عقدة الذنب


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

من الامور التي تحزن عند رؤيتك لها الحزن عندما يسيطر على اجساد تكون الارواح فيها بالية. مختنقة - خواء وحزن - يتملكه وغضب ماهو الا بركان. من الانتقام يعمي البصر والبصيرة.
وكان النبي يأمر من غضب بتعاطي أسباب تدفع عنه التوتر والقلق ومسببات الغضب كافة وتسكنه ويمدح من ملك نفسه عند غضبه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الغَضَبَ مِنَ الشَّيْطانِ، وَإِنَّ الشَّيْطانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وإنَّمَا تُطْفأُ النَّارُ بالمَاءِ، فإذَا غَضِبَ أحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأ».
يخلط بين الشعور بالذنب وبين (عقدة الذنب) فالشعور بالذنب حالة اعتيادية ترتبط بأخلاق الفرد ومستوى تربيته، وينتج هذا الشعور عندما يقع الفرد في خطأ لا ينسجم مع قيمه وتقاليده وأنماط تربيته كشعور الطالب بالذنب إذا تفوه بكلمة لا تليق عندما يخاطب استاذه.
وهذه الحالات تعد من مؤشرات المستوى الأخلاقي الجيد ومن علامات الرقى الاجتماعي.
اما عقدة الذنب فهي تركيب من مشاعر شاذة تدميريه مضطربة تدور حول الذات واتهامها بكل ما يستحق اللوم والعقاب.وقد يكون مصدر هذه المشاعر هو تضخم الضمير، وقسوته وتزمته، وذلك يعود الى تراكمات الماضي. ومن خصائص الفرد الذي يعاني من عقدة الذنب انه يعمد إلى عقاب نفسه من اجل ان يخفف من شدة قلقه. والشخص حينما يقوم بعمل يستحق اللوم والعقاب وفعلا يعاقب عليها ولا يكون سلوكه بمستوى الشعور الطبيعي، وإنما يكون تصرفه بضغط من دوافع غير شعورية تمتد جذورها إلى ابعد من الواقع الذي يعيشة، أي تمتد إلى ما هو محجوز ومكبوت في العقل الباطن.
معاتبة الشخص لنفسه اذا ما بدر منه تصرف غير محببـ، أو عند التقصير في حقوق الاخرين، أمر جيد وصحي يطلق عليه البعض تسمية النفس اللوامة، على الا يزداد ويزداد العتاب كلما عظم الفعل، حتى لا يتطور الامر أكثر من هذا، ليدخل الانسان في ما هو أخطر، حيث تلاحقه أخطاؤه، وتلح على ذهنه باستمرار مشاعر الندم والأسف، والادانة، ويدخل في حالة من الاكتئاب والعزله التي ترسخ بداخله «عقدة الذنب» ويسيطر على الفرد قناعة بأنه انسان لا يستحق ان يغفر لنفسه، وان غفر الآخرون.
تلك العقدة وأبعادها النفسية والسلوكية جدا خطيرة ومدمرة حيث تؤثر على تركيبة الفرد كاملة وعلي محيطه. بشكل عام وهذا يؤثرسلبا على التعايش في المجتمع الصحي... بين كافة نسيج افراده.
إن الضغوط تبعث في البداية بإشارات، أو في شكل أدق بإنذارات قد تكون عرضية تمر مرور الكرام، أو قد تلازم صاحبها لفترة طويلة فتفضي في النهاية إلى حالات مرضية،عقيمة.
تجعل من الشخص قنبلة موقوتة... اينما حل.
وذلك الضغط القاتل الذي يستحوذ على عقل الشخص. ولا يقتصر على الاذى النفسي بل يتعدى الى ان يكون المسبب الخفي لامراض تشل سائر الاعضاء وصولا الى التلاعب بدقات القلب الى اشد الامراض فتكا بالجسد و لايتبدد. هذا الامر الا بالراحه النفسية والهدووء والاريحية. بينه وبين عقله وافكاره ونفسه وان ينظر الشخص الى نفسه. ولا ينسى رحمه الله قد وسعت كل شيء فلا قانط من رحمة الله.
قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}
فمهما عظم ذلك الذنب فلتكن الثقه بالله اقوي من كل شيء.
فمن كمال عفوه سبحانه أنه مهما أسرف العبد على نفسه ثمَّ تاب إليه ورجع، غفر له جميع جُرْمِهِ... كما قال تعالى {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
وبذكر الله الداائم ليطمئن. عقله وقلبه وتسكن له نفسه.
وما ان سكن العقل استكان الجسد. ككل متكامل وبدأ يمد يد العون لاستبدال كل المشاعر والافكار ذات الطاقه السلبية. الى عوامل محفزة وطاقات ايجابية متجددة.
ويعتبر الاسترخاء خير معين لتفادي الضغوط، وتحاشي نتائجها. إن الاسترخاء يعمل على تنمية قوة التحكم بالذات ويعجّل برحيل التوترات النفسية والانفعالية، ويؤدي إلى حدوث نوع من التوازن الانفعالي والعاطفي في العقل والجسم. ويمكن الحصول على الاسترخاء عبر التأمل وهو يعتبر من أنجح الوسائل التي تخفف من عبء الضغوط وتعزز الصحة الجسدية والنفسية، فهو يساهم في تهدئة الأفكار الداخلية، وفي إبعاد مشاعر العجز واليأس والعزلة وفي جلب الراحة النفسية والطمأنينة، وفي إرخاء العضلات، وزيادة الوعي وصفاء الذهن، وتحسين المزاج، وترتيب الأفكار وتسلسل الأولويات، وفهم ماهية العلاقة العميقة مع الآخرين، خصوصاً تلك المتعلقة بالحياة اليومية. والتأمل يحسّن من سريان الدم في دهاليز المخ، ويحد من طرح كميات فائضة من هورمونات الغضب التي تقف وراء «تواجد عقدة الذنب وتأنيب الضمير بقوة»، وعلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
في دقيقة غضب تحرمك 60 ثانية من السعادة، فما بال جسد يعايش الغضب 24 ساعة وفي كل ثانية من الدقيقة.
كما يساعد التأمل في إدارة الآلام المزمنة وفي عملية التكيف معها ممارسة اليوغا، وهي عبارة عن نظام رياضي مكون من سلسلة من الأوضاع الجسدية المتتابعة الى يصب جل تركيزها في الاعصاب. وادارة. التنفس من شهيييق تختزل انفاسك. وتبثها في جسدك. كي تعمل كجيش. حاشد معلنا حربه. علي كل الطاقات السلبية والمشاعر المؤلمة ليقوم بانتزاعها وطردها بزفير يزلزل اركان الغضب في اليوغا.
تمنح الطاقة للجسم وتساعد على استرخاء العقل، وبالتالي تكسب الشخص مزيداً من القوة والليونة والإدراك والنظرة الإيجابية للحياة. وفي المختصر، توفر اليوغا الراحة النفسية وتثير الغبطة والفرح الداخلي وقد أشارت دراسة أميركية حديثة إلى وجود مجموعة من الأدلة العلمية المتزايدة التي تبين أن تمارين الاسترخاء والتأمل والتنفس في اليوغا تدفع إلى الانشراح، والابتسااام... وهي مصدر من مصادر السعادة الدائمة وتخفف من حدة القلق والاكتئاب، وتخلق حالة من التوازن الروحي الذي يترك بصمات إيجابية على الصحة. وتعلمك حافزا ايجابيا يدعم الشخص نحو رؤية الاشياء اجمل وتكون قناعاتهم ان غدا يكون بإذن الله اجمل. لان كل شيء من دون تعمق اجمل.
 
أعلى