عودة الأقطاب


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

لماذا يوجد خلاف بين الولايات المتحدة وروسيا، خاصة حول ما يحدث في سورية؟ لدرجة أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد أي إجراء بحق النظام السوري.
يفسر البعض ذلك بأن روسيا ممثلة ببوتين تطمح إلى عودة الامبراطورية السوفياتية ونفوذها كقطب قوي ضد القطب الأميركي، ولكن بمواصفات الدولة القيصرية وليس من خلال عودة النظام الاشتراكي حينما كان بوتين مسؤولاً في المخابرات السوفياتية (كي جي بي).
فروسيا الاتحادية اليوم أصبحت رأسمالية بالكامل، بل هي عضو في مجموعة الثماني دول الصناعية، وإحدى أكبر تجار السلاح، وتمتلك قوة نووية رغم ما تمت سرقته وتفكيكه وبيعه من قبل المافيا الروسية.
فهي ليست نقيضا في تشكيلتها الاقتصادية الاجتماعية للنظام الرأسمالي الأميركي، كما كانت في أيام الاتحاد السوفياتي، ولكنها شريك اقتصادي رأسمالي للولايات المتحدة، ولكنها لم تبدأ من الصفر، كما أنه لا يمكن تطوير قوى الانتاج الرأسمالي فيها خلال عشرين سنة فقط، بل استفادت من إرث الاتحاد السوفياتي في الصناعات الثقيلة بما فيها السلاح، واستفادت أيضاً من الكوادر العلمية عالية التدريب في الدولة السوفياتية.
ومن الضحالة تفسير وحصر موقف روسيا مما يحدث في سورية في المصالح الاقتصادية وبيع السلاح لها، فالمصالح الاقتصادية الروسية في سورية لا تمثل شيئاً يذكر للدخل الروسي، بل ان المعارضة السورية عرضت ما هو أكثر من المصالح المتفق عليها بين النظام السوري وروسيا الاتحادية.
والولايات المتحدة وهي تراقب التطور الاقتصادي الرأسمالي في كل من روسيا والصين، حاولت في البداية فرض إملاءات عليهما على اعتبار حداثتهما في النظام الرأسمالي، ولكنها بعد ذلك أدركت الخطر المحتمل من هاتين الدولتين إضافة إلى الهند والبرازيل، فبنت شبكة صواريخ نووية خاصة في دول شرق أوروبا موجهة إليهما، كما سارعت ببناء قواعد عسكرية في أوروبا الشرقية وشرق أسيا بلغت في مجملها أكثر من مئة قاعدة.
فالنظام الروسي يدرك أن النظام السوري يرتكب مجازر ضد شعبه، ويدرك أنه سيسقط في يوم ما، لكنه لا يريد للولايات المتحدة أن تستأثر بأسواق العالم وتسيطر على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، خاصة في الفترة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي بحيث أصبحت أميركا قطباً أحادياً بعد نهاية الحرب الباردة.
والتنافس بل التناحر بين الدول الرأسمالية ليس جديداً، فالحربان العالميتان حدثتا بسبب هذا التنافس غير الأخلاقي بين هذه الدول لاقتسام العالم والسيطرة على الأسواق والثروات، حتى وإن أدى ذلك إلى فناء ملايين البشر من شعوبها خصوصا الطبقة العاملة والفلاحين والبسطاء.
 
أعلى