عمليات القصف السورية تخلق موجة جديدة من اللاجئين

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
أطمة (سوريا) 24 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - تدفق مئات
اللاجئين السوريين على مخيم لاجئين مؤقت قريب من الحدود التركية​
هربا من اسبوع وصفوه بأنه أعنف عمليات قصف للجيش السوري منذ بدء​
الانتفاضة قبل 19 شهرا.​
وفي اليومين الاخيرين نصبت 700 خيمة في مزارع زيتون تقع على تل​
داخل الاراضي السورية مباشرة كلها مشغولة.​
وكافحت عشرات العائلات التي تقطعت بها السبل لكي تصل الى​
المخيم لتجد انه لا يوجد به مأوى لكنها تخشى العودة الى ديارها​
لأهوال القصف المستمر.​
ويراقب نبيل البالغ من العمر 20 عاما - وهو شاب شاحب تظهر​
دوائر سوداء اسفل عينيه - عشرات النساء والاطفال الذين جاءوا معه​
من قريته جبل الزاوية وهم يعودون الى الشاحنة التي جلبتهم على أمل​
ان يجدوا ملاذا في قرية قريبة.​
وقال "بعض القنابل كانت كبيرة للغاية حتى انها .... تحطم كل​
شيء حتى المباني المكونة من اربعة طوابق. تعودنا على القاء صاروخ​
واحد أو صاروخين يوميا والان وطوال الايام العشرة الماضية أصبح​
(القصف) دائما ونركض من ملجأ الى آخر. انهم يسقطون بضع قنابل ويصبح​
الامر كمذبحة."​
وأضاف "اسرتي...وجدت ان منزلنا دمر بالكامل. لحسن الحظ كنا​
نختبيء في كهف. لم يكن هناك شيء أجلبه معي."​
ومعظم اللاجئين مثل نبيل من محافظة ادلب وقالوا انهم يدفعون​
ثمن تقدم مقاتلي المعارضة في المنطقة.​
وسيطر المقاتلون الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس السوري بشار​
الاسد على بلدة معرة النعمان الاستراتيجية الواقعة على الطريق​
الرئيسي الذي يربط شمال وجنوب البلاد ومسار الامدادات الرئيسي​
للجيش وعدة مواقع عسكرية.​
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا ان​
طائرات حربية شنت سلسلة هجمات جوية على معرة النعمان وقرى قريبة​
صباح اليوم الاربعاء.​
وأضاف المرصد انه حتى الان قتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة​
بينهم طفل وامرأة في هجوم اليوم.​
وعلى مدى اسبوعين حاصر مقاتلو المعارضة وهاجموا وادي الضيف وهو​
قاعدة للجيش شرقي معرة النعمان ورد الجيش بقصف شديد في المناطق​
المحيطة.​
ووفقا للمرصد قتل أكثر من 32 الف شخص في الصراع السوري ويتزايد​
العدد يوميا.​
واتهم بسام - وهو عامل بناء يبلغ 19 عاما من قرية قرب معرة​
النعمان - الجيش بشن هجمات انتقامية.​
وقال "في كل مرة يتقدم فيها مقاتلو المعارضة نتعرض للضرب.​
بالاضافة الى ذلك يوجد افراد من الجيش السوري الحر في البلدة.​
ولذلك فاننا في الاساس نتحمل عبء الهجمات الانتقامية التي يشنها​
الجيش."​
وتقدم للاجئين وجبتان يوميا بواسطة متطوعين من الجمعيات​
الخيرية التركية لكن الذين يعيشون هنا يعانون من المطر والليالي​
الباردة التي تنذر بالشتاء القادم. وقدمت منظمات خيرية مختلفة​
الخيام وان كانت المنظمات الدولية الرئيسية ليس لها حضور فيما​
يبدو.​
وعند غروب الشمس تجتمع الاسر في المخيم حول النيران مصدرهم​
الوحيد للدفء.​
وكان معظمهم يأملون في الذهاب الى تركيا لكن تقطعت بهم السبل​
في الجانب السوري من الحدود. وتقول تركيا التي تستضيف أكثر من 100​
الف لاجيء انها لا يمكنها قبول مزيد من اللاجئين الى ان تبني​
المزيد من المخيمات. وحتى هذا الحين تنتظر العائلات هنا على أمل ان​
تتحقق تلك الوعود.​
وبدون راع رسمي تكون الاحوال مزرية وتزداد سوءا مع زيادة عدد​
المقيمين. ويوجد مرحاضان فقط لمجموعة لاجئين يبلغ عددها نحو عشرة​
الاف شخص.​
وتحاصر الروائح الكريهة المخيم وتوجد خيمة واحدة للاسعافات​
الاولية مزدحمة دائما بأشخاص يطلبون مساعدة طبية.​
وتشكو النساء من انه لا يوجد مكان لهن للاستحمام حيث اماكن​
الاغتسال في العراء.​
وقالت لاما وهي امرأة شابة هربت عائلتها مع عشرات الاشخاص من​
كفر عويد وهي قرية صغيرة في ادلب "لم أتمكن من الاغتسال منذ ان​
وصلت قبل اسبوع. انني ارى نساء يغتسلن بملابسهن."​
وبدأت عائلات في التجمع على الحدود هنا قبل شهرين والذين وصلوا​
في البداية أمضوا عدة اسابيع تحت الاشجار قبل ان تبدأ منظمات خيرية​
في جلب الخيام.​
ومع تزايد الاعداد بسرعة يوجهون نداء للحصول على المساعدة​
وخاصة الاغطية والملابس للاشخاص الذين وصلوا وليس بحوزتهم اي شيء.​
وعند سفح التل قام هيثم بلباش وابناؤه بحفر قنوات حول خيمتهم​
الملطخة بالوحل على امل تحويل مسار الامطار بعيدا عن ملاذهم الصغير​
الذي يأوي عائلة من 12 شخصا.​
وتنهد قائلا "قنابل قنابل قنابل. فقدت خمسة من أقاربي هذا​
الشهر." وأضاف "منزلي سوي بالارض. ذهبنا الى قرية اخرى. ثم بدأت​
تتعرض للضرب ولذلك شعرنا بأنه لا خيار امامنا غير ان نأتي الى هنا​
وننتظر."​
وهز رأسه وهو يفكر في المسار الذي تتجه اليه بلاده.​
وقال "هل بقي اي شيء من سوريا؟ انني لا أفكر في مستقبلي ..​
حياتي انتهت عند هذه المرحلة. لكني آمل ان تنتهي (الحرب) من اجل​
أولادي."​
قصدت عائلات كثيرة أصابها اليأس من ان تجد ملاذا وملت الانتظار​
الى نقطة عبور "باب الهوى" القريبة لكن تركيا توافق فقط على دخول​
الذين يحملون جوازات سفر. لكن هرب كثيرون دون اوراق هوية أو لم​
يستخرجوا جواز سفر من قبل قط.​
وطالب حشد من الرجال والنساء الذي يحملون اطفالا يبكون بدخول​
تركيا لكن المسؤولين أغلقوا البوابات.​
وداخل المخيم المؤقت في سوريا فكر نبيل في العودة الى منزله في​
جبل الزاوية رغم القصف.​
وقال "أعتقد انه من الافضل ان أموت شهيدا بالقنابل من ان اعيش​
هنا مثل الحيوان."
 
أعلى