صاحب 3000 لوحة منتشرة في معظم متاحف العالم

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
[h=3]الفن بالنسبة له نشوة ولكنها غامضة.. إنها نشوة عندما تحقق نتائج ذات ارتباط بكل الأحاسيس الذاتية الخاصة بها، وغامضة لأنها في كل مرة يعتقد فيها أنه وصل يشعر بأنه مازال في أول الطريق وعليه البحث من جديد.. والفن بالنسبة له أيضاً وميض لا يُلمَس بسهولة، [/h] [h=3]ويبقى بالنسبة له ضرورة إنسانية كالماء والهواء، وإذا ما فُصِل عنه يشعر بأنه مازال بدائياً.. هذا ما أكد عليه الفنان ممدوح قشلان مؤخراً في ثقافي" أبو رمانة" في ندوة "كاتب وموقف" التي يديرها الإعلامي عبد الرحمن الحلبي الذي أراد من خلالها تسليط الضوء على السيرة الذاتية والفنية لفنان حقق لنفسه منجزاً فنياً وشخصية واضحة المعالم، وهو ممن اكتسبوا بالتجربة الرائدة والعمل الدائب أسلوباً على قدر كبير من الفرادة، الأمر الذي جعل منه أحد أبرز أبناء جيله في سورية، وبيّن الحلبي أن قشلان واكب الحركة التشكيلية السورية تصويراً وتدويناً منذ نصف قرن من الزمن دون أن يبخل من علمه وفنّه، فهو من حيث التدوين قدم كتابين عن فنانين مهمين هما محمود جلال ولؤي كيالي، كما قدم كتاباً آخر سجّل فيه خمسين عاماً في الفن التشكيلي، وآخر جاء تحت عنوان "رسالة لونية من الشرق إلى الغرب" لخَّص فيه سيرته الفنية الغنية والطويلة.[/h] [h=3]حال الفنانين في سورية أفضل من الفنانين في أوروبا لأن وزارة الثقافة مازالت حتى الآن ملزمة بشراء أعمالهم وهذا أمر غير موجود في أي بلد[/h] [h=3] البحث عن المجهول[/h] [h=3]أما قشلان فبدأ حديثه بإشارته إلى أنه ينتمي إلى بيئة محافظة، فوالده كان يقيم الدروس الدينية والفقهية في بيته الذي كان يضم مكتبة كبيرة تحتوي نحو 2000 كتاب ديني وتاريخي، إلا أن ذلك لم يغرِه فاتخذ طريقاً آخر حين بدأ بالتردد على المكتبة العمومية وهي المكتبة الوحيدة التي كانت تحضر كتباً آنذاك ليقوم بتصفحها، وبيّن أنه ما إن تجاوز المرحلة المتوسطة حتى انتسب لدار المعلمين 1947-1950 وفي هذه الدار تعرّف على الفنان محمود جلال الذي كان يعلّم مادة الرسم فيها، وما إن عرض عليه ما كان قد رسمه قبل ذلك هواية حتى دعاه إلى منزله وقد كان ذلك في صيف 1948، وبيّن قشلان أنه في ذاك البيت تعرّف على فنانين كبار أمثال نصير شورى ورشاد قصيباتي ومحمود حماد، وعلى آخرين كانوا يترددون على جلال الذي كان الأب الروحي للجميع، وبعد تخرّجه في دار المعلمين عام 1951 ذكر قشلان أنه فاز بمسابقة الإيفاد في البعثة الدراسية الأولى التي أقامتها الدولة بعد الاستقلال لدراسة الرسم والتصوير في أكاديمية الفنون الجميلة في ايطاليا، وأكد قشلان أنه منذ ذلك الوقت وهو يعيش على كلمات جلال الأولى له من حيث إن الفن هو بحث عن مجهول، هذا البحث الذي لم ينتهِ عنده حتى اليوم رغم مرور كل تلك السنين على تجربته، وبيّن أن مواقف عديدة عاشها أثناء هذه التجربة كانت هي القوة الدافعة له لأن يستمر في مسيرته بالطريقة التي اختارها وتفاعل معها الناس، فهو لا ينسى أبداً تلك العائلة الفنلندية التي حضرت من مدينتها التي تبعد أكثر من 600 كيلومتر في يوم مثلج درجة الحرارة فيه -22 لتمضي يوماً مع لوحاته الدمشقية بعد مشاهدتها على التلفاز وذلك حين أقام معرضه هناك في عام 1995، ولا تلك السيدة الاسبانية التي قرأت في الصحيفة عام 1981 أنه اليوم الأخير للمعرض الذي أقامه هناك في اسبانيا فسارعت وقطعت رحلتها وعادت من مسافة يوم كامل لتصل في الدقائق الأخيرة للمعرض، مؤكدة له كم هي سعيدة لأنها شاهدت المعرض، كما لا ينسى تلك العائلة الايطالية التي بلغ عدد لوحاته في منزلها ما يزيد عن 26 لوحة وقد تحول إلى متحف للوحاته.. من هنا أكد قشلان أنه أمام هذه المشاعر الصادقة لم يجد بدّاً من إتمام سيرته الفنية التي حقق فيها إنجازات هامة يفتخر بها والمتمثلة بإنجازه 3000 لوحة تمّ شراؤها من قبل معظم متاحف أوروبا، مبيناً أن هذا الإنجاز هو إهداء لوطنه الذي وفّر له سبل الدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة في ايطاليا.. ومن المواقف التي لا يمكن أن ينساها قشلان في هذه الأكاديمية أنه وفي ربيع عام 1956 طُلِب من طلابها الرسم على ضفاف نهر التيبر، وحين كان يرسم منظر الانعكاسات الهادئة على سطح مياه النهر في يوم يخيّم عليه الضباب مرّ به أحد مدرّسي الفن في الأكاديمية وكان يهودياً شديد التعصّب للاغتصاب الصهيوني للأرض العربية في فلسطين وقذف اللوحة بعيداً ساخراً : "مجرّد قذارة"، وتشاء الصدف أن يتلقى قشلان الدعوة للاشتراك في معرض "المنظر الايطالي بعين الفنان الأجنبي" فشارك بتلك اللوحة لتصل إليه بعد فترة برقية تحمل له كلمتين فقط: "مبروك الفائز الأول"، وأكد قشلان أن ذلك كان حداً فاصلاً للاعتزاز والثقة بالنفس والجهد الذاتي والاعتماد على البحث الخاص، لذلك أوضح أن أهم ما يتصف به الفن هو كونه ذاتياً ونسبياً في الإبداع والرؤية والتذوق، فلكل فنان برأيه- رؤيته ونظرته فيه، فالبعض يبحث عن المضمون وتلاؤمه مع الشكل، والبعض الآخر يبحث عن التقنية والأسلوب.. إلخ، ليبقى المهم هو مدى تلاؤم العمل الفني مع صاحبه ومدى صدقه في التعبير عن نفسه وما يحيط به، وأكد قشلان أن ما سعى إليه هو أن يكون صادقاً مع نفسه ومشاعره وأحاسيسه في كل ما أنتجه لتكون اللوحة جزءاً متمماً له تعكس وجهة نظره ورؤيته عبر الشكل واللون.. من هنا حمل لوحاته وتنقّل بها في عواصم العالم العربي والغربي، والهدف كان ثقافياً وفنياً، حيث نقل جانباً من حضارتنا المعاصرة بلغة يفهمها كل العالم دون ترجمة، لأن الشكل واللون يعبّران بشكل مباشر عن وجود الإنسان في أي مكان وعلى أي مستوى، والأهم برأي قشلان في كل ذلك أن يكون الفنان صادقاً مع نفسه، وعندها فقط يستطيع أن ينتج عملاً فنياً أصيلاً، وهذا بالتحديد ما جعله يقيم أكثر من 80 معرضاً من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، وأن يكون معرضه الأول في المتحف الوطني في سورية الأكبر حيث ضمّ 106 لوحات زيتية و15 لوحة حفر و12 عملاً خزفياً، وكان هذان الفنّان يُعرضان للمرة الأولى في سورية من قِبل فنان سوري، وعلى أثر النجاح الذي حققه قشلان بعد عودته إلى سورية نُقِل إلى مصر للعمل في وزارة التربية والتعليم المركزية في القاهرة، وأكد أنه يدين لمصر بالكثير وهي التي تحتضن حضارات عديدة، ففيها تعرّف على الحضارة المصرية القديمة، والإسلامية، والمعاصرة، وكان قد أصبح هناك عضو شرف وعاملاً في أكثر من 7 جمعيات فنية عريقة.[/h] [h=3]أسلوبي ليس تكعيبياً[/h] [h=3]كما نفى قشلان في حديثه وجود أية تكعيبية في أعماله كما خيّل لبعض النقاد، وأكد أن النقاد أحرار فيما يكتبون وهو لا يعلِّق عادة على ما قد يكتبونه حوله وحول أعماله وهو يحترم جميع الآراء التي تناولت أعماله، إلا أنه بيّن أن أسلوبه ليس تكعيبياً ولا يمتّ لهذه المدرسة الصعبة والصارمة بأية صلة، مشيراً إلى أن أي فنان عربي لا يمكنه الادّعاء بذلك لأن الفن برأيه تعبيري، وقشلان عبّر عن نفسه كفنان بالطريقة التي اكتشفها منذ سنوات طويلة، أما عن موقفه من التجريد فأوضح أنه وفي فترة 1960-1970 وخلال البحث عن النفس كان قد أنجز بعض التجارب في التجريد، وقد وجد أن التجريد يقف عند حدود معيّنة ولا يؤدي الهدف الذي وجِد العمل من أجله، لذلك سرعان ما ابتعد عنه لأنه يعتمد القيم اللونية فقط ويفتقد إلى القيم الإنسانية التي تقدمها المدرسة التعبيرية التي اعتمد عليها، كما رفض قشلان مجرد المقارنة بين الجمهور الغربي الذي احتفى بأعماله بشكل منقطع النظير والجمهور العربي، مؤكداً أن المقارنة لا تجوز بين مجتمع منفتح يدخل الفن في أساسيات تربيته وثقافته، وبين مجتمع منغلق مازال الفن التشكيلي في آخر اهتماماته ومازالت حصصه المدرسية تُلغى لصالح الرياضيات والفيزياء، في الوقت الذي بيّن فيه أن الألمان طوروا بلدهم ونهضوا به بفضل العلم والفنّ جنباً إلى جنب.[/h] [h=3]وحول واقع الفنان التشكيلي في سورية والبلاد الأخرى أكد قشلان أن الفنان سواء في سورية أو في فرنسا مثلاً سيعاني في بداياته، إلا أنه رأى أن حال الفنانين في سورية حتى الآن أفضل حالاً من الفنانين في أوروبا أو في أي بلد آخر لأن وزارة الثقافة مازالت حتى الآن ملزمة بشراء أعماله، وهو ينتمي إلى نقابة ترعاه وتدعمه، وهذا أمر غير موجود في أي بلد آخر، وأشار إلى أنه أقام نحو 70 معرضاً في أوروبا لم تقتن جهة رسمية منه سوى عمل واحد.[/h] [h=3]أما عن رأيه بالفنانين السوريين وبأن أعمالهم صدى للفنون الغربية رأى قشلان أن ذلك أمر طبيعي، خاصة وأن معظم الفنانين درسوا في اسبانيا وألمانيا وايطاليا وفرنسا وروسيا، وهذا يعني أنهم اشتقوا خبراتهم من الغرب، لذلك هم أمام أمرين : إما أن يستمروا على الأسلوب والمذهب نفسيهما اللذين درسوا عليهما أو أن يبحثوا عن ذواتهم كما فعل قشلان حينما استخدم تقنيات الغرب للتعبير عنه كإنسان سوري .[/h] [h=3]وباعتبار قشلان واحداً من أصحاب صالات الفن التشكيلي الخاصة المتهمة بأنها صالات تروِّج للرخيص من الفن وتسوّقه تحت شعار الحداثة وما بعدها أوضح أن كل فنان حرّ باتباع أي أسلوب في إدارة صالته التي لها تكاليفها، إلا أنه أكد أنه عندما افتتح صالته كان هدفه ومازال بالدرجة الأولى تقديم الفن الراقي الدقيق والصحيح بغضِّ النظر عن أية قيمة تجارية، خاصة وأن الصالة ملكه وليست مستأجرة، مبيناً أنها كانت ومازالت مركزاً ثقافياً أكثر منها صالة تجارية، مشيراً إلى أنه استقطب إليها أهم فناني أوروبا، وهي الصالة الأقدم والوحيدة التي استمرت دون إغلاق حتى الآن منذ أكثر من 35 عاماً، وأن كثيرين يعرفون أنها قامت بدور هام في وقت كانت فيه صالة نقابة الفنون الجميلة مغلقة .[/h]
 
أعلى