فعلها السلفيون.. فهل ستفعلونها؟!

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
فجرَ الثلاثاء، ظهر على الناس بيان رابطة شباب الدعوة السلفية فى صفحتها الرسمية، ناقدًا تصرفات بعض الذين ينتسبون إلى الدعوة، وهم لا يحسنون إلا تنفير الناس من هذه الدعوة!

ونُشِر البيان، وتناقلته صفحات كثيرة لا تُحصى، لما فيه من نقد ذاتى لا يعترف بسياسة "الغرف المغلقة" التى تمارس الصمت البارد إزاء المنكر الذى يصدر ممن ينتمى لفكرتها أو حزبها أو تيارها، بينما هى نفسها التى تمارس الصوت العالى، والهجوم الأرضى والورقى والفضائى على شىء ربما لم يكن ثابتًا فى أصله!

هذه الرابطة التى تتكون من مجموعة مؤثرةٍ من الشباب لا ينتمون لأحدٍ هنا أو هناك، كانت مثالًا حيًّا على تمتع شباب التيار الإسلامى بقدرة رائعةٍ على ممارسة النقد، ومواجهة النفس، وإصلاح الخطأ، وتعيين المخطئ ولو كان كبيرًا عند الناس؛ لأن العقلية التى تربت على تعظيم النص، واتباع الدليل، والقيام فى الصلاة بـ: "إياك نعبدُ وإياك نستعين" لن تنقلب يومًا إلى عقلية تابعةٍ ذليلة مسلوبة الإرادة، كما يردد كهنة الليل فى فضائيات التلفيق والتزوير!
وهذه العقلية تمارس النقد معتصمةً بالأدب الرفيع، والخطاب المتوازن، واللغة السامية المؤسسة على الحجة والبرهان، وقول الحق، ولو على النفس!

وهى تمارس هذا النقد/أيضًا، مع علمها بطبيعة المرحلة، وتربص الكارهين الذين يتلهفون على رصد أخطاء التيار الإسلامى وتضخيمها، ودعوة رموز الديمقراطية ودعاة الحوار/!!/ لكى يمارسوا " التصفية الأخلاقية" يوميًّا على شاشات الفضائيات!

والمطالع لهذا البيان الذى كتبه هؤلاء الشباب- وهم فى العشرينات والثلاثينات- يدرك أن كثيرًا من التصورات الذهنية فى نفوس كثيرٍ من الناس لا علاقة لها بالواقع الدعوى والعلمى والمعرفى المتنامى بديناميكية هائلةٍ فى الحركة الإسلامية، وأن الصورة المصطنعة عن هذه النخب الشبابية إنما صُنِعَت فى عقول أصحابها الذين يُطلقون الكذب، ويحشدون الأدلة على صدقه!!

وهذا الخطأ الذى نستنكره من بعض الذين ينتمون للحق الذى أحمله، لن يجعلنى يوما مصفقًا للباطل، أو راضيا به، لأننى انتقدت بعض المنتسبين للحق، بل سأكمل الحق، وأبلغه بالحق الذى كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم.

ولى كشاب يشرف بالانتماء لهذا الرابطة أن أتساءل عن النقد الذاتى الذى تمارسه التيارات والفصائل الأخرى فى هذا الوطن الممتحن بأبنائه: أين هى صور هذا النقد الذاتى؟ وهل تُمارَس علانيةً كما يمارس قطاعٌ عريض من التيار السلفى- لاسيما الشباب- هذا النقد علانية؟!

وهل يستوى هذا النقد ـ إنْ وُجِدـ مع أطنان النقد والنقض الموجه للتيار الإسلامى كله؟!
وهل سعوا إلى تأسيس لغةٍ جديدةٍ فى الحوار والنقاش والرد والرفضِ غير اللغة التى لا تعرف سوى صوت الفئوس والمعاول: بالهدم والتشويه والكذب والسب والقتل المعنوى الذى كان خطوة لممارسة التصفية الجسدية فى أرض الواقع فى أيامنا الماضية؟!

وهل يمارس الساسة ومَن يتبعهم من الشباب فى الكيانات الأخرى هذا الصدق الذى لا يلتوى، والوضوح الذى لا يعرف المداهنة والنفاق، لاسيما وأن بيان الرابطة تحدث عن لغةٍ بذيئةٍ لم تكن يومًا من الأيام لتساوى جريمة استعداء الغرب على الوطن الذى نحيا فيه، والتحريض على قطع المعونات، أو المتاجرة بأفران الغاز الهتلرية للطعن فى التأسيسية، أو اصطناع نصوصٍ مكذوبة وترويجها بين الناس باعتبارها دستورَ مصر الجديد، أو محاصرة بيوت الله واقتحامها، أو إشعال الحرائق فى المقرات والمؤسسات، أو المصالحة والتوافق والتنسيق مع الذين كانوا جزءًا من معبد النظام القديم الذى قامت الثورة على هدمه وتحرير مصر من طغيانه..وهى جرائم تستحق ترسانةً ضخمةً من النقد لم نجد منها شيئًا فى واقع التيارات الأخرى للأسف!

ونحن فى وطن لا يحتمل التجارة السياسية التى لا تعترف سوى بالأنا، وتعتمد مبدأ: ما أريكم إلا ما أرى، بل لا بد من المراجعة ورفض الباطل، ونبذ الخطأ واستنكار الجريمةِ من الجميع وتفعيل الأصل الأخلاقى فى الإنصاف من النفس والآخرين، وقد فعلها السلفيون، تعظيمًا للشريعةِ ورعايةً لمصر؛ أيقونة العلم والحضارة والتاريخ، والكرة الآن فى ملعبكم: فأرونا ماذا لديكم إن كنتم صادقين!
 
أعلى