حسام الحلبي
جنرال
- إنضم
- Oct 3, 2008
- المشاركات
- 6,719
- مستوى التفاعل
- 69
- المطرح
- دمشق باب توما
لم يرق المسلسل البدوي «صراع على الرمال» للطاقم السوري: حاتم علي مخرجاً وهاني السعدي كاتباً إلى مستوى التصريحات التي سبقت عرضه والحملة الإعلامية الكبيرة التي وعدت بـ«قلب معايير الدراما البدوية» و«المعالجة الفكرية المختلفة» و«المستوى العالمي».. وغيرها من من الإغواءات التي رفعت سقف المتعة المأمولة لدى المتفرج، لكن ما إن لفظت الحلقات الأولى أنفاسها حتى توضحت المعالم الرئيسة للعمل وبدا أن المسلسل أقل من التوقعات بالإحالة إلى «الحملة الإعلامية» و«الزخم الإنتاجي» وإلى ما يملكه حاتم علي من باع طويل ومهني في عالم الإخراج كرقم صعب بين أهم المخرجين العرب فجاء العمل في حدود العادي ولم يخرج العمل في إطاره وخاصة على مستوى النص عن السياقات المعروفة، والمتوقع إلى أي مآل ستنتهي فشخصية الرقيط «عبد المنعم عمايري» وعلى الرغم من ظهورها بشكل جديد ومبتكر لا يخلو من الإثارة إلا أنها باقتحاماتها المباشرة ومخاطبتها للمتفرج على الشاشة «وهذه ليست جديدة..
هناك مثلاً كركتارات ياسر العظمة في مراياه» قطعت على المشاهد رتم الفرجة وكشفت عن القادم من الحلقات وإن كان المخرج عوّل كثيراً على هذا الشكل ليشرك ربما المتفرج بالحكاية وتصاعد أحداثها ويحقن الشخصية بمزيد من الحقد والضغينة من باب التشويق والإثارة.
لم يخرج العمل أيضاً عن عنوانه الأولي «أيام الثأر» الذي لو بقي عليه لجاء معبراً عن الأحداث ذلك أن العنوان النهائي الذي خرج به المسلسل «صراع على الرمال» أعطى أبعاداً مفتوحة وغير مؤطرة الدلالات تقترب ربما من الملحمية فأضفى على العمل أجواء- قبل مشاهدته- تجنح نحو الإغواء سرعان ما انعكس سلباً بالنظر إلى أحداث المسلسل العادية من حيث الحكاية..
على مستوى الإخراج ظهرت أسلوبية حاتم علي بقوة وثمة ما يشير إلى الملحمية في بعض مفاصل العمل التي بدا أن المخرج أراد أن يرفعها على مستوى الصورة والكادر وحركية الكاميرا وأنواع اللقطات وتقطيعها فلجأ إلى خيارات كثيرة، أصاب نجاحاً في بعضها لكن النص لم يخدمه كثيراً إذ لا يحتمل كل هذه الساعات على الشاشة ما أوقع العمل عموماً في «المطمطة» والمطولات وهي سمة عامة في الأعمال الدرامية كخيار يغطي شهراً كاملاً في حين يمكن عرضها في أقل من ذلك بكثير.. وفي «صراع على الرمال» يبدو أن المخرج تنبه إلى أن النص كحامل للمسلسل على مدى شهر سيحدث شرخاً لا يخلو من فجاجة فحاول استثمار خيارات إخراجية متاحة متكئاً على حنكته وتمرسه مرة وعلى أداء الممثلين مرة أخرى وعلى بيئة العمل من حيث المكان وأظنه نجح هنا على أكثر من صعيد فالأداء عالي الاحترافية لطاقم الفنانين الممثلين وخاصة لدى عدد محدد منهم على وجه الخصوص، أنقذ العمل من كثير من المطبات وجعل المتفرج يصرف النظر عنها أو يتناساها متأثراً بعدد من المشاهد التي ارتقت فعلاً إلى المستوى العالمي إذ تألقت الفنانة السورية منى واصف «سيطة» في مشاهد عدة «فقدان ابنها سالم الذي قضى في القتال وانفطار قلبها عليه وعلى فقدان ابنتها حسنا مجهولة المصير وتلهفها لرؤية ابنها الآخر فهد الجريح».
وكذلك كان الأداء العالي وإن بدرجات لكل من تيم حسن «فهد» وباسل خياط «عامر» ونضال نجم «جابر» ومحمد مفتاح الممثل المغربي الذي جسد شخصية «الأخرس» ببراعة ولا ننسى عبد المنعم عمايري في شخصية «الرقيط» الموتور في جدتها وشكلها المركب وغليانها الداخلي متصاعد الإيقاع ولو أعطيت هذه الأدوار لممثلين عاديين أو حتى جيدين لفقد العمل كثيراً من أسهمه بالدرجة ذاتها ربما التي أظهر فيها المرأة صاحبة رؤية متنورة ليست فقط تجاري الرجل إنما تتفوق عليه في كثير من الأحيان من حيث الطروحات وحضور الشخصية باعتبارها معنية بصورة أساسية بما يحدث والخاسرة الأكبر من الصراعات، وإن كان العمل أظهر أيضاً مدى الفروسية والنبل والروح الشفيفة لدى الرجال الفرسان العاشقين فإنه منحها أيضاً للمرأة بصورة أعطتها مكانتها الحقيقية بشكل «حضاري ولائق».
وما يسجل على العمل أيضاً إيقاعه البطيء ومشاهده المكرورة إلا إذا أراد صنّاعه أن يقولوا إنها الصحراء المترامية الأطراف وإنها الرمال وصراعاتها المتثاقلة.
«صراع على الرمال» احتفى بالشكل الذي جاء براقاً لافتاً، لكن من حيث المضمون جاء اقل من التوقعات وكان له أن يكون عملاً مميزاً وقد أتيح له فريق عمل احترافي إخراجاً وتمثيلاً وكاتباً للنص مدعمين ببذخ إنتاجي ولكن يبدو أنه ليس بالإمكان أكثر مما كان...
لم يخرج العمل أيضاً عن عنوانه الأولي «أيام الثأر» الذي لو بقي عليه لجاء معبراً عن الأحداث ذلك أن العنوان النهائي الذي خرج به المسلسل «صراع على الرمال» أعطى أبعاداً مفتوحة وغير مؤطرة الدلالات تقترب ربما من الملحمية فأضفى على العمل أجواء- قبل مشاهدته- تجنح نحو الإغواء سرعان ما انعكس سلباً بالنظر إلى أحداث المسلسل العادية من حيث الحكاية..
على مستوى الإخراج ظهرت أسلوبية حاتم علي بقوة وثمة ما يشير إلى الملحمية في بعض مفاصل العمل التي بدا أن المخرج أراد أن يرفعها على مستوى الصورة والكادر وحركية الكاميرا وأنواع اللقطات وتقطيعها فلجأ إلى خيارات كثيرة، أصاب نجاحاً في بعضها لكن النص لم يخدمه كثيراً إذ لا يحتمل كل هذه الساعات على الشاشة ما أوقع العمل عموماً في «المطمطة» والمطولات وهي سمة عامة في الأعمال الدرامية كخيار يغطي شهراً كاملاً في حين يمكن عرضها في أقل من ذلك بكثير.. وفي «صراع على الرمال» يبدو أن المخرج تنبه إلى أن النص كحامل للمسلسل على مدى شهر سيحدث شرخاً لا يخلو من فجاجة فحاول استثمار خيارات إخراجية متاحة متكئاً على حنكته وتمرسه مرة وعلى أداء الممثلين مرة أخرى وعلى بيئة العمل من حيث المكان وأظنه نجح هنا على أكثر من صعيد فالأداء عالي الاحترافية لطاقم الفنانين الممثلين وخاصة لدى عدد محدد منهم على وجه الخصوص، أنقذ العمل من كثير من المطبات وجعل المتفرج يصرف النظر عنها أو يتناساها متأثراً بعدد من المشاهد التي ارتقت فعلاً إلى المستوى العالمي إذ تألقت الفنانة السورية منى واصف «سيطة» في مشاهد عدة «فقدان ابنها سالم الذي قضى في القتال وانفطار قلبها عليه وعلى فقدان ابنتها حسنا مجهولة المصير وتلهفها لرؤية ابنها الآخر فهد الجريح».
وكذلك كان الأداء العالي وإن بدرجات لكل من تيم حسن «فهد» وباسل خياط «عامر» ونضال نجم «جابر» ومحمد مفتاح الممثل المغربي الذي جسد شخصية «الأخرس» ببراعة ولا ننسى عبد المنعم عمايري في شخصية «الرقيط» الموتور في جدتها وشكلها المركب وغليانها الداخلي متصاعد الإيقاع ولو أعطيت هذه الأدوار لممثلين عاديين أو حتى جيدين لفقد العمل كثيراً من أسهمه بالدرجة ذاتها ربما التي أظهر فيها المرأة صاحبة رؤية متنورة ليست فقط تجاري الرجل إنما تتفوق عليه في كثير من الأحيان من حيث الطروحات وحضور الشخصية باعتبارها معنية بصورة أساسية بما يحدث والخاسرة الأكبر من الصراعات، وإن كان العمل أظهر أيضاً مدى الفروسية والنبل والروح الشفيفة لدى الرجال الفرسان العاشقين فإنه منحها أيضاً للمرأة بصورة أعطتها مكانتها الحقيقية بشكل «حضاري ولائق».
وما يسجل على العمل أيضاً إيقاعه البطيء ومشاهده المكرورة إلا إذا أراد صنّاعه أن يقولوا إنها الصحراء المترامية الأطراف وإنها الرمال وصراعاتها المتثاقلة.
«صراع على الرمال» احتفى بالشكل الذي جاء براقاً لافتاً، لكن من حيث المضمون جاء اقل من التوقعات وكان له أن يكون عملاً مميزاً وقد أتيح له فريق عمل احترافي إخراجاً وتمثيلاً وكاتباً للنص مدعمين ببذخ إنتاجي ولكن يبدو أنه ليس بالإمكان أكثر مما كان...