غارات جوية مكثفة تجلب الموت والدمار على ضواح في دمشق

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
عمان 2 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - كثفت الطائرات الحربية
السورية غاراتها الجوية على ضواح بالعاصمة دمشق سقطت في أيدي​
مقاتلي المعارضة مما أدى إلى قفزة كبيرة في مستويات الدمار وأعداد​
القتلى في الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهرا.​
ويقول نشطاء إن الضحايا الرئيسيين من المدنيين. وتظهر لقطات​
فيديو بثتها المعارضة مشاهد مذبحة حيث الجثث ممزقة والمنازل سويت​
بالأرض.​
ويقول النشطاء إنه على الرغم من أن الغارات الجوية تستهدف​
المقاتلين المعارضين إلا أنها تهدف أيضا لإلحاق أكبر أضرار ممكنة​
من أجل الوقيعة بين المعارضة والسكان المدنيين الذين يتحملون وطأة​
المعاناة عندما يفر مقاتلو المعارضة.​
وتركزت الغارات في دمشق على مناطق سنية مكتظة بالسكان تعرف​
باسم الغوطة الشرقية وهي معقل للمقاتلين الذين يحاربون للإطاحة​
بنظام الرئيس بشار الأسد.​
وقال الناشط معاذ الشامي إن قوات الأسد لجأت للقصف الجوي​
المكثف بعد محاولات فاشلة من القوات البرية لاستعادة السيطرة على​
الضواحي. وقالت وسائل إعلام رسمية إن الجيش السوري "يطهر" المنطقة​
ممن وصفتهم بالإرهابيين.​
وقال الشامي "*********‬‬حاول النظام السيطرة على الغوطة الشرقية عدة​
مرات وفي كل مرة يضطر للانسحاب لأن مقاتلي المعارضة يخرجون ثم​
يعودون لمهاجمة قواته."​
وأضاف "تحاول قوات الأسد الآن إبادة المنطقة من الجو."​
ووثق الشامي القصف بالفيديو وأجرى مقابلات مع عائلات القتلى.​
واللقطات مروعة حيث يظهر رجل وهو ينتحب بينما يجذب أشلاء امرأة​
من تحت حطام منزل. ويظهر في اللقطات أب يجري حاملا طفلا مصابا في​
رأسه بينما تبكي عجوز أمام منازل مدمرة.​
وفي حي زملكا في شرق دمشق أظهرت اللقطات عشرات الاشخاص وهم​
ينقبون وسط حطام مبنى أثناء الليل بمساعدة جرافة ومصابيح.​
وقال محمد عبد الله وهو عضو في مجلس قيادة الثورة في الفيديو​
إن طائرات ميج المقاتلة سوت مبنى من خمسة طوابق بالأرض. واضاف أنهم​
عثروا على أربعة قتلى وعشرات المصابين.​
وقال نشطاء في المعارضة إن الطائرات تقصف أيضا المزارع في​
الغوطة حيث كان مقاتلو المعارضة يشنون انطلاقا منها عمليات كر وفر​
ضد القوات الحكومية.​
والغوطة منطقة مزارع قديمة وبساتين أقيمت عليها مبان خلال​
العقود القليلة الماضية حيث أجبرت المصاعب الاقتصادية الناس على​
بيع المنازل في العاصمة كما انتقل مهاجرون من الريف إلى المدينة.​
وفر معظم سكان المنطقة من القصف إلى ضاحية جرمانا أو إلى بلدات​
سنية تقع إلى الشمال إلا أن عددا كبيرا من السكان ظلوا في المنطقة​
لعدم قدرتهم على تحمل تكلفة الرحيل.​
وقال أحمد ثائر من تنسيقية عربين "المشكلة هي أن الكثير من​
اللاجئين احتموا بالاشجار وبالحقول في الغوطة ويتعرضون للقصف.​
مزارعون عاديون يكسبون قوت يومهم من الزراعة قتلوا."​
وأظهرت لقطات ما حدث بعد غارة جوية على مزارع بالقرب من ضاحية​
حمورية في شرق دمشق. وظهر عشرات البالغين وهم يجرون ومعهم أطفالهم​
بعيدا عن المنازل المدمرة.​
وقال اميل حكيم وهو باحث في المعهد الدولي للدراسات​
الاستراتيجية في لندن إن هذه الاستراتيجية تهدف لتدمير مناطق كبيرة​
وعرقلة حركة مقاتلي المعارضة وتأليب السكان عليهم ومنع المعارضة من​
تشكيل إدارات بديلة في المناطق التي تسيطر عليها.​
وأضاف لرويترز "النظام يتبنى استراتيجية وحشية للغاية. إنها​
الارهاب. إنه يخلق الكثير من الارتباك بين السكان المدنيين بشأن ما​
ينبغي فعله. إنه يلقي بعبء ثقيل على المتمردين الذين يحتاجون​
للدفاع أكثر من الهجوم.​
"الهدف ليس استعادة السيطرة على أراض ولكن احداث ما يكفي من​
المعاناة لتفتيت المعارضة واحتوائها حتى لا تتمكن من الوقوف على​
قدميها."​
ولم تعلق السلطات السورية مباشرة على الحملة الجوية لكن بيانا​
للجيش قال هذا الأسبوع إن هناك حاجة "لقبضة حديدية" ضد من وصفهم​
بإرهابيين يريدون تدمير سوريا.​
ويتزايد اعتماد الحكومة السورية على القوة الجوية.​
وصعدت القوات السورية غاراتها الجوية على مناطق أخرى تسيطر​
عليها المعارضة في محافظتي حلب وإدلب بشمال البلاد وفي منطقة دير​
الزور الصحراوية في الشرق لصد تقدم مقاتلي المعارضة الأضعف تسليحا.​
وتتعرض بلدة معرة النعمان ذات الموقع الاستراتيجي على الطريق​
السريع بين دمشق وحلب لقصف شبه متواصل منذ سيطرة مقاتلي المعارضة​
عليها قبل أكثر من أسبوعين.​
وقال حكيم إن الاستراتيجية قد تأتي بنتائج عكسية لأن القصف​
يقوي عزيمة السنة الذين يعتبرون أنفسهم إلى حد كبير ضحايا النخبة​
الحاكمة في سوريا.
 
أعلى