذا كان وجود أيسيان أفضل هنا.

تواضع الخط الخلفي لبفنيكا وقبوله عديد الهجمات من جانب تشيلسي بل ربما كل محاولة جادة للبلوز كادت أن تكون خطيرة، هي سلبية بالتأكيد يُعذر فيها الفريق البرتغالي كونه أجبر على اللعب بخط دفاعي "ترقيع" نتيجة الإصابات العديدة في صفوفه حيث جلب المدرب ظهيرين ووضعهما في قلب الدفاع وقد زادت المصاعب بخروج بيريرا بالبطاقة الحمراء.

تشيلسي صنع عديد الفرص ولكنه لم يُسجل سوى هدفين وأضاع الفرص التي بعضها كان سهلًا للغاية، ذلك الأمر أدى لبقاء الأمل موجودًا لدى بنفيكا وبالتالي لعبه المباراة بقوة وجرأة وقتالية صعبت المهمة على تشيلسي وكادت أن تُخرجه من البطولة في الدقائق الأخيرة ... على المدرب الإيطالي أن يُنبه على لاعبيه باللعب بالجدية الكاملة داخل منطقة الجزاء وإلا إيجاد حلول أخرى أبرزها ديديه دروجبا لأن الفرق سيدفع ثمن إضاعة تلك الفرص غاليًا في مباريات أخرى تكون الفرصة بها غالية جدًا ولا تُعوض

يُحسب ضد المدرب دي ماتيو تأخره في إجراء التغييرات لإنعاش حالة فريقه الذي بدا عليه الإرهاق خاصة في النصف الثاني من الشوط الأول، خروج جون تيري عليه علامة استفهام كبيرة لأن الدفاع تأثر كثيرًا بعد خروجه، كذلك التأخر في الدفع بالفيل الإفواري رغم ضياع الفرص المتواصل من توريس وزملائه، وأيضًا دخول ميراليش كان أفضل أن يكون مبكرًا أكثر خاصة أنه صاحب واجبات دفاعية أفضل من ماتا.

أجاد تشيك كثيرًا في المباراة لكنه يتحمل جزء كبير من مسؤولية الهدف الذي دخل مرماه وكاد أن يُخرج البلوز من البطولة، نفس الأمر ينطبق على إيمار الذي لعب مباراة كبيرة جدًا لكنه أخطأ في الهدف الثاني لتشيلسي نتيجة تردده في التقدم للكرة إما للخوف أو لظنه أن الحكم سيمنحه خطأ.
 
أعلى