DE$!GNER
بيلساني محترف
- إنضم
- Apr 4, 2011
- المشاركات
- 2,637
- مستوى التفاعل
- 44
- المطرح
- بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
(كيف لي أن أصدّق بأنّك صوفيّ يا سيّدي الخطّاط، وأنا أصغي لهذه الأحرف -التي أقسم بها الربّ في كتابه- تئنّ تحت حفيف قلمك القصبي الذي اجتثّ من الأحراش البعيدة.. وتخطّها فوق جلود حيوانات كنت قد قنصتها بصحبة سادتك الأثرياء من براري الله...وبحبر أعددته من رحيق النحل والزهور في طقوس شفهيّة كاذبة تشبه أدعية المشعوذين...!؟).
كان هذا هو أوّل سؤال (أو تساؤل) قفز إلى ذهني وأنا أجول في مرسم صديقي الخطّاط المليونير، ودون أدنى اعتبار لـ(آداب) الضيافة التي غالباً ما يتحلّى بها المنافقون من زوّاره الطامعين في لوحة خطّت فوق جلد غزال أو أرنب برّي، يزيّنون بها صالوناتهم ويتباهون باسم موقّعها الذي أطلقت عليه ممازحاً لقب (الفنّان السفّاح)... والذي كثيراً ما يبتسم لي، ثمّ يربّت على كتفي بمنطق العارف المتكتّم... والشيخ الورع الذي لا يطيق مع مريده صبراً.
ردّ عليّ وهو يلوّح بيديه المضمّختين بالحبر المسفوح: (وماذا تقول في منطق القربان وفلسفة الأضحية على مذابح الآلهة منذ القديم، أيها المتفلسف المتطاول ذو الرأس الصغير؟).
- وهل يتقرّب العبد إلى ربّه إلاّ عبر الذبائح والدماء يا صاحب اللحية الطويلة والنظرة القصيرة؟!.
- المعرفة تذكّر والجهل نسيان، أيها الذي نسي بدائيته وظنّ نفسه متحضّراً لمجرّد أنّه اكتشف النار والدوائر والآلات الحادّة... إنها وحدة الوجود أيها المتفلسف الصغير.
- وحدة ماديّة أم معرفيّة؟.
-الاثنان معاً (لافوازييه) الفرنسي، ومحي الدين العربي... الميتافيزيقيا هي محاولة التعلّم فيما بعد العلم... أيها الذي لم يؤت من العلم إلاّ قليلاً.... ألا تحبّ الوشم؟.
- لكنّ الوشم لا يكون على جلدي المسلوخ... ودون إرادتي.
- ما تعتقد بأنّه إرادة هو غريزة أيها المغفّل... دعك من هذا الجدل البيزنطي وتعال لتناول هذا الكافيار الذي جادت به أسماك الشمال وهذه الكأس التي أهدتنا إياها الكروم التوّاقة للشمس وهي تنغمس في التراب.
قاطعت جدله العقيم وامتثلت لطلبه غصباً عنّي، أعدت التأمّل فيما رسمت يداه على الجلود التي غادرها أصحابها... وتأمّلت في يديه التي تحسن المسك بالحروف والزناد بذات المهارة والرشاقة.
أدركت أنّ الحقيقة قابلة لإقناع كلّ المحيطين حولها مثل دائرة لا تقبل بالزوايا الحادّة وتجعلك واثقاً بأنّك فوق رأسها مهما تتعدّد المواقع.
لكنّ الله خلق لنا خطوطاً حمراء ينظر إليها بالقلب قبل العين، تعرف بالسليقة قبل الكتب.. ويستوي فيها الذين يقرؤون والذين لا يقرؤون.
إنّ العقل البشري الذي جعله الله في أعلى نقطة من أجسادنا قد صار نقمة بدل النعمة لمن يستخدمه في غير ما يوجّهه القلب، كما أنّ الأخير لا ينبغي له أن يحيد أو يجامل شهوات الأعضاء السفلى من هذا الجسد المعجزة.
التوازن هو الإبداع في مفهومه الفني الأوّل.. وفي بعده الإنساني الشامل... هكذا تعلّمنا البصيرة قبل البصر، والتأمّل قبل القراءة.
قال صديقي الخطّاط المليونير بعد هذا الصمت الذي عشته مع لوحاتي: (ما بك لا تأكل، إن لم تعجبك لوحاتي، فليعجبك طعامي على الأقل).
- لا أدري، ربما أعجبني الاثنان وربما العكس... بالمناسبة، ما هو مفهومك للإعجاب؟.
- الإعجاب هو ما تتمنّى فعله وتحسب نفسك غير قادر على فعله، الحسد هو العجز عن الإعجاب، أمّا الكراهيّة فهي العجز عن الحب.. وتلك آفة مزمنة إن هي استبدّت بصاحبها.... هل تعلم لماذا أحبّك؟.
- لماذا؟...
- لأنّك كثير السؤال، حاضر القلق، حادّ السؤال، غريب الإجابة، عديم الطمأنينة، متصالح مع اللاّتصالح.
- وأنت!؟.
- أنا مثلك، لكنّي أحاور نفسي أوّلاً... وأبدأ باتّهامها قبل اتهام الآخر.. ربّما وجدتني غداً على غير وجهة، لكنّني لن أجيبك بيقين العارفين.
- من صفع الآخر؟!.
- تبادلناها... هذا أحسن من تبادل الابتسامات والقبلات، كل الأسئلة مشروعة ما لم تسع للتدمير والإلغاء يا صديقي النزق.
- أوشك أن أصدّقك وتوشك أن تكّذبني... هذا هو السؤال.
كان هذا هو أوّل سؤال (أو تساؤل) قفز إلى ذهني وأنا أجول في مرسم صديقي الخطّاط المليونير، ودون أدنى اعتبار لـ(آداب) الضيافة التي غالباً ما يتحلّى بها المنافقون من زوّاره الطامعين في لوحة خطّت فوق جلد غزال أو أرنب برّي، يزيّنون بها صالوناتهم ويتباهون باسم موقّعها الذي أطلقت عليه ممازحاً لقب (الفنّان السفّاح)... والذي كثيراً ما يبتسم لي، ثمّ يربّت على كتفي بمنطق العارف المتكتّم... والشيخ الورع الذي لا يطيق مع مريده صبراً.
ردّ عليّ وهو يلوّح بيديه المضمّختين بالحبر المسفوح: (وماذا تقول في منطق القربان وفلسفة الأضحية على مذابح الآلهة منذ القديم، أيها المتفلسف المتطاول ذو الرأس الصغير؟).
- وهل يتقرّب العبد إلى ربّه إلاّ عبر الذبائح والدماء يا صاحب اللحية الطويلة والنظرة القصيرة؟!.
- المعرفة تذكّر والجهل نسيان، أيها الذي نسي بدائيته وظنّ نفسه متحضّراً لمجرّد أنّه اكتشف النار والدوائر والآلات الحادّة... إنها وحدة الوجود أيها المتفلسف الصغير.
- وحدة ماديّة أم معرفيّة؟.
-الاثنان معاً (لافوازييه) الفرنسي، ومحي الدين العربي... الميتافيزيقيا هي محاولة التعلّم فيما بعد العلم... أيها الذي لم يؤت من العلم إلاّ قليلاً.... ألا تحبّ الوشم؟.
- لكنّ الوشم لا يكون على جلدي المسلوخ... ودون إرادتي.
- ما تعتقد بأنّه إرادة هو غريزة أيها المغفّل... دعك من هذا الجدل البيزنطي وتعال لتناول هذا الكافيار الذي جادت به أسماك الشمال وهذه الكأس التي أهدتنا إياها الكروم التوّاقة للشمس وهي تنغمس في التراب.
قاطعت جدله العقيم وامتثلت لطلبه غصباً عنّي، أعدت التأمّل فيما رسمت يداه على الجلود التي غادرها أصحابها... وتأمّلت في يديه التي تحسن المسك بالحروف والزناد بذات المهارة والرشاقة.
أدركت أنّ الحقيقة قابلة لإقناع كلّ المحيطين حولها مثل دائرة لا تقبل بالزوايا الحادّة وتجعلك واثقاً بأنّك فوق رأسها مهما تتعدّد المواقع.
لكنّ الله خلق لنا خطوطاً حمراء ينظر إليها بالقلب قبل العين، تعرف بالسليقة قبل الكتب.. ويستوي فيها الذين يقرؤون والذين لا يقرؤون.
إنّ العقل البشري الذي جعله الله في أعلى نقطة من أجسادنا قد صار نقمة بدل النعمة لمن يستخدمه في غير ما يوجّهه القلب، كما أنّ الأخير لا ينبغي له أن يحيد أو يجامل شهوات الأعضاء السفلى من هذا الجسد المعجزة.
التوازن هو الإبداع في مفهومه الفني الأوّل.. وفي بعده الإنساني الشامل... هكذا تعلّمنا البصيرة قبل البصر، والتأمّل قبل القراءة.
قال صديقي الخطّاط المليونير بعد هذا الصمت الذي عشته مع لوحاتي: (ما بك لا تأكل، إن لم تعجبك لوحاتي، فليعجبك طعامي على الأقل).
- لا أدري، ربما أعجبني الاثنان وربما العكس... بالمناسبة، ما هو مفهومك للإعجاب؟.
- الإعجاب هو ما تتمنّى فعله وتحسب نفسك غير قادر على فعله، الحسد هو العجز عن الإعجاب، أمّا الكراهيّة فهي العجز عن الحب.. وتلك آفة مزمنة إن هي استبدّت بصاحبها.... هل تعلم لماذا أحبّك؟.
- لماذا؟...
- لأنّك كثير السؤال، حاضر القلق، حادّ السؤال، غريب الإجابة، عديم الطمأنينة، متصالح مع اللاّتصالح.
- وأنت!؟.
- أنا مثلك، لكنّي أحاور نفسي أوّلاً... وأبدأ باتّهامها قبل اتهام الآخر.. ربّما وجدتني غداً على غير وجهة، لكنّني لن أجيبك بيقين العارفين.
- من صفع الآخر؟!.
- تبادلناها... هذا أحسن من تبادل الابتسامات والقبلات، كل الأسئلة مشروعة ما لم تسع للتدمير والإلغاء يا صديقي النزق.
- أوشك أن أصدّقك وتوشك أن تكّذبني... هذا هو السؤال.