عملية تحرير الرهائن في جنوب الجزائر ما تزال مستمرة والغموض يلف مصيرهم

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
تواصلت الجمعة العملية التي شنها الجيش الجزائري مساء الخميس على موقع لانتاج الغاز في جنوب شرق البلاد لتحرير رهائن جزائريين واجانب اختطفتهم مجموعة اسلامية مسلحة، في هجوم عسكري اثار انزعاجا غربيا لا سيما وان مصير عشرات الرهائن الاجانب ما زال مجهولا.
وبعد ظهر الجمعة نقلت وكالة الانباء الجزائرية عن مصدر امني ان الجيش الجزائري حرر قرابة 650 رهينة منهم 573 جزائريا و"اكثر من نصف عدد الاجانب البالغ 132"، مشيرا الى ان هذه الحصيلة مؤقتة.
وزيادة على مئات العمال الجزائريين احتجزت المجموعة المسلحة بريطانيين ويابانيين وفرنسيين ونروجيين وفيليبينيين وايرلنديا واحدا.
ويستمر الجيش الجزائري في محاصرة مجموعة "ما زالت متحصنة" في الموقع بعد اقتحامه لتحرير الرهائن الذين تحتجزهم مجموعة اسلامية مسلحة في الموقع القريب من الحدود الليبية (1600 كلم جنوب شرق الجزائر)، بحسب مصدر امني تحدث لوكالة فرنس برس.
واضاف المصدر ان "القوات الخاصة تحاول ايجاد مخرج سلمي قبل القضاء على المجموعة التي تحصنت في مصفاة الغاز وتحرير الرهائن الذين تحتجزهم"، مؤكدا ان الحصيلة النهائية غير متوفرة على اعتبار ان "بعض العمال الاجانب اختبأوا في اماكن مختلفة من الموقع".
وتم توقيف تشغيل مصنع الغاز لتفادي اي انفجار، بحسب المصدر.
من جهته اعلن مصدر امني جزائري لوكالة فرانس برس الجمعة ان "القوات الخاصة للجيش قتلت 18 ارهابيا امس الخميس" خلال اقتحامها للموقع الغازي في ان امناس بولاية ايليزي (1600 كلم جنوب شرق الجزائر).
وشاهد مصور وكالة فرنس برس في عين المكان طائرة هيلكوبتر عسكرية تحلق فوق الموقع بينما يمنع رجال الدرك اي شخص من الاقتراب لمسافة ثلاثة كيلومترات.
واوضح المصدر ان عدد افراد المجموعة الاسلامية المسلحة التي قامت بالهجوم يقارب ثلاثين فردا.
بالمقابل اعلنت المجموعة الاسلامية التي تحتجز الرهائن الجمعة انها تعرض التفاوض مع فرنسا والجزائر لوقف الحرب في شمال مالي وتريد مبادلة الرهائن الاميركيين لديها بالشيخ المصري عمر عبد الرحمن والباكستانية عافية صديقي المعتقلين في الولايات المتحدة.
وقالت وكالة نواكشوط للانباء ان زعيم الخاطفين مختار بلمختار "طالب الفرنسيين والجزائريين بالتفاوض من اجل وقف الحرب التي تشنها فرنسا على ازواد واعلن عن استعداده لمبادلة الرهائن الاميركيين المحتجزين لديه" بالشيخ عبد الرحمن وصديقي.
واضافت ان هذا العرض ورد في "شريط فيديو مصور سيرسل الى وسائل الاعلام".
وبلمختار الملقب ب"الاعور" هو احد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي ادخله الى شمال مالي.
وتمضي العالمة الباكستانية عافية صديقي حكما بالسجن 86 عاما في الولايات المتحدة بتهمة محاولة قتل ضباط اميركيين.
اما الشيخ عبد الرحمن، فهو شيخ ضرير يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة اثر ادانته عام 1995 بالتورط في تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك في 1993 وبالتخطيط لشن اعتداءات اخرى بينها مهاجمة مقر الامم المتحدة.
واكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة ان الجيش الجزائري "ما زال يطارد الارهابيين ويبحث عن رهائن على الارجح"، موضحا انه تحادث في وقت سابق من اليوم مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال.
واعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت الجمعة مقتل "عدة رهائن" كانوا محتجزين في موقع لانتاج الغاز في الجزائر موضحا انه لم يعرف "عددهم" و"جنسياتهم" في الوقت الحاضر.
بدوره وجه وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الجمعة في لندن تحذيرا الى خاطفي الرهائن، ان "الارهابيين لن يجدوا مكانا آمنا".
وقال بانيتا ان "الذين يهاجمون بلدنا وشعبنا بلا سبب لن يجدوا اي مكان للاختباء فيه"، مضيفا "على الارهابيين ان يعرفوا انهم لن يجدوا اي مكان آمن، اي ملجأ. لا في الجزائر ولا في شمال افريقيا ولا في اي مكان آخر".
واكد بانيتا ان الولايات المتحدة "تعمل 24 ساعة على 24 ساعة" ليعود مواطنوها سالمين و"ستواصل مشاوراتها الوثيقة مع الحكومة الجزائرية".
بدروه ذكر وزير الخارجية الايرلندي نقلا عن احد الناجين ان الرهائن كانوا يحملون احزمة ناسفة عندما فتح الجيش الجزائري النار على قافلة من خمس سيارات كانت تقل خاطفين ومخطوفين الخميس في منشأة ان مناس للغاز.
من جهته، قطع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه جولة آسيوية وعاد الى طوكيو لمتابعة هذه القضية، واتصل بنظيره الجزائري عبد المالك سلال للاحتجاج على هجوم الجيش والمطالبة بوقفه فورا، بينما استدعت الخارجية اليابانية سفير الجزائر للاحتجاج على تدخل الجيش.
وبعد تدخل الجيش الجزائري اعلنت مجموعة بريتيش بتروليوم النفطية البريطانية التي تشارك في تشغيل موقع ان امناس مع شركة ستايت اويل النروجية وشركة سوناطراك الجزائرية ان ثلاث رحلات اقلعت الخميس من الجزائر حاملة 11 من موظفيها و"مئات" الموظفين في شركات اخرى من موقع احتجاز الرهائن في جنوب شرق البلاد على ان يتم تسيير رحلة رابعة الجمعة.
من جه ثانية اكد وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف يوسفي الجمعة ان عمال شركة سوناطراك اوقفوا محطة ضخ الغاز في ان امناس بعد تعرض الموقع لهجوم من قبل مجموعة اسلامية مسلحة.
وقال الوزير في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية "ان مسؤولي سوناطراك الموجودين في عين المكان قرروا توقيف محطة ضخ الغاز ومعها كل التجهيزات بحيث لا تشكل خطرا".
وتسببت عملية خطف الرهائن في اقحام الجزائر مباشرة في التدخل العسكري في مالي بما ان الخاطفين نددوا بالدعم اللوجيستي الذي قدمته الجزائر للجيش الفرنسي.
وفي الجانب الآخر من الحدود استأنف الجيش المالي مدعوما بالقوات الفرنسية الجمعة تقدمه وسيطر مجددا على بلدة كونا (وسط) في مواجهة الجماعات الاسلامية التي اعلنت مسؤوليتها عن عملية احتجاز الرهائن.
 
أعلى