الوعد السوري
أنا بتنفس حرية
- إنضم
- Jan 5, 2009
- المشاركات
- 3,838
- مستوى التفاعل
- 124
- المطرح
- مدينة المآذن والشهداء .... دوما
تقترب حافة الهاوية من الدنو
رويداً رويداً
يتراءى في الأفق البعيد
لهيبُ نارٍ يتلظى ويتهدجُ
يجتاح الجمال المخضوضر
ويحرق السلام
يقتلهُ في مهده
وفي المشهد لعنةٌ تطارد الحب
تفتك بهِ
تقطعه نصفين
وصوتُ الكرى يعلو
والنحيب يتأججُ
وهزيم الرعد يشق عنان الفضاء
وخرابٌ تزكم الأنوف لرائحته
تستفيق السماء على بحرٍ من الدماء
يمحو لونها الساحر
يكسوها لوناً خمرياً
والغضب في المحيطات
يموج ويتأججُ
وفي بستانٍ غير ذي غضبٍ
تمتطي أميرتنا أرجوحتها الصغيرة
وعلى جسدها الغضِّ
ثوبٌ أبيض
بريءٌ مثل براءتها
نقيٌ كقلبها الضعيف
لا تعبأ بالموت القادم من المجهول
تحملها أحلامها الوردية
وعلى المارين في مستقبلها
تتفرجُ
تنطلق في الفضاء
أهزوجة الحزن
ترتل ترتيلة الوداع
والناي الباكي يهدر بالدموع
ينزف حيناً
وحيناً يتشنّجُ
ويستل الحقدُ الدفين سيفَ جبنٍ
يجمعه من أشلاء المعذبين
والميتمين
ويزمجر في الأركان الأربعة غدرٌ
يعبر الأزمنة منذ ولادة آدم
يجمع كل أحقاد أهل الأرض
ويتحشرجُ
ويحشد كل جبروت الانس والجن
والخلق كلهم
في معركةٍ ضد قلبٍ بريء
يجرح كبرياء الرجولة
في زمنِ
اغتصابِ الطفولة
يقتطع من أشلائها
وفي جراحاتها يتزلّجُ
ويغرز خنجره المسموم
في فؤاد الأميرةِ
الغائبةِ في سلطان نومها
في الأرجوحة البيضاء
وانتثرت الدماء الوردية
بللت الفستان وخضّبتهُ
ورسمت شلالاً من الدماء
يميل مع دموع الأزهار
ويتعرجُ
وترتوي الأرضُ من نبعٍ طاهرٍ
ويسقط القلب صريعاً
وبسرعة البرق يحتضنه التراب
تحفر الفراشات له قبراً سندسياً
من رياض عدنٍِ
وتكتب على جدار الضريح
نسمةٌ هاربة من الموت الزؤام
:
رحلت الأميرة إلى العلا
بانتظار فارسها العتيد
الذي في دنياهُ الوقحةُ
يتبسمُ ويهرّجُ
التعديل الأخير: