فرنسا: جدل بشأن زعامة حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
يصف العديدون المنافسة على تولي زعامة حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية "بحرب أهلية" تعصف بالحزب الفرنسي.
فمنذ اعتزال الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الحياة السياسية في اعقاب هزيمته في انتخابات الرئاسة الفرنسية في مايو/أيار امام الرئيس الحالي فرانسوا أولوند، أصبح الحزب الذي كان يتولى زعامته بلا قيادة بل ويترنح.​
وسيختار الأعضاء أحد مرشحين هما رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون وأمينهم العام حاليا جان فرنسوا كوبي.​
ويتمتع كلا الرجلين برؤى مختلفة للغاية من حيث توجيه الحزب.​
فهذا التنافس نسخة متطابقة للجدل الذي احتدم داخل الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة: سواء أكانت كفة الميزان تميل لسعي اليمين الى التعافي من هزيمته أو الى الوسط بصورة تبدو غير مقنعة الى حد ما.طرز مختلفة
ترجح الاراء أفضلية كفة فرانسوا فيون، رئيس الوزراء خلال فترة ولاية نيكولا ساركوزي، لتولي رئاسة الحزب.​
فخلال فترة خدمته كان فيون بمثابة بطانة مثلى للرئيس الفرنسي السابق نظرا لتمتعه برأي سديد وضبط النفس فضلا عن الشعبية التي يحظى بها لدى طائفة عريضة من المجتمع.​
لذا يخالج فيون شعورا واثقا بالفوز من الحصول على تأييد ناخبيه الذين تخلوا عن حزبه خلال انتخابات الرئاسة لصالح الاشتراكيين.​
من جهة اخرى يتمتع خصمه جان فرانسوا كوبي بمزيج مختلف من قيم اليمين.​
فهو يتمتع بنزعة الى التنافس، على نحو مغاير لما كان لدى الرئيس السابق ساركوزي، حيث انه لم يخجل من مغازلة الناخبين الذين اجتذبتهم تصريحات مارين لي بن وحزب الجبهة الوطنية اليميني المتشدد.​
وقد يتفق في وجهة نظره مع فيون فيما يتعلق بقضايا اوروبا والاقتصاد، لكن فيما يتعلق بالهجرة والاسلام والتحديات التي تواجه الضواحي فهو أكثر استفزازية.​
وتزعم مجلة "لو نوفال اوبسيرفاتور" ان اعضاء الوسط حزموا امتعتهم بالفعل للمغادرة حال انتخاب كوبي. ويقول انصاره انه على اتصال اكثر بما يقلق الناخبين العاديين.​
الجدير بالذكر أن كوبي طرح في الشهر الماضي "قائمة اليمين بدون عقدة"، حيث يزعم ان العصابات في الضواحي الفرنسية تساند "العنصرية ضد البيض".​
واذكت تعليقاته السخرية لدى بعض الدوائر الصحفية. فخلال الاسبوع الجاري اثار وزير الداخلية الفرنسي الجديد مانويل فالس غضب البرلمان عندما زعم بان مثل هذا الحديث من جانب اليمين أدى الى انقسام البلاد.​
وهناك ايضا اخرون داخل حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية ممن يعتقدون ان ذلك يؤدي ايضا الى انقسام حزبهم، حيث وصف فرانسوا باروان، وزير المالية السابق في حكومة ساركوزي الذي يساند فرانسوا فيون، ذلك بـ"سام وخطير".​
وسوف يكشف لنا التصويت الاسبوع الجاري الكثير عن اتجاه هذا الحزب. فهل سيظل حزبا يتمتع بنفس الصورة التي تأسس عليها من قبل شارل دي جول؟ ام شئ اخر لليمين.ساركوزي ثانيا؟
سيختار نحو 300 ألف عضو لدى حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية زعيم حزبهم، واذا انتخب فيون حتى ولو كان ذلك بأغلبية معتدلة، فسيغتنم فيون وانصاره ذلك كدليل على الرغبة في الميل الى حزب اكثر اعتدالا.​
هل يعني ذلك ان أي كان الفائز سيخوض سباقا على تولي رئاسة لفترة خمس سنوات امام الرئيس أولوند؟ ليس ذلك بالضرورة.​
فإن فاز فيون فسيكون هذا جل ما يسعى اليه، اما ان فاز كوبي فلن يستبعد مساندة قرار عودة متعذرة لنيكولا ساركوزي.​
يعيش الرئيس الفرنسي السابق حالة نفسية تتسم بالنشاط، لكن هناك مشكلة: هي ان قاضيا في بوردو يحقق حاليا في علاقته مع ليليان بيتنكور وريثة أعمال لوريال لمستحضرات التجميل.​
فثمة اتهامات بأن ساركوزي قبل بصفة شخصية تمويلا من اسرة المليونيرة بيتنكور لتمويل حملته الانتخابية عام 2007، مقابل خفض هائل للضرائب حال توليه منصبه.​
ونفى ساركوزي في وقت سابق الاتهامات المنسوبة اليه.​
وان ثبت ذلك فستكون النهاية، غير ان جميع المحادثات داخل الحزب تشير الى انه يستعد للعودة.​
ويمثل تراجع شعبية الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في ظل كل هذا الاضطراب الايجابية كبرى للحزب، في الوقت الذي يبذل فيه أولوند قصارى الجهود لتفادي ركود اقتصادي.​
وربما يتعين على زعيم الحزب في البداية تناول المشكلات المالية للحزب وليس فقط التصدي لديون البلاد.​
وبحسب أسبوعية "لو كانار انشان"، يعاني الحزب من عجز بقيمة 50 مليون يورو.
 
أعلى