طرائق البحث وأدواته في علم النفس

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تمهيد :
يستخدم علم النفس مجموعة من الطرائق المتعددة , والأدوات المختلفة للوصول إلى هدفه.

أولاً : الطرق المستخدمة في علم النفس :
تعريف الطريقة : هي جملة من المبادئ والقواعد والإرشادات التي تساعد الباحث على الوصول إلى هدفه العلمي المنشود.

وأهم هذه الطرق :
أ - التجريب : يُعتبر التجريب من أهم طرق البحث العلمية في علم النفس , ونعني به : إدخال عامل جديد على موقف معين ثم معرفة أثر هذا العامل الجديد على ذلك الموقف , بشرط إبقاء بقية العوامل الأخرى ثابتة وتوضّع التجربة التالية هذه الطريقة في البحث هي :
لنعرف اي نوع التعليم أفضل , هل هو التعليم عن طريق التدريب المركز ؟ أو عن طريق التدريب الموزع ؟
أحضرت مجموعتان متكافئتان من الأشخاص في العمر والجنس والثقافة ومستوى الذكاء .. إلخ , وفي هذا تثبيت لهذه العوامل كما تثبت كل العوامل والظروف الأخرى من حرارة وهدوء وتهوية وإضاءة ووقت التعليم ونوعية التعليم نفسه إلى غير ذلك من العوامل التي قد تؤثر في النتيجة . ثم كلفت المجموعة الأولى بتعلم جزء من مادة دراسية بطريقة التدريب المركز الذي لا تتخلله فترات راحة , وطلب من المجموعة الثانية دراسة الجزء نفسه في المادة الدرسية ذاتها ولكن بطريقة التدريب الموزع . ثم قورنت النتيجتان فأوضحت التجربة تفوق المجموعة الثانية على الأولى , الأمر الذي أدى إلى التحقق من الرأي القائل بأن التدريب الموزع أفضل من التدريب المركز .
ب - دراسة الحالة : هذه الطريقة تعتبر من الطرق الهامة في البحث العلمي بعلم النفس , خاصة في مجال الطب النفسي : يدرس فيها الباحث الحالات الفردية بهدف علاجها مستخدماً في ذلك مجموعة من الأجهزة والآلات الخاصة للكشف على تلك الحالات التي تواجهه بالإضافة إلى ما يستخدمه من طرق خاصة في دراسة تاريخ الحالة أو تطبيق بعض الأسئلة أو الإستفتاءات أو اجراء المقابلات من أجل جمع المعلومات اللازمة لمساعدة هؤلاء الأفراد على التخلص من تلك المشاكل النفسية التي يعانون منها . وفي هذه الطريقة يتم فهم شامل لتاريخ حالة الفرد لأنها تحديد التطور الذي مر به الفرد في محيطه الثقافي مع توضيح جميع المؤثرات التي أثرت في تكوين قيمه واتجاهاته وفلسفته , والخبرات التي أكتسبها والأزمات والمشاكل التي أثرت في تكوين شخصيته ويحصل الباحث على المعلومات من الفرد ذاته , أو من محيطه.
ج - الإستبطان ( التأمل الباطني ) : تقوم هذه الطريقة على تأمل الفرد لنفسه , وما يجري في شعوره من خبرات حسية وعقلية وانفعالية . ( درجتها وتأويلها وتحليلها ) .
نوعا الاستبطان :
1 - الاستبطان البسيط : ويقصد به : وصف بسيط لما يشعر به الفرد في حياته اليومية , كأن يصف لصديقه ما يشعر به من ضيق أو تعب أو قلق , أو أن يصف للطبيب آلامه.
2 - الاستبطان المنظم ( العلمي ) : ويقُصد به : التأمل والتفكير العميق في الحالات الشعورية الذاتية , وتحليلها , ومعرفة أسبابها ونتائجها . وقد تكون هذه الحالات حاضرة كأن يطلب من فرد أن يصف حالته الداخلية وهو يُفكر في حل مسألة , أو يصف حالته عندما يستمع إلى برنامج إذاعي مُشوِّق . أو قد تكون الحالات ماضية كأن يطُلب من فرد أن يصف حالة سروره عند نجاحه في الامتحان.

الأدوات المستخدمة في علم النفس :
تعريف الأداة : هي وسيلة منهجية تقوم على قواعد ومبادئ محددة تساعد على جمع البيانات المطلوبة للبحث النفسي وأهمها :
1 - الملاحظة :
هي وسيلة أساسية لتسجيل السلوك كما وقع فعلاً , وهي نوعان :
أ - الملاحظة البسيطة : وهي ملاحظة الظواهر كما تحدث تلقائياً دون إخضاعها للضبط , ودون استخدام أدوات دقيقة للقياس , ويستخدم هذا النوع في البحوث الاستطلاعية , وعلم نفس الطفل , كملاحظة نمو سلوك الطفل اجتماعياً.
ب - الملاحظة العلمية : تتميز بأنها تستخدم أدوات للقياس , تخضع للضبط العلمي بالنسبة للباحث والمبحوث والموقف وتنحصر في الموضوعات المحددة سلفاً , حيث يلاحظ الباحث سلوك الأفراد وحركاتهم وتعبيراتهم ولغتهم كملاحظة سلوك طفل جائع , وتستخدم في فروع علم النفس.
2 - المقابلة :
وهي التبادل اللفظي بين الباحث والمبحوث عن طريق أسئلة , للتوصل إلى معلومات معينة , ومن ميزاتها أنها تشمل ملاحظة الهيئة العامة , والمظاهر التعبيرية والانفعالية للمبحوث وسرعة مبادأته وطول فترة الكمول قبل استجابته . ويختلف هدف المقابلة باختلاف مجال الحياة إذ يستعملها الطبيب , والقاضي , والمدرس , والأخصائي النفسي.
3 - الاختبارات والروائز : وتسمى الوسائل الإسقاطية :
تقوم هذه الوسائل على أساس أن يتعرض الفرد لموقف غامض يدل على نظرته للعالم , وحاجاته ومشاعره وقيمه , وتعتمد الوسائل الإسقاطية ( إظهار المشاعر ) على عرض مثيرات غامضة إلى شكل صور أو غيرها , ومن بين هذه الوسائل :
أ - اختبار ( رورشاخ ) : ويتكون من عشر بطاقات على كل منها بقعة حبر ولا معنى لها , وكل مفحوص يرى ما يتخيله فيكشف عن مشكلاته النفسية.
ب - اختبار تفهم الموضوع : مجموعة من الصور تشير إلى مواقف وأشخاص قسم منها للذكور , وقسم منها للإناث . ويطلب من المبحوث أن يتخيل ثلاث قصص عن كل صورة من الماضي والحاضر والمستقبل , وجوهر هذا الاختبار أن الشخص يندمج في سرد القصة فيفقد حذره ويكشف عن شخصيته بشكل عفوي.
ج - اختبار اللعب : وهو من أهم الوسائل في تشخيص وعلاج مشكلات الأطفال النفسية حيث يلاحظ الباحث الأطفال وهو يلعبون دون أن يراه الطفل المفحوص , ويعبر الطفل أثناء لعبه عن رغباته واتجاهاته نحو بعض الأشخاص الذين تمثلهم اللُعَب كالإخوة والمدرسين , والوالدين , ويلعب خيال الطفل دوراً كبيراً ويتفاعل مع ألعابه وكأنها أشخاص , ويضاف إلى ذلك أن رسوم الأطفال وأحلامهم وسائل مهمة في دراسة حالاتهم.
4 - السجل المجمع :
طريقة تستخدم في الدراسات النفسية والاجتماعية , خاصة في قياس الرأي العام واتجاهات الأفراد , حيث يدرس الباحث الظاهرة في ظروف طبيعية لا صنعية , ويقوم على أربع مراحل :
الأولى : رسم الخطة التي تتضمن تحديد الهدف , تحديد المجالات البشرية والزمانية والمكانية وتقدير الميزانية وتهيئة المجتمع لاستقبال الدراسة.
الثانية : جمع البيانات بوسائل متعددة كالملاحظة والمقابلة والاتصال بالمبحوثين والإشراف على أعمال الباحثين.
الثالث : تحليل البيانات , وتشمل مراجعتها والتأكد من صحتها وتصنيفها في جداول وتحليلها إحصائياً.
الرابعة : عرض النتائج وكتابة التقرير , حيث يعرض الباحث النتيجة والمقترحات وإمكانية التعميم على المجتمع الأصلي.
نتيجة :
لقد أصبح علم النفس علماً عندما طبق المنهج العلمي في دراسته الظواهر النفسية , والعلم هو المعرفة التي تعتمد على الأسلوب العلمي , ويتمثل هذا الأسلوب في عدة خطوات .. تبدأ بالأحساس بالظاهرة وملاحظتها ملاحظة منظمة , ثم وضع الفروض التي تحل المشكلة وتحدد نوع المعلومات التي يجب البحث عنها , ثم اختبار الفروض للتأكد من صحتها أو بطلانها وللتوصل إلى وضع القوانين العامة التي تربط بين الظواهر وتوضح العلاقة بينها , وتتنبأ بما سيحدث للظواهر , علماً بأن هذه الخطوات متداخلة ولا تسير دائماً في تسلسل متتابع , فقد يضطر الباحث مثلاً عند وضع فرض من فروضه إلى تغيير المشكلة . وقد يعيد صياغة الفروض حيث يجمع المعلومات لاختبار صحتها.
 
أعلى