عمر رزوق
بيلساني مجند
- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45
صرخات المرأة في عيدها العالمي
الصرخة الأولى
البحث عن الأمن والحماية , ألاحترام والكرامة
تحتفل النساء في أرجاء المعمورة في الثامن من آذار , يوم المرأة العالمي أو " عيد المرأة العالمي " , في ذات الوقت تؤشّر مواطن الخلل , ونقاط العطل , التي تكتنف وتستحوذ الوضع الإنساني الذي يعجّ وينضح بالكثير من المفارقات , مما يجعل هذا اليوم أو " العيد " وغيره من الأيام والأعياد المشابهة متشابهة , تتصف بالطابع الشكلي الديكوري , أكثر من توصّفها بما هو جوهري .
إن المرأة في كل العالم لم تتبوأ مكانتها ولم تحصل على حقوقها كما يجب , خاصة في المجتمعات التي تصف نفسها بالمجتمعات "المتحررة" , أو يصفها الغير بالمجتمعات التقدمية التنويرية العقلانية وغيرها من العبارات التي تشع نورا , حيث تُنتهك كرامة المرأة الشخصية والمعنوية لأقصى الحدود , عبر أساليب كثيرة متنوّعة يتفنن بها أرباب العمل ويتلذذ وأصحاب المال والسحت الحرام , ناهيك عن المجتمعات الأقل وعيا والتي غالبا ما تُنتهك فيها حرمة المرأة بشكل خطير , مجتمعات العالم الثالث . من هنا كانت المبادئ الإسلامية وما زالت وستبقى هي صمام الأمان لدرء المخاطر والويلات التي تواجه المرأة وتحوم في حماها , فيما لو تمسكتْ بهذه المبادئ والتعاليم وعملت وانتهجت توجيهاتها بما يحافظ عليها وعلى دورها ووظيفتها في المجتمع والحياة , ومع ذلك وبالرغم منه تواجه المرأة مخاطر عديدة وتتعرض لها في أماكن كثيرة متفرّقة في هذا العالم.
وهنا يستصرخ السؤال نفسه : ما فائدة أن تحتفل نساء العالم في ظل وتحت وطأة خروقات فكرية ومادية عدائية صدامية متصاعدة متوترة شملت المرأة وغيرها في العالم ؟ والأدلة على طرحنا كثيرة جدا , تبدأ من الحرب على المعتقدات والمقدسات وبالطبع لا تنتهي بمحاولات الاحتلال والاستعمار الفكري لإلغاء قناعات الآخر وفرض هيمنة قناعات أخرى تتميّز بالتسلط والهيمنة والإلغاء .
إن ما يحدث للنساء المعتقلات الأسيرات الفلسطينيات في قلاع سجون الاحتلال اليهودي الصهيوني من غبن قاهر وظلم ظاهر وتجاوز سافر على حرمات المرأة وكرامتها الشخصية , لخير دليل على ما نقول ونذهب إليه . أضف إلى ذلك ما يحدث للمرأة المسلمة في دول أوروبا التي تدّعي الحرية زورا وبهتانا , حيث تُمنع المرأة المسلمة من ممارسة أبسط الحقوق المشروعة على الإطلاق وهو اختيار شكل ملابسها , حيث تمنعها بعض القوانين الأوروبية جبرا وقهرا من إسبال الكساء لستر نفسها , كذلك الأمر في دولة عربية شمال إفريقية تبنّت القانون الفرنسي منهجا ومنهاجا لها .
لا شك ولا جدل في أن للمرأة المسلمة كل الحق , متساوية بباقي نساء العالم "بالتمتع" بهذا العيد حيث أنها لا تعزل نفسها عن الأخريات من نساء العالم ولا تضرب بالطوق العازل والسد المانع حول فكرها وكيانها بقدر ما تريد أي المرأة المسلمة أن تحافظ على التمسك بمبادئها الإسلامية التي اقتنعت بها وآمنت بمشرّعها , وبالتالي فهي أي المبادئ دليل ترشيد وعمل في حياتها الشاملة في أيام " الأعياد " والأيام الأخرى . إن مبدأ الإيمان والمحافظة على الذات بكل ما تشتمل عليه من نواحي روحية ومادية وفكرية , هو دليل المرأة المسلمة في أفراحها وأحزانها .
بهذه المناسبة أتمنّى أن يعمّ السلام والأمن حياة كل نساء العالم وأن تبقى المرأة عنصر حيوي في بناء الأسرة ولبنات المجتمع بناء سليما صحيحا يصبّ في مصلحة المجتمع الإنساني , كما أتمنّى أن يكون للجميع نساء ورجالا سهم في الحفاظ على حرمة المرأة وكرامتها وإعانتها لتفعيل دورها الخلاّق في المجتمع الإنساني بما يحفظ لها شخصيّتها وكرامتها , ولا يتأتى هذا إلا بالإيمان الفعلي بالمرأة ودورها الإنساني الخلاّق من الجميع دون استثناء .
مهلا , لقد سمعت صدى دوي صرخة امرأة , سأذهب لأستوضح الأمر وأعود إليكم بنبأ يقين .
عمر رزوق
أبوسنان
عكا
الجليل
أبوسنان
عكا
الجليل