صحيفة: علاقة مصر بإيران معيار على تغيير سياسة مصر الخارجية

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
اعتبرت صحيفة كيهان الإيرانية أن إيران ستكون معيارا ومؤشرا يمكن قياس به تغيير مصر لسياساتها الخارجية قائلة، لو انتهجت مصر سياسة العداء وعدم الاكتراث تجاه إيران، أى نفس سياسة مبارك، سيكون مؤشراً على عدم تغيير سياساتها، ولو حدث تقارب بين البلدين سيكون مؤشراً على أن مصر انتهجت طريقا ستغير فيه من سياستها الخارجية.

وقالت إن مصر فى الوقت الحالى تمر بفترة عابرة فى تاريخها، ويبدو أنها ستستغرق عامين أو ثلاثة، مشيرة إلى أن مصر تمر بفترة من عدم الاستقرار فى اتخاذ القرارات والمواقف، وإنها تحت تأثير قوى داخلية، وفى النهاية ستترك كثيرا من الموضوعات للمستقبل الذى سوف ترسمه لنفسها فى قضايا كثيرة، خاصة بشأن علاقاتها مع إيران، فإيران هى المؤشر.

وأشارت الصحيفة لزيارة الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد إلى مصر قائلة، إن هذا السفر من ناحية حاز أهمية كبيرة لكن من ناحية أخرى بعيدة فإنه متسرع وغير متزن إلى حد كبير، وأضافت أن مصر لم تبتعد كثيراً عن معايير فترة حكم مبارك، وأغلب المؤسسات غير قادرة على تقبل رئيس جمهورية ثورى ومازالت تعمل بنفس معايير العصر السابق، ورأت الصحيفة أن هذه الزيارة كانت غير مهضوم للمسئولين المصريين.

وقالت الصحيفة الإيرانية التى تنتمى للتيار المحافظ، لو نظرنا إلى المطالب التى طرحها الدكتور مرسى ووزير الخارجية وشيخ الأزهر سنجدها لا ترتبط بالمصالح القومية لمصر، منها قضية حكومة المالكى فى العراق، وسوريا وموقف إيران منها، وموضوع العلاقات بين إيران وجيرانها العرب كلها لا تتعلق بمصر، لكنها جزء من مطالب وادعاءات أمريكا والسعودية الزائفة حول مكانة إيران فى المنطقة، وبهذا يتضح أن المسئولين المصريين يكررون مواقف بلاد معنية لديها أهداف، ويشير ذلك إلى أن مصر لم تحصل بعد على استقلالها.

وقالت الصحيفة، إن المسئولين المصريين فى لقاءاتهم مع نظرائهم من الإيرانيين أرادوا أن يستخدموا كارت إيران فى لعبتهم مع الغرب والعرب، مفهم من ناحية أرادوا أن يقولوا للغرب والدول العربية من خلال سفر أرفع وفد إيرانى للقاهرة "لو لم يساعدوننا من الممكن أن نذهب تجاه إيران"، ومن ناحية أخرى أرادوا أن يقولوا للعرب والغرب وإسرائيل إننا لدينا خلاف أصولى ورئيسى وهى نفس المشكلات التى لديكم مع إيران، وذلك عن طريق طرح قضايا لا تتعلق بمصر بل هى اختلاف مشترك بين أمريكا والسعودية وإسرائيل.

ولو نظرنا إلى المتحدث الرسمى لشيخ الأزهر الذى عقد مؤتمر صحفى مع الرئيس الإيرانى، سنجد أن تصريحاته أظهرت أن المصريين أرادوا أن يقولوا للسعودية إننا لدينا نفس المشكلة الأيديولوجية التى لديكم مع إيران حول القضايا المذهبية وتعامُلنا مع هذه القضية لن يختلف عنكم.

ورأت الصحيفة أن مصر خلال سفر الرئيس الإيرانى للقاهرة لم تسع لفتح باب العلاقات مع إيران ولم يحدث أى اتفاق للتعاون المشترك بينهم، وحتى جلسة المباحثات الثلاثية المشتركة بين مصر وإيران وتركيا كانت بشأن القضايا الإقليمية وانتهت بموقف مشترك حول سوريا.

وقالت إن مصر ليست فى مرحلة تتمكن فيها من إتخاذ قرار كبير حول العلاقات مع إيران فهى تقع تحت تأثير بؤرتين، كل منهما يضغط عليها عكس الآخر، من ناحية معارضة أمريكا والسعودية وبعض الدول العربية والتى ترى أن علاقة مصر بإيران ستعنى خروجها من الكتلة التى تهيمن عليها أمريكا، ومن ناحية أخرى مطالب الشعب المصرى الذى يضغط على الحكومة لإقرار العلاقات مع إيران وخروجها من الضغط الأمريكى العربى، والدكتور مرسى والإخوان المسلمون يعلمون أن الشعب المصرى لن يسمح للرجوع للوراء لفترة حكم مبارك، وأن الشعب يعتبر العلاقات والتقارب مع إيران معيارا للحكومة الثورية.

وأشارت الصحيفة إلى الخطاب الذى أرسله 17 من أساتذة وعلماء جامعات إيرانية مختلفة مضيفة أنه ربما ظهر الخطاب على أن الأساتذة أرادوا تطبيق النموذج الإيرانى فى مصر لكن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية أعلن فى السابق "أن النموذج الإيرانى نموذج خاص ولا يمكن تكراره فى دول أخرى، لأنه نموذج نابع من ثقافة وحضارة وتاريخ خاص لإيران ولا يمكن تكراره فى أى بلد آخر.
 
أعلى