غزة .. مدينة الله

The Hero

الأســــــــــــــطورة

إنضم
Jun 29, 2008
المشاركات
20,104
مستوى التفاعل
69
المطرح
في ضحكة عيون حبيبي
رسايل :

شكرًا للأشواك علَّمتني الكثيرَ

أى مدينة تلك التى كانت أول الحجارة وأول الصواريخ ، فيها تستقبل الأم فلذه كبدها بالزغاريد ويفخر رجالها ويتباهوا باستشهاد أبنائهم ،
فيها شعب يحمى مقاومته بدمائه ومساكنه وكل ما يملك ، أى مدينة تلك التى كلما تعثرت نهضت أكثر قوة ،
أى مدينة تلك الباسمة برغم جراحها وآهات أبنائها ، أى مدينة تلك التى أدمتها طعنات الأصدقاء أكثر من الأعداء وما زالت وفية لهم ومحافظة ، أى مدينة تلك التى يراها الجميع صغيرة وهى تثبت لهم في كل مرة أنها أكبر من تحليلاتهم بصمود وتلاحم أبنائها حولها ، تلك هى غزة .. مدينة الله . لم يغيرها الزمن ولا الحروب ولا دموع الثكالى وصراخ الأطفال ،
لا تتجاهل نزف أبنائها وتضمد جراحهم وتأتى لهم بقلب صادق ، لا تعرف تنافق أحد وتحاسب كل من يتاجر بها وبأبنائها ولو بعد حين ،
من الصعب أن تفهم طبيعة غزة فكل من يحاول ترجمة طلاسمها قذفت بوجهه حممها وأعادته لرشده . تلك هى غزة ..
شقيقة حيفا ويافا والقدس وجنين ورام الله ونابلس والناصرة ، ابنة فلسطين الجريحة ، فيها أناس طيبون موحدون لا شئ يكسرهم ،
يغزو السماء كل مساء دعائهم لخالقهم بالنصر والصبر والثبات على أرض الميعاد . تلك هى غزة .. عظيمة بثقة أهلها بربهم وتسبيحهم له ليل نهار ،
يعرفون ربهم مالك مدينتهم مؤمنين بحقهم بالحياة ويجيدوا حياكة مستقبلهم أكثر مما يصفهم الجميع ، يفتشوا عن الحياة بين ركام الموت ، كبيرة برغم صغر مساحتها
تسع كل ساكنيها ولا تضيق إلا على محتلها والمتاجر بتضحيات أبنائها ، جحيم على من يحاول فصلها عن أمها فلسطين ،
تملأ سمائها الملائكة الداعية لأهلها بالسكينة والصبر . تلك هى غزة .. صابرة وتحمل بين ضلوعها كل هموم شعبها ،
سخية تبعث الأمل في قلوب أبنائها وتدفعهم للبحث عن الحياة ، طموحة تدون على شواطئ بحرها معاناة ساكنيه
ا لعل أمواجها تخفف آلامهم ، قوية تزرع خيامها على ما تبقى من ذكريات أبنيتها لتحفظ الأرض هويتها ،
عزيزة بحضورها تصمت الكلمات وتنحنى الأقلام وتضيع الأفكار وينصت الجميع للحظة عبورها . تلك هى غزة ..
المدينة التى يختلط ترابها بالدماء والبارود وتنجب أطفال حالمون قادرون على صنع الحياة ، لا تضيق على ساكنيها
، لن تشيخ مهما مرت عليها السنين وربما يظن البعض أن أهلها غافلون عمن يحاول التلاعب بمستقبلهم لكنهم حاضرون واعون لكل ما يحاك ضدهم واثقون أن مدينة الحق لا
يضيع فيها مظلوم ولا ينجو من عقابها عاصى ، لن تموت غزة بأهلها مهما حاول قتلها الغزاة ، شعبها قادر على ضمها وتضميد جراحها ، ففيها الأشياء غير الأشياء صالحة لكل الأزمنة .
حماكِ الله يا غزة وحمى أهلك الطيبين ..
عاشقى الحياة الحرة الكريمة .
 
أعلى