عبدالله ذيب أدخل الإحتراف إلى الاردن بقصة هروبه للبحرين

B.A.R.C.A

مشرف

إنضم
Mar 17, 2011
المشاركات
14,481
مستوى التفاعل
73
المطرح
.: U . A . E :.
يعد الأردني نهاد صوقار أحد أهم الخبراء والمدربين الذين أنجبتهم كرة القدم الأردنية، حيث تبوأ العديد من المناصب بفضل ما يتمتع به من رؤية احترافية وتدريبية في التطوير.

صوقار الذي بدأ حياته نجما لا يشق له غبار مع الفيصلي الأردني، ثم اجتاح عالم التدريب من أوسع أبوابه حيث أشرف على تدريبات العديد من الفرق والمنتخبات الأردنية، تسلم قبل سنوات منصب مدير دائرة التدريب والتطوير في الإتحاد الأردني، وكانت هذه الدائرة مستحدثة ليكن صوقار أول من تسلم هذا المنصب.

ولأنه يتمتع بالخبرة وبات محاضرا آسيويا مشهودا له بالكفاءة والعطاء، اكتسى الشهرة حينما بدأ يحلل الكثير من المباريات والبطولات لأبرز القنوات العربية الرياضية، وقبل نحو عام وأقل كان صوقار يقصد العاصمة القطرية الدوحة، ليتسلم مهمة المشرف الفني في اللجنة الفنية في الإتحاد القطري بكرة القدم، ليستثمر أحد المواقع فرصة اللقاء بالخبير صوقار عبر الحوار التالي:

* حدثنا بداية عن طبيعة عملك كأردني يعمل مشرفا فنيا في الإتحاد القطري بكرة القدم؟

أعمل حاليا كمشرف فني في اللجنة الفنية بالإتحاد القطري، وفي حقيقة الأمر فإن الإتحاد القطري باشر في تنفيذ مشروع تطويري كبير وضخم للبراعم يتم تطبيقه على الأندية من خلال اللجنة الفنية ونحن نعمل كمسؤولين فنيين عن هذا المشروع.

* وما هي الأهداف التي تسعى لتحقيقها كمشرف في الإتحاد القطري .. وهل هنالك معوقات في عملكم؟

في الإتحاد القطري وفي اللجنة الفنية بالتحديد لايوجد لدينا أية مشاكل من حيث الإمكانيات المادية أو الفنية أو فيما يتعلق بالبنية التحتية، فالعمل هنا احترافي بمعنى الكلمة، والأمور مسيرة بشكل سلس جدا والزملاء متعاونون جدا والمناخ الإحترافي الذي نعمل في ظله يكسبنا الخبرات الكبيرة.

أنا أعلم أن عملي هنا مؤقت، ولا أدري كم سيستمر من الأيام أوالأشهر أو ربما السنين ولكن الإخلاص وبذل أقصى جهد ممكن في عملي هو العنوان الرئيسي، وعلي أن أقدم كل ما أستطيع لتطوير المجال الذي أعمل فيه، ولذلك فإنني أعمل في مجالات مختلفة حيث أساعد في تنظيم الدورات التدريبية وأعقد الورشات والمحاضرات للمدربين ، كما أنني بطبيعة الأمر محاضر في الإتحاد الآسيوي وفي جميع المستويات وعقدت العشرات من الدورات التدريبية في البلاد العربية ومؤخرا كنت في النجف للإشراف على دورة تدريبية للاعبي المنتخبات الوطنية المعتزلين، وفي هذا المجال ربما تخرج نحو 300 مدرب أردني وعربي بين أردنيين وعراقيين وسعوديين ويمنيين ولبنانيين واماراتيين وبحرينين وقطريين وحتى مصريين.

* هل انتهت علاقتك مع الإتحاد الأردني.. واطلعنا على طبيعة عملك السابقة؟

قبل مغادرتي الأردن قاصدا قطر كنت أعمل في الإتحاد الأردني مديرا لدائرة التدريب والتطوير ،وهذه الدائرة بالمناسبة مستحدثة وأفتخر بأنني كنت أول مديرا لهذه الدائرة، وكان عملي مقتصرا حينها على تطوير المدربين وإدارة الدورات التدريبية بمختلف أنواعها ومستوياتها ،فهناك دورات محلية ودورات آسيوية ودورات للفيفا بالإضافة إلى ورشات عمل متخصصة تحت عناوين محددة.

وللعلم عملت قبل ذلك مع الإتحاد الاردني لكرة القدم من عام 1998 ولغاية 2011 في مناصب مختلفة منها مدربا لمنتخب تحت 16 سنة ومدربا لمنتخب تحت 18 سنة ومساعدا في المنتخب الأول ثم مديرا فنيا للواعدين ثم مدير فنيا للمنتخب الاولمبي وأخيرا مديرا لدائرة التدريب والتطوير، وكنت الوحيد الذي يجمع بالعمل بين الإتحاد والأندية.

وللأمانة أنا أعتز كثيرا بفترة عملي في الإتحاد الأردني لكرة القدم برئاسة الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الفيفا، وكذلك أشعر بالإمتنان لهذا الإتحاد لما حققته ولما وصلت إليه ولولا الإتحاد ودعم الأمير علي لما وصلت إلى وصلت إليه اليوم.

وهنا أحب أيضا أن أذكر فادي زريقات أمين السر السابق للإتحاد الأردني وأمين عام اتحاد غرب آسيا حاليا والذي كان مؤمنا بمهنيتي وقدراتي، ولذلك وجدت منه كل الدعم وكذلك م.نضال الحديد الذي أعطى الرياضة الأردنية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص كما لم يعطي مسؤول من قبل.

* وهل تركت الإتحاد الأردني نهائيا.. أم حصلت على اجازة بدون راتب؟

قبل ذهابي إلى قطر تقدمت بإجازة سنوية مدتها ثلاثة أسابيع وألحقتها بإجازة لمدة عام كامل بدون راتب وبعد مرور ثلاثة أسابيع حدثني مدير شؤون الموظفين وأبلغني عن عدم موافقة مجلس ادارة الإتحاد على الإجازة بدون راتب وخيرني بين العودة أو الإستقالة، فاضطررت لإرسال استقالتي مرغما لا مخيرا بعد عمل امتد من 1998 ولغاية 2010 وهكذا كان.
لقد شعرت بالحزن بعد هذه الإستقالة وعشت لحظات وداع مؤثرة مع محمد عظيمة والمصري علاء نبيل والإنجليزي وجوناثان وقبلهم المصري فكري صالح.

* وماذا حققت مع المنتخب الأولمبي الأردني وأنت الذي قدته في دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة؟

لقد حققت ربما أكبر فوز يحققه منتخب أردني في مباراة رسمية عندما فوزنا على مكاو 13 -0 وتأهل المنتخب أولا على مجموعته للألعاب الآسيوية 2006 في قطر وسيمضي وقت ليس بالقصير قبل أن يأتي منتخب أولمبي أردني بالمستوى الذي ظهر عليه ذلك المنتخب ولنا الفخر أنا وزملائي بالجهاز التدربي بأن معظم نجوم الأردن في الوقت الحالي كانوا لاعبين في المنتخب الأولمبي.

* ما هي شروط التحاق المدرب بأي دورة آسيوية؟

الدورات الآسيوية تنقسم لأربع مستويات رئيسية وكل مستوى يعتمد على ما قبله، وتبدأ الدورات بالمستوى الثالث وهي أول دورة يستطيع أن يشارك بها كل من له علاقة بكرة القدم لاعبا أو مدرسا للتربية الرياضية وأحيانا نتيح الفرصة لمشاركة الراغبين في المجتمع للإشراف على فئة معينة من الأطفال، وهنالك المستوى الثاني ولا يجوز المشاركة فيه لي كان إلا في حال اجتاز المستوى الثالث، أما المستوى الأول فهو شرط لتدريب المنتخبات الوطنية وفي الأردن هنالك مدربين اثنين اجتازا المستويات المتقدمة والخاصة وهما خالد عوض ونهاد صوقار فقط.

* وكيف تقييم مشوار كرة القدم الأردنية بعد أربع سنوات احتراف؟

الإحتراف ضرورة لكرة قدم متطورة ، بمعنى أنه لن تصل للعالمية وللمستوى التنافسي القاري إلا بتطبيق الإحتراف في كرة القدم، والإحتراف لايعني فقط تغير مسمى اللاعبين من هواة إلى محترفين بل للإحتراف مضمون.

أعتقد أن الإحتراف في الأردن دخل بالقوة وبطلب ملح من الأندية والفضل في ذلك يعود للاعب عبدالله ذيب وهروبه إلى البحرين مما خلق حالة خوف لدى الأندية الأردنية من هروب نجومها، وهذا يعني بطبيعة الحال أنه لم يكن انتقالا مخططا للإحتراف بل كان احترافا أعرجا وأعورا برجل واحدة وعين واحدة ولكن مع تطبيق التجربة بدأ التحسن على مستوى الأداء الإحترافي الاداري.

وللحقيقة فإن الإتحاد الأردني قفز قفزات هائلة على المستوى الإداري حتى بات من أفضل الإتحادات الآسيوية ،وهذا النجاح الإداري تم تتويجه بفوز الأمير عليبن الحسين بمنصب نائب الرئيس للإتحاد الدولي الفيفا حيث يقوم سموه بدور مهم في الساحة العربية والآسيوية والعالمية وسيكون دوره مؤثر أكثر فأكثر في المستقبل. وعودة إلى الإحتراف الأردني، فإنني أرى أنه تجربة جيدة وهي خطوة لا يمكن التراجع عنها، وعلى الإدارات الرياضية في الأندية العمل الدؤوب لتطوير أدائها وتغير ذهنيتها لأن للإحتراف ومعايير أن لم تفهم ستلفظ معظمهم.

* يتردد بأن نهاد صوقار تمت محاربته في الإتحاد الأردني ما تعليقك على هذا الكلام؟

قطعا لا.. ولم يحاربني أي أحد بالعكس،الإتحاد الأردني ربما أعطاني أكثر من غيري، ولكن ليس بالواسطة ولا لأنني على علاقة وثيقة بالمسؤولين بل لأنني كنت أعطي بلا حدود وأنجح في أي عمل يسند لي ولا يعني هذا أنني كنت محبوبا ومدللا طوال الوقت.

وفي كافة المراحل عانيت من بعض المقربين أكثر ،ربما أن طبيعة شخصيتي كانت تسبب لي عددا من المشاكل وخصوصا في مجال الدورات.. أنت تعلم أن الناس التي لها هدف تلجأ الواسطة قبل كل شيء، وهذا تصرف لا أحبذه لأنك قد تحصل على ما تريد بكل يسر ودون واسطة، ولكن للأسف اعتاد بعض الناس على هذا الأسلوب الخاطئ وأنا متشدد جدا في هذا الأمر، وأنا دائما أضرب بعرض الحائط هذه الأمور وأعطي من يستحق حقه بالكامل، ورفضي للواسطات سبب لي مشاكل كثيرة وعادة من يبحث عن الواسطة هم الفاشلون الذين يحاولون الحصول على ما هو ليس حق لهم ولذلكربما يكرهني البعض لعدم تلبية طلبات الواسطة ولكنهم بذات الوقت يحترموني لأني لا أجامل.

* وما هي الدورات التي حصلت عليها؟

بحمد الله وشكره ، فقد حصلت على جميع الدورات بمختلف أنواعها ومستوياتها من المستوى الثالث ومستوياتها وكنت من بين ستين مدرب في القارة الآسيوية حاصلين على تلك الشهادات والآن أصبح الكثير يحملون ذلك. وأعتز كثيرا بأنني أحمل دبلوم تدريب من جامعة لايبزغ في المانيا وهو المعهد الأول والأهم في العالم رياضيا ، فهذه الدورة كانت الأطول والأهم وهي التي اعطتني السلاح الأهم كمدرب علميا وعمليا ومازلت على اتصال مع هذه الجامعة بعد ستة عشرة عاما.

* بإعتبارك مدرب أردني ..ألا تعتقد بأن زمار الحي لايطرب أنديتنا .. التعاقد مع مدربين أجانب دون معرفة سيرتهم التدريبية، وتكون في النهاية الخسائر وخيمة؟


هذا موضوع ذو شجون، فالمدرب الأردني موهوب ومؤهل أكثر من غيره من المدربين العرب وحتى الأجانب ،ولكن المشكلة تعود لقناعة الإدارة الرياضية بموهبة وقدرة المدرب البلدي وفي رأيي على الإتحادات تقع مسؤولية حماية المدرب المحلي من المنافسة الخارجية حتى لو وصل إلى حد منع استقدام مدربين من الخارج أو على الأقل وضع معايير للمدرب الأجنبي، وللأسف جميع المدربين الموجودين ليسو أفضل من المدربين المحليين، فمثلا بعد سنوات طويلة جدا في منطقة الخليج العربي بدأت الإتحادات تضع شروط للتعاقد وإجبار الأندية على تعيين مدرب محلي مع الخبير الأجنبي (خبير) وأضعها بين قوسين، وفي نفس الوقت ألقي باللوم على إدارات الأندية على الظلم الواقع على المدرب.

وهناك بعض الأندية تقوم بتعين مدربين وطنيين تعينا غير قائم على القناعة، بل تعينهم لعدم وجود امكانيات كافية لإستقدام المدرب الأجنبي ، وهنا أضرب مثلين، المدرب الأردني خضر بدوان حقق نتائج باهرة جدامع البقعة ، والكابتن فارس شديفات (ندعو له بالشفاء دائما ) حقق نتائج لن يحققها حتى لو استقدموا "مورينيو"، ومع ذلك الإدارات مازالت تبحث عن المدرب الأجنبي حتى ولو كان غير مؤهل ، وأعتقد أن نصف المدربين الأجانب العاملين في الأردن غير مؤهلين وغير مصرح لهم الجلوس على مقاعد المدربينفي البطولات الآسيوية الرسمية.

* برأيك هل المدرب الأردني مقصر بحق نفسه؟

المدرب الأردني طفل يتيم رمي به في الشارع في ليلة عاصفة ثلجية بدون ثياب، وهنا أقول أن الإتحاد والأندية مطالبة بمد يد العون والدعم للمدرب الأردني الذي يمتلك الكفاءة أكثر من غيره.

* كلمة أخيرة؟

أرجو أن لا أكون أطلت على الموقع الرياضي الأول على مستوى الوطن العربي، وأنا سعيد جدا لمنحي فرصة الحديث، وأبارك لكم التطورات المشهودة التي حدثت بالموقع، وكل عام وأنتم بألف خير وعيدكم سعيد.
 
أعلى