عقوبات سوريا حققت بعض المكاسب وأثارت الكثير من الغموض

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
من رادو ماريناس وسام كيج وجوستينا باولاك ورئيسة كاسولوفسكي
بوخارست/بروكسل/دبي 2 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - بعد​
شهرين من بدء المظاهرات الاحتجاجية المناهضة للحكومة في سوريا​
العام الماضي ومع اشتداد حملة الجيش على المحتجين فرض الاتحاد​
الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على الرئيس بشار الأسد وعلى​
أفراد أسرته ومسؤولين أمنيين.​
وكانت العقوبات تستهدف تجميد ممتلكات وحسابات مصرفية مما يصعب​
الوصول إلى الأموال ونقل الأصول ويؤدي في نهاية الأمر إلى إنهاء​
العنف. ولكن بعد 18 شهرا اتسع نطاق القتال ومازالت بروكسل​
وواشنطن تواجهان صعوبة من أجل أن تحدث العقوبات أثرها.​
وليس هناك إحصاء رسمي بشأن حجم ثروة الأسد التي جمدتها​
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية بموجب​
العقوبات التي تستهدف افرادا وشركات. ولكن بناء على الأموال التي​
جمدتها بريطانيا وسويسرا التي لا تنتمي للاتحاد الأوروبي من المرجح​
أن تكون مئات الملايين من الدولارات.​
وقال مصدر مطلع في يوليو تموز الماضي إن سويسرا جمدت أصولا​
تقدر قيمتها بنحو مئة مليون فرنك (106 ملايين دولار) مرتبطة بالأسد​
والمحيطين به وشركات سورية استجابة لعقوبات الاتحاد الأوروبي.​
وجمدت بريطانيا ما قيمته 160 مليون دولار.​
لكن دبلوماسيين وخبراء غربيين مختصين بتعقب الأموال قالوا إن​
البحث كشف عن جزء ضئيل جدا مما يشتبه في أنها شبكة مالية دولية​
داعمة لحاكم سوريا والدائرة الضيقة المحيطة به.​
ويبدو أن الحكومات الغربية تركز بدرجة أكبر على تطبيق مجموعة​
من العقوبات الأوسع نطاقا مثل تلك التي تمنع البنك المركزي السوري​
من دخول أسواق المال الأمريكية وفرض قيود على التجارة والخدمات بما​
فيها حظر يفرضه الاتحاد الأوروبي على واردات النفط السوري.​
وأفاد خبراء في تحقيقات الشركات من القطاع الخاص أن ذلك ربما​
يرجع جزئيا إلى أن حجم الثروة الشخصية للأسد - تلك التي يمكنه بشكل​
منطقي تحويلها إلى أصول سائلة - لا يتجاوز المليار دولار مقارنة مع​
مزاعم معارضيه عندما بدأت الانتفاضة في مارس آذار 2011 بأنه يملك​
عدة مليارات دولارات.​
وقال إيان ويليس مدير البحوث في شركة الاكو لمعلومات الشركات​
ومقرها بريطانيا إنه في وقت مبكر من الانتفاضة ترددت "أرقام ضخمة"​
تزيد عن 120 مليار دولار كتقديرات لثروة الأسد استنادا إلى حقيقة​
أن أسرة الأسد تسيطر على معظم ركائز الاقتصاد.​
وأضاف "في الواقع ورغم أنهم بالتأكيد يملكون الكثير في العديد​
من القطاعات فإن هذا الرقم لا يقترب على الإطلاق من ذلك فيما يتعلق​
بالاموال التي يمكن تسييلها ونقلها. يمكن أن أقول إن واحدا بالمئة​
من هذا الرقم تقدير واقعي على الأرجح."​
وقال مارك دوبفيتس المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن​
الديمقراطيات وهي مركز أبحاث في واشنطن "كان هناك شعور أنها ليست​
أموالا كثيرة وانها ليس لها اثر يذكر على حسابات القيادة فيما​
يتعلق بصنع القرار." غير انه قال إنه لا يعلم أن ذلك حقيقي.​
وأضاف "النظرية الأخرى العملية - وهذه الأرجح ساخرة بعض الشيء-​
أنك إذا أردت أن تتخلص من الأسد وكانت هناك فرصة لاقناعه بترك​
السلطة فإنك على الارجح لا تريد أن تتعقب ثروته لأنك تريد أن تترك​
له مخرجا ليتسنى له الذهاب إلى المنفى والتمتع بثمار نظامه​
المستبد."​
وأورد تشارلز كراوفورد وهو سفير بريطاني سابق لدى البوسنة​
والهرسك وصربيا والجبل الأسود وبولندا والذي ساعد في فرض عقوبات​
تهدف إلى الإطاحة بالرجل القوي السابق في صربيا سلوبودان​
ميلوسيفيتش تفسيرا آخر هو التكتيكات النفسية. وقال إن منفذي​
العقوبات ربما يسعون لإدراج بعض المتشددين افراد النظام دون غيرهم​
لممارسة ضغط نفسي عليهم.​
لكن الافتقار لليد العاملة قد يكون سببا كذلك. فقد قال مبعوث​
غربي في الإمارات حيث يعتقد أن الاسد واسرة رامي مخلوف ابن خاله​
وحليفه المالي الرئيسي يملكان أصولا إن التحقيقات في ثرواتهما​
الشخصية قيمة لكن "ليس لدينا موارد كافية. تحدث كثير من الأمور في​
المنطقة الآن وهناك قضايا كثيرة لها الأولوية."​
ويقول نيك بورتمان مدير الاقليمي في منطقة الشرق الأوسط لشركة​
جي.بي.دبليو لتحقيقات الشركات والمقيم في الخليج لندن إن ثروة بشار​
تستثمر بشكل حذر للغاية في الخارج منذ سنوات عديدة وتحت اسماء​
وهمية متعددة وشركات معاملات خارجية في دول قوانين الإفصاح فيها​
ضعيفة أو لا تطبق.​
وقال "تجميد الثروة يتطلب تحديد الثروة وهذا يعني في نهاية​
الأمر الوصول إلى مستشارين ومسؤولين وهو شيء خارج نطاق العمل​
العادي للجهات الرقابية المالية والتجارية وغيرها من أجهزة تنفيذ​
القانون المفترضة."​
ويقول مسؤولون غربيون إن المعلومات الواردة من دول الخليج كانت​
ضئلة للغاية. وقال دبلوماسي بارز "كنا نتناقش مع روسيا ودول الخليج​
فيما يتعلق بمخاوفنا من أنهم ربما يستخدمون أنظمتهم المصرفية. ولم​
يتضح حجم أموال النظام التي ربما ذهبت إلى هناك."​
إلا أنه تم إحراز بعض التقدم.​
فهناك على سبيل المثال مخلوف الذي اتهمه وزراء مالية الاتحاد​
الأوروبي في مايو 2011 بتمويل الأسد. ويخضع رجل الأعمال لعقوبات​
أمريكية منذ عام 2008 لما وصفته واشنطن علنا بالفساد. وفرضت بروكسل​
عقوبات من جانبها العام الماضي.​
وفي يوليو تموز الماضي أظهرت أدلة نشرتها اللجنة الفرعية​
الدائمة بمجلس الشيوخ الأمريكي بشأن التحقيق في ثغرات مكافحة غسل​
الأموال في بنك اتش.اس.بي.سي أن مخلوف ووالده كانا المستفيدان من​
صندوق أنشأه البنك بريطاني في جزر كايمان.​
وفي 16 أغسطس آب أدرج الاتحاد الأوروبي على قائمة العقوبات​
شركة دريكس تكنولوجيز في لوكسمبورج قائلا انها مملوكة لمخلوف الذي​
يستخدمها في تسهيل إدارة اصوله المالية في العالم ومنها حصة أغلبية​
في شركة الهاتف المحمول سيريتل والتي ادرجها الاتحاد الأوروبي من​
قبل على القائمة على أساس انها تقدم دعما ماليا لنظام الأسد.​
ولم يتسن الاتصال بالشركة للتعليق.​
ولم يتسن الاتصال بمخلوف كما لم يتم الرد على الرسائل التي​
ارسلت عبر سيريتل. ويعتقد ان مخلوف مازال يقيم في سوريا.​
وجمد الادعاء السويسري العام الماضي نحو ثلاثة ملايين يورو​
اودعها مخلوف في بنك في جنيف للاشتباه في علاقتها بغسل الأموال.​
لكن تم فك التجميد عندما استأنف مخلوف الحكم قائلا إن الأموال​
أودعت بتاريخ سابق على العقوبات التي فرضتها سويسرا في مايو أيار​
الماضي.​
والدعوى التي رفعها مخلوف واحدة من 35 دعوى قضائية ضد العقوبات​
على سوريا أمام محكمة العدل الأوروبية أغلبها مازال ينظر وفق ما​
ذكره مسؤول بالاتحاد الأوروبي.​
وفي قضية أخرى رفع اسم رجل الأعمال السوري عماد غيرواتي من​
قائمة العقوبات هذا العام بعد أن تحدى قرار ادراجه في دعوى قضائية​
امام محكمة العدل الأوروبية. وقال مسؤول إن المحكمة قضت بأنه لا​
داعي لإعلان نتيجة الدعوى رسميا لأن اسمه رفع من القائمة لاسباب لم​
يكشف عنها بعد رفع الدعوى.​
ورد مسؤول بارز بالاتحاد الأوروبي على سؤال بشأن وتيرة جهود​
الاتحاد الأوروبي لملاحقة أموال الدائرة المقربة من الأسد قائلا ان​
الأمر يرجع لدول الأعضاء في اقتراح "افكار تتعلق بمرشحين محتملين"​
كما ان الدعاوى القضائية التي رفعت ضد الإجراءات جعلت النهج أكثر​
حذرا.​
وأضاف "أحيانا عندما ترتكب أخطاء تكون الأدلة المطروحة غير​
قوية بما يكفي لذلك تكون هناك دائما فرصة للطعن القضائي. ولدينا​
بعض هذه القضايا أمام المحاكم الأوروبية ويتعين علينا توخي الحذر."​
وربما كانت أكثر هذه القضايا إثارة تلك المتعلقة برومانيا.​
وكانت تربط دكتاتور رومانيا الشيوعي السابق نيكولاي تشاوتشيسكو​
وحافظ الأسد والد بشار علاقات طويلة وقوية. ويقول المنشق السوري​
محمد الرفاعي المقيم في رومانيا إن العلاقات الوثيقة مستمرة بين​
البلدين خاصة مع السفير السوري لدى رومانيا وليد عثمان وهو والد​
زوجة رامي مخلوف.​
ويريد الرفاعي وهو طبيب اسنان غادر سوريا في أوائل الثمانينات​
ليدرس في رومانيا الشيوعية في ذلك الوقت من الولايات المتحدة​
والاتحاد الأوروبي التحقيق في الشركات المرتبطة بعثمان باعتبارها​
ملاذات محتملة وقنوات لنقل اصول مملوكة للاسد وأسرته الممتدة ومنها​
مخلوف.​
وقال وزير النفط السوري السابق عبدو حسام الدين إن عثمان كان​
من الذين يقومون بعمليات تحويل الأموال نيابة عن أسرة الأسد. لكن​
معارضي عثمان لم يقدموا أي دليل على ارتكابه أي مخالفة.​
ونشر موقع روماني للصحافة الاستقصائية يدعى (رايز بروجكت)​
وثائق في مايو أيار 2012 تظهر حجم النشاط التجاري السوري في​
رومانيا والذي يشمل شركات مملوكة لأبناء عثمان لكن لم يورد اي دليل​
على أي صلة لهذه الشركات بالأسد نفسه أو بأصول يملكها.​
وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي طلب عدم الكشف عن اسمه إن​
اسم عثمان وابنائه وابنته رزان على قائمة يحتمل أن تستهدفها​
العقوبات قدمها نشطاء سوريون معارضون للاتحاد الأوروبي في منتصف​
سبتمبر أيلول. لكن اسم رزان كان الوحيد الذي جذب الانتباه.​
وفي 15 أكتوبر تشرين الأول أضاف الاتحاد الأوروبي اسمها و27​
اسما آخر إلى قائمة بافراد يستهدف تجميد اصولهم وفرض حظر سفر عليهم​
ليبلغ العدد الاجمالي للأفراد الذين وقعت عليهم هذه العقوبات 181.​
ورزان عثمان هي زوجة مخلوف. وقال الاتحاد إنها "على صلة بالنظام​
السوري ومستفيدة منه."​
ولم يأت رد على طلب إجراء حديث مع وليد عثمان قدم للسفارة​
السورية في بوخارست. وأكد مسؤول بالسفارة طلب عدم ذكر اسمه أن​
عثمان تلقى الطلب.​
ولم يرد رد على طلب تعليق من رزان عثمان ارسل إليها عبر​
سيريتل.​
وقال مسؤول غربي طلب عدم الكشف عن هويته عندما سئل عن عثمان إن​
رومانيا من بين الدول التي يجري بحثها كمكان محتمل لنشاط الشبكة​
المالية الخاصة للاسد.
 
أعلى