علم النفس و مدارسه

[{*B*A*T*M*A*N*}]

تعريف علم النفس :

هو العلم الذي يدرس سلوك الأفراد وما وراءه من دوافع وعمليات عقلية دراسة علمية ليكشف عن القوانين والمبادئ التي تفسر هذا السلوك ويستطيع التنبؤ بأشكاله و توجيهه والتخطيط له .

والسؤال هنا :

اذا كان علم النفس هو دراسة السلوك فما المقصود بالسلوك ؟
يقصد (بالسلوك) جميع أوجه النشاط التي تصدر عن الكائن الحي نتيجة تفاعله مع مثيرات البيئة المحيطة به .
وقد يكون السلوك نشاطاً حركياً ظاهرياً يمكن ملاحظته كالمشي والكلام واللعب وقد يكون نشاطاً عقلياً الادراك والتفكير والتذكّر أو ما يستشعر الفرد من تأثيرات وجدانية وانفعالية مختلفة كالألم والخوف والارتياح .
وقد تعددت النظريات ومدارس علم النفس بسبب اختلاف العلماء في موضوع علم النفس وفي طريقة معالجته .

أولاً - المدرسة السلوكيّة :

أسس هذه المدرسة واطسن في أميركا وجاءت كرد فعل على نظريّات علم النفس السابقة التي كانت تعتمد على الدراسات و التفسيرات العقلية البحتة التي تفسر السلوك كالغرائز والشعور و الارادة والتفكير .
يرى أصحاب هذه المدرسة أن موضوع علم النفس هو دراسة السلوك بالملاحظة لذلك رفضت هذه المدرسة الاستبطان الذي يعتمد على تأمل الفرد فيما يجري في شعوره وما يدور في باطنه واعتمدت المدرسة السلوكية التجريب واستخدمت الحيوان في اجراء التجارب من أجل فيهم السلوك الانساني .
ان كل فكرة وارادة واختيار ليست سلوكاً ليست موضوعاً لعلم النفس .

ثانياً - مدرسة التحليل النفسي :

أسسها سيغموند فرويد ويعود الفضل له ولتلميذيه يونغ و أدلر في اكتشاف أن ما يحكم السلوك الظاهري للفرد دوافع لا شعورية وهي قوى داخلية لا منطقية وغرائز بدائية وهي جميعها تُسهم في توجيه السلوك البشري لأن هذه الدوافع لا شعورية و مكبوتة منذ الصغر فانه لا يمكن الاطلاع عليها الا من خلال التحليل النفسي الذي يعتمد مهج التداعي الحر الذي يتحدث فيه الشخص عن كل شي يرد على شعوره ويساعد على العودة بالشخص الى المراحل المبكرة من الطفولة حيث يمكن للفرد أن يطلع على الأسباب الدفينة والقديمة التي تجعله يتصرف على هذا النحو أو ذاك .
وقد عدت الشعور غير كاف لفهم الدوافع واعتبرت الشعور عالماً واسعاً يؤثر في سلوك الانسان وأفعاله الشعورية .

ثالثاً - المدرسة الشكلية الكشتالتية :

ان لفظ جشتلت كلمة المانية أصبحت الآن كلمة دولية تفيد معنى الصيغة أو الشكل ومن اهم القضايا التي تقررها مدرسة علم النفس الجشتلت :
1 - ان الادراك يكون موجهاً في بادئ الأمر نحو الصيغة الكلية لا نحو الاجزاء فأنت تدرك الوجه مثلاً ككل لا كمجموعة اعضاء .
2 - وان خصاص الصيغة هي غير مجموع خصائص اجزائها التي تكونها .
3 - للأجزاء التي تتركب منها الصيغة الاجمالية خصائص غير خصائص تلك الأجزاء نفسها عندما تنظر اليها على حده خارج الصيغة التي كانت تنتظمها .
4 - ان كل جزء أو كل عنصر يكون محدوداً بكيفية وضعه بالنسبة الى الصيغة الكلية وعندما تفصل عنصراً من بين هذه الصيغة الكلية تتغير خصائصها لدينا شكل الوجه الانساني فاذا احدثنا تغييراً في شكل الأنف فلهذا التغيير أثر معين في شكل الأنف عندما يوكن جزءاً من الوجه يختلف عن أثره في شكل الأنف اذا رُسم وحده منفصلاً عن الوجه وأي تغير في أحد أجزاء الوجه يغير من ملامح الوجه كله .
مثال آخر : ادراك اللحن الموسيقي لا يتوقف على جزئياته (النوت) فاذا ثبتت النوت لكن تغير موضعها في اللحن ضاعت معالمه .

رابعاً - المدرسة المعرفية :

أهم ممثليه جان بياجيه يرى أصحاب هذه المدرسة أن علم النفس ينبغي أن يهتم بالعمليات المعرفية وهي جوانب من السلوك لا تخضع للملاحظة المباشرة لأنها تلعب دوراً واضحاً في توجيه السلوك والشخصية والتعلم .
ويرى جان بياجيه أن تأثير البيئة على الانسان يقوم بمدى وعيه بها وهو وعي يمر بمراحل ارتقائية مختلفة ولهذا يتغير ادراك البيئة لدى الشخص بتغير نموه .

خامساً - المدرسة الوجودية :

أهم ممثليه جان بول سارتر يرى أصحاب هذه المدرسة أن الطبيعة الانسانية طبيعة ثرية و غنية و تحكمها الخبرة الخاصة بالفرد وأن السلوك الانساني لهذا السبب يجب أن يُدرس بالتركيز على عالم القيم والأفكار والرموز وأساليب التفكير التي يبتغيها كل فرد من خلال خبراته الخاصة .
ويركز أصحاب هذه المدرسة على الفكرة القائلة ان شخصية الفرد تتكون من خلال جهده الذاتي وحريته لتشكيل ذاته الداخلية كي يجد لنفسه في الحياة معنى وقيمة واسلوباً يحقق به ذاته .

سادساً - المدرسة الانسانية :

ويمثل هذه المدرسة ماسلو والمنطق الرئيسي لهذا الفريق هو ان الانسان بطبيعته مدفوع لفعل الخير وأنه ينطوي على دافع رئيسي للنمو والارتقاء و الابداع و تحقيق الذات ولهذا يرى علماء الاتجاه الانساني أن وظيفة عالم النفس هي أن يكتشف في كل انسان حقيقته واعانته على تحقيقها من خلال التوجيه والارشاد .

أتمنى أن تستفيدوا ولكم جزيل الشكر ........
​