فاض الكيل وطفح.. فأين عقلاؤك يا مصر؟

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
لقد سقانا أهل السياسة ومدعو الفطنة والكياسة المر كاسات فى كاسات، وعشنا على أيديهم عامين من الذل بأشكاله وألوانه، وتسببوا فى مجاعة محتملة وفقر مدقع قادم لا محالة، وكانوا آلة الخراب، التى دمرت كل جميل، وقتلت كل أمل، وقطعت كل خيوط الود بين الشعب، فعم الحقد والكره، وأصاب المرض النفوس، وأهانونا فى كرامتنا بين الشعوب حتى شمت بنا الأعداء وهنا على الأشقاء وتخلى عنا الأصدقاء، فهلا سكتوا بعض الوقت وأغلقوا أبواقهم برهة من الزمن، وغابوا عن عيوننا إلى حين وأجلوا مطامعهم وأحلامهم وتركونا نفكر فى قوت يومنا.

ولا أدرى أين ذهب عقلاء مصر مما يحدث الآن من تخريب وتدمير لمنشآت الدولة وإهدار لكرامة المصريين فى الخارج بسبب ما تتنافس فى نقله القنوات الإعلامية من واقع مرير نعيشه ويحزن قوبنا، أين عقلاء مصر كى ينقذونا من أزمتنا أين رجال الاقتصاد المصريين لماذا لا أرى لهم دورًا ولا أسمع لهم صوتا، والذى يظهر منهم يخرج لينتقد السياسات ويهدم ما يراه غيره صحيحا، دون أن يقدم لنا الحلول العملية العلمية الواقعية المتناسبة مع حالنا.

وأتساءل لماذا لا يتجمع كل المخلصين من رجال الاقتصاد فى مصر وفى خارجها فى مكان واحد وعلى مدار أيام متتالية لمناقشة الحالة والداء وعرض الدواء، على أن تلتزم الحكومة بما يصل إليه علماء مصر وأساتذتها، الذين علموا العالم وفشلوا فى أن ينقذوا وطنهم، ولعلها تكون بداية لنهاية ذلك المرار الطافح.

وأعيد السؤال أين عقلاء مصر؟ أين رجال الدين وأين كلمة الحق التى من المفترض أن تجرى على ألسنتهم، فإنى أراهم مختلفين أكثر من الساسة، مع أن الأصل هو الاتفاق، وتاهوا بنا فى مدارات أصعب من أن نفهمها وخرجوا علينا دون أن يشفوا صدورنا أو يمنحونا الجواب الشافى، وأسأل أين دورهم فيما يحدث، ولماذا لا يجتمعون ويقولون كلمة تلتزم بها الأمة ويلتزم بها السادة الطامعون من الساسة، ومن يخرج عن قرارهم يحاسب ويعاقب ويطرد من لستة شرفاء الوطن.

فلا يكفى أن يطرح العلماء المبادرات ويظلوا يتفرجون على مصر وهى تحترق وتغرق وأقول لكل عالم دين وخطيب فى مسجد وإمام للمصلين أين أنتم مما حدث فى بورسعيد والسويس والمحلة وطنطا والزقازيق والإسكندرية، والقاهرة، إنكم عاجزون عن وقف نزيف الدم بين الشباب ووقف أعمال العنف والتخريب للمنشآت لماذا لا تتحركون جماعات فى بؤر الصراع لتخمدوها وتعلموا الشباب كيف يكون التظاهر وتعلموا البلطجية أن الرجولة ليست برفع السلاح على الأخ ولا سرقته ونهب ماله ولا قتله بالأجر لصالح الفلول.

وأقول لرجالات الإخوان والسلفيين لقد كان حلم المصريين فيكم كبيرا وأملنا بكم كان واسعا وعريضا، ولكن الإعلام والفلول هزموكم شر هزيمة، وأظهروكم فى صورة العاجز المكبل الفاشل تتفرجون كغيركم دون أن تقدموا لمصر شيئا سوى الكلام حتى أن الشارع لفظ كثيرا منكم، فهلا تحركتم ورفعتم القيود عن أيدينا وأرجلنا وسرتم بنا إلى طريق النجاة؟

وأقول لكل من دعا إلى مظاهرة وشارك فى تأليف اسم جديد لكل جمعة ومليونية، ألم تشبع بعد مسيرات وهتافات ومظاهرات، ألم يكفك ما يحدث من تخريب ودماء وصور سيئة عن مصر، ألم يكفك ما حدث ويحدث بعد كل مسيرة من وجود للمخربين والبلطجية، أهذه هى مصر التى ترغبون أهذه هى الحرية المطلقة التى لا حد لها ولا وصف، والتى تطلبون، أهانت مصر عليكم لهذا الحد، حتى صارت خرابا وبقايا متناثرة الأشلاء، كفاكم بالله عليكم إن كنتم تحبونها أما إن كان غير ذلك فأكملوا مسيرات الخراب ومظاهرات الندامة ولتمت مصر ولتبقوا أنتم مكافحين شرفاء لطرد المغول والتتار.

وأقول للسيد الرئيس كفى تأخرا فى القرارات نريد حسما وحزما وتطبيقا للقانون وقطع يد كل من تمتد إلى بلادنا بسوء دون رحمة أو شفقة أو خوف من منظمات حقوق الإنسان ومدعى الحريات والحقوقيين الذين يتحدثون بالباطل ويزهقون الحق، فلقد مل الشعب وطفح كيله فكن رئيسا بحق واقتص من كل البلطجية واقبض على كل المخربين، واتخذ قرارات حاسمة فى مجالات الاقتصاد ليشعر الشعب بالأمل فى التغيير وعندها سيكون خلفك ويقضى هو على كل من يعطل مسيرته ونجاحه.
 
أعلى