يا شام جُنَّ بوصفِكِ الشُّعراءُ
..................كجنونِ قيسٍ والجنونُ سَـواء
أظهرتُ حُبَّـاً لست أرضى كتمَهُ
..................والشّعرُ يُظهِرُ حُسنَهُ الإلقاءُ
عَلِمَ الشِّتاءُ بأنَّ خَيرَكِ مُغدِقٌ
..................وعَلمت أنَّك يا دمشقُ شتاءُ
وأتى السُّؤالُ أليسَ برداً ما ترى؟
..................فأجبتُ ها هوَ قاسيونُ رداءُ
نِعمَ الرِداءُ وكم أضاف لِحُسنِها
..................ويُجيدُ من حُسنِ العروسِ غِطاءُ
لو أنَّ سُمَّاً مِنْ ترابِك مَصلُهُ
..................لابْتيعَ حصراً للقلوبِ دواءُ
قالوا توقفْ هاهنا يا ذا الفتى
..................ظنُّوا بأني مَسَّني إعياءُ
لا تحسبوا شيبي دليلَ متاعبي
..................بالضِّدِ قالوا تُعرَفُ الأشياءُ
أغراكُمُ لومي فزادَ تَشوُّقي
..................إنَّ الملامَةَ في الهوى إغراءُ
ما كنتُ أُظهِرُ في الخليل براعتي
..................لو لمْ تُحَفّز ريشتي "الفيحاءُ"
وغَمستُها في وزنِ بحرٍ كاملٍ
..................فأتَتْ بحُسنِ مياهِهِ الزَّرقاءُ
وسألتُ ربي أنْ يطيبَ تَفَنُني
..................في وصفِ جِلَّقَ والسُّؤالُ دعاءُ
فَتراقَصتْ صورُ الشَّامِ بخاطري
..................وتفتَّحت أبوابُها الغـــــــــــرَّاءُ
سبعُ المثاني للكتاب بدايةٌ
..................وبسبعِ أعظُمَ تسجدُ الأعضاءُ
...................................عماد الدين طه