DE$!GNER
بيلساني محترف
- إنضم
- Apr 4, 2011
- المشاركات
- 2,637
- مستوى التفاعل
- 44
- المطرح
- بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
نكاد نجزم أن المأزق الذي دخلته الدراما السورية هذا الموسم على المستوى الذاتي من اجترار للأفكار والرؤى المنسوخة المتشابهة، أو الموضوعي وما يعيشه عالمنا العربي من أحداث ملتبسة مؤسفة لا تفرّق بين الحرية ونقيضها، قد أثّر بالتأكيد على سويتها الفنية ومقولاتها الإنسانية، حتى بتنا وكأننا أمام مسلسلات أعدّها صانعوها لإشغال الشاشة الصغيرة بساعات درامية، باذخة في أسمائها وطريقة تقديمها وإنتاجها، فقيرة حدّ العدم ببنيتها الفكرية بل وأحياناً الأخلاقية.
وسيبدو مستغرباً أكثر أن تغامر شركة إنتاج نفترض أن لها أهدافها ومنظومتها القيمية الخاصة، وتقدم على تبني نص مثل "صايعين ضايعين" لم تستطع الأسماء البراقة ونجومية بعض فناني الكوميديا السورية ومعهم العربية أن تنهض به، أو على الأقل تنقذه من فقره الحكائي والدرامي، والسيناريو غير المتوازن والمربك الذي اعتمد التهريج والمقولات الساذجة فقط منهجاً يستهين بعقل المشاهد أنّى كانت سويته الفكرية، حيث حاول "عزمي وفريد وصبحي" جاهدين وعبر حركات وإيماءات لا تحكمها الضرورة الدرامية النزوع إلى الإضحاك المجاني وانتزاع الابتسامة وإلصاقها عنوة على وجه المشاهد الذي لا حول له ولا قوة أمام هذا الغثاء والخواء الفكري الذي يروّج - مع الأسف- للسطحية والتهريج المفتعل والبذاءة، ويظهر الشباب العرب وكأن لا همّ لهم إلا التلذذ ببطالتهم، وتعويض تلك المشكلة بالتلطيش على هذه وتلك، واجتراح المواقف المخزية وإظهار الأمراض النفسية والاجتماعية التي يعاني منها شبابنا بالكثير من المبالغة والتهويل، ما يعني تزييف معاناة هؤلاء وانتهاكها وتسطيحها والتأثير سلبياً في وعيهم، بعكس وظيفته والأهداف النبيلة التي يتوخاها الفن، والدراما كإحدى تمثيلاته وتجلياته المهمة والسامية.
ولئن سلّمنا بأن هدف أي عمل فني هو الامتاع والإقناع، فإن "صايعين ضايعين" بزعمنا قد فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق هذه المعادلة، وأساء بقصد أو بغير قصد لصورة الشباب العربي، على الرغم مما حشد له من نجوم، ظنّ القائمون عليه أنهم سينقذون العمل من كلاسيكيته المفرطة، وأن المخرج سينجح في رتق ثغرات النص والتخفيف من حدّة الصراخ التي كانت كل شخصية من شخصيات العمل تتبارى فيه، لإثبات الذات ومحاولة التفرّد والتميّز أمام وعلى حساب الشخصية الأخرى.. مؤكدين أنه من الوهم أيضاً الظن أن زجّ أسماء أبلت بلاء حسناً في الكوميديا، سيكون رافعة للعمل أو حماية وضمانة له من السقوط، فنجاح سمير غانم وحسن حسني وأيمن رضا وعبد المنعم عمايري وسواهم في أعمال كوميدية أخرى لا تعدّ ولا تحصى، لا يعني قدرتهم على إنجاح عمل لم يخرج في تركيبته وسيرورته الدرامية عن سلفه "أبو جانتي" وكلا العملين للكاتب رازي وردة، مذكرين أن أيمن رضا قالها مؤخراً في أحد حواراته وبصراحة تامة أن الدراما السورية حتى الآن لم تلامس المشكلات الحقيقية للمواطن، فهي تذهب لفكرة ما بأسلوب مشتّت وسطحيّ دون الغوص في التفاصيل، فيما وصف مسلسل "صايعين ضايعين" الذي قام ببطولته بأنه للتسلية أكثر مما يكون وجبة دسمة فكرياً، مؤكداً أن نسبة الارتجال كانت مفتوحة في العمل مع محاولة التعديل والتغيير في النص.
وهنا لابد من التساؤل: هل يُبرر لنا كمبدعين ومجربين أن نزيد من تعميق مشكلة الدراما المأزومة أصلاً، ونذهب إلى سطحيةٍ وتشتّتٍ أشدّ وأخطر على الفنان أولاً قبل أن يكون على الدراما بمجملها؟.. وهل الارتجال يشفع للفنان أياً كان تاريخه وتجربته ضمن مساحة الحرية التي يتيحها له المخرج، وهذا بالطبع حق طبيعي، حين يلجأ إلى تعبيرات وحركات مجانية مبتذلة ستكون عبئاً على المسلسل والشخصيات المقابلة كلها، وستطغى على فكرة ومقولة النص إذا كانت هناك فكرة طبعاً؟..
إزاء كل ذلك، وقد عرضنا لبعضه اليسير فقط دون الإغراق في تفصيلات لا تسمح بها المساحة المتاحة، لابد من القول: كنا نتمنى على الفنانين المشاركين كلّهم أن تكون خياراتهم أفضل من ذلك، حمايةً لهم من السقوط في فخ وغواية التمثيل للتمثيل فقط، دون أي هدف آخر، مؤكدين أن الكاركترات التي جاهدوا لإظهارها ظلّت حبيسة وهمهم بالنجاح وأسيرة لحظتها، ولم تقنع متابعي الدراما السورية الذين اعتادوا أن تقدم لهم وجبات كوميدية خفيفة ومعقولة لا أعمالاً خاوية فكرياً لا تغني المشهد الدرامي ولا تضيف له جديداً بل تدفعه نحو الانحدار.. وربما الهاوية؟.
وسيبدو مستغرباً أكثر أن تغامر شركة إنتاج نفترض أن لها أهدافها ومنظومتها القيمية الخاصة، وتقدم على تبني نص مثل "صايعين ضايعين" لم تستطع الأسماء البراقة ونجومية بعض فناني الكوميديا السورية ومعهم العربية أن تنهض به، أو على الأقل تنقذه من فقره الحكائي والدرامي، والسيناريو غير المتوازن والمربك الذي اعتمد التهريج والمقولات الساذجة فقط منهجاً يستهين بعقل المشاهد أنّى كانت سويته الفكرية، حيث حاول "عزمي وفريد وصبحي" جاهدين وعبر حركات وإيماءات لا تحكمها الضرورة الدرامية النزوع إلى الإضحاك المجاني وانتزاع الابتسامة وإلصاقها عنوة على وجه المشاهد الذي لا حول له ولا قوة أمام هذا الغثاء والخواء الفكري الذي يروّج - مع الأسف- للسطحية والتهريج المفتعل والبذاءة، ويظهر الشباب العرب وكأن لا همّ لهم إلا التلذذ ببطالتهم، وتعويض تلك المشكلة بالتلطيش على هذه وتلك، واجتراح المواقف المخزية وإظهار الأمراض النفسية والاجتماعية التي يعاني منها شبابنا بالكثير من المبالغة والتهويل، ما يعني تزييف معاناة هؤلاء وانتهاكها وتسطيحها والتأثير سلبياً في وعيهم، بعكس وظيفته والأهداف النبيلة التي يتوخاها الفن، والدراما كإحدى تمثيلاته وتجلياته المهمة والسامية.
ولئن سلّمنا بأن هدف أي عمل فني هو الامتاع والإقناع، فإن "صايعين ضايعين" بزعمنا قد فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق هذه المعادلة، وأساء بقصد أو بغير قصد لصورة الشباب العربي، على الرغم مما حشد له من نجوم، ظنّ القائمون عليه أنهم سينقذون العمل من كلاسيكيته المفرطة، وأن المخرج سينجح في رتق ثغرات النص والتخفيف من حدّة الصراخ التي كانت كل شخصية من شخصيات العمل تتبارى فيه، لإثبات الذات ومحاولة التفرّد والتميّز أمام وعلى حساب الشخصية الأخرى.. مؤكدين أنه من الوهم أيضاً الظن أن زجّ أسماء أبلت بلاء حسناً في الكوميديا، سيكون رافعة للعمل أو حماية وضمانة له من السقوط، فنجاح سمير غانم وحسن حسني وأيمن رضا وعبد المنعم عمايري وسواهم في أعمال كوميدية أخرى لا تعدّ ولا تحصى، لا يعني قدرتهم على إنجاح عمل لم يخرج في تركيبته وسيرورته الدرامية عن سلفه "أبو جانتي" وكلا العملين للكاتب رازي وردة، مذكرين أن أيمن رضا قالها مؤخراً في أحد حواراته وبصراحة تامة أن الدراما السورية حتى الآن لم تلامس المشكلات الحقيقية للمواطن، فهي تذهب لفكرة ما بأسلوب مشتّت وسطحيّ دون الغوص في التفاصيل، فيما وصف مسلسل "صايعين ضايعين" الذي قام ببطولته بأنه للتسلية أكثر مما يكون وجبة دسمة فكرياً، مؤكداً أن نسبة الارتجال كانت مفتوحة في العمل مع محاولة التعديل والتغيير في النص.
وهنا لابد من التساؤل: هل يُبرر لنا كمبدعين ومجربين أن نزيد من تعميق مشكلة الدراما المأزومة أصلاً، ونذهب إلى سطحيةٍ وتشتّتٍ أشدّ وأخطر على الفنان أولاً قبل أن يكون على الدراما بمجملها؟.. وهل الارتجال يشفع للفنان أياً كان تاريخه وتجربته ضمن مساحة الحرية التي يتيحها له المخرج، وهذا بالطبع حق طبيعي، حين يلجأ إلى تعبيرات وحركات مجانية مبتذلة ستكون عبئاً على المسلسل والشخصيات المقابلة كلها، وستطغى على فكرة ومقولة النص إذا كانت هناك فكرة طبعاً؟..
إزاء كل ذلك، وقد عرضنا لبعضه اليسير فقط دون الإغراق في تفصيلات لا تسمح بها المساحة المتاحة، لابد من القول: كنا نتمنى على الفنانين المشاركين كلّهم أن تكون خياراتهم أفضل من ذلك، حمايةً لهم من السقوط في فخ وغواية التمثيل للتمثيل فقط، دون أي هدف آخر، مؤكدين أن الكاركترات التي جاهدوا لإظهارها ظلّت حبيسة وهمهم بالنجاح وأسيرة لحظتها، ولم تقنع متابعي الدراما السورية الذين اعتادوا أن تقدم لهم وجبات كوميدية خفيفة ومعقولة لا أعمالاً خاوية فكرياً لا تغني المشهد الدرامي ولا تضيف له جديداً بل تدفعه نحو الانحدار.. وربما الهاوية؟.