طريق بطيئة ومكلفة لتحقيق الوحدة في انتفاضة سوريا

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
عمان 17 سبتمبر أيلول (رويترز) - حتى الوقت الذي اقتحمت فيه
القوات السورية ضاحية داريا في دمشق الشهر الماضي كان المعارضون​
المسلحون يديرون شؤون البلدة التي تقطنها الطبقة العاملة في​
استعراض للوحدة على مستوى القاعدة الشعبية يستعصى على خصوم الرئيس​
بشار الاسد تحقيقه على المستوى الوطني.​
وعكس الحكم الذاتي الوليد في داريا صورة لاستعدادات في مختلف​
البلدات بانحاء سوريا خصوصا الاحياء الريفية الشمالية التي خرجت عن​
سيطرة الاسد خلال الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا.​
وقال صالح ناصر وهو ناشط ساعد في إنشاء إدارة مدنية بجانب​
المعارضين المسلحين للإشراف على الأمن والخدمات البلدية "رأس قضاة​
مستقلون المحكمة وتولى المعارضون المسلحون مهام الشرطة.. داريا​
هددت بان تصبح نموذج بديل متحضر للاسد."​
وقال زعماء في المعارضة ودبلوماسيون يتابعون الانتفاضة إن ذلك​
التنسيق المحلي -الذي تشكل حول معارضة مسلحة تحولت من خلايا قتالية​
صغيرة محكمة الى وحدات اكبر في البلدات و المدن- فشل في التحول إلى​
هيكل تنظيمي يقدم بديلا على المستوى الوطني لحكم الأسد.​
لكن مع فشل المعارضة المنقسمة في المنفى في الحصول على اعتراف​
دولي واكتساب بعض المدن التي يسيطر عليها المتمردون درجة من الحكم​
الذاتي تبدي القوى الغربية اهتماما متزايدا بزعماء المعارضة​
المسلحة على الأرض.​
وتتالف في الغالب الجماعات المحلية التي تحمل أسماء مثل "مجلس​
قيادة الثورة" من متمردين مسلحين وشخصيات مدنية تضم اساتذة جامعيين​
وأطباء ومحامين كانوا في طليعة الحركة الاحتجاجية قبل ان تتحول الى​
ثورة مسلحة.​
ويقول الدبلوماسيون المتابعون ان هذه المنظمات الشعبية أكثر​
تماسكا من المجموعات العسكرية التي شكلها ضباط الجيش الذين انشقوا​
وفروا إلى تركيا أو الأردن مثل "الجيش الوطني" الذي اعلن عنه في​
الاونة الاخيرة بقيادة محمد الحاج علي أكبر ضابط منشق عن الجيش.​
بدأت الانتفاضة ضد الأسد في مارس اذار من العام الماضي​
بمظاهرات سلمية بشكل اساسي طالبت بالإصلاح. واحتدمت المظاهرات بشكل​
سريع ودعت للإطاحة بالأسد لكن واجهتها حملة عسكرية عنيفة دفعتها​
للتحول إلى تمرد مسلح. وتقول السلطات السورية انها تقاتل​
"ارهابيين" اسلاميين مدعومين من دول غربية وعربية سنية لتحقيق​
مكاسب جيوسياسية.​
وقال دبلوماسي غربي يراقب العسكرة المتزايدة للانتفاضة ان ضباط​
الجيش خارج سوريا -مثل محمد الحاج علي ومناف طلاس وهو أحد المقربين​
السابقين للاسد وعميد في الحرس الجمهوري انشق في يوليو تموز- ليس​
لديهم نفوذ كبير على المعارضين المسلحين.​
وجاء انشقاق طلاس متأخرا أكثر من اللازم بعض الشيء. وقال​
الدبلوماسي ان المقاتلين لا يميلون لابداء احترام كبير للضباط​
الذين يقيمون في المنفى ويبدو أنهم أكثر اهتماما بالترويج لانفسهم.​
واوضح "الناس لا يريدون ايضا دكتاتورا آخر من الجيش."​
بدلا من ذلك تحسن مجموعات المعارضين المسلحين المتباينة داخل​
البلاد التنسيق فيما بينها تدريجيا كما يتضح في الهجمات المتزامنة​
في الاونة الاخيرة على المطارات العسكرية.​
وقال الدبلوماسي "إنه يجري ببطء. السيناريو المرجح هو أن يستمر​
تطور تنظيم المعارضة في الداخل وقد تتمكن قبل انهيار النظام من​
الجلوس​
معا في شكل مؤتمر وطني ما لمنع تحول البلاد الى إقطاعيات".​
وقال فواز تللو وهو معارض مخضرم انه فات أوان إنشاء قيادة​
موحدة للانتفاضة وان أقرب امل ممكن هو تعزيز التنسيق بين القوى​
المختلفة.​
وقال تللو وهو على اتصال وثيق بالمعارضين المسلحين في دمشق ان​
هناك​
هيكلا فضفاضا يظهر في جميع أنحاء البلاد يشكل في ظله المعارضون​
المسلحون مجالس مع مسؤولي اتصال مدنيين وينسقون داخل مجموعات أكبر.​
واضاف "دعونا نكف عن خداع أنفسنا" مضيفا انه اذا طلب من أي​
سياسي إعطاء خريطة سياسية وعسكرية للقوات على الأرض سيستحيل عليه​
فعل ذلك وان هذه المجموعات المسلحة تتغير وتتأثر بتغيير مصادر​
التمويل.​
واضاف متحدثا من برلين أن الدول التي تلعب دورا في تمويل​
المعارضة المسلحة أو تمرير الأسلحة اليها مثل قطر والسعودية وتركيا​
يمكن ان تلعب دورا أكبر في لم شمل المعارضة في الداخل.​
وقال آفاق أحمد وهو أحد عناصر المخابرات الذين انشقوا عن​
المخابرات الجوية ان ظهور جنرال قوي لقيادة المعارضة المسلحة امر​
غير مرجح لأن الأسد همش ضباط الجيش من الأغلبية السنية.​
واضاف انه يتعين على المعارضة التركيز على اجتذاب ضباط الجيش​
المحترفين من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد وتهيمن على​
القوات المسلحة والذين قد يكونون غير راضين عن الحملة ضد الانتفاضة​
لكنهم يشعرون بالقلق من الأسلمة المتزايدة للانتفاضة.​
وقال "يجب على المعارضة إبراز نفسها باعتبارها حركة وطنية​
والا تسمح للإسلاميين باختطافها".​
وتسقط كتائب المعارضة المسلحة والوحدات المدنية التابعة لها​
بشكل متزايد تحت تأثير الاسلاميين المدعومين من الجهاديين العرب​
الذين يجدون طريقهم إلى سوريا.​
وفي دمشق ظهر اتحادان لمنظمات المعارضة المسلحة لهما ميول​
اسلامية وهما أنصار الإسلام وتحرير الشام الاصغر حجما. لكن نشطاء​
معارضين يساعدون في تنظيم المقاومة يقولون انهما يفتقران إلى زعيم​
واحد وتتخذ القرارات فيهما بتوافق الآراء.​
ويرفض المعارضون المسلحون في دوما وهي ضاحية شمال شرقي دمشق​
الانضمام إلى التجمعات الجديدة. ويقودهم رجل الدين الذي يتمتع​
بالقبول أبو سليمان طيفور.​
وفي محافظة إدلب في الشمال قال الناشط المعارض البارز سامح​
الحموي الذي قام بجولة في ادلب في الاونة الاخيرة ان المعارضين​
المسلحين اتفقوا مع المنظمات المحلية في عدة بلدات على البقاء​
بعيدا عن الحياة المدنية وان يتولوا تنفيذ قرارات لجان تتألف من​
الشيوخ والنشطاء في كل بلدة.​
وقال إنه في بلدان مثل خان السبيل وبنيج يتجنب المعارضون​
المسلحون حمل السلاح في الشوارع ويتمركزون غالبا في مجمعات في​
الضواحي. وتقوم الإدارة المدنية باصلاح خطوط الكهرباء التي تضررت​
من قصف الجيش.​
وقال الحموي ان الأسد يحاول سحق بوادر الحكم المدني الناشيء.​
واضاف "ليس لدى الجيش قوات على الارض لتدخل هذه البلدات لذلك​
يقوم بقصفها" مضيفا ان الجيش اقام في مدينته حماة حواجز طرق كل 500​
متر لمنع انشاء ادارة محلية.​
ويقول ناشطون معارضون ان داريا وهي إحدى ضواحي دمشق قد تعرضت​
لقصف عنيف وأشاروا الى ان السبب في ذلك يرجع جزئيا الى نجاح​
محاولتها اقامة حكم ذاتي على مسافة قريبة جدا من مركز سلطة الاسد.​
واضافوا ان الهجوم الذي شنه الحرس الجمهوري الذي يغلب عليه​
العلويون على البلدة السنية استمر شهرا مما اسفر عن مقتل 700 شخص​
على الاقل.
 
أعلى