طفل طمرته الغارة مع دراجته الهوائية في المعرة


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

معرة النعمان - ا ف ب - عاد الطفل لتوه الى معرة النعمان لأن والديه اعتقدا ان الخطر تجاوزها. كان يلهو على دراجته الهوائية حين طمرته تحت الركام قذيفة ألقتها طائرة حربية تابعة للنظام السوري.
ما زال الجزء الاعلى من جسده تحت الركام، ولا ترى منه سوى رجلان صغيرتان مشوهتان في شكل رهيب وتغطيهما الحجارة، وقدمان مكتنزتان ما زالتا على دواستي دراجة هوائية للاطفال.
سحبت من تحت الانقاض جثة بلا رأس لهذا الطفل، وحملها بأطراف ايديهم أقارب كواهم الحزن. في مواجهة رهبة ما رأوا، كانوا يتضرعون الى الله.
ادى القصف ايضا الى تمزيق جسد طفل آخر كان يلهو في الحي نفسه.
على بعد امتار من مكان سقوط القذيفة، تخرج امرأة متألمة من نافذة منزلها الواقع في الطبقة الارضية. هي مصابة بدوار وما زالت في ملابس النوم، لكن نجاتها من الغارة اعجوبة في ذاتها. هوى المبنى كقصر من أوراق اللعب، لكن صالون منزلها صمد.
أخذت هذه الغارة المفاجئة على حين غرة، عددا قليلا من السكان الذين ما زالوا في معرة النعمان التي هجرها غالبية قاطنيها الـ 125 ألفا بسبب الغارات المتكررة التي تتعرض لها المدينة واطرافها منذ سيطرة المقاتلين المعارضين عليها في 9 اكتوبر الجاري.
ووقعت المجزرة الخميس في جنوب غرب المدينة الذي بقي نسبيا في منأى عن القصف. وقد دفع هذا الاعتقاد الخاطىء اهل الطفل الذين لجؤوا الى بلدة كفرنبل القريبة منذ عشرة ايام، للعودة الى معرة النعمان الاربعاء.
ودمرت القذائف في شكل كامل مبنى من اربع طبقات، في حين تسببت بدمار جزئي في مبنى مجاور ومسجد لجأت اليه نساء واطفال، معتقدين انهم سيتمتعون بالامان في دار العبادة هذه.
وصرخ الناس متوجهين الى الصحافيين: «انظروا ماذا يفعل هؤلاء الكلاب بنا!»، و«اذهب الى الجحيم يا بشار لانك تقتل الاطفال!»، وناجوا ربهم «ان يمنحنا القوة لنتغلب على هؤلاء الحثالة!».
 
أعلى