الأسود
بيلساني شهم
- إنضم
- Sep 9, 2010
- المشاركات
- 254
- مستوى التفاعل
- 19
كنتُ الخاسرَ الوحيد
سنةٌ تعلو أخرى
وَ أزيدُ هطولاً
وَ لا زلتُ أودّعُ رحيلكـِ في كلِّ غروب
وَ أضجُ بِـِ حضوركِ معَ كلِّ صباح
لا زالت قهوتي ثملى بكِـ ,.
وَ عطركـِ يتغلغلُ بينَ ثنايا قمصاني لِـ يعاكسني في أكثرِ مواقفِ حياتي جديّة
مَن يزيحُ كسوفَ رحيلكـِ المرهقِ عنْ بؤبؤِ أيامي المتعبة
وَ يملأُ خطواتي قوةّ الركضِ إليكـِ
منْ يُسعفَ قلمي الجريحِ ِ مِن طولِ ما نزفَ على ورقٍ عاقر شوقاً إليكي
كفاني عني ,..
فـَ كيفَ أنتـِ ؟
سنتيمتراً واحداً
هوَ الحدُّ الفاصلُ بينَ عَرَقي وَ عطركـِ
بينَ جنوني وَ تعقلّكـِ
بينَ عصياني وَ تمرّدكـِ
سنتيمتراً فقط
كانَ كافياً لـِ يتسرّبَ الحب خارجاً
وَ تملأُ العتمة زوايا المكان
كنتُ ممتلأً بالغياب
سابحاً في بحورِ خيبةٍ ,.. لا نجمة فيها تقودني لـِ ضفائرِ شطآنكِـ
الحلمُ يتآكل
وَ الشوقُ أنهكهُ الحرمان
كانَ حزني كافياً لـِ أنْ أجدَ طيفكـِ دوماً بينَ أكوامِ الزحام
فـَ كيفَ أنتـِ ؟
أنا كنتُ أريدُ أنْ أعودَ إلى الوراءِ قليلاً ,. لـِ أقولَ لكِـ كلاماً كثيراً
منذُ زمنٍ لمْ أنعمْ أنا برفقتكِـ
منذُ أوّلِ شهقاتـِي
وَ آخرِ سكناتكـِ
لمْ أكتبِ كما أريدُ أنْ أقرأَ لكـِ الآن
سطوراً طويلة
وَ لمْ أسألكـِ عنكـِ ,.. كيفَ أنتِ ؟
أنا ملامحي صامتة , لمْ تستطع أيُ علامةِ تعجبٍ أنْ تحتلها
كنتُ أتوقعُ كلَّ شيءٍ بعدَ الآن
كانتْ لِـ عيناي شرفتانِ تطلآنِ على شحوبِ القمر
وَ لـِ حبي حدبةٌ إشتهرتُ بها بينَ النساءِ
كنتُ لا أخلعكـِ حتى في غرفةٍ مغلقة ,. لا تتدفأُ بكـِ
وَ لا تجيدُ الحيادَ عنكـِ
فَـ كيفَ أنتِ ؟
كيفَ لي الآنَ أنْ أخبركـِ أني لا زلتُ جالساً فوقَ حقائبِ وحدتي
لا أنتظرُ أحداً ,..
وَ أنَّ قلمي منذُ زمن لمْ يتعطر لــِ الكتابةِ
وَ أنَّ أطرافَ جسدي بدأتْ ترتشفُ شيخوختها المبكرة
كانَ انتمائي إليكـِ قدري
حينَ فررتِ بانتمائي
كانَ لا انتمائي
كانَ وجعي ,.
كانَ حرفي المحتضر على صدري الباردْ
قدري !
كانَ حزناً يسكنني ,. أو أسكنه
وحشةَ قصتِنا الواقفة على أشدِّ حوافِ الحياةِ انحداراً
كانتْ ألواننا المطموسة
وَ أكواخنا المهجورة
كانتْ لقائاتنا التي تأخرنا عليها
كانَ الشتاءُ دائمَ الهطولِ فينا ,.
في مشاعرَ سكنها الصقيع
وَ ماعادتْ تلكَـ القُبل تسكنُ دركَ قلوبنا الأسفل
كانَ العبورُ إلى بعضنا ,. يتطلبُ الكثيرَ
كانَت رسائلنا المتسخة ,.. تحتَ المطر
قدرنا
فـَ أخبريني ,.. كيفَ أنتِـ ؟