عمر رزوق
بيلساني مجند
- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45
غفوة الأيام وصحوة الأوهام
أنا وقلبي
أنا وقلبي
عندما تسير فوق رمال الشاطئ وحيدا , عندما تحاور القمر فريدا , عندما تستقبل الشمس حريدا وتبكي تحت المطر , فلا يلمح الآخرون غزارة دموعك الحارقة من مدامعها .
عندما تكون حدائق أمَلُكَ كالعصف , وتكون أحلامك كالذبائح , وتعرض لياليك الجميلة للبيع بالبَخْس . عندما تُخْنَق بالهواء , وتغصّ بالماء , وتستمر بالبحث عن بارقة أمل تنجيك , وتستمر بالكذب على قلبك وقلبك عليك , كي تستمر بك وبه الحياة .
إذا مَنّ الله تعالى عليك بعين تعمل كأشعة إكس , فخرجت للطريق واستوقفت أي إنسان ونظرت بعينك لقلبه فإنك ترى مضغة , قلبا , فيتبادر لذهنك , هذا هو القلب الذي يضخّ الدم في جميع عروق الجسم , هذا القلب الذي يحب ويعشق , ولكن مهلا أيها الإنسان , أنظر جيدا فإنك ترى قلوبا قد قست , قلوبا قد غلُظت ويبست وما بقي فيها من شئ بعد ذهاب اللين والخشوع والرحمة إلا القَسَاء الذي يمنعه من الانفعال والتأثّر بالنوازل لقساوته . تأمل جيدا وابحث بأشعتك في خبايا القلب وحناياه , فإنك لا محالة تكتشف الخطوط السوداء التي تنغرز في جدار القلب , فترى أنها قد حبست القلب داخلها , دقق النظر وتفحص , يا الهي , هل حقا ما أراه , وكأنها نافورة تتدفق من وسط القلب ناشرة خراطيمها لجميع النواحي وكافة الاتجاهات , فتنثر هنا كمّا هائلا من الحسد والكِبر والغلّ , وهناك تتدفق كأنهار من الخبث واللؤم , وهنالك مجمعات من الخداع والنفاق والرياء , كل ذلك وغيره كأنه غُلّف بغلاف من حديد , قد علاه الصدأ فإنك تسمع صريره من بعيد فتظن بأنك سامع تسابيح , فتصيخ السمع , فإذا هو صوت تفريغ النفس لحمولتها من النفايات داخل القلب , فتنظر الناحية الأخرى فماذا ترى ؟ يا للعجب , أما زلت نائما أيها الضمير , فمن الذي يحرس القلب من الأهواء من الذي سيجلي الصدأ ويزيل الغبار والأختام عن القلوب ألم يَأنْ لك أن تستيقظ ؟! ألم يحين الوقت لترفع صوتك : كفاكِ أيتها النفس , كيف تخربين وتتلفين مًنْ ملّكه الله تعالى على سائر الأعضاء ؟ كيف تجعلين الله تعالى يكرهه بعد أن كدّرتِهِ وقسيّتِهِ ؟ ألم تسمع أيها الضمير بأن القلب آنية الله في أرضه , فأحبها إلى الله أصلبها وأرقها وأصفاها ؟! أينك أيها الضمير أما آن لك أن تهذّب هذه النفس وتبدلها , أما آن لك أن تنظف هذا القلب من الشوائب , ماذا تنتظر, فإنك بالتأكيد قد سمعت صوت شهيق المَلَك وقد التقم الصور لينفخ به , رحماك ربنا .
ماذا لو أخطأ غيرك واضطررت لتدفع أنت الثمن , من أعصابك , من عمرك ولحظاتك الحائرة . ماذا لو أعطيت دون مقابل ودون طلب عن طيب خاطر , وفي لحظة ضعف وفي موقف نقص احتجت للذي أعطيته , فيقول لك : لم أطلب منك , أنت شهم لكن ظروفي لا تسمح ... ماذا لو أسررت بسرّ أثقل عليك أو أفشيت له بخطأ ارتكبته ويحرقك عليه الندم , ثم يأتي اليوم فينظر أليك نظرة ترى التهديد والوعيد يقطر منها . ماذا لو شعرت بغربة المكان وغربة النفس عندما تكون وسط أهلك وناسك , فلا تجد نفسك بينهم ولا تجدها داخلك فتمتلئ بالمتناقضات فتعيش في صراع دائم . ماذا لو خاب أملك بمن راهنت عليهم في هذا الزمن المادي . ماذا لو تقول أنك تحبني وتأبى أن نتشارك حياتنا إلا بما يتفق مع أهوائك . ماذا لو احتجتك فلم أجدك بقربي . ماذا لو احتجتني فتجدني أقرب إليك من نفسك . لماذا لا تخضع وتُذلّ لحق؟! لماذا لا تؤثّر بك النصيحة والتحذير وأمر بمعروف ونهي عن منكر ؟! لماذا لا تجيش مشاعرك وتشفّ نفسك إذا اشتكى اليتيم أو تأوه المظلوم أو ذّل الضعيف وكأنك أعمى أصمّ أبكم .
إن ضيق أفق العباد وقصر مداركهم , أدّى لعدم أيلائهم الأمر أدنى أهمية , وخفيَ على هؤلاء أن الحياة أنما هي سنوات قليلة وأيام معدودة آخذة بالتناقص بتسلل رهيب وبعد انتهاء هذه السنوات وتلكم الأيام فإنك ترى نفسك أمام باب الدار الآخرة , فهل أحضرت مفتاح هذه الدار معك ؟ أولست تعلم ما المفتاح ؟! إنه القلب السليم من الشرك والنفاق , سليم من الرياء والعجب والوبق :
[أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ القلب]
قال الله تعالى
ولَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَت قُلُوبُكُمْ ) (- 225 - سورة البقرة).
فما أشقى وأتعس قلوب وأصحاب القلوب الخبيثة! ما أشقى الذين يحملون بين أضلاعهم قلوب شياطين الأنس ! ما أتعس الذين بالله أشركوا صغيره وكبيره! ما أتعس الذين يراؤون وينافقون ويخدعون , ما أشد عذاب الذين امتلأت قلوبهم بحب شيوع الفاحشة , فادُّخر لهم العذاب الأليم في الآخرة فضلاً عما عُجِّل لهم منه في الدنيا . إلى الذين اشتعلت قلوبهم بنار الغِلِّ وسُعّرت بنار الحسد والكِبْر, إلى الذين منعهم حقدهم على العباد النومَ , وجعلهم يتقلبون على أسرّتهم طيلةَ لياليهم. إلى مَن حسدوا الناس على ما آتاهم الله تعالى من فضله، إلى الذين يريدون التحكم بأرزاق العباد وفي أقدار الله تعالى وتدبيره , طبعا يفشلون بذلك , لم ولن يستطيعوا منع الرزق عن أحد، ولا جلب ضُرٍّ لأحد، فباتوا وقلوبهم مضطربة قلقلة ملوثة مدنّسة . إلى مَن أشركوا بالله تعالى بما لم يُنزل به سلطانًا فأُلقي في قلوبهم الرُّعب, إلى مَن نافقوا وخادعوا وأقبلوا على الرياء والنميمة , وعملوا للناس ولم يعملوا لله تعالى؛ فتحبط أعمالهم ويذهب ثوابها.
ألا فليعلم جميع هؤلاء أن الله تعالى يعلم ما يسرّون في قلوبهم وأنفسهم وما يعلنون , فليحذروه.
أن الله تعالى عليم بذات الصدور فليصلحوها.
أن هناك نار تطلع على الأفئدة, كما قال تعالى ) ومَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ) (الآيات 5 ـ 7 . سورة الهمزة)
إنها نار يطلع لهيبها إلى الفؤاد فيحرقه , والى القلب فيسحقه... إنها نار ترى النيات الخبيثة, والأمراض المميتة في القلوب فتحرّقها وتحرق حاويها وحاملها .
أستصرخ قبل أن تُحرق هذه القلوب, جديرٌ بالعبد أن يتجه إلى إصلاح قلبه، وتنظيفه وحشوه بالخير، وملئه بالإيمان وغرسه بالتقوى , جدير بالعبد أن يكثر من ذكر الله تعالى , وأن يسأل ربَّه سبحانه وتعالى لقلبه الشفاء والثبات على الإيمان حتى الممات , حريٌّ بالعبد أن يبحث عن سبب مرض قلبه ويشخصّه , وأن يسأل عن علاجه ويعالجه .
عندما تكون حدائق أمَلُكَ كالعصف , وتكون أحلامك كالذبائح , وتعرض لياليك الجميلة للبيع بالبَخْس . عندما تُخْنَق بالهواء , وتغصّ بالماء , وتستمر بالبحث عن بارقة أمل تنجيك , وتستمر بالكذب على قلبك وقلبك عليك , كي تستمر بك وبه الحياة .
إذا مَنّ الله تعالى عليك بعين تعمل كأشعة إكس , فخرجت للطريق واستوقفت أي إنسان ونظرت بعينك لقلبه فإنك ترى مضغة , قلبا , فيتبادر لذهنك , هذا هو القلب الذي يضخّ الدم في جميع عروق الجسم , هذا القلب الذي يحب ويعشق , ولكن مهلا أيها الإنسان , أنظر جيدا فإنك ترى قلوبا قد قست , قلوبا قد غلُظت ويبست وما بقي فيها من شئ بعد ذهاب اللين والخشوع والرحمة إلا القَسَاء الذي يمنعه من الانفعال والتأثّر بالنوازل لقساوته . تأمل جيدا وابحث بأشعتك في خبايا القلب وحناياه , فإنك لا محالة تكتشف الخطوط السوداء التي تنغرز في جدار القلب , فترى أنها قد حبست القلب داخلها , دقق النظر وتفحص , يا الهي , هل حقا ما أراه , وكأنها نافورة تتدفق من وسط القلب ناشرة خراطيمها لجميع النواحي وكافة الاتجاهات , فتنثر هنا كمّا هائلا من الحسد والكِبر والغلّ , وهناك تتدفق كأنهار من الخبث واللؤم , وهنالك مجمعات من الخداع والنفاق والرياء , كل ذلك وغيره كأنه غُلّف بغلاف من حديد , قد علاه الصدأ فإنك تسمع صريره من بعيد فتظن بأنك سامع تسابيح , فتصيخ السمع , فإذا هو صوت تفريغ النفس لحمولتها من النفايات داخل القلب , فتنظر الناحية الأخرى فماذا ترى ؟ يا للعجب , أما زلت نائما أيها الضمير , فمن الذي يحرس القلب من الأهواء من الذي سيجلي الصدأ ويزيل الغبار والأختام عن القلوب ألم يَأنْ لك أن تستيقظ ؟! ألم يحين الوقت لترفع صوتك : كفاكِ أيتها النفس , كيف تخربين وتتلفين مًنْ ملّكه الله تعالى على سائر الأعضاء ؟ كيف تجعلين الله تعالى يكرهه بعد أن كدّرتِهِ وقسيّتِهِ ؟ ألم تسمع أيها الضمير بأن القلب آنية الله في أرضه , فأحبها إلى الله أصلبها وأرقها وأصفاها ؟! أينك أيها الضمير أما آن لك أن تهذّب هذه النفس وتبدلها , أما آن لك أن تنظف هذا القلب من الشوائب , ماذا تنتظر, فإنك بالتأكيد قد سمعت صوت شهيق المَلَك وقد التقم الصور لينفخ به , رحماك ربنا .
ماذا لو أخطأ غيرك واضطررت لتدفع أنت الثمن , من أعصابك , من عمرك ولحظاتك الحائرة . ماذا لو أعطيت دون مقابل ودون طلب عن طيب خاطر , وفي لحظة ضعف وفي موقف نقص احتجت للذي أعطيته , فيقول لك : لم أطلب منك , أنت شهم لكن ظروفي لا تسمح ... ماذا لو أسررت بسرّ أثقل عليك أو أفشيت له بخطأ ارتكبته ويحرقك عليه الندم , ثم يأتي اليوم فينظر أليك نظرة ترى التهديد والوعيد يقطر منها . ماذا لو شعرت بغربة المكان وغربة النفس عندما تكون وسط أهلك وناسك , فلا تجد نفسك بينهم ولا تجدها داخلك فتمتلئ بالمتناقضات فتعيش في صراع دائم . ماذا لو خاب أملك بمن راهنت عليهم في هذا الزمن المادي . ماذا لو تقول أنك تحبني وتأبى أن نتشارك حياتنا إلا بما يتفق مع أهوائك . ماذا لو احتجتك فلم أجدك بقربي . ماذا لو احتجتني فتجدني أقرب إليك من نفسك . لماذا لا تخضع وتُذلّ لحق؟! لماذا لا تؤثّر بك النصيحة والتحذير وأمر بمعروف ونهي عن منكر ؟! لماذا لا تجيش مشاعرك وتشفّ نفسك إذا اشتكى اليتيم أو تأوه المظلوم أو ذّل الضعيف وكأنك أعمى أصمّ أبكم .
إن ضيق أفق العباد وقصر مداركهم , أدّى لعدم أيلائهم الأمر أدنى أهمية , وخفيَ على هؤلاء أن الحياة أنما هي سنوات قليلة وأيام معدودة آخذة بالتناقص بتسلل رهيب وبعد انتهاء هذه السنوات وتلكم الأيام فإنك ترى نفسك أمام باب الدار الآخرة , فهل أحضرت مفتاح هذه الدار معك ؟ أولست تعلم ما المفتاح ؟! إنه القلب السليم من الشرك والنفاق , سليم من الرياء والعجب والوبق :
[أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ القلب]
قال الله تعالى
ولَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَت قُلُوبُكُمْ ) (- 225 - سورة البقرة).فما أشقى وأتعس قلوب وأصحاب القلوب الخبيثة! ما أشقى الذين يحملون بين أضلاعهم قلوب شياطين الأنس ! ما أتعس الذين بالله أشركوا صغيره وكبيره! ما أتعس الذين يراؤون وينافقون ويخدعون , ما أشد عذاب الذين امتلأت قلوبهم بحب شيوع الفاحشة , فادُّخر لهم العذاب الأليم في الآخرة فضلاً عما عُجِّل لهم منه في الدنيا . إلى الذين اشتعلت قلوبهم بنار الغِلِّ وسُعّرت بنار الحسد والكِبْر, إلى الذين منعهم حقدهم على العباد النومَ , وجعلهم يتقلبون على أسرّتهم طيلةَ لياليهم. إلى مَن حسدوا الناس على ما آتاهم الله تعالى من فضله، إلى الذين يريدون التحكم بأرزاق العباد وفي أقدار الله تعالى وتدبيره , طبعا يفشلون بذلك , لم ولن يستطيعوا منع الرزق عن أحد، ولا جلب ضُرٍّ لأحد، فباتوا وقلوبهم مضطربة قلقلة ملوثة مدنّسة . إلى مَن أشركوا بالله تعالى بما لم يُنزل به سلطانًا فأُلقي في قلوبهم الرُّعب, إلى مَن نافقوا وخادعوا وأقبلوا على الرياء والنميمة , وعملوا للناس ولم يعملوا لله تعالى؛ فتحبط أعمالهم ويذهب ثوابها.
ألا فليعلم جميع هؤلاء أن الله تعالى يعلم ما يسرّون في قلوبهم وأنفسهم وما يعلنون , فليحذروه.
أن الله تعالى عليم بذات الصدور فليصلحوها.
أن هناك نار تطلع على الأفئدة, كما قال تعالى ) ومَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ) (الآيات 5 ـ 7 . سورة الهمزة)
إنها نار يطلع لهيبها إلى الفؤاد فيحرقه , والى القلب فيسحقه... إنها نار ترى النيات الخبيثة, والأمراض المميتة في القلوب فتحرّقها وتحرق حاويها وحاملها .
أستصرخ قبل أن تُحرق هذه القلوب, جديرٌ بالعبد أن يتجه إلى إصلاح قلبه، وتنظيفه وحشوه بالخير، وملئه بالإيمان وغرسه بالتقوى , جدير بالعبد أن يكثر من ذكر الله تعالى , وأن يسأل ربَّه سبحانه وتعالى لقلبه الشفاء والثبات على الإيمان حتى الممات , حريٌّ بالعبد أن يبحث عن سبب مرض قلبه ويشخصّه , وأن يسأل عن علاجه ويعالجه .
عمر رزوق
أبوسنان - عكا - الجليل
.gif "شي أمرك أمرك :albailasn(548):")
.gif "وردة وردة*")